"تسامح كاذب".. هكذا فضحت معتقلة إماراتية الوجه الآخر لأبوظبي

أبوظبي- الاستقلال | 4 years ago

12

طباعة

مشاركة

تداول رواد موقع "تويتر"، تسجيلا صوتيا للمعتقلة الإماراتية أمينة العبدولي، المعتقلة منذ 2015 بتهمة "الترويج للإرهاب"، كشفت فيه دخولها بإضراب عن الطعام منذ 23 فبراير/شباط الماضي، احتجاجا على سوء معاملتها وفتح قضية جديدة ضدها.

وأوضحت العبدولي أن تلك القضية بسبب التسريبات السابقة لها التي ناشدت فيها منظمات حقوق الإنسان بالتدخل لوقف الانتهاكات ضدها، مشيرة إلى أنها تم معاقبتها هي والمعتقلة مريم سليمان، بإدخالهم إلى السجن الانفرادي حتى تاريخ 12 مارس/أذار 2020.

وأضافت المعتقلة بسجن الوثبة بأبوظبي، أن أهلها تفاجؤوا بإضرابها لأنهم كانوا تواصلوا مع إدارة السجن وأبلغتهم بأنها بخير وأن الاتصال انقطع لأسباب أخرى،  مبينة أنها دخلت الآن الشهر الثاني من الإضراب وسط إهمال تام لحالتها الصحية.

ولفتت العبدولي إلى أن آثار الإضراب واضحة عليها مثل فقدان الكثير من الوزن والإرهاق ونحوه، موجهة نداء استغاثة لمنظمة العفو الدولية وجميع منظمات حقوق الإنسان بالتدخل، والإفراج عنها ولم شملها بأولادها الخمسة خاصة بعد الجائحة العالمية ووباء كورونا.

قصة المعتقلة الإماراتية وما تتعرض له من انتهاكات حقوقية وتنكيل متعمد أثارت غضب الناشطين على "تويتر"، وطالبوا عبر وسمي #رسالة_أمينة، و#أمينة_العبدولي، بالإفراج الفوري وغير المشروط عنها وعن جميع معتقلات الرأي بالإمارات، مستنكرين حدوث ذلك في دولة تدّعي التسامح.

حقيقة الإنسانية

وسخر ناشطون من خلال إطلاق الألقاب المختلقة على دولة الإمارات التي توحي بأن الأوضاع الحقوقية والإنسانية بأبهى صورها، في حين يكشف التسريب الوجه الآخر لها وحقيقة ممارسات السلطات الأمنية وانتهاكاتها بحق المعتقلات.

ولخّص الصحفي السعودي المعارض تركي الشلهوب ما تعرضت له "العبدولي" من انتهاكات بدنية ونفسية، متسائلا: "هل هذه هي دولة سعادة أم دولة تعاسة؟!".

وأكد الناشط الحقوق الإماراتي إبراهيم آل حرم، أن "#رسالة_أمينة تفضح كل مستحضرات التجميل، التي قامت بها قيادات الإمارات في فترة كورونا لكي تظهر بمظهر الإنسانية.. الإنسانية تبدأ من السجون التي تنتهك فيها كرامة الإنسان".

وتساءل القائمون على حساب "المواطنون السبعة" قائلا: "كيف يكون الظلم، وكيف يغيب العدل وتنعدم الإنسانية؟"، مشيرين إلى أن "#أمينة_العبدولي معتقلة في الوثبة ناشدت رئيس الدولة خليفة بالتدخل لإنقاذها من الحجيم ليكون عقابها مضاعفا، بتلفيق تهم وزنزانة انفرادية، ومضربة عن الطعام وأمنيتها واحدة احتضان أبنائها الخمسة قبل أن يصل وباء كورونا".

