Tuesday 19 March, 2024

صحيفة الاستقلال

فوز نتنياهو بالكنيست يفضح تواطؤ الخليج.. ماذا عن صفقة القرن؟

منذ 2020/03/03 18:03:00 | هاشتاغ
ناشطون رأوا أن تنفيذ صفقة القرن بعد فوز نتنياهو بالانتخابات أصبح أمرا واقعا
حجم الخط

"إنه انتصار كبير لإسرائيل"، هكذا وصف رئيس وزراء حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو فوزه في انتخابات الكنيست 2020 المعادة للمرة الثالثة، على خصمه الجنرال السابق بيني غانتس زعيم حزب "أزرق أبيض" بفارق كبير، حسبما أظهرت النتائج الأولية.

وحرص في خطابه الذي ألقاه من مقر حزب الليكود وبثته القنوات الإسرائيلية، التأكيد على أنه أقام علاقات مع دول العالم لم تكن معهم من قبل، ومن بينهم  زعماء دول عربية وإسلامية كثر لا يستطيع الإفصاح عنها، مكررا وعوده بضم غور الأردن والمستوطنات الإسرائيلية، بالضفة الغربية.

واستهجن رواد موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" عبر حساباتهم الخاصة ومشاركتهم في هاشتاج #الانتخابات_الإسرائيلية، تصريحات نتنياهو التي تعني عزمه تطبيق صفقة القرن المرفوضة فلسطينيا، وفضحت الأطماع الإسرائيلية التوسعية وتواطؤ دول الخليج مع إسرائيل.

تداعيات الفوز

وحذر ناشطون من خطورة فوز نتنياهو وتداعياته على المنطقة، وقال صاحب حساب "مستشار الأمير محمد بن نايف": إن فوز نتنياهو في الانتخابات الإسرائيلية، ينبئ بحتمية إكمال المنطقة السير في النفق المظلم الذي دخلت فيه، بخصوص صفقة القرن، وضم غور الأردن، الاستمرار ببناء المستوطنات، العمل على إكمال مشروع إعادة رسم المنطقة وفقا للمصالح الأمريكية والإسرائيلية، كل ذلك لا يكتمل إلا بوجود رؤساء كنتنياهو وترامب.

ورأى معالكي عمار أن "فوز نتنياهو يعني المزيد من ضم الأراضي والاستطان العلني المشروع في نظره، والمزيد من التطبيع العلني خصوصا مع بعض الدول العربية التي أبدت رغبتها بذلك وفي القريب العاجل، التطبيق الحرفي لصفعة القرن تحت رعاية ترامب وتواطؤ وسكوت دولي دون نسيان ذل عربي فاضح".

وأشار الناشط أيوب إلى أن "حسم الانتخابات الإسرائيلية لمصلحة نتنياهو يعني تفرغه التام للبدء في تطبيق صفقة القرن (وفوزه جزء منها أصلا)" محذرا: "الفترة الجاية مش سهلة".

ولفتت نائلة الوعري، الأكاديمية والباحثة في الشأن العربي والفلسطيني، إلى أن "الكيان الصهيوني يعيش الآن مرحلة الغطرسة بعد #صفقة_القرن وبدأ العمل الجاد نحو إقامة الدولة الكبيرة التي توسعت آمالها ليس فقط كما كانت تحلم من النيل للفرات بل من المحيط إلى الخليج".

وأضافت الوعري في تغريدتها على "تويتر": "قد رأينا  نتنياهو وبوقاحة يطالب بضم  أراضي شرق الأردن والغور لإسرائيل".

دور السلطة

وإلى جانب تأكيدهم خطورة تداعيات فوز نتنياهو، فقد صب ناشطون جام غضبهم على السلطة الفلسطينية وتمسكها بالشعارات الرنانة مثل "السلام والتفاوض" وغيرها، وطالبوها بتبني خطط مقاومة لمخططات الاحتلال الإسرائيلي، وتغيير نهجها في التعامل معه هربا من فخ التبعية.

وفي قراءة أولية لنتائج الانتخابات الصهيونية، رأى الدكتور صالح النعامي الباحث المتخصص في الشأن الإسرائيلي أنها تقلص هامش المناورة أمام محمود عباس.

وأكد النعامي: أن "عباس في حال حافظ على نمط علاقته القائم مع الصهاينة، سيما التعاون الأمني، حتى بعد أن تضم إسرائيل أجزاء واسعة من الضفة، فهذا يعني أن السلطة تحولت إلى نسخة مشوهة لكيان جيش لحد في جنوب لبنان أو روابط القرى التي أسسها شارون في حينه".

وأكد أستاذ تاريخ وجغرافيا الزبير بن بردي، أن فوز #نتنياهو بـ61 من أصل 120 مقعدا في #انتخابات_الكنيست هو بمثابة تفويض انتخابي لتنفيذ باقي خطة الأبارتايد بضم المستوطنات في الضفة وغور الأردن وفرض السيطرة على المسجد الأقصى وحرب تمهيدية على غزة.

وتساءل ابن بردي في تغريدته: "هل سترتقي القيادة الفلسطينية لمستوى هذا التحدي أم ما زالوا يتمسكون بالمفاوضات؟".

