صحيفة تركية: هكذا ساهمت الخرافات الدينية بانتشار كورونا

12

طباعة

مشاركة

انتقدت صحيفة تركية، طريقة تعامل الطوائف الدينية المختلفة مع انتشار فيروس كورونا، مبينة أنها تستند في محاربة الجائحة إلى شيء من الخرافات والبدع، لا إلى قواعد صحيحة وراسخة نص عليها الدين الإسلامي.

وقالت الكاتبة هلال كابلان في صحيفة صباح: إن الهجوم مستمر على الدين الإسلامي، وسط تفشي كورونا، وسردت أمثلة من عدة دول.

وعلقت على الأمر بالقول: "لقد أجبر كورونا العالم برمته لأن يأتي جاثيا على ركبتيه. لقد رأينا كيف بدا العالم الفسيح صغيرا وعاجزا أمام الفيروس وهو الذي لا يرى حتى بالعين المجردة، وذكرنا أن نشكر الله على النعم التي أغدقت علينا، وأصابنا في أنانيتنا". 

طقوس دينية

وتواصل الكاتبة: "على الرغم من اختلاف الآثار الدينية من مجموعة لأخرى، لا يمكن النظر بنية إيجابية لمن يواصل هجومه على الإسلام بل وبإصرار". 

وتابعت: "انظروا إلى كوريا الجنوبية على سبيل المثال، تشير التقديرات إلى أن نصف الحالات في البلاد أصيبت خلال صلاة جماعية لطائفة دينية تتبع ما يعرف بكنيسة المسيح شينشونجي".

كما ترفض المرأة الموصوفة بـ"المريض 31" الخضوع للاختبار بالرغم من أنها تعاني من الحمى وتؤدي في المقابل أربعة طقوس، وفق الكاتبة.

وأضافت أن من أحد الأمثلة، صرخة لشاب مسيحي في ميدان التايمز الشهير وهو يقول: "لقد سيطرتم على العالم لكن فقدتم أرواحكم.. توبي إلى الله يا نيويورك".

وأردفت: "يقال إن كاهنا أسقفيا في العاصمة الأميركية واشنطن أصاب حوالي 500 شخص خلال طقوس مشابهة". ومن المعروف أن البابا وصف إغلاق جميع الكنائس في الأيام الأولى للفيروس بأنه "رد فعل مبالغ فيه".

في إيران، تقول الكاتبة: "شاهدنا صورا لبعض الطوائف الشيعية التي ردت بشكل كبير على تقليص زيارة الأضرحة، بل إن البعض منهم خالف القرارات وذهب بالفعل للزيارة والدعاء بنية الشفاء وغيرها من النوايا".

وأضافت: "لقد رأينا مقاطع فيديو للهندوس الذين يصرون على الاحتفال بعيد ديني في الهند وكيف قلبوا قواعد المسافة الاجتماعية رأسا على عقب على الرغم من تحذير الحكومة، بل وألقوا التحذير وراء ظهورهم ونشرت مواقع التواصل صور الآلاف من هؤلاء وهم يشربون بول البقر بنية الشفاء".

ومع الأسف، تضيف الكاتبة: "هذه الخرافات ليست في الهند وحدها بل حتى في الولايات المتحدة حيث عشرات الآلاف في ولاية تكساس يعتقدون أن مقدم البرامج التلفزيوني الأميركي المشهور كينيث كوبلاند يشفي جمهوره من خلال الإمساك بيده عبر مدها صوب الشاشة وهو يقول لمشاهديه من الجهة المقابلة إننا نطرد الفيروس باسم الله"، وفق اعتقاده.

ساهموا بانتشاره

كما يذكر أن بعض الناس من الجالية اليهودية الأرثوذكسية الذين يعيشون في بروكلين لم يلغوا احتفالات زفافهم على الرغم من الحظر الذي فرضته ولاية نيويورك، مما قدم "مساهمة" كبيرة في انتشار الحالات في المقاطعة. 

كما أن البعض رفع شعار "الفيروس لا يصلي لي، دم اليسوع يحميني" وهذه العبارات جعلت 14 ولاية (في أميركا) تستثني قرار إغلاق الكنائس فيها.  وقد قالت تقارير: إن هناك جهلا بحقيقة الفيروس أيضا في دوائر كاثوليكية يمينية في الولايات المتحدة وإيطاليا. 

وبالنظر إلى إلغاء الفعاليات الدينية في إيطاليا حتى أوائل أبريل/نيسان 2020، فإن هناك من بات يُروج للعمل الكنسي السري، وهو ما يذكر بالمقاومة المسيحية في الأوقات المظلمة للشيوعية.

في العالم الإسلامي فإن أكبر حادثة ساهمت في انتشار الفيروس هي الاحتفال الديني الذي استمر أربعة أيام في ماليزيا بمشاركة 16 ألف شخص، في أحد مساجد كوالالمبور من 27 فبراير حتى 1 مارس/آذار 2020.

وفي ذلك الوقت كانت السلطات تفكر بالفعل في غلق المساجد لكنها كانت مترددة ومتخوفة من رد فعل الناس. ولم تكن هناك حالات إصابة بالفيروس كبيرة في ماليزيا قبل هذا الاحتفال.

وبعد هذه الأيام الأربعة زاد عدد الإصابات بشكل واضح. وكنتيجة لذلك اضطرت ماليزيا إلى غلق الحدود وإغلاق المدارس والجامعات والكثير من الشركات والمساجد أيضا.

أما تركيا فكانت من الدول الأولى التي سارعت إلى أخذ ما يلزم من تدابير سواء على صعيد الدول الأوروبية أو حتى الإسلامية، وكان من بين هذه الإجراءات إغلاق المساجد وإيقاف صلاة الجمعة.

وذكرت الكاتبة بحديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي يقول: "إذا سمعتم بالطاعون بأرض فلا تدخلوها وإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا منها". وعقبت: "هذه مسؤولية كبيرة يجب التذكير بها حماية لنا ولنسلنا ولمستقبلنا".