أزمة إدلب.. التدخل التركي يفضح تآمر الدول العربية وخذلان الخليج

إسطنبول - الاستقلال | 4 years ago

12

طباعة

مشاركة

قبل أيام، أطلق الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، تهديدا شديد اللهجة لرئيس النظام السوري بشار الأسد بأنه إن لم يسحب جيشه من إدلب التي تعد آخر المناطق الخارجة عن سيطرة النظام، فإنه سيوجه ضرباته إليه، مانحا إياه مهلة تنتهي مع انقضاء شهر فبراير/شباط 2020.

إلا أن النظام السوري تجاهل التهديد التركي وشن هجمات جوية غير مبررة على مواقع القوات التركية في إدلب ليلة 27 فبراير/شباط، أسفرت عن استشهاد 33 جنديا تركيا، وإصابة 32 آخرين.

واعتبرت تركيا هجوم النظام السوري بأنه محاولة لجرها لـ"حرب قذرة"، فيما أدانته كل من أمريكا وخمس دول أوروبية هم بلجيكا، وفرنسا، وألمانيا، وأستونيا، وبولندا. وقررت أنقرة الرد بالمثل على مقتل جنودها واستهدفت مواقع تابعة للنظام، وأعلن وزير الدفاع التركي، خلوصي أكار، استهداف جيش بلاده لأكثر من 200 هدف تابع للأسد.

وقال فخر الدين ألتون مدير الاتصالات بالرئاسة التركية: "لم ولن نقف متفرجين حيال ما تشهده إدلب من أحداث مشابهة لتلك التي وقعت في رواندا، والبوسنة والهرسك"، وعلى إثر ذلك، ما زالت الاستهدافات المتبادلة بين الطرفين جارية حتى الآن.

وكعادة جامعة الدول العربية الغائبة عن نصرة الشعب السوري والمتماهية مع جرائم النظام والداعمة له، والمناهضة للموقف التركي، طالب أمينها أحمد أبو الغيط بوقف فوري لإطلاق النار في إدلب، دون إدانة الأسد.

في المقابل، أيد ناشطون الرد التركي، واستنكروا موقف الجامعة العربية عبر عدة أوسمة أبرزها #تركيا_ليست_وحدها #الجامعة_العربية، وغيرها.

موقف الخليج

وتحدث ناشطون عن دور حكام دول الخليج الداعم للنظام السوري بعد أن كان مناهضا له، محذرين من سعيهم لإسقاط الرئيس التركي بعد أن أصبح أهم أنصار الشعب السوري وقضايا المسلمين.

وقالت صاحبة حساب عدنية عدن: "أمراء النفط في عهد السلطان عبدالحميد آخر سلاطين الخلافة العثمانية تآمروا عليه وكان لهم الدور الأكبر في إسقاط الخلافة العثمانية وهاهم اليوم يكررون نفس السيناريو مع الطيب أردوغان لكن هيهات لهم ذلك، فالسياسة التركية استوعبت دروس الماضي". 

وأشار محمد الكدهي إلى أن أموال الخليج دعمت جماعات في سوريا باسم محاربة بشار واتضح فيما بعد أنها تشوه الثورة السورية وترتكب الجرائم وتهاجم الجيش الحر وتطيل عمر الأسد، "واليوم يحاربون تركيا ويتشفون لمقتل جنودها".

واستنكر ناشطون موقف السعودية تحديدا التي من المفترض أن تكون أبرز الداعمين لقضايا المسلمين إلا أن العكس ما يحصل، حيث أصبحت تدعم تمزيق الأمة الإسلامية.

ردع تركي

واحتفى ناشطون بالرد التركي القوي على تصعيد النظام السوري، خاصة بعد أن أبلغ الرئيس التركي نظيره الروسي فلاديمير بوتين –الداعم الأبرز لرئيس النظام السوري بشار الأسد، بأن كل عناصر الأسد أصبحوا أهدافا وسيتم ضربهم.

وأعلن أن قواته قتلت أكثر من 2000 فرد من النظام السوري ودمرت 300 مركبة ومدارج طائرات ومواقع كيميائية في سوريا، حيث "تعرضت العديد من المواقع، من بينها مطارات ومستودعات ذخيرة وأنظمة دفاع جوي ومنشآت لإنتاج أسلحة كيميائية لنيران كثيفة ودمار".

