الانتخابات الأميركية.. لماذا تفضل إسرائيل بايدن على ساندرز؟

ترغب "إسرائيل" بكل شغف في فوز الرئيس الأميركي دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية المقبلة، على منافسه من الديمقراطيين، خاصة بعد أن منح ساكن البيت الأبيض "تل أبيب" مدينة القدس المحتلة، وهضبة الجولان، وضم المستوطنات في الضفة الغربية إليها.

وتجري الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة الأميركية في نوفمبر/تشرين الثاني 2020 وسيكون ترامب على المسرح كمرشح للحزب الجمهوري، في مقابل تحد كبير من الحزب الديمقراطي المنافس التاريخي للجمهوريين، ومن المتوقع أن يكون هناك 30 مرشحا يتنافسون فيما بينهم لاختيار واحد منهم ليقف قبالة ترامب. 

وقالت صحيفة تركية: إن هذه الانتخابات المرتقبة، كشفت الكثير من الضعف في عدد من المؤسسات الثقيلة في أروقة السياسية الأميركية، مضيفة أن إسرائيل تسعى وبكل شغف أن يفوز ترامب أو حتى جو بايدن منافسه من الديمقراطيين، لكن ليس بيرني ساندرز.

الأكثر حظا

وأوضح الكاتب عبد الله مراد أوغلو في مقال بصحيفة يني شفق أن من بين الثلاثين أولئك ثمة ثلاثة هم الأكثر أهمية وحظا في التقدم لمسافات أبعد، وهم "نائب الرئيس أوباما، جون بايدن، والسيناتور بيرني ساندرز وعضو الكونغرس تولسي جابارد".

ومع ذلك توضح المؤشرت أن بايدن وساندرز هما الأكثر حظا والأول متقدم في حظوظه على الثاني ولكن تلك ليست هي النتيجة النهائية؛ فلا هو فوز لبايدن ولا هزيمة لساندرز. 

ويسعى ترامب الذي انتخب في عام 2016، لإعادة انتخابه لولاية ثانية؛ ومن المقرر أن ينصب الفائز بالانتخابات الرئاسية 2020 في 20 يناير/كانون الأول 2021.

وبعد خسارة هيلاري كلينتون في الانتخابات السابقة، كان ينظر إلى الحزب الديمقراطي إلى حد كبير كحزب بلا قيادة وممزق بين الجناح الوسطي لكلينتون وجناح ساندرز الأكثر تقدمية في الحزب.

كثير من الأسماء أعلنت دعمها لبايدن منهم سياسيون ورجال أعمال، إذ أنه يمثل الجناح الرئيسي في الحزب؛ فيما ساندرز يخاطب أجنحة "اليسار الديمقراطي" للحزب.

وعلى رغم من عمره الذي ناهز الثمانين، ما زال ساندرز يحظى بأهمية كبيرة لدى شريحة واسعة من شباب الحزب، لكن تضع القيادة الرئيسة للحزب ثقلها على بايدن البالغ من العمر 77 عاما.

الغالبية العظمى من الناخبين اليهود، وكذلك الأميركيين من أصل إفريقي وآسيوي وإسباني، يصوتون لصالح الديمقراطيين وتريد الأجيال الشابة من هذه الأقسام ساندرز كرئيس.

وقد أعلن جيسي جاكسون، الناشط الأميركي البارز في مجال حقوق السود والمرشح السابق للرئاسة، أنه يدعم ساندرز، الذي يراه الأمل الوحيد للقطاعات التي تم تخفيض دعمها ضمن سياسات ترامب.

فيما أصر ترامب على أن الناخبين اليهود يجب أن يصوتوا للجمهوريين، وأصر على وجود دعم لإسرائيل إلى الحد الذي لم يفعله أي رئيس أميركي من قبل.

موقف اليهود

بالإضافة إلى أجنحة "اللوبي الإسرائيلي" التي تدعم رئيس الوزراء الإسرائيلي المنتهية ولايته بنيامين نتنياهو، فإن "الإنجيليين المسيحيين الصهاينة" يدفعون اليهود لدعم ترامب لكن لا يبدو أن الغالبية العظمى من اليهود الأميركيين يغيرون من مواقفهم التقليدية.

ينتمي ساندرز، الذي ينتقد إسرائيل وسياسات إدارة ترامب تجاه القضية الفلسطينية، إلى عائلة يهودية وفي المقابل تجري حملة تشويه مكثفة ضد السناتور. ويعد  أجنحة "الصهاينة المسيحيين" و"اللوبي" الداعمين لنتنياهو هما الجناحان الرئيسيان في هذه الحملات.

ومن تلك الحملات الترويج بأن النائبة من أصل فلسطيني رشيدة طليب والنائبة من أصل صومالي إلهان عمر من الداعمين لساندرز وهما من الحزب الديمقراطي المقرب منهما.

فبسبب خطابهم الذي أزعج إسرائيل، استُهدف هؤلاء النواب من قبل الجمهوريين واللوبي الإسرائيلي والدوائر المسيحية الصهيونية.

وقد اتهم ساندرز نتنياهو بالعنصرية، وقاطع مؤتمر لجنة العلاقات العامة الأميركية الإسرائيلية (آيباك) بداية مارس/آذار ٢٠٢٠، وهو اللوبي اليهودي الأكثر نفوذا في الولايات المتحدة.

وفي وقت يعتبر حضور مؤتمرات "آيباك" مصدرا لمرشحي الحزبين، فإن ساندرز اتهم المنظمة بإرساء أسس التعصب الذي لم يأخذ في الاعتبار الحقوق الفلسطينية. ووفقا لساندرز  أصبحت "آيباك" امتدادا لليمين الإسرائيلي ونتنياهو.

آيباك بدورها، وصفت موقف ساندرز بأنه محرج نظرا لأن الأميركيين كانوا حساسين تجاه التدخلات السياسية من الخارج، فقد اكتفى نتنياهو بالقول بأن ساندرز لم يجد اتهاماته صحيحة.

ومع ذلك، وأثناء حديثه في مؤتمر "آيباك"، استهدف سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة داني دانون، ساندرز بكلمات مهينة. وهذا الأمر بالطبع كان بالتنسيق مع نتنياهو.

كما انتقد شمولي بوتيتش، الموصوف بأنه "الحاخام الأكثر شهرة في أميركا"، دعم ساندرز للفلسطينيين في مقالته المكتوبة على الموقع اليميني المتطرف "Breitbart News"، وهو موقع إخباري وآراء مجمعة يوفر عناوين محدثة باستمرار لأهم مصادر الأخبار والتحليلات.

لكنه يميل بشكل فظ لإسرائيل وسياساتها وقد ذهب بوتيتش إلى أبعد من ذلك، مدعيا أن ساندرز تعاون مع الذين يقفون ضد السامية، والمعادين صراحة لإسرائيل وأنصار أميركا والشعب اليهودي.

ولفت الكاتب إلى أنه وفقط مايكل بلومبيرغ، المرشح الديمقراطي للرئاسة، حضر مؤتمر "آيباك" 2020 وقد يكون هذا فيه مؤشر على ضعف المنظمة المعروفة بسلطتها ونفوذها.

واكتفى المرشحون الديمقراطيون بحضور مؤتمرات مجموعة "J-Street" ، والتي هي في معظمها قريبة من الحزب الديمقراطي وعليه فإن نتنياهو ومؤيديه يتطلعون إلى خسارة ساندرز.