"إنذار أولي".. من يقف وراء محاولة اغتيال رئيس حكومة السودان؟

الخرطوم - الاستقلال | 4 years ago

12

طباعة

مشاركة

نجا رئيس وزراء الحكومة الانتقالية في السودان عبدالله حمدوك، اليوم الاثنين، من محاولة اغتيال فاشلة، بتفجير عبوة ناسفة استهدفت موكبه وسط العاصمة الخرطوم، لم تسفر عن سقوط ضحايا، الأمر الذي أثار تفاعلا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي.

وتباينت تفسيرات رواد موقع "تويتر" بخصوص الجهات التي تقف وراء الحادث، من خلال مشاركتهم في وسوم #محاولة_اغتيال_حمدوك، #حمدوك، إذ وجه فريق أصابع الاتهام لأطراف خارجية، فيما اعتبرها آخرون مسرحية معدة من الداخل لإلهاء الشعب عن الأزمات الداخلية.

وحمّل ناشطون مسؤولية محاولة الاغتيال لما أسموها "دول محور الشر، المتمثلة بالإمارات ومصر والسعودية"، مؤكدين أن هذه سياستهم في تصفية الثورات عبر أدواتهم في الداخل.

"محور الشر"

وعلق المفكر العربي الدكتور تاج السر عثمان على الواقعة في تغريدة عبر "تويتر" قائلا: "فتش عن داعمي الانقلابات ورعاة الثورات المضادة الحمد لله على سلامة حمدوك".

وأدان صاحب حساب "لوكي توفي" محاولة الاغتيال التي تعرض لها رئيس الحكومة السودانية، متهما مصر والسعودية والإمارات بالوقوف وراء الاستهداف، وكيزان (أتباع حكم البشير) السوء.

وذكّر الناشطون بدور العسكر ودول "محور الشر" في إجهاض الثورات والعبث بمنجازاتها، وقال عماد الإبيض: إن "فكرة انو الكيزان ورا المحاولة دي، هي فكرة ما مستبعدة على الإطلاق، بس ما ننسى العسكر، وما ننسى محاور الشر التي أجهضت الديمقراطية في كل الدول القامت فيها ثورات، يعني العدو ممكن يكون مخلوع، وممكن يكون شريك، وممكن يكون كفيل، وفي كل الحالات حنتماسك".

وجزم نصر الدين إسحاق بأن "كل أعداء الثورة السودانية فى الداخل وهم عناصر النظام البائد والمجلس العسكري والجنجويد وكل من حج إلى أبوظبي أيام الثورة، إضافة إلى محور الشر العربي المعادي لثورات الشعوب، متهمون في المحاولة الفاشة لاغتيال حمدوك، وذلك للاستمرار في نهب خيرات السودان".

ودعا ناشطون السودانيين لتوخي الحيطة والحذر من الدول الداعمة للثورات المضادة، وناشدهم محمد فضل، قائلا: "يا أهلنا في السودان اليقظة ثم اليقظة، بهكذا عمل تريد دول وخاصة دول الثورة المضادة أن تقول هنالك إرهاب في السودان ويجب محاربته، أكيد ستعلن جهة أجنبية و خارجة عن المزاج السوداني مسؤوليتها عن الحادث. أين المجموعة التي تم القبض عليهم في شرق النيل؟".

سد النهضة

وربط ناشطون بين محاولة اغتيال حمودك، وموقف السودان الأخير في جامعة الدول العربية المتحفظ على مشروع قرار من مجلس وزراء الخارجية العرب الذي أكد تضامن الجامعة العربية مع موقف مصر والسودان الخاص بسد النهضة الإثيوبي باعتبارهما دولتي المصب.

وقال الناشط السياسي سليمان قنودة العزازمة: إن "الموقف السوداني الأخير في جامعة الدول العربية والمغاير لمواقف محور الشر من سد النهضة الإثيوبي، أهم أسباب محاولة اغتيال رئيس الوزراء السوداني، وقد تكون إنذارا أوليا أكثر منه اغتيالا فعليا". وأضاف: "أغلقوا الحدود مع مصر تسلموا من كورونا والاغتيالات".

ورأى إدريس سانوسي أن "#محاولة_اغتيال_حمدوك لا يمكن فصلها عن سلسلة تآمر أصحاب الثورات المضادة لتحويل السودان إلى بؤرة قتال، ولا يمكن أيضا فصلها عن موقف السودان من سد النهضة".

واعتبر الناشط السوداني المحاولة بأنها "إنذار أولي" يدعو لاتخاذ تدابير عن الجارة الشمالية لكي يسلم شعب السودان والسودان، داعيا: "اللهم احفظ السودان بحفظك".

وأكد عبداللطيف عز الدين أن "حركات المصريين و الإماراتيين واضحة، نفس سيناريوهات الاستخبارات المصرية، العدو الحقيقي حاليا هم المحاور وتحديدا محور الإمارات والسعودية ومصر، وبالذات بعد موقف السودان المتحفظ على قرار جامعة الدول العربية بخصوص سد النهضة الحمد لله انو حمدوك بخير".

مخطط "قحت"

واستنكر ناشطون دعوة قوى الحرية والتغيير المعروفة اختصارا بـ"قحت" السودانيين للخروج في مواكب "لإظهار تلاحم" أبناء الشعب، واتهموها بالوقوف وراء محاولة الاغتيال لحماية مرشحها المدني، بعدما فشل في تلبية مطالب الثورة.