دعوات للتسامح

وطالب ناشطون بالتسامح مع أمينة وإطلاق سراحها، خاصة أن كل الأسباب التي تدعو إلى ذلك متوفرة في حالتها، مستنكرين إطلاق لقب "دولة التسامح" على الإمارات في الوقت الذي تتعسف فيه مع المعتقلات.

ونقل الناشط الحقوقي حميد النعيمي رسالة أمينة العبدولي، وعلق عليها بالقول: "إنها تفضح بلد التسامح". وأضاف: "المضربة عن الطعام من فبراير، ها هي تناشد العالم أن ينقذها من هول السجون والانتهاكات المتكررة، تشتاق لأبنائها الخمسة، تشتاق لعدالة لم ترها منذ أن أودعت المعتقل دون ذنب وبصوتها تحكي معاناتها".

وأكد في تغريدة أخرى أن كل مسوغات التسامح تجمعت في #رسالة_أمينة، حيث أنها "إمرأة ومعذبة ومريضة ومظلومة وأم لخمسة أبناء وضعيفة المناعة ومهددة بقضية جديدة، وفي زمن كورونا وتتعرض لانتهاكات لا تتوقف وآلام تتجدد، وأن واحدة منها تكفي لإطلاق سراحها، فكيف وهي مجتمعة؟".

وسخر ماجد البلوشي في تغريدة على "تويتر" قائلا: "التسامح العجيب الذي يطال الجميع عدا الامارتيين".

وتساءل الناشط محمود: "#معتقلات_الإمارات إلى متى يستمر اعتقالهن وتعريضهن للأذى في دولة تدّعي التسامح والسعادة". وأضاف: "فالتسقط كل المهاترات الإعلامية ولتمنح المعتقلات الحرية".

وحذر ناشطون من وقوع كارثة بين المعتقلين والمعتقلات في سجون الإمارات، خاصة في ظل أزمة كورونا، فضلا عن وقوع حالات وفاة بين المعتقلات الإماراتيات بسبب الإهمال الطبي، إذ كتب مروان الظنحاني: "أنقذوا #أمينة_العبدولي قبل فوات الأوان قبل الكارثة #رسالة_أمينة".

جرائم ابن زايد

وصب ناشطون جام غضبهم على ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد، مواجهينه بحقيقة ما تتعرض له "العبدولي"، ووضعها الصحي والنفسي، ومذكرينه بالعلاقات الدبلوماسية التي يعقدها هنا وهناك مع دول اغتصبت أرضه كإيران، ورؤساء قتلوا وانتهكوا حقوق شعوبهم كبشار الأسد.

ونشر نظام المهداوي رئيس تحرير صحيفة "وطن يغرد خارج السرب" صورة ابن زايد وخاطبه قائلا: "اخجل قليلا على نفسك وأفرج عن المعتقلة الإماراتية #أمينة_العبدولي".

وأضاف: "إنها سيدة مريضة لن تهز عرشك الذي بنيته على دماء الأبرياء ثم فلقت رؤوس البشر بالفائض الكبير لإنسانيتك وتسامحك وأنت لا تتسامح إلا مع الطغاة أمثالك. افرج عنها وتصرف مرة واحدة كالرجال".

وأشار حازم القيشي إلى أن "محمد بن زايد ما يزال ينكل في أمينة العبدولي الأم ذات الأطفال الخمسة في السجن ابنة العقيد ‏الركن الشهيد محمد العبدولي الذي كرمه الشيخ زايد شخصيا".

رسائل للسلطات

وبعث ناشطون رسالة "العبدولي" إلى السلطات الحاكمة عبر الإشارة لحسابات الدولة الرسمية على تويتر "Mention"، مؤكدين أن الوقت حان لإحياء ضمائرهم والعفو عن المعارضين وسماع أصواتهم.

ووجه حمد الشامسي #رسالة_أمينة العبدولي- التي أرسلتها إلى الشيخ خليفة بن زايد رئيس الدولة في فبراير/ شباط ٢٠١٩ -إلى الشيخ سيف بن زايد بصفته وزيرا للداخلية والمسؤول عن المنشآت الإصلاحية، متمنيا أن تكون رسالتها سببا في إنهاء معاناتها ومعاناة أبنائها الخمسة.

