تحريض أمريكي وصمت عربي.. الهند تنفذ هولوكوست ضد المسلمين

نيودلهي- الاستقلال | منذ ٤ أعوام

12

طباعة

مشاركة

شجع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على نشر الإرهاب ضد الإسلام والمسلمين في آخر زيارة له إلى الهند، وسط صمت عربي وإسلامي وصل حد التماهي والتأييد من بعض الحكومات لسياسات الحكومة الهندية العنصرية.

فبعد خطابه الذي ألقاه أثناء زيارته في 24 فبراير/شباط الجاري، للهند، وتحريضه خلاله على المسلمين، بقوله: إن بلاده والهند متحالفتان بقوة ضد ما أسماه "الإرهاب الراديكالي الإسلامي"، توالت انتهاكات المتطرفين الهندوس المدعومين من حكومة رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، بحق المسلمين.

وعمد المتطرفون بمعاونة الشرطة الهندية إلى إحراق المساجد وتكسيرها وهدم منازل المسلمين وترهيبهم، والاعتداء عليهم وعلى نسائهم، استغلالا لرفضهم قانون الجنسية الذي يمنح الأقليات الدينية في باكستان وأفغانستان وبنغلاديش حق الجنسية الهندية باستثناء المسلمين، في تمييز متعمد ضدهم.

وتداول رواد موقع التواصل الاجتماعي تويتر، عبر تغريداتهم على حساباتهم الخاصة ومشاركتهم في وسمي #الإرهاب_الهندوسي، #مسلمي_الهند، مقاطع فيديو توثق جرائم المتطرفين الهندوس المدعومين من حكومة مودي بحق المسلمين، مستنكرين حالة الصمت العربي. 

وتوالت دعوات الناشطين للمسلمين في الهند بأن يحفظهم الله من عمليات التطهير العرقي التي تنفذها الجماعات المعادية للإسلام برعاية الشرطة والحكومة الهندية.

تحريض أمريكي 

واعتبر ناشطون خطاب الرئيس الأمريكي بمثابة إعطاء الضوء الأخضر بشكل غير مباشر للهند في امتهان المسلمين واضطهادهم، واصفين ما يحدث هناك بأنه "هولوكوست" بحق المسلمين، و"عملية تطهير عرقي".

وقال زيد بن غيام: إن ترامب حرض الهندوس ضد المسلمين في خطابه، فقال حرفيا "نحن بلدان متحالفان ضد الإرهاب الإسلامي، ليتلقفها الهندوس ويبدؤوا بحرق بيوت ومساجد المسلمين بمساندة الأمن الهندي في قمع كل من أراد منع ذلك من المسلمين".

ونشرت الصحفية مريم زيرا صورا لجرائم الهندوس بحق المسلمين وأخرى للاستقبال الحار الذي جمع ترامب ومودي. وعقبت قائلة: "قتل الهندوس 27 مسلما وأحرقوا أمس فقط، أربعة مساجد في دلهي وأحرقوا وجه إمام المسجد بالأسيد، وخربوا أحياء كاملة يقطنها المسلمون". 

ألاعيب الإعلام

واستنكر ناشطون التجاهل المتعمد من قبل الإعلام العربي والخليجي لما يحدث بالهند، في حين عمدت الجهات الإعلامية التي تناولت الأحداث إلى تزييف الحقائق. 

ونشر الصحفي السعودي تركي الشلهوب مقطع فيديو للفتيات المسلمات وهن يختبئن فوق أسطح المنازل هربا من الاغتصاب والقتل أثناء هجوم الإرهابيين الهندوس على مناطق المسلمين.

وأشار إلى أن الإعلام السعودي في كل أزمة وقضية يكون المسلمون طرفا فيها، لا بد أن يكون ضدهم، قائلا: "رغم أن الإرهابيين الهندوس هم من هاجموا مناطق المسلمين وأحرقوا المساجد ودمروا المنازل وقتلوا الرجال والنساء، إلا أن صحيفة الشرق الأوسط حمّلت المسلمين جزءا كبيرا من المسؤولية!". 

ونقل الباحث المتخصص في شؤون الخليج فهد الغفيلي، الخبر الذي تناولته صحيفة الشرق الأوسط السعودية، قائلا: "لم يهُن عليها أن تقول بأن المسلمين يتعرضون لأعمال إبادة في #الهند، ولم يهن عليها أن يمر خبر فيه إرهاب دون أن تدخل المسلمين في الموضوع، فقالت 27 قتيلا جراء أعمال عنف بين الهندوس والمسلمين في نيودلهي".

واستنكر محمد لطفي حسن ما كتبته الصحيفة قائلا: "27 مسلما تم قتلهم على أيدي الهندوس. المفروض أنكم صحيفة تتبع السعودية قائدة الدول الإسلامية بزعمكم ومع ذلك لا يظهر منكم إلا الحقد على المسلمين".

