أسامة مرسي.. محام تهمته "نجل الرئيس" ومواجهة بطش السيسي بشجاعة

أحمد يحيى | منذ ٤ أعوام

12

طباعة

مشاركة

شجاع مثل والده في مواجهة الظلم والاستبداد، ذو شكيمة وعزم وشموخ وإباء، يشبه الرئيس في استبساله ونضاله ودفاعه عن مبادئه وأفكاره حتى آخر نفس، محام مفوه، قوي الحجة والبيان، فصيح اللسان.

المحامي أسامة مرسي، هو نجل الرئيس المصري الراحل محمد مرسي، أحد أعضاء فريق الدفاع عن والده حتى وفاته، قبل أن يتم القبض عليه في 8 ديسمبر/ كانون الأول 2016، وبعد زواجه بنحو عام، في نوفمبر/ تشرين الثاني 2015.

خطر الموت

في 9 مارس/ آذار 2020، أصدر الفريق القانوني عن عائلة الرئيس الراحل محمد مرسي، بيانا أعربت فيه عن "قلقها البالغ والحقيقي بشأن السلامة الجسدية لأسامة مرسي، الذي لا يزال محتجزا في سجن العقرب بالقاهرة في ظروف تنتهك المعايير الحقوقية المعترف بها دوليا".

وقال البيان: "ندعو نيابة عن العائلة سلطات الدولة المصرية إلى الاعتراف بالتزاماتها تجاه أسامة مرسي لضمان معاملته وفقا للمعايير المنصوص عليها في القانون الوطني والدولي".

وأضاف: "هناك مخاطر حقيقية من تسميمه في سجنه، وأنه يواجه المخاطر ذاتها التي واجهها والده قبيل وفاته. أسامة مرسي بدأ إضرابا عن الطعام للفت الانتباه لهذه المخاطر".

بيان الفريق القانوني قال: إنه "يعتقد أن الرئيس مرسي ونجله الأصغر عبد الله قُتلا على يد النظام العسكري المصري، وطالب الأمم المتحدة بالتحقيق في ذلك".

واختتم البيان بإفادة: "يجب أن نبرز حقيقة أن والد أسامة وشقيقه الأصغر سنا توفيا نتيجة لمعارضته للنظام العسكري بقيادة قائد الجيش المصري عبدالفتاح السيسي نعتقد أنهما قُتلا على أيدي السلطات، وندعو الأمم المتحدة إلى إجراء تحقيق كامل في وفاتهما".

وفي 6 سبتمبر/ أيلول 2019، تداول محامون حقوقيون نسخا لآخر محادثات دارت بينهم وبين الراحل عبدالله محمد مرسي، وحسب المحامين، فإن "آخر ما طلبه عبدالله كان استمرار الحديث والتنديد بظروف احتجاز أخيه أسامة، والانتهاكات التي يتعرض لها".

وفي 10 مارس/ آذار 2020، قالت المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا: إن "أسامة دخل في إضراب عن الطعام منذ 2 مارس/آذار 2020، بسبب أوضاع الاحتجاز المتردية داخل سجن العقرب".

وأكدت المنظمة في بيانها أن "أسامة يتم منعه مع بقية المعتقلين من التريض كما يجري احتجازه في زنزانة انفرادية منذ بداية اعتقاله، وحرمانه التام من الزيارة وحرمانه من التواصل مع أسرته أو محاميه بأي صورة".

اعتقال تعسفي

في 9 ديسمبر/ كانون الأول 2016، وتحت مزاعم اتهامه بـ"ممارسة العنف ضد قوات الأمن خلال فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة، في 14 أغسطس/ آب عام 2013"، تم اعتقال أسامة مرسي، من داخل منزله بمدينة الزقازيق بمحافظة الشرقية، عقب دعوته الأمم المتحدة إلى الالتفات لملف انتهاك حقوق والده داخل محبسه.

كان أسامة مرسي قد دعا في وقت سابق المنظمات الحقوقية الدولية وعلى رأسها الأمم المتحدة" إلى الالتفات لملف انتهاك حقوق مرسي.

وقال في تصريحات صحفية: إن السلطات دأبت منذ 4 سنوات على منع الأسرة من لقاء مرسي دون سند رغم تكرار المحاولة كل أسبوعين. وأضاف بأن إدارة السجن ترفض أن تشرف الأسرة على طعامه أو علاجه.