وأعادت عواطف نشر تغريدة "الشامسي" موجهة رسالة #أمينة_العبدولي للشيخ خليفة بن زايد وإلى #الحكومة_الإماراتية للإفراج الفوري عن أمينة وإعادتها لابنائها الخمسة قبل كارثة كورونا، قائلة: إنها فرصة للتسامح والتصالح لحفظ ماء الوجوه، فمن شيم الرجال العفو عند المقدرة، ومن أقبح أنواع الظلم ظلم الضعيف.

وأكد الصحفي المصري محمد نصر، أن #رسالة_أمينة هي نداء استغاثة لكل من له قلب وعقل وضمير. آن الأوان أن يتم الاستماع لصرخات المظلومين بدلا من أن تتفنن الأنظمة العربية في إفناء أعمار المعارضين داخل السجون! من حق #أمينة_العبدولي أن تضم أطفالها الخمسة، الحرية لها ولكل المعتقلين قبل الكارثة.

عقاب مضاعف

واستهجن ناشطون أن تكون مناشدات "العبدولي" للمنظمات الحقوقية سببا في وقوع المزيد من الانتهاكات بحقهم، معتبرين ذلك جبنا من السلطات الأمنية خشية افتضاح تجاوزاتها.

وقالت جنان المرزوقي: "خافوا من مناشداتها لأنهم يعلمون أنها على حق فجرموها لمطالبتها بأبسط حقوقها التي يكفلها لها القانون ورأوها تستحق الحبس الانفرادي وتغاضوا عن كل ما تمر به من إهمال صحي وإنهاك نفسي وجسدي". وطالبت "بإرجاع #أمينة_العبدولي لأطفالها وكف الأذى عنها وعن جميع السجناء".

واعتبرت أن #رسالة_أمينة اليوم صوت لكل سجناء الرأي. أغلبهم إن لم يكن جميعهم يمرون في ظروف مشابهة وأصعب، لكنهم لا يملكون القدرة على إيصال أصواتهم، فالمكالمات والزيارات مراقبة، والتهديد بقطعها وبالحبس الانفرادي وغيرها الكثير من التهديدات مستمرة.

ونشر ناصر بن فاضل استغاثة "العبدولي" الجديدة، موضحا أنها قالت في رسالتها السابقة: إن "من المؤسف أن لا نجد أي تحرك لوقف هذه الانتهاكات التي تحدث بحقي، إضافة إلى أن السجن يبعد مسافة بعيدة عن محل أسرتي وأولادي في الفجيرة مما يضاعف مشقة العناء الجسدي والنفسي لزيارتي".

معاناة المعتقلات

وحرص ناشطون على فضح الانتهاكات التي تمارسها السلطات الإماراتية بحق المعتقلات وما يتعرضن له من معاناة داخل السجون، إذ نشر عبدالرحمن عبيد إنفوجراف يوضح ما يتعرضن له من تعذيب نفسي وجسدي وانتهاك لحرمة البيوت وضرب وسب أثناء التحقيق والحرمان من الاتصال والزيارات، وحرمان من الرعاية الصحية، وانتشار الأمراض والحشرات، واكتظاظ عدد السجناء، وحبس إنفرادي.

وعقّب عبيد قائلا: "اعتقال في وقت متأخر وسرية تام أثناء التفتيش وإهانة الكرامة الإنسانية هذه قوات أمن دولة التسامح".

ونشر حازم القيشي الإنفوجراف ذاته، معلقا: "تخيلوا أن كل هذه الانتهاكات موجودة ثم يخرجوا علينا بدعاية التسامح؟؟ عجزنا عن التعبير أمام نفاقكم وكذبكم وتدليسكم".