وسخر محمد علي، قائلا: إن "الإعلام العربی ینتظر أوامر أمریكا بالنشر، وهي التی أعطت الإذن لقاذورات الهندوس بقتل المسلمین..ترامب كان في الهند..".

دعم خليجي

وبرز حديث الناشطين عن موقف الدول الخليجية الداعم لرئيس وزراء الهند والذي منحته كل من السعودية والإمارات أوسمة تكريم، فضلا عن إقامة أبوظبي معبدا للهندوس وتنصيب التماثيل لهم في الميادين، في الوقت الذي تهدم فيه مساجد المسلمين في الهند بغطاء حكومي.

ونشر القائمون على حساب "نحو الحرية" مقطع فيديو للهندوس وهم يحاولون هدم أحد المساجد، معقبين بالقول: "هؤلاء هم الهندوس الذين افتتح لهم #ابن_زايد أول معبد في الخليج على أرض #الإمارات !".

ونشروا مقطعا آخر يوثق مشاركة الشرطة الهندوسية للإرهابيين الهندوس في نهب وتدمير ممتلكات المسلمين في العاصمة الهندية نيودلهي.

بدوره، نشر المغرد أبو عمار الحلبي صورة لمحمد بن زايد ولي عهد أبوظبي، متسائلا: "هل تعلم أن شيطان العرب ابن زايد هو من يمول التدخل الروسي في سوريا وهو أيضا ممول فرنسا في تدخلها في مالي وهو يمول أيضا حفتر في ليبيا وهو من يبني معابد للهندوس في الإمارات والهندوس يقتلون المسلمين في الهند"، وفق تعبيره.

صمت عربي

وظهر بقوة غضبة الناشطين من صمت حكام العرب والخليج على ما يحدث لمسلمي الهند وتوجيههم جهودهم وخطاباتهم وأموالهم لمحاربة الإسلام والمسلمين.

ونشر الكاتب والإعلامي ياسر أبو هلالة تغريدة للدكتور عبد الله الشايجي استنكر خلالها صمت المسلمين على ممارسات الحكومة الهندوسية العنصرية المستفزة ضد المسلمين، معقبا بالقول: إن الكارثة ليس في عدم الاحتجاج على سياسات مودي العنصرية والإجرامية بقدر ما هي في دعم #السعودية و #الإمارات له. 

وأشار الناشط اليمني عبد الغني إلى أن "الإمارات بأموالها القذرة تمارس كل أنواع العنصرية في العالم ولكن عنصرية باتجاه واحد فقط ضد المسلمين والسنة بالذات".

وكتب فالح الشبلي -الباحث العراقي المتخصص في علوم الحديث: "لقد انشغل -أو تشاغل- العالم عما يحدث للمسلمين في الهند، فها هم الهندوس يعتدون على مساجد وممتلكات المسلمين تهديما ونهبا، وحيلة المسلم في الهند هي التصوير فقط".

ضعف إسلامي

واستهجن ناشطون حالة الضعف التي وصل إليها المسلمون في ظل حكومات عربية كل هدفها تطبيق الأجندة الغربية. ولفت الكاتب ياسر الزعاترة، إلى أن استهداف المسلمين في الهند يتصاعد تزامنا مع زيارة ترامب.

وقال: "من ترامب إلى شي بينج إلى بوتين وصولا إلى مودي.. المسلمون في حالة استضعاف عجيبة"، مشيرا إلى أن تصاعد استهداف المسلمين في ظل أنظمة عربية وإسلامية مأزومة ومتناقضة تبحث عن شرعية خارجية، أمر طبيعي.

ورد عليه أحد المغردين قائلا: "عندما يطبطب ابن زايد وابن سلمان لمودي ويمنحوه الاوسمة.. سيتمادي مودي على المسلمين في بلاده.. فإذا كان الهندوس يميزون بين الهندوس أنفسهم فكيف سيكون وضع المسلمين؟".

وأعاد فهد بن حمد النعيمي نشر تغريدة للدكتور سلطان الهاشمي خاطب فيها منظمة التعاون الإسلامي بمقطع فيديو من جرائم الحكومة الهندية بحق المسلمين قائلا: "هذه هولوكوست هندية ضد المسلمين في الهند.. هذا هو الإرهاب الهندوسي في أبشع صوره، فماذا أنتم فاعلون؟".

وأضاف: "تباكيتم على هولوكوست اليهود وهم ليسوا بحاجة لكم، وتركتم المسلمين وهم في أشد الحاجة لموقفكم. تبا لكم إن لم تتحركوا لنصرة المسلمين في الهند".