وقال مصعب: "صراحة غير مقبول من قحت أو أي قحاتي الإصرار على التوظيف السياسي #محاولة_اغتيال_حمدوك، أكثر من ٦ شهور لا تعاون مع محكمة الجنايات الدولة أو محاكمات، ما أدى إلى هشاشة الوضع الحالي. يجب أن يفهم الكل البلا ليس فقط بالكيزان، هناك أعداء مصالحهم تتعارض مع مصالحنا وبالتالي هدفهم بالأساس فوضى في السودان".

ورجح ناشطون وقوف "قحت" خلف محاولة الاغتيال لاستعطاف الشارع السوداني، وكتب صاحب حساب "ميسدكول": "بعيدا عن العاطفة قد تكون محاولة الاغتيال بعلم قحت لتعيد ثقة الشارع اليها وتضرب الكيزان أو بعلم المكون العسكري لكي يحكم قبضته على البلاد بذريعة البلد ليست آمنة أو يكون فعلا حمدوك شغال ومستهدف".

وتساءل شريف عبده الحلفاوي في تغريدة له، قائلا: "#محاولة_اغتيال_حمدوك لماذا لاتكون آخر مخططات قحت ليلتف الناس حول حمودك لأنهم فشلوا جميعا؟".

واعتبر الناشط أبو الزهراء حسن، استهداف حمدوك بأنها "محاولة لتشتيت الأذهان عن تحقيق المطالب الثورية وخلق ربكة في الشارع السوداني، ومحاولة لخلق الفوضى في البلد"، مؤكدا أن "الوضع الأمني لا يسمح للمواكب فالتريث مطلوب من الجماهير ".

"مسرحية مفضوحة"

ووصف ناشطون محاولة اغتيال حمدوك بأنها "مسرحية مفضوحة" لإلهاء الشعب عن الانهيار الاقتصادي وفساد السلطة وحشد الشارع للالتفاف حول حكومة حمدوك بعد أن فقد شعبيته. وأكد الباحث السياسي السوداني الدكتور وائل علي محمود: أنه "لا يوجد أي محاولة_اغتيال_حمدوك، بل مسرحية سخيفة من  قوى الحرية والتغيير ومعهم العسكر".

وقال صاحب حساب "صيف العبور": إن "مسرحية اغتيال حمدوك محاولة لإحيائه بعد أن مات وسط القطيع وفقد التعاطف وفقد عبارة شكرا وليس اغتيال" مشيرا إلى أنها "محاولة لاستعادة شكرا حمدوك وليس اغتيالا حقيقيا.. محاولة إنقاذ حكومة قحت من الانهيار المسرحية فاشلة وليس الاغتيال".

وتحت عنوان ما وراء الخبر، طرح قصي حسن تساؤلات عدة، منها: "بماذا يستفيد الكيزان من مقتل حمدوك وهل هو من انقلب عليهم؟ وهل هو صاحب السلطة الفعلية في البلاد؟ في المقابل ما فائدة قحت من مسرحية كهذه؟ أهو إلهاء للشعب عن الانهيار الاقتصادي وفساد الفاخر؟ أم التفاف الشارع حول حكومتها؟".

ولفت عبدالله تيجان إلى أن "محاولة اغتيال حمدوك مسرحية بايخة ومكررة، نفس تمرد هيئة العمليات، ونفس إشاعة فك الحظر لشغل الرأي العام، وإعادة فزاعة الدولة العميقة".

وتوقع صاحب حساب "الأسمر" أن "محاولة اغتيال حمدوك مسرحية مدبرة منه شخصيا الغرض منها امتصاص غضب شعبي عارم في الأيام دي خصوصا انو الأزمة الاقتصادية بقت أصعب من زمان، الصفوف زايدة والدولار طاير وماف حل غير مسرحية زي دي يكسب بيها حمدوك".

وجزم جبار الكسور في تغريدة على "تويتر" بأن "محاولة اغتيال حمدوك مسرحية لشغل الرأي العام عن الأزمات الاقتصادية".

وقال طيب العاصم: "بعد تراجع شعبية حمدوك وظهور أصوات تنادي بسقوط حمدوك، كان لا بد من مسرحية كهذه تعيد مقام العبادة الخاص به والشعبية الزائفة التي صنعت له".

تورط العسكر

ووجه ناشطون أصابع الاتهام إلى العسكر، مؤكدين أنهم أبرز المستفيدين من اغتيال حمدوك، لأنه يمثل واجهة مدنية، إذ قال صاحب حساب"بيبو": إن"الإرهاب هو أداة العسكر، لذلك الأرجح أنهم متورطون، وإلا فحمدوك مجرد رئيس وزراء، والأولى كان اغتيال رئيس السيادي حتى وإن كانت محاولة اغتيال حقيقية، فهو فشل من العسكر الذين هم مسؤولون عن الأمن وفي جميع الأحوال هم متورطون".

وقالت صحابة حساب "كنداكة": إن "اتجاه البعض لإلصاق التهمه وتوزيعها على مكونات الثورة أيا كان الحزب المُتهم  دي اسمها غسيل مخ"، مؤكدة أن "المستفيد من اغتيال حمدوك هم العسكر أو الكيزان، وفي كلا الحالتين كلنا المدنيين ضد المساس بأي من مكونات الثورة أو توجيه أصابع الاتهام ليها عشان تتم تبرئة الفاعل الأصلي".