حقيقة كشفها "كورونا".. تركيا قلعة لصناعة الأجهزة والمستلزمات الطبية

أحمد يحيى | منذ ٤ أعوام

12

طباعة

مشاركة

قبل جائحة فيروس كورونا بسنوات، والحكومة التركية تعمل على مشروع صناعة الأجهزة والمستلزمات الطبية محليا، بعدما كانت تقوم باستيراد معظمها من قبل.

تطور أنقرة في هذه الصناعة انعكس بقوة على الاقتصاد التركي الصاعد، بالإضافة إلى الحفاظ على أمن أكثر من 80 مليون مواطن هو تعداد تركيا في مواجهة الأوبئة والأمراض، خاصة مع ظهور كورونا.

وفي إطار جهود الدولة لمحاولة احتواء تفشي الفيروس القاتل، أعلن الرئيس رجب طيب أردوغان في 27 مارس/ آذار 2020، أن "بلاده تملك أكبر عدد من أسرة العناية المركزة في العالم مقارنة بعدد السكان" قائلا: "قطعنا شوطا كبيرا فيما يخص إنتاج أجهزة التنفس".

أما الآن فهي تخطو خطى واسعة نحو الاكتفاء الذاتي في ذلك المجال، وتحولت إلى قلعة صناعية كبرى، من حيث صناعة الأدوات الطبية، وبدأت في تصديرها لنحو 70 دولة في العالم، لاسيما دول الاتحاد الأوروبي والشرق الأوسط.

2 مليون كمامة

القوة والسرعة التي ينمو بها سوق صناعة المستلزمات الطبية في تركيا، ترجمته المدارس الثانوية المهنية في 17 مارس/ آذار 2020، ومع استفحال جائحة كورونا على مستوى العالم، حيث بدأت مشروعا لإنتاج كمامات طبية، بعد زيادة الطلب عليها عالميا.

قررت وزارة التعليم التركية بدء الإنتاج التجريبي في 14 ولاية تركية، على أن يتم إنتاج الكمامات وفق معايير N95 المعتمدة طبيا، وقامت الوزارة بتوزيع استثماراتها في 37 مدرسة بإحدى وعشرين ولاية، لإتمام المشروع على أكمل وجه، وهو ما ظهر جليا عندما تم إنجاز  100 ألف كمامة كمرحلة أولية في الإنتاج خلال وقت قصير.

بعدها بدأت الوزارة في توسيع المشروع ليشمل 50 مدرسة ثانوية مهنية وتقنية في الأناضول، مستهدفة إنتاج مليوني كمامة شهريا.

ومن أبرز المدارس المهنية للتعليم الخاص، المشاركة في المشروع "مدرسة سيليفري عبد الله بيلغين غُل أوغلو إسطنبول" للتعليم المهني الخاص، ومدرسة "بورصا محمد تورون" للتعليم المهني الخاص، ومدرسة "بورصا حاجي محمد زورلو" للتعليم المهني الخاص. 

وجهة عالمية

في فبراير/ آذار 2017، أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وهو يفتتح أول مدينة طبية في تركيا بولاية مرسين، أن "بلاده تتفوق بمستويات عدة على كثير من دول العالم من حيث الخدمات الطبية سواء من حيث النظام أو الجودة".

وقال أردوغان: "تركيا تسعى لزيادة عدد المشافي لتصل إلى هدفها بحلول عام 2023 والمتمثل بتحقيق ما معدله 32 سريرا لكل 10 آلاف شخص، ما يعد رقما قياسيا من حيث سعة المشافي".

وفي أبريل/ نيسان 2019، صرح رئيس الاتحاد الطبي التركي، رشيد دينتش، أن "بلاده تصدر أجهزة طبية إلى 57 دولة حول العالم".

وأضاف: أن "دول الاتحاد الأوروبي تتصدر مستوردي المنتجات الطبية التركية، ومنهم ألمانيا وهولندا وبريطانيا وإيطاليا والبرتغال". 

وقال: إن "تركيا كانت تعتمد بشكل كبير على الاستيراد قبل عقدين، إلا أنها باتت اليوم تعتمد على الأجهزة المصنعة محليا بنسبة 60%".

وذكر أن " تركيا تستهدف الدخول في قائمة الدول الخمس الأكثر تصديرا للأجهزة الطبية بحلول عام 2023".

مدينة سامسون

سامسون هي عاصمة محافظة سامسون التركية، المطلة على البحر الأسود، ويصل عدد سكانها قرابة نصف مليون نسمة، وتتميز باحتوائها على العديد من المعامل المتخصصة بالصناعات الخفيفة، وجامعتين رئيسيتين، بالإضافة إلى ميناء إستراتيجي، لإطلالتها المتميزة على البحر الأسود.

منذ أكثر من 40 عاما، تتميز سامسون بصناعتها للأجهزة والمعدات الطبية ذات الجودة العالية، وحسب موقع هيئة الإذاعة والتلفزيون التركية "تي آر تي": "يعمل في هذا المجال بالمدينة، أكثر من 250 موظفا، وتعود صادراتها بنحو 8 ملايين دولار سنويا على الاقتصاد التركي".