وأشار كاتب مختص بالشؤون السياسية إبراهيم المدهون إلى أن "فوز اليمين الإسرائيلي يظهر أسوأ ما في الاحتلال وأوضحه لهذا التعامل معه أسهل ممن يتلون وراء شعار السلام التسوية حل الدولتين".

وأضاف: "علينا توحيد صفنا لمواجهة نتنياهو والمتطرفين الصهاينة، بحكومة وحدة وطنية رفع العقوبات عن غزة برنامج وطني للاشتباك الشعبي الجماهيري في الضفة القدس غزة".

ونقل صاحب حساب "غزة" عن عضو المكتب السياسي لـ"حزب الشعب" وليد العوض قوله: "فقط بالوحدة وإنهاء الانقسام دون تردد مراهنات ومناورات يمكن مواجهة الخطر  الداهم الناجم عن فوز نتنياهو، وتزايد فرصته  بتشكيل  حكومة يمين  فاشي، تستغل دفرسوار الانقسام لتنفيذ  صفقة ترامب-نتنياهو بكل السبل".

وأكد حسين صالح أن المصالحة بين السلطة والمقاومة إستراتيجية ملحة للمواجهة، قائلا: إن "نتنياهو سيتمكن من تشكيل حكومة من تكتل اليمين الصهويني وولاية خامسة كأطول مدة لرئيس حكومة في تاريخ إسرائيل!! ويبدو مشروع (إسرائيل الكبرى) والهاجس الأمني أبرز أوراق استمرار نتنياهو بالحكم".

تآمر الخليج

وتحدث ناشطون عن دور الأنظمة العربية والخليجية في دعم فوز نتنياهو الذي دفعه للتباهي بإقامة علاقات قوية معهم، ولفت الخبير القانوني المصري محمود رفعت، إلى أن وثائق بنما كشفت منذ 3 سنوات أن سلمان حاكم #السعودية هو من مول حملة #نتنياهو السابقة.

وأضاف رفعت في تغريدته على "تويتر" أنه: "اليوم لم يعد سرا أن الإمارات والسعودية هم الداعم الأكبر للصهيونية بدم ومقدسات وثروات العرب".

وأشار حسن يعقوب نائب سابق في البرلمان اللبناني، إلى اعتراف نتنياهو أن نصره الانتخابي يعود لتطور علاقة إسرائيل مع الدول العربية، وقوله: إن "وراء الأكمة ما وراءها".

دلالات الفوز

ورصد ناشطون دلالات فوز رئيس حزب "الليكود" الإسرائيلي، من أبرزها ميل الشارع الإسرائيلي للتطرف والعنف وتجاهله لفساد نتنياهو، وقال المغرد علي حسن: إن "فوز النتن نتنياهو في الانتخابات الإسرائيلية ينم على أن الشعب هناك يفضل الأرض والحرب على السلام".

ونقل المغرد أبو مصطفى عن الأمين العام لـ"المبادرة الوطنية" مصطفى البرغوثي، قوله: إن نتنياهو وغانتس، وجهان لعملة واحدة، وحصول نتنياهو ومعسكره على أعلى الأصوات ورغم الاتهامات له رسميا بالفساد يؤكد انضواء غالبية المجتمع الإسرائيلي خلف صفقة القرن، ونظام الأبرتهايد العنصري".

وأشار الصحفي الفلسطيني يحيى نافع إلى أن "نتنياهو فاز رغم قضايا الفساد التي تلاحقه، لأن الناخب الإسرائيلي يرى فيه الأكثر تطرفا وعداء للفلسطينين، وبعد أن حظي بدعم ترمب عبر #صفقة_القرن.. لكن هذا لا يعني أن غانتس أفضل منه كما يتوهم البعض. الانتخابات_الإسرائيلية".

وتساءل صاحب حساب "مغرد من تحت الركام" قائلا: "كيف يفوز نتنياهو الفاسد، وشبه المدان قضائيا بجنايات تجعله يقضي ما تبقى من عمره في السجن، هل بات الإسرائيليون لا تعنيهم كثيرا فساد الزعيم، إن حقق لهم ما يسعون إليه من أمن ورفاهية ومشروع صهيوني.. ظاهرة غريبة؟".

فوز ترامب

وتنبأ ناشطون بأن يتبع فوز نتنياهو بولاية جديدة، فوز الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الداعم الأكبر له بالانتخابات الرئاسية القادمة.

وقال كروان بهجت مدير "مركز كروان للدراسات السياسية والاقتصادية حول العالم": إن "فوز رئيس الوزراء الإسرائيلي الكاسح في انتخابات الكنيست الإسرائيلي اليوم يعني تكليف نتنياهو بتشكيل حكومة جديدة، يعني صفقة القرن أصبحت واقعا، وماذا نستنتج فوز الرئيس الأمريكي ترامب لفترة ثانية؟".

وجزم الباحث في الشأن الخليجي فهد الغفيلي بأن "ترامب سيفوز في الولاية الثانية بعد فوز نتنياهو، لأنهما يُديران مشروعا واحدا، مشروع إضعاف القوى الإقليمية جميعا لصالح إسرائيل وأمريكا، ومشروع ضرب الاقتصاد العالمي لصالح الاقتصاد الأمريكي، ترامب سيفوز، وقد تكون السنوات الأربع القادمة أشد على المنطقة من سابقاتها".


تحميل

كلمات مفتاحية :

إسرائيل الاحتلال ترامب دول الخليج صفقة القرن نتنياهو