السيسي دخل حجر "كورونا".. لهذا استعان بوزير الصحة في عهد مبارك

أحمد يحيى | 4 years ago

12

طباعة

مشاركة

الانتشار المتسارع، وتزايد الوفيات في مصر جراء فيروس كورونا مع اشتداد الخطر، ومخافة انفجار الوضع في بلاد الـ 100 مليون، سرع من وتيرة عمل نظام عبدالفتاح السيسي الذي كان ساكنا خلال الأشهر الماضية في مواجهة الجائحة العاتية.

قرار السيسي، مؤخرا، بتعيين الدكتور محمد عوض تاج الدين، أستاذ أمراض الصدر، وزير الصحة والسكان السابق في عهد الرئيس الراحل حسني مبارك (منذ مارس/ آذار 2002 إلى ديسمبر/ كانون الأول 2005)، كمستشار للرئيس لشؤون الصحة والوقاية، أثار العديد من التساؤلات عن فشل الوزيرة الحالية هالة زايد ومدى قدرتها في التعامل مع الأزمة المتفشية.

استعانة بصديق

في 21 مارس/ آذار 2020، وبعد أن بدأت تتوالى أخبار تفشي فيروس كورونا في مصر، أصدر السيسى قرارا بتعيين الدكتور محمد عوض تاج الدين، مستشارا لرئيس الجمهورية لشؤون الصحة والوقاية.

بروز اسم تاج الدين، في هذه الأزمة، والاستعانة به من قبل السيسي، ربما يعود إلى أنه أحد أبرز أساتذة أمراض الصدر في مصر، بالإضافة إلى ظهوره المتكرر خلال الفترة الماضية بوسائل الإعلام، محذرا المواطنين من خطورة فيروس كورونا، وأعراضه، وسبل الوقاية منه.

ظهر تاج الدين يوم 30 يناير/ كانون الثاني 2020، على قناة "MBC مصر"، وطلب من المواطنين المصابين بفيروس "الإنفلونزا" البقاء في منازلهم، وحذرهم من مغبة الاستهتار والاستهانة بالمرض. 

حديث تاج الدين، جاء معاكسا للنغمة التي كانت سائدة في ذلك الوقت، وانتهجتها وزيرة الصحة، عندما هونت من خطورة الأمر، وأكدت أن معظم الذين يصابون بالفيروس، سوف يتجاوزونه. 

 

حجر الجنرال

تزامن تعيين الدكتور عوض تاج الدين، مستشارا لرئيس الجمهورية لشؤون الصحة والوقاية، مع ما أعلنته وسائل إعلام عالمية، بينها موقع "ميدل إيست آي" البريطاني، الذي نشر في 23 مارس/ آذار 2020، أن السيسي، قضى هو وعائلته أسبوعين في الحجر الصحي بعد أن خالط ضابطا كبيرا في الجيش، قالت القوات المسلحة: إنه توفي متأثرا بفيروس كورونا.

ذات اليوم الذي تحدث فيه الموقع البريطاني عن الحجر الصحي للسيسي، خرج المتحدث العسكري العقيد تامر الرفاعي ليعلن وفاة اثنين من كبار جنرالات الجيش، وهما اللواء خالد شلتوت، واللواء شفيع داود، بعد أن أثبتت الاختبارات إصابتهما بالفيروس.

وجاء المنحى الأصعب بالنسبة للمنظومة الحاكمة في مصر، متمثلا في اللقاء الذي عقده السيسي بقادة القوات المسلحة يوم 3 مارس/ آذار 2020، لمناقشة أزمة سد النهضة، وهو نفس الاجتماع الذي حضره الضابطان المتوفيان، فيما تم تداول وثيقة مسربة، عبر وسائل إعلامية، أكدت إصابة نحو 11 من ضباط وقيادات القوات المسلحة بكورونا.

ومع تصاعد أزمة انتشار كورونا في مصر، لم يظهر السيسي، ولم يدل بتصريحات إلا يوم 22 مارس/ آذار 2020، عندما اجتمع بعدد من سيدات مصر في يوم "عيد المرأة المصرية" ليتحدث عن الوباء.

