كورونا يعيد رسم خريطة العالم.. هل هو مؤامرة مدبرة فعلا؟

12

طباعة

مشاركة

بدأ العالم كله يتشكل مرة أخرى منذ انتشار فيروس كورونا المستجد، بحيث لن يعود إلى الوراء أو يكون كما كان قبل الوباء العالمي، وقد بدا التعامل الدولي معه مختلفا، بحيث ستجني كل دولة ثمار ذلك بحسب طريقة تعاطيها معه. 

وقالت صحيفة يني شفق التركية: إن فيروس كورونا، تحول إلى موجة خوف ورياح هلع وعاصفة مدمرة، وعليه هناك إرهاصات لإقامة نظام اجتماعي جديد يتخطى بكثير وتيرة اتخاذ تدابير للحيلولة دون انتشار الوباء.

لكن الكاتب في الصحيفة إبراهيم كراغول رأى أن هناك من يستغل الفيروس ويعده أداة قتال وهجوم لتدمير الدول في أمر يتعدى مسألة الأمر صحيا، إذ يفرض كورونا علينا أسلوب حياة جديد.

حروب التجارة

وأضاف: "إن عهدا جديدا من عهود حروب التجارة العالمية على وشك أن يبدأ بسبب كورونا الذي تسبب في توقف حركة السفر والسياحة، بالإضافة إلى توقف الإنتاج والتصنيع والأنشطة التعليمية والثقافية".

وتطرق الكاتب إلى بعض الدول التي أصابها الفيروس وكيف تأثرت به ومنها إيران التي أصيبت بالشلل التام، مضيفا: "لو أن الإيرانيين تظاهروا بأن كل شيء على ما يرام، فإن المدارس عطلت والأضرحة أغلقت وصلاة الجمعة لا تقام بعد أن استسلمت كل المدن للوباء ومات أقارب خامنئي (المرشد الأعلى) ونواب بالبرلمان".

وتابع: "بل حتى ألغي خطاب خامنئي خلال مراسم النيروز (عيد رأس السنة الفارسية)، وهناك من يقول إن عدد من ماتوا بسبب كورونا يفوق بكثير الرقم المعلن".

ولفت إلى أن "كلا من أفغانستان والعراق وسوريا ولبنان تعد مصدرا كبيرا للكثير من المقاتلين الأجانب المدعومين من إيران، وهو ما ينقل الوباء سريعا إلى كل مناطق تلك الدول".

ورأى كراغول أنه قد تكون هناك شكوك كبيرة حول وجود فجوة كبيرة بين الحقائق والبيانات المعلنة في الصين كما خضعت جميع أقاليم إيطاليا للحجر الصحي بعد أن استسلمت الدولة بالكامل.

كما تدعو الحكومة في إيطاليا الشعب لعدم الخروج من بيوتهم، هذا فضلا عن إغلاق المدارس وانهيار السياحة وتحول المدن إلى مدن أشباح وإلغاء كل الفعاليات الجماعية وهناك مخاوف تشير إلى أن دول جنوب أوروبا كإسبانيا ينتظرها المصير ذاته.

ودعا الكاتب إلى التفكير في مرحلة ما بعد كورونا والقدرة على قياس التوجهات السياسية والاجتماعية والثقافية الجديدة والتركيز على أساليب الحياة الناجمة في مرحلة ما بعد كورونا، حيث من المتوقع تكون نماذج سياسية واجتماعية واقتصادية أيضا وكورونا سيكون كلمة السر في هذا كله. 

اختبار صعب

من جانبه قال الكاتب ياسين أقطاي: "إن الدنيا، تمر باختبار صعب للغاية عبر كورونا، وفي الحقيقة فهو امتحان لم يسبق له نظير، بحيث لا يفرق هذا الفيروس المهاجم بين دولة وأخرى أو بين شعب وآخر وحتى غني وفقير ولا متدين أو ملحد، يهاجم الجميع بدون تفرقة ولا تمييز".

ورأى أقطاي أن مشاهد الفيروس والرعب في عيون الناس قد تعيد شيئا من اليقظة في صفوف البشرية التي اعتادت رؤية مشاهد القتل والدمار والدماء.

وتطرق هنا إلى "مشهد الرضيع إيلان (سوري لاجيء) وهو جثة على شاطئ المتوسط، أو الطفل عروة وهو جثة بجانب شجرة الزيتون؛ لم تخلق فينا صدمة وشعورا بالحدث بل صار ذلك في جو من الاعتيادية جعلت من ذلك مجرد خبر لم يتحرك له عواطف أحد تقريبا".

وتابع: "لجأ الجميع إلى الخطوة الوحيدة التي تعد صارمة في ذلك الوقت وهي كيفية منع اللاجئين من الدخول إلى أراضيهم، وحدث ما لم يكن متوقعا حيث الآن فيروس صغير للغاية نراه يخترق تلك الأبواب ليضرب قوة هذا العالم بأكمله. إنه ينتشر مخترقا جميع الاستثناءات التي وضعتها العولمة". 

