3 إصابات بكورونا.. لماذا يطالب كويتيون بإقالة وزير الصحة؟

الكويت - الاستقلال | 4 years ago

12

طباعة

مشاركة

في الوقت الذي تتخذ فيه دول مجاورة لإيران خطوات احترازية حازمة لتجنب انتقال فيروس كورونا المستجد إلى شعوبها، فتحت الكويت أجواءها الجوية للعائدين من هناك رغم ارتفاع أعداد الوفيات بإيران إلى 12 حالة و47 إصابة، وحديث نائب إيراني عن وفاة 50.

وكشفت وزارة الصحة الكويتية عن وجود ثلاث حالات قادمة من إيران، تحمل الفيروس، مما زاد سخط الكويتين واستنكروا الخطوات التي اتخذتها الحكومة بشأن الحجر الصحي وغيرها، وطالبوا بإقالة وزير الصحة لفشله في إدارة الأزمة.

ودعا رواد موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، عبر مشاركتهم في هاشتاجي #كورونا_الكويت، #الحجر_الصحي إلى استجواب وزير الصحة على خلفية استجابته لوساطة نواب كويتيين وتساهله مع الحالات القادمة من إيران وسماحه لهم بقضاء الحجر الصحي في منازلهم بخلاف المقرر بحجر الحالات في أحد الفنادق. 

إقالة الوزير

وقال عمر الدميثة في تغريدته: إن "وزير الصحة باسل الصباح، لم يخش على الشعب الكويتي من انتشار مرض #كورونا الذي يحمله العائدون من إيران وخضع لمطالبة نائب بتركهم دون حجر صحي بداية قدومهم، لذلك من الواجب عليه الرحيل من الوزارة لأنه غير مؤتمن على أرواح البشر".

وتساءل الكاتب حمد السريع: "هل يتحمل وزير الصحة الدكتور باسل الصباح المسؤولية السياسية ويقدم استقالتة بعد الاستعراض الذي قدمة أمام الكاميرات في مطار الشيخ سعد العبدالله أثناء استقبال العائدين من إيران بسبب خروج ثلاث حالات اشتباه الإصابة بفيروس الكورونا؟".

وخرجت مناشدات لأعلى السلطات في البلاد بمحاسبة الوزير وإقالته، وتمنى عبدالرحمن عبدالله من رئيس مجلس الوزراء الشيخ صباح الخالد، محاسبة وإقالة وزير الصحة لعدم تطبيقه الحجر الصحي على المصابين بكورونا عند عودتهم من إيران واكتفائه بأخذ تعهدات عليهم.

وأشار إلى أن "الكويت دولة مساحتها صغيرة وهي البيئة المثالية لانتشار كورونا"، متسائلا: "كيف يجازف الوزير ولا تحجر على العائدين".

واستنكر الناشطون موقف الوزير، وتعددت توصيفاته، إذ اعