صحف عالمية: زلزال يضرب الأسرة الحاكمة في السعودية.. هذا ما جرى

قسم الترجمة - الاستقلال | 4 years ago

12

طباعة

مشاركة

شغلت المملكة العربية السعودية الرأي العام العالمي خلال الأربع وعشرين ساعة الماضية، حيث تصدرت أنباء عن اعتقال أقوى أعضاء الأسرة الملكية وهما أحمد بن عبد العزيز شقيق الملك سلمان، والأمير محمد بن نايف ولي العهد السعودي السابق وابن شقيق الملك.

وقالت صحيفة وول ستريت جورنال: إن قوات الأمن السعودية اعتقلت ثلاثة من كبار العائلة الملكية تمهيدا لنقل سلس للسلطة إلى ابن الملك وولي العهد محمد بن سلمان وإزاحة أي عقبات أو معارضة من طريقه.

احتجاز ٣ أمراء

ولفتت الصحيفة الأمريكية إلى أن السلطات السعودية احتجزت اثنين من أبرز الشخصيات في المملكة، مما يعزز سلطة ابن سلمان وطرد المنافسين اللذين كانا في السابق على العرش.

وأكدت أن الاعتقالات وقعت فى وقت مبكر من صباح ٦ مارس/آذار ٢٠٢٠، عندما وصل حراس من الديوان الملكى يرتدون أقنعة وملابس سوداء إلى منزلي الرجلين واحتجزوهم وفتشوا منازلهم، وفقا لما ذكره أشخاص مطلعون على الأمر.

ونقلت الصحيفة عن مصادر داخل الأسرة الملكية أن الأميرين المعتقلين اتهما بالخيانة العظمى، كما ألقى الحراس القبض على أحد إخوان محمد بن نايف.

وقال أشخاص مطلعون على الوضع: إن الرجلين اللذين كانا في السابق على العرش مهددان الآن بالسجن مدى الحياة أو الإعدام، وإنه لا يمكن معرفة تفاصيل جريمتهم المزعومة.

ومما يجدر الإشارة إليه أن الأمير أحمد أمضى بعض الوقت كوزير للداخلية، بجانب الإشراف على القوات وجهاز الاستخبارات السعودي الكبير، ولكن على مدى السنوات القليلة الماضية، تضاءلت مكانته في العائلة المالكة مع تعزيز الملك سلمان للسلطة وتنصيب ابنه محمد وليا للعهد وحاكما يوما بعد يوم للمملكة.

ونجا الرجلان من حملة الاعتقالات الأخيرة التي طالت شخصيات بارزة داخل العائلة المالكة على الرغم من كونهما منافسين لمطالبة محمد بن سلمان بالعرش إذا توفي الملك سلمان البالغ من العمر 84 عاما أو قرر التنازل عن الحكم.

صعود ابن سلمان

وكان محمد بن نايف أول من تولى منصب ولاية عهد الملك سلمان حتى عام 2017، لكن جرى إزاحته ووضع محمد بن سلمان مكانه.

وفي وقت مبكر من صعود محمد بن سلمان، أسعدت إصلاحاته الاجتماعية والاقتصادية العديد من المسؤولين الغربيين الذين طالما دعوا المملكة إلى رفع القيود المفروضة على النساء وتعزيز اقتصاد أكثر تنوعا، بدلا من الاعتماد بشكل كبير على النفط.

لكن تكتيكات الأمير لقمع الفساد وإسكات المعارضة وتهميش المنافسين قد نفّرت الكثيرين منذ ذلك الحين في الولايات المتحدة وأوروبا، لا سيما في الوقت الذي أصبح فيه محمد وليا للعهد.

وللحد من الفساد، أطلق ابن سلمان حملة مفاجئة في عام 2017 شهدت حبس العديد من أقوى رجال الأعمال والعائلة المالكة في المملكة في فندق ريتز كارلتون في الرياض واتهامهم بمعارضة الحكومة، ولم يفرج عن العديد منهم إلا بعد أن وافقوا على دفع عشرات الملايين من الدولارات إلى الديوان الملكي.

في العام التالي، قُتل المعارض السعودي جمال خاشقجي (أكتوبر/ تشرين الأول 2018)، وهو كاتب عمود في صحيفة واشنطن بوست، وجرى تقطيع جثته في تركيا على أيدي رجال يعملون لصالح محمد بن سلمان. وكان رد الفعل العنيف يشكل أكبر تهديد حتى الآن لولي العهد.

وفي حملة أخرى على المعارضة، اعتقل ابن سلمان منتقديه عبر الإنترنت واستخدم جيوشا من حسابات "تويتر" لانتقاد الأشخاص الذين يشككون في حكمه، كما اتهمت وزارة العدل الأمريكية الرجال الذين يعملون معه العام الماضي بدفع رواتب اثنين من موظفي الشبكة الاجتماعية مقابل معلومات خاصة عن المعارضين.

تفاصيل الاعتقال

يأتي اعتقال الأمير محمد بن نايف بعد انتقادات حادة من الحزبين الأمريكيين للمملكة في الكونجرس، حيث تراجع الدعم للمملكة بالفعل بسبب مقتل خاشقجي ووقوع خسائر مدنية واسعة النطاق في اليمن بسبب التحالف الذي تقوده السعودية باستخدام الأسلحة التي زودتها بها الولايات المتحدة.

وكان ابن نايف لسنوات جهة اتصال موثوق بها لمسؤولي الأمن والاستخبارات الأمريكيين، كرئيس لجهود مكافحة الإرهاب السعودية، حيث كان يتبادل المعلومات مع نظرائه الأمريكيين حول الهجمات المخطط لها وكسب حلفاء في جميع أنحاء وزارة الخارجية ووكالة الاستخبارات المركزية.

وقالت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية: إن ما يجري هو حلقة جديدة من مؤامرات القصر السعودي، مبينة أن الاعتقالات الجديدة، أحدث دليل على استعداد ولي العهد لاتخاذ تدابير استثنائية لسحق أي منافس.

ولم تعلن الحكومة السعودية عن عمليات الاعتقال، وما زال من غير الواضح ما الذي دفعهم إلى ذلك. ورفض مسؤول بالسفارة السعودية في واشنطن التعليق.

وكشف عن أنباء الاعتقالات الأخيرة أحد أفراد العائلة المالكة وشخص مقرب من دوائر القصر، تحدث كلاهما شريطة عدم الكشف عن هويته بسبب خطر التحدث علنا عن ولي العهد، كما أكد مسؤول أمريكي كبير سابق عمليات الاعتقال.

وقال سعوديون مطلعون على الاعتقالات: إنه من غير الواضح مكان احتجاز المعتقلين الجدد أو ما إذا كانوا قد يواجهون تهما جنائية أو ما إذا كان سيتم إطلاق سراحهم قريبا.

الملك الجديد؟

بدوره، قال موقع بي بي سي البريطاني: إنه "إذا تم تأكيد أنباء الاعتقالات، فستكون هذه خطوة مهمة من قبل ولي العهد السعودي لتعزيز موقفه، حيث أن الأمير أحمد بن عبد العزيز هو أحد الأبناء الباقين على قيد الحياة لمؤسس البلاد، الملك عبد العزيز، ويحظى باحترام واسع بين كبار السن من الأسرة الحاكمة".

وأشار الموقع إلى أن الأمير الكبير الآخر محمد بن نايف، كان في الصف التالي للعرش قبل أن يتم استبداله فجأة قبل ثلاث سنوات. قبل ذلك، كوزير للداخلية، كان له الفضل في هزيمة تمرد تنظيم القاعدة الذي سيطر على المملكة العربية السعودية في الألفية الثانية.

أما صحيفة الجارديان البريطانية، فقالت: إن الأميرين الكبيرين اتهما بمحاولة إسقاط الملك سلمان وولي عهده الأمير محمد، مؤكدة أن هذه الاعتقالات تمثل أحدث حملة قمع لابن سلمان الذي عزز حكمه بسجن رجال الدين والناشطين البارزين وكذلك الأمراء والنخب من رجال الأعمال.

كما واجه ولي العهد سيلا من الإدانة الدولية لمقتل الناقد جمال خاشقجي داخل قنصلية إسطنبول بالمملكة في أكتوبر/تشرين الأول 2018.

وقالت بيكا فاسر المحللة السياسية في مؤسسة راند التي تتخذ من الولايات المتحدة مقرا لها: "لقد انفرد الأمير محمد بالسلطة- لقد قضى بالفعل على أي تهديدات لصعوده وسجن أو قتل منتقدي نظامه دون أي تداعيات". 

وأضافت: "هذه خطوة أخرى لتعزيز قوته ورسالة إلى أي شخص - بما في ذلك أفراد العائلة المالكة - بعدم قدرتهم على الخلاص منه بأي طريقة". وبدورها، أفردت صحيفة التليجراف البريطانية في صدر صفحتها نبأ الاعتقالات، وقالت: إنها شقت أواصر العائلة المالكة.

وقالت مصادر داخل العائلة المالكة السعودية: إن بعض أفرادها الذين يسعون لتغيير خط الخلافة ينظرون إلى الأمير أحمد، الشقيق الوحيد الباقي على قيد الحياة للملك سلمان، كخيار محتمل من شأنه أن يحظى بدعم أفراد الأسرة وأجهزة الأمن وبعض القوى الغربية.

كما أفردت صحيفة الإندبندنت البريطانية مساحة في موقعها لنشر الخبر، وسردت أهمية كل من الأمير أحمد بن عبد العزيز و محمد بن نايف.

وفي إشارة إلى الانتهاكات الجسيمة التي تقوم بها الحكومة السعودية في مجال حقوق الإنسان، قالت الصحيفة: إن حكومة المملكة المتحدة واجهت ضغوطا على علاقاتها بالرياض، إلى الحد الذي دفع بناشطين بريطانيين للضغط على حكومة بلادهم لوقف مبيعات الأسلحة إلى الرياض، حتى تقوم سلوكها الإجرامي.