مع تفشي فيروس "كورونا".. 3 سيناريوهات مخيفة تواجه ألمانيا

12

طباعة

مشاركة

تحدثت صحيفة حرييت التركية عن ثلاثة سيناريوهات محتملة في ألمانيا، البلد الاقتصادي القوي عقب انتشار فيروس كورونا، وتسجيل عشرات وربما مئات الإصابات بشكل يومي، الأمر الذي سيؤثر قطعا على حركة الاقتصاد والحياة في البلاد.

وقالت الصحيفة: إنه "لم يتغير شيء في هذه الدنيا؛ إذ لم تصل البشرية بعد لعلاج ضد فيروس كورونا ولا لقاح، على الرغم من أن الجميع يسعى لابتكار ذلك بالفعل".

لذلك، أكثر الآراء تفاؤلا، تقول إنه وبالكاد يمكن التوصل إلى مصل مع العام 2021. وفي المقابل ثمة بعض العلاجات التي تستخدم لأمراض مزمنة، تجدي نفعا في مقاومة هذا الفيروس يستخدمها البعض كما يعلن بين الفينة والأخرى.

وقال الكاتب يالتشين بايير في مقالة له بالصحيفة: "ما يقع علينا هو الالتزام بما يقوله الخبراء، وتطبيق توصياتهم واحدة بواحدة والأخذ بكافة التدابير والاحتياطات وإلا فإن الكثير من الأحباب والأقارب سنفقدهم بسبب هذا الفيروس".

وذكر أن "الفيروس ينتشر بسرعة جنونية، ففي يوم واحد، ارتفعت حصيلة الإصابات في ألمانيا 4500 شخص فيما فقد 583 أرواحهم بسببه. وهذا ما لدينا فقط دون تفاصيل إضافية عن أماكن انتشار الوباء من ناحية المدن أو غيرها".

وكما تقول المصادر، فإن ألمانيا تبحث عن لقاح للمرض بأسرع وقت ممكن، سيما وأن الفيروس يضرب الاقتصاد هناك بقوة وبدأ الصناعيون والدوائر الاقتصادية في إثارة القضية قائلين: "حياة الإنسان مهمة، لكن الاقتصاد أيضا مهم"، في وقت أكدت فيه المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أنه لا سبيل سوى الانتظار حتى 20 أبريل/ نيسان 2020. 

وأعدت وزارة الداخلية الألمانية تقريرا مؤلفا من 17 صفحة في 18 مارس/آذار 2020، تحت اسم "إستراتيجية كورونا". وهذا التقرير  سري لكنه تسرب بطريقة ما إلى الصحافة وقد أكدت الوزارة صحته مؤكدة أنه ليست هناك فرصة لمناقشته مع الجمهور. وبناء عليه جرى إعداد 3 سيناريوهات مقترحة. 

3 سيناريوهات

الأكثر سوءا هو أن يستمر انتشار الفيروس وبسرعة، ومع نهاية شهر "مايو/أيار" يكون قد أصاب 70% من السكان، وسيخضع بناء عليه 350 ألف شخص للعناية المركزة. وبناء عليه، ولعدم وجود أماكن لهم في المستشفيات، سيفقد نحو 1.2 إلى 2 مليون شخص حياتهم.

السيناريو الثاني، هو توقف انتشار الفيروس بسرعة لتستمر العدوى ولكن ببطء. وبحلول منتصف أبريل/نيسان 2020، سيتضاعف عدد المصابين خلال 9 أيام وسوف يصاب 20 ٪ من السكان وبناء عليه يقدر عدد الوفيات بـ220 ألفا، وعليه من المهم مواصلة التدابير الاحترازية لمدة لا تقل عن 7 أشهر. 

وفقا للسيناريو الثالث، على الرغم من أن عدد الاختبارات ليس سهلا، قد يصل عدد المصابين إلى 200 ألف، وسيتم الكشف عن هؤلاء وجهات الاتصال الخاصة بهم من خلال تطبيقات وسيتم عزلهم إما في منازلهم أو في مراكز الحجر الصحي؛ وسيعود الباقي إلى الحياة الطبيعية على الفور، وستتم إزالة القيود المفروضة.

في هذه الحالة يقال إن عدد المصابين يمكن أن ينخفض إلى مليون والوفيات إلى 12 ألفا. ولكن لهذا، يستوجب وجود تأييد كبير من الرأي العام لدعم اتباع الإجراءات المطلوبة.

ومن ذلك بحسب الكاتب الحديث مع الشباب وتنبيههم لضرورة اتباع ما يلزم من إجراءات، سيما وأن الفيروس ليس عاديا، وأنه قد يكون هناك ضرر دائم للرئة، حتى لو لم يكونوا مصابين بشكل خطير.

في التقرير، جرى حساب أنه "إذا قضي على انتشار الوباء بنجاح، فإن الناتج القومي الإجمالي سينخفض بنسبة 4 ٪. وفي أسوأ السيناريوهات سينخفض بنسبة 32 ٪. وأشار التقرير إلى أنه بمجرد انتهاء الفيروس، ستنتقل الدولة مرة أخرى من نقطة مختلفة. وأعرب الكاتب عن أمله ألا تواجه تركيا مثل هذه السيناريوهات المخيفة.

كذبة نيسان

وتطرق الكاتب إلى الشهر الراهن، وعادة "كذبة نيسان" وأن الأمر لا يندرج تحت الفكاهة والسخرية، بل يحمل في طياته بعدا أعمق من ذلك. 

وفي هذا السياق، أصدر 11 رئيس بلدية كبرى في تركيا من عناصر حزب الشعب الجمهوري بيانا مشتركا دعوا فيه إلى "عودة السلطة عن أخطائها"، وذلك عبر فرض حظر التجوال لمواجهة كورونا.

وبعد أن ذكروا في بيانهم أن هذا القرار سيزيد من إيذاء المواطنين الذين ينتظرون المساعدة، أضافوا: "نتحدث والألم يعتصر قلوبنا، بينما ترتفع أعداد الضحايا بشكل يومي، ليس المجال مفتوحا لمناقشة من هو على صواب ومن هو على خطأ فليس الوقت مناسبا لذلك".

وتابع البيان: "ولا يوجد زمن لنستهلكه عبثا، نترك هذا لتقدير الجمهور ، ولا نريد أن يتم استخدام ذلك كأداة لخدمة أهداف سياسية. لدينا واجب مقدس ومشكلة مطلوب معالجتها بأسرع وقت، نود أن نعرب عن عزمنا تقديم جميع أنواع المساعدة لشعبنا وبكافة الطرق". 

ورأى الكاتب أن هذه الخطوة تأتي كالمزحة في حزب بات منقسما إلى طرفين أحدهما يساري أميركي والثاني ألماني، وفق تعبيره.