خلال تلك الفترة كان أسامة يتابع أيضا قضية شقيقه الأصغر الراحل عبدالله البالغ من العمر وقتها 19 عاما، بعدما لفّقت له الأجهزة الأمنية اتهامات بحيازة مواد مخدرة، في محاولة بائسة للضغط على والده الرئيس وثنيه عن صموده لانتزاع اعتراف منه بالانقلاب العسكري وإضفاء شرعية على قائد الانقلاب عبدالفتاح السيسي.

تم إيداع أسامة في سجن العقرب شديد الحراسة ومنعت عنه الزيارة، ولم تتمكن أسرته من زيارته منذ إلقاء القبض عليه إلا مرة واحدة أواخر 2017، وكانت الزيارة من وراء زجاج، والحديث معه عبر التليفون.

وفي 27 أكتوبر/ تشرين الأول 2018، قضت محكمة جنح مستأنف ثان الزقازيق بقبول استئناف أسامة على حكم حبسه 3 سنوات، في قضية أخرى متهم فيها بحيازة سلاح أبيض، وتخفيف العقوبة إلى السجن لمدة شهر، إلا أنه لا يزال قيد الاحتجاز حتى الآن على ذمة القضية الأولى المتعلقة باعتصام رابعة، والتي قضت فيها محكمة جنايات القاهرة، بمعاقبة أسامة مرسي، وآخرين بالسجن المشدد 10 أعوام.

كلمات قوية

في 16 نوفمبر/ تشرين الثاني 2017، وبكلمات قوية، واجه أسامة مرسي، المحكمة قائلا: "هذا الحصار الشديد اللي معمول عليا في السجن لو الهدف منه إن عقلي يروح تبقوا بتحلموا، أنا أسرتي ممنوعة من زيارتي، ابني الوحيد ولد قبل اعتقالي بأيام، واليوم عيد ميلاده الأول، تركته وهو رضيع ابن أيام ودلوقتي هو بيمشي، أنا ممنوع من الزيارة ليه؟".

وأضاف: "أنا مش عايز أسبب حرج لهذه المحكمة، أنا معروف طبعا للقاصي والداني للخاصة والعامة أنا محبوس ليه، يعني مفيش حد في مصر، أمي ولا متعلم، يحمل شهادة عليا أو متوسطة، جاهل أو عالم، مش عارف أسامة مرسي في السجن ليه".

وأردف أسامة: "أنا محبوس في معزل، ولا أرى أحدا من المعتقلين، وغير مسموح لي بصلاة الجمعة، السجن يخرج المعتقلين لصلاة الجمعة إلا أنا، ليه؟ إذا لم يكن لدى السلطات علم بأني أشهرت إسلامي، فها أنا أخبرهم". 

ومنذ ذلك الوقت لم يخرج أسامة من سجنه إلا مرتين، الأولى في 18 يونيو/ حزيران 2019 ليدفن والده، والثانية في 5 سبتمبر/ أيلول 2019، ليدفن شقيقه الأصغر عبدالله.

لاءات ثلاثة

كان أسامة يمثل في وقت من الأوقات، محور الحديث بين الرئيس مرسي، والشعب المصري، حيث نقل أكثر من رسالة إلى المصريين عن أبيه، كانت أبرزها في 19 أبريل/ نيسان 2014، المعروفة بـ "اللاءات الثلاثة"، حيث قال أسامة: بأن والده أبلغه برسالة اللاءات الثلاثة "لا اعتراف بالانقلاب، لا تراجع عن الثورة، لا تفاوض على الدماء".

وقال أسامة: "خرجت وأنا أشعر بفخر الدنيا يملأ أطناب نفسي، بعد أن انتهى وقت المقابلة، طبت نفسا ومقصدا يا من لم تعرف الدنيا لقلبك طريقا، طبت سيدي الرئيس إنما تبنى الأمم بهمم الرجال".

وختم بالقول: "وأشهد وقد خبرت الزمان والتقيت الخلان أني لم ألق من قبل بأسا كبأسه، ولم أعرف في الرجال معدنا كمعدنه وهو العزيز إذ كارهوه صغار".