ودعا أقطاي لأن تكون هذه العزلة فرصة لإعادة التفكير في نمط هذه الحياة مضيفا: "ربما من خلال استعدادنا لإبعاد بعضنا عن بعض والنأي بأنفسنا في عزلة، فإنه بالمقابل يمنحنا فرصة لإعادة التفكير في أهمية وقيمة مسافاتنا الاجتماعية".

إدارة الأزمة

من جانبها قالت هلال كابلان الكاتبة في صحيفة صباح: إن "الولايات المتحدة تدير أزمة الفيروس التاجي بأسوأ طريقة ممكنة".

وفي وقت شاركت فيه الصين العالم بتسلسل الجين للفيروس بعد اكتشافه، بدأت الدول ومنها تركيا إعداد معدات الاختبار للتشخيص ما عدا أميركا التي عاند فيها رئيسها ورفض التعامل مع المرض.

وهكذا، جرى إرسال العديد من الأشخاص المصابين بالمرض من المستشفيات إلى منازلهم قبل أن يتم تشخيصه.

علاوة على ذلك، في عام 2018، أغلق الرئيس الأميركي دونالد ترامب وحدة الأمراض الوبائية، إلى جانب عدد من المنظمات الفيدرالية لتحسين الميزانية وهذا بالطبع أعطى انتشارا للفيروس في كافة الولايات المتحدة. 

وتابعت الكاتبة أن واشنطن لديها مشكلة أخرى، حيث تدعي الصين أن الفيروس التاجي ينتقل إليها من قبل أميركا، وقد اتهمت رسميا وزارة الخارجية الصينية الجيش الأميركي بذلك.

أحد الأدلة التي أشارت إلى دعم هذا الادعاء هو الأولمبياد العسكري العالمي السابع الذي عقد في ووهان في 18-27 أكتوبر/تشرين الأول ٢٠١٩، حيث قيل: إن الفندق الذي أقام فيه الجنود الأميركيون كان على بعد 8 دقائق من سوق فوهان، حيث بدأ تفشي المرض.

 ومع ذلك، هناك وضع غير منطقي من خلال هذا الادعاء، فكيف تطلق أميركا فيروسا يكون بمثابة حرب بيولوجية في مكان رسمي يوجد فيه جنودها؟

تشويه متعمد

ومعروف أنه من المنطقي أن تكون عملية كهذه سرية ولا تنفذ بهذه الطرق المكشوفة؛ علاوة على ذلك، إذا كانت فترة الحضانة 14 يوما على الأكثر، فلماذا ظهر الفيروس لمدة شهر واحد؟ هذه الأسئلة ليس لها إجابات حتى الآن لكنها مهمة.

وأردفت الكاتبة: "أعطى ترامب، بالطبع، إجابة ضمنية للمسألة التي لم نكن نعرفها بعد وهي التشويه المتعمد، وبدأ الآن في وصف الوباء التاجي بأنه فيروس صيني، وليس COVID-19. وقد يكون هذا هو التفسير الأكثر وضوحا، وكان ترامب يقول: "لا تلق باللوم علينا، المشكلة جاءت منكم".

من ناحية أخرى، تريد الصين الخروج من الوباء العالمي من خلال إظهار أنها قوة عظمى، في حين أن أميركا ليست معنية حتى الآن بصحة مواطنيها، فقد أصبحت بكين بالفعل رائدة في تقديم المساعدة لمعظم البلدان في الأزمة.

وبالتعاون مع مؤسس علي بابا جاك ما، ترسل الصين مساعدات إلى 54 دولة إفريقية ودول أوروبية مثل إيطاليا وإسبانيا وبلدان مثل باكستان واليابان وإيران، وكذلك إلى ما يعرف بـ "أقوى دولة في العالم" حيث الولايات المتحدة.

وبعبارة أخرى، فإن الصين تنقل الرسالة بنجاح، "أنا أتعامل مع الأزمة بنفسي وأحمي مواطنيّ، وأمد يدي إلى القوة العظمى في العالم والبلدان المتقدمة".

وهذا كله مع عدم إغفال "التعنت الصيني الرسمي" في البدايات والذي من خلاله شنت بكين حملت اعتقالات في "يناير/كانون الثاني" ٢٠٢٠ لمن تحدث عن الفيروس، والذي أنكرت وجوده بداية.

ورأت الكاتبة أنه وبينما يستمر الوباء في الانتشار، ستستمر حروب التضليل حتى يتم العثور على العلاج، وهذا سيجعل الصورة أكثر وضوحا.

فرضيات إنتاجه

وبدوره، تحدث الكاتب في صحيفة "يني شفق" يوسف كابلان عن العالم ما بعد فيروس كورونا، متطرقًا إلى فرضيات إنتاج الوباء بشريا، وإن كانت الإجابة بنعم فمن قام بذلك: الغرب أم الصين؟

وتابع كابلان في مقال له: "نمرّ بأيام غير عادية، والمشاهد المروعة التي نعيشها بدت كيوم القيامة، وباتت الإنسانية بكاملها والعالم بقوته وجبروته أسير فيروس لا يمكن رؤيته حتى بالعين المجردة وكأن الأمر لا يمكن تصديقه لولا أننا نعيشه لحظة بلحظة".

