#حسني_مبارك.. رحل المستبد وبقيت جرائمه

12

طباعة

مشاركة

أثار الإعلان عن وفاة الرئيس المصري المخلوع محمد حسني مبارك، اليوم الثلاثاء 25 فبرير/ شباط 2020، ردود فعل واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي، ليتصدر هاشتاج "#حسني_مبارك" الترند في تويتر بمصر وعدد من الدول.

وتوفي مبارك، بعد نزاع طويل مع المرض، في مستشفى عسكري بالقاهرة، عن عمر ناهز 92 عاما، قضى منها قرابة الـ30 عاما رئيسا لمصر، قبل أن يتم خلعه في ثورة 25 يناير 2011.

وفاة مبارك، أحدثت جدلا سياسيا، إذ اعتبر البعض أن ما تشهده مصر الآن من فساد وظلم، وزيادة في عدد المعتقلين، وتدهور في الاقتصاد، هو حصيلة 3 عقود من حكم مبارك، في حين عارض البعض هذه الرؤية واعتبر أن أيام مبارك كانت أفضل حالا مقارنة بما هو عليه الحال الآن، في ظل حكم رئيس النظام عبدالفتاح السيسي.

رحيل مبارك، جاء بعد شائعات عدة، تحدثت عن وفاته طوال السنوات الماضية، ما دفع عددا من الناشطين إلى التشكيك في وفاته اليوم، غير أن تغريدة نجله علاء مبارك، حسمت الجدل، إذ كتب: "إنا لله وإنا إليه راجعون، انتقل إلى رحمة الله صباح اليوم والدي الرئيس مبارك، اللهم اعف عنه واغفر له وارحمه".

بيانات نعي 

ونعى عدد من القيادات والرؤساء بالمنطقة الرئيس مبارك، بينهم رئيس الوزارء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي عبر في مقطع فيديو عبر حسابه على تويتر، عن حزنه لوفاة مبارك، واصفا إياه بـ"الزعيم الذي قاد شعبه لتحقيق السلام"، مشيرا إلى أنه كان "صديقا شخصيا".

وقال نتنياهو في تغريدته: "أعبر عن حزني العميق على رحيل الرئيس مبارك، الذي كان صديقي وزعيما قاد شعبه نحو تحقيق السلام والأمن. التقيت به مرات عديدة وأخذت انطباعا شديدا عن التزامه بهذا السلام. نواصل المضي قدما على هذا الطريق المشترك. أتقدم بالتعازي إلى الرئيس #السيسي وإلى أسرة مبارك وإلى الشعب المصري".

ومن بين المعزين، وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي أنور قرقاش، الذي كتب على حسابه في تويتر: "فقد العالم العربي اليوم رجل دولة، صاحب مواقف وطنية وتاريخية كبيرة، الرئيس حسني مبارك رحمه الله تميز بالحكمة والشجاعة. ودوره في معركة تحرير دولة الكويت وأزمات عديدة طالت الوطن العربي، يحفظه التاريخ. عزاؤنا لأسرة الرئيس الراحل وللشعب المصري الشقيق".

وفي الداخل المصري، جاءت أبرز برقيات العزاء من قبل الجيش المصري، الذي نعى مبارك، وكتب المتحدث العسكري باسم الجيش: "تنعى القيادة العامة للقوات المسلحة ابنا من أبنائها، وقائدا من قادة حرب أكتوبر المجيدة الرئيس الأسبق لجمهورية مصر العربية محمد حسنى مبارك، الذى وافته المنية صباح اليوم وتتقدم لأسرته ولضباط القوات المسلحة وجنودها بخالص العزاء".

تركة مبارك

وفاة مبارك أحدثت جدلا سياسيا على تويتر، ففي حين رأى البعض أن ما تشهده مصر حاليا هو حصيلة طبيعية لـ3 عقود من حكم مبارك، ارتكب فيها كل الجرائم ومارس كل أنواع الفساد، رأى البعض أن حقبة مبارك كانت الأوضاع فيها أفضل حالا مما هي عليه الآن.

وكتب الناشط المصري عبدالله الشريف، تغريدة على حسابه في تويتر، قال فيها: "إلى ديان يوم الدين نمضي.. وعند الله تجتمع الخصوم".

أما الفنان المصري عمرو واكد، فكتب تغريدة له على حسابه، قال فيها: "مبارك مات وساب وراه فرق متدربة بنفس أخلاقه وأسوأ، منهم اللي شايفه كقدوة ومنهم اللي شايف أن مشكلة مبارك أنه كان طيبا وقلبه كبير، ومنهم اللي شايف أننا غلطنا في حقه.. طول ما الناس دي بتفكر كده يبقى مبارك ما ماتش لسه".