قبلها بيوم اجتمع السيسي مع الدكتور محمد عوض تاج الدين، ليسند إليه المهمة الجديدة، حسب المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية، في ظل أنباء ترددت عن إشراف تاج الدين بنفسه على السيسي خلال وجوده في الحجر الصحي.

 

وجوه أخرى

استعانة السيسي بتاج الدين في مواجهة كورونا جاء إثر الحديث عن خلل كبير داخل المنظومة الصحية في مصر سببه الوزيرة هالة زايد، التي دخلت في أزمات متعددة مع الأطباء، والقطاع الطبي بشكل عام من الصيادلة والممرضين.

في يناير/ كانون الثاني 2020، دخلت زايد في مواجهة مع نقابة الأطباء بعد وفاة 3 طبيبات وإصابة أخريات في حادث سير مروع في طريقهن من المنيا (جنوبا) إلى القاهرة منتصف أثناء التوجه لحضور دورة تدريبية بشكل مفاجئ دون الاستعداد لها بوقت كاف، ما تسبب في حادث مروع، وطالب قطاع من الأطباء وبعض نواب البرلمان بإقالتها.

وفي 29 يوليو/ تموز 2019، أغضبت قطاع الصيادلة في مصر، حينما قالت: "إن غياب ممرضة واحدة أكثر تأثيرا من غياب 100 صيدلي"، لتحتج نقابة الصيادلة.

لكنها عادت، وأغضبت قطاع التمريض الذي سبق أن أشادت بدوره عندما صرحت بقولها: "أغلب الممرضات اللواتي يشتغلن في القطاع، يعانين من السمنة. من يرغب في الالتحاق بقطاع التمريض أمامه 3 أشهر لإنقاص وزنه".

جزء من الأزمة القائمة بين الأطباء وزايد هو ما جرت عليه العادة في مصر أن يتولى منصب وزير الصحة والسكان، شخصية مرموقة علميا في السلك الأكاديمي وهي المواصفات غير المتوفرة في شخص الوزيرة الحالية.

فهي حاصلة على بكالوريوس الطب والجراحة من جامعة الزقازيق عام 1991، ودكتوراه في إدارة الأعمال من الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري (خاصة)، فيما لم تحصل زايد على أية مؤهلات علمية أو دبلومات متخصصة من الخارج في القطاع الطبي المرتبط بمنصبها كوزيرة للصحة.

في 21 مارس/ آذار 2019، قالت الوزير لصحيفة "اليوم السابع" المقربة من نظام السيسي: "كنت أفضل فى مرحلة الثانوية العامة دخول القسم الأدبي، ثم الالتحاق بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية، لكني درست بالقسم العلمي رغما عني، والتحقت بكلية الطب رغما عني".

 

إخفاق ملحوظ

ومنذ توليها المنصب توالت إخفاقات الوزيرة، لكنها وصلت الذروة مع ظهور كورونا، حيث نفت الوزيرة بشدة وجود أية حالات مصابة بالفيروس داخل البلاد.

وأعلنت زايد في تصريحات إعلامية أن "فيروس كورونا غالبا سيأتي إلى مصر وإذا جاء فإن 82% من المصابين لا يحتاجون إلى مستشفى أو علاج، هيقعد في البيت شوية وهيخف. 15% من المصابين فقط سيحتاجون الذهاب إلى المستشفى".

تصريحات الوزيرة المثيرة للجدل كذبتها الوقائع فيما بعد حيث خرجت تصريحات من عدة دول أجنبية بينها كندا وفرنسا والولايات المتحدة ودول أخرى عديدة تؤكد تسجيل إصابات لحالات قادمة من مصر.

ومؤخرا، أعلنت وزارة الصحة، ارتفاع ضحايا الفيروس داخل مصر، وصل عددها حتى 26 مارس/ آذار 2020، 456 إصابة، توفي منهم 21، ومن بين الوفيات قيادات بارزة في الجيش المصري.