ونقل الموقع عن رئيس جمعية الصناعات الطبية أحمد آي دمير قوله: إن "العديد من المنتجات الطبية تنتجها الولاية في المنطقة الصناعية المتخصصة بالأدوات الطبية، كالمسامير العظمية، وحاويات التعقيم البلاستيكية، وأحذية غرف العمليات ومعدات تنظيف المستشفيات وغيرها".

وفي 12 سبتمبر/ أيلول 2017، نشر موقع ترك برس، تقريرا أورد فيه أن "السنوات الأخيرة شهدت ارتفاعا مطردا، في إنتاج المعدات الجراحية، والأجهزة الطبية، بفضل دعم الحكومة لقطاع الصناعة بشكل العام، والصناعات الطبية على الخصوص".

شركات رائدة 

ومن سامسون إلى شركات صناعة الأدوات والمستلزمات الطبية في عموم تركيا، فهناك العديد من الشركات الرائدة في هذا المجال، ومنها شركة "أيه  بي سي تكس" التي تأسست عام 1996، وتقدم لعملائها أدوات المعالجة الفيزيائية العظمية مثل ضمادات الكاحل - الساق - المعصم - الكوع - الرقبة"، بالإضافة إلى المشدات وأنظمة المعدات المساعدة على السير، وكذلك الجوارب الطبية والكراسي المتحركة ومنتجات النيوبرين جلد.

 وفي عام 2000 بدأت الشركة في إنتاج المعدات السيليكونية الطبية "الوسائد - النسيج - الحياكة"، وتصدر الشركة منتجاتها إلى العديد من الدول العالم، منها هولندا - إسبانيا - البرتغال - ودول الشرق الاوسط.

كذلك شركة "سبينجر"، التي تأسست عام 1989، وتقدم لعملائها المستلزمات الطبية الطارئة، مثل أنظمة النقل - أسرة حمل المرضى - أنظمة تثبيت الحركة - أنظمة الإنعاش - أنظمة الشفط - أنظمة علاج الأوكسجين - الحقائب الطبية - المحاليل الوريدية - علاجات الحروق - تجهيزات سيارات الاسعاف.

وحصلت الشركة سبينجر على عدد كبير من شهادات الأيزو العالمية بالإضافة إلى الشهادات والامتيازات العالمية والمحلية الأخرى.

أما شركة "تري تكس" فتأسست عام 1968، من قبل المهندس محرم بالات، وتعد من أهم شركات صناعة المستلزمات الطبية في تركيا، وتابعة لمجموعة شركات "إم بي هولدينغ"، وتقدم الأشرطة الطبية - المنسوجات الطبية - أنظمة التعقيم - أنظمة أكسيد الزنك والجلد والمطاط -  اللوازم البلاستيكية الطبية الشفافة - أنابيب - السماعات الطبية. 

أما شركة "أيدن ميدكل" فتأسست عام 2004، وحصلت على شهادة الجودة العالمية أيزو في عام 2009، وتصنف ضمن الشركات الأوائل في مجال تصنيع المعدات والمستلزمات الطبية بتركيا، وتتخصص في أثاث المستشفيات وفق المواصفات الأوروبية، وتصدر منتجاتها إلى بعض الدول العربية مثل العراق - السعودية - اليمن - مصر - ليبيا - الجزائر - تونس. 

 

أسيلسان

شركة أسيلسان التركية، صاحبة الريادة في الصناعات الدفاعية، والتي تحتل المرتبة 52 في قائمة أفضل 100 شركة منتجة للأسلحة والمعدات العسكرية على مستوى العالم، حسب مجلة "ديفينس نيوز" الأميركية، تعتزم إنتاج وتطوير أجهزة طبية، بإمكانات محلية.

أسيلسان تأسست عام 1975 بمبادرة من "مؤسسة تعزيز القوات المسلحة التركية"، بهدف تلبية احتياجات الجيش التركي في مجال أجهزة الاتصالات.

في سبتمبر/ أيلول 2018، بدأت الشركة في إنتاج وحدة أشعة رقمية متنقلة، ووحدة تصوير بالرنين المغناطيسي (MR)، وماسحات ضوئية، للمساهمة في تقليل الاعتماد على الخارج في قطاع المعدات الطبية. 

كما أن جهاز الصدمات الكهربائية الذي طورته أسيلسان بالتعاون مع شركة أخرى، على وشك الدخول إلى أسواق البيع، خلال العام القائم 2020.

وحسب تقرير لوكالة الأناضول في 16 مارس/ آذار 2020، فإن الشركة التي تشتهر بصناعة أنظمة وأجهزة إلكترونية، تعتزم تطوير أجهزة طبية في 3 مجالات مختلفة هي التصوير الشعاعي، والتشخيص والدعم الصحي.