من جانبه كتب الإعلامي المصري يوسف حسين تغريدة قال فيها: "الله يرحمه حسني مبارك، في عهده اتصاب ١٠ مليون مصري بفايروس سي.. وانهار التعليم.. انتشر الفساد.. عذب المعتقلين.. خرب البنية التحتية للبلد.. سرق البلد هو وأولاده.. وعند الله تجتمع الخصوم".

بدورها اعتبرت الصحفية المصرية رشا عزب، أن الفساد والظلم الذي يحصل الآن هو تركة من عهد مبارك، وكتبت الصحفية المصرية تغريدة على حسابها قالت فيها: "الموت مش هيغيب مبارك عشان اللي مقررين يترحموا عليه بأدب القطعان". 

وأضافت المغردة: "مبارك حي في كل إدارة فاسدة ومدرسة بلا تعليم وقرى بدون صرف صحي وسجون فتح أبوابها ولسه مكملة في بلع عشرات آلاف وأقسام مستمرة في رحلات التعذيب.. اترحموا على اللي عايشين لسه في خراب مبارك المقيم.. ألف داهية".

وكتب الإعلامي والحقوقي المصري هيثم أبوخليل، في تغريدة له: مات مبارك، مات المستبد المخلوع، تسبقه دعوات مئات القتلى الذين قتلهم بدم بارد، وقام بتصفيتهم في معتقلاته وسجونه.. مات المستبد المخلوع الذي غرق أكثر من 1500 مصري في عهده الأسود، ضحايا عبارات خربة في سالم إكسبربس والسلام 98.. وذهبت استغاثتهم سدى لتقاعس عسكره في إنقاذهم".

وفي بادرة استغربها ناشطون على مواقع التواصل، نعى لاعب كرة القدم الدولي المصري السابق محمد أبو تريكة، الرئيس مبارك، وكتب أبو تريكة في حسابه على تويتر، "رحم الله رئيس مصر الأسبق حسني مبارك وغفر الله له وتجاوز عن سيئاته وخالص التعازي للأسرة ورحم الله الجميع".

كما كتب الناشط المصري وائل غنيم، الذي كان من رموز ثورة 25 يناير، تغريدة قال فيها: "رحمة الله على الرئيس حسني مبارك. كل نفس بما كسبت رهينة وكلنا رايحين لربنا اللي أحسن من البشر كلهم. ربنا يصبر أهله ومحبيه ويبارك في عمر أحفاده. كان محبا ومخلصا لمصر. تحمل مسؤولية ضخمة تجاه الشعب المصري فأصاب كثيرا وأخطأ كثيرا وصبر على كثير من الأذى في نهاية عمره. وسيحكم التاريخ".

مدني وعسكري

الأنباء التي تحدثت عن تشييع جماهيري وعسكري لمبارك، دفع ناشطين ومنصات إلكترونية، لعقد مقارنة بين الرئيس الراحل محمد مرسي، والمخلوع مبارك، وكيف تعاملت سلطات الانقلاب مع جنازتهما، وهو ما عبرت عنه شبكة رصد في تغريدة عبر حسابها على تويتر.

في ذات السياق رأى مغردون أن الرئيس الراحل مرسي، هو الوحيد الذي يستحق التعاطف والدعاء بالرحمة، ولم يخل ذلك من دلالات سياسية تجاه النظامين.

وكتب محمد بن سليمان تغريدة قال فيها: "لو هتترحم على رئيس مصري فدا الوحيد اللي يستاهل الرحمة.. دا اللي اتظلم من كل الاتجاهات.. اتظلم من الشعب من الجيش من الإخوان من الإعلام.. حتى بعد وفاتة اتظلم و اتشمتو فيه الله يرحمك يامحمد مرسي".

أما الصحفي المصري وائل قنديل فقد كتب تغريدة انتقد فيها طريقة البرادعي في تعزية مبارك مقارنة بطريقته مع وفاة مرسي، وقال قنديل: "الديمقراطي جدا والثوري للغاية والسياسي النزيه محمد البرادعي ينعي"الرئيس الأسبق"حسني مبارك، لكن نظره لم يسعفه، فقرر تجريد الرئيس المنتخب محمد مرسي من لقب "الرئيس" حين عزى أسرة "الدكتور" محمد مرسي".