وأضاف أن "السؤال هو: من الذي أنتج هذا الفايروس وضد من؟ هل الأميركان ضد الصينيين مثلًا كما اتهمت بذلك الخارجية الصينية وفق منشورات وأدلة علمية؟ الحقيقة، ما زال الكثير يتبنى هذه النظرية في وقت أعلنت الصين أنه وخلال الساعات الماضية لم يتم رصد أي حالة مصابة لديها بكورونا".

وأعلن تشاو لي جيان، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الصينية، وجود إثباتات تؤكد على أن وكالة المخابرات المركزية هي التي نشرت فيروس كورونا في الصين. وأشار الدبلوماسي إلى وجود أدلة تؤكد أن فيروس COVID-19 جرى إنشاؤه من قبل علماء أميركيين عام 2015. 

وتابع الكاتب: "بالطبع، من دواعي السرور أن الصين، باعتبارها الدولة الأكثر إصابة بالفيروس التاجي، تتولى الآن السيطرة عليه أولاً لبضعة أسابيع، بل وتوقف الحالات حتى النقطة التي تم الوصول إليها".

وتطرق لنظرية أن الصين بالفعل هي من أنتجت الفيروس، ثم نشرته في المنطقة، ثم وضعت المصابين به في الحجر، وأجبرت الناس على إغلاق أبواب بيوتها على أنفسهم إجباريا، ومن ثم انتشر في شتى أصقاع الدنيا وخاصة في أوروبا، فهل يمكن أن تفعل بكين شيئًا كهذا؟

يجيب: "بالتأكيد تفعله، وما ثورة ماو عنا ببعيد، حيث كان ماو (تسي تونغ) مسؤولاً عن مقتل أكثر من 30 مليون إنسان بسبب الجوع والاضطهاد والسجن والإعدام الجماعي".

السلاح البيولوجي

أيضا ثمة نظرية أخرى وهي أن من أنتج هذا الفيروس هم الغرب، يتابع الكاتب: "فهؤلاء بدون روح أصلا! وما فيروس السارس ببعيد، وهو الذي جرى التعامل معه كنوع من الأسلحة البيولوجية". 

بالإضافة إلى ذلك، يوضح الكاتب أن العالم "يعرف أن الحروب تُشن بالأسلحة البيولوجية وأن الولايات المتحدة وأوروبا وروسيا والصين والهند وإسرائيل هي من بين الدول التي تستخدم ذلك النوع من الأسلحة".

ويعرف السلاح البيولوجي بأنه أحد أشكال أسلحة الدمار الشامل غير التقليدية التي شهدها التاريخ، وهو ما كان يطلق عليه سابقاً سلاح "العقوبات الذكية"، التي تنشر الأوبئة والجراثيم للقضاء على أكبر قدر ممكن من السكان والبيئة.

وتابع الكاتب "أعتقد أن الحقيقة المخيفة القائلة بأن الفيروس يمكن استخدامه كسلاح بيولوجي لا ينبغي اعتبارها احتمالًا بعيدًا".

وأضاف "هناك حقيقة نعلمها، أن اليهود في أميركا وبريطانيا، يقيمون علاقات متقدمة مع الصين للسيطرة على اقتصادها، وخاصة النظام المالي، ويظهر ذلك أيضا من خلال مشروع طريق الحرير. من المرجح أن تلعب بكين دورًا مشابهًا للدور الذي لعبته الولايات المتحدة لما يقرب من قرن".

ومضى الكاتب في مقاله "يمكنني القول بسهولة أن النظام الرأسمالي يعيد إنتاج نفسه باستخدام الشيوعية الصينية، وبكين لم تعد بلدا بعد الآن بقدر ما هي روح، لأن الروح الصينية اختفت مع الرأسمالية في بكين. هي بات ترزح تحت نير العبودية الآن".

وكانت الصين قد دمرت خمسة آلاف سنة من الخبرة والحضارة في ظل الشيوعية ولكن لا يجب، بحسب الكاتب، أن نقلل من استخدام بكين للرأسمالية.

ولفت إلى أن الاقتصاد العالمي يشهد تباطؤا حادا، ومن المرجح أن يتحول إلى الركود، كما أن المستثمرين يعرفون ذلك، وبالتالي هبطت أسواق الأسهم بشكل كبير في فبراير/شباط ٢٠٢٠، وتوقع خبراء أنه ليست لدى الحكومات والبنوك المركزية فرصة لمنع تراجع النشاط الاقتصادي.

وختم الكاتب مقاله بقوله "الرأسمالية غيرت المعنى والمفاهيم، فالعالم لم يعد كما نعرفه. سيتم استخدام الناس بوضوح مثل القطيع وسوف ينتجون حضارة رقمية رأسمالية قائمة على الحقيقة الاصطناعية. من خلال الصين، باختصار هناك إغلاق عظيم قادم".