وقال أحد المغردين: "غامر الأسد أمس بضرب رتل عسكري تركي واليوم يتفرج على قواته وهي تباد من الجيش المحمدي، قريبا سنسمع صراخه ونباح كلاب العرب الصهاينة. النصر قادم لا محالة"، وفق تعبيره.

وأعرب ناشطون عن فرحتهم بنتائج الرد التركي والتي أدت إلى مقتل تسعة من أعضاء مليشيا حزب الله اللبنانية، المدعومة من إيران، وإصابة 30 آخرين، بحسب ما أعلنه قائد عسكري في المليشيات الداعمة للنظام السوري اليوم السبت.

وقال فارس العتيبي: "جيش تركيا المحمدي يؤدب المجرمين ويدمر مطار كويرس العسكري التابع للنظام النصيري ويقضي على العصابات الإيرانية الطائفية وهذا #تسجيل صوتي لأحد أتباع حزب الله يعترف فيه: جيش الأسد هرب والروسي خذلنا وجثثنا بعدها تحت الردم".  

قدرات عسكرية

كما احتفى ناشطون بقدرات تركيا العسكرية، في أعقاب تداول تسجيلات نشرتها وزارة الدفاع التركية تظهر استهداف طائرات مسيرة حربية لمواقع قوات النظام السوري، ما أدى إلى مقتل عدد من الضباط رفيعي المستوى.

وقال جمال سلطان رئيس تحرير صحيفة المصريون: إن المشاهد الحية التي تنشرها تركيا عن ضربات جوية لمنصات صواريخ ودبابات ومواقع عسكرية لمليشيات بشار الأسد في سوريا مذهلة في دقتها وحجم تدميرها.

وبين أن الجيش التركي يضرب بدقة كما لو كانت عملية جراحية أخلاقية، وليس مثل الهمج الروس الذين يقصدون المستشفيات والمدارس والمخابز والمساجد.

وأشار حمزة تكين الكاتب الصحفي إلى أن الجيش التركي استخدم أسلحة نوعية مصنعة محليا بشكل كامل تم الكشف عنها للمرة الأولى.. نتائجها كانت صائبة بشكل ممتاز ما جعل الكثيرين بحالة ذهول كبيرة.

وأضاف: "سويعات قليلة وتنتهي المهلة التي أعلنت عنها تركيا في إدلب والأمور لن تكون بعد ذلك كما هي عليه الآن في هذه اللحظة.. بل أكثر بأسا".

جامعة الدول 

وصب ناشطون اللعنات على حكام العرب خاصة بعد تحرك رئيس جامعة الدول العربية الذي أدان التدخل التركي وتحدث الآن عن التهدئة بعد التحرك التركي للرد على التصعيد السوري وردعه بعد قصفهم في مناطق تم إعدادها ضمن مناطق وقف التصعيد.

واستبدل ناشطون كلمة العربية بالعبرية خلال إدانتهم لموقف الجامعة، وجزموا بأن الجامعة لا تمثل الشعوب بل الأنظمة الديكتاتورية، إذ أشار خضر الشاعر إلى أن "الجامعة العبرية" كانت نائمة لما النظام السوري وإيران والمليشيات الشيعية من كل أنحاء العالم وروسيا عم يذبحوا المسلمين في سوريا. 

واتهم ناشطون الأنظمة العربية بخيانة قضايا العرب والمسلمين وتآمرها على الداعمين لها، إذ دون الباحث التاريخي حسين السبعاوي محذرا: "ليس الرئيس التركي رجب طيب أردوغان هو المستهدف اليوم فقط بل تركيا حكومة وشعبا سواء من روسيا أو من حليف تركيا النيتو ومن دول الليكود العربي أيضا".

وتهكم ناشطون على غياب موقف جامعة الدول العربية من أبرز الأحداث، وانتفاضتها فقط مع الأحداث التي تخدم مؤامراتها.

وسخر الصحفي عز الدين أحمد، متسائلا: "#الجامعة_العربية تحذر من خطورة التصعيد العسكري في شمال سوريا! من يتذكر كيانا يحمل هذا الاسم؟! ماذا تعني "الجامعة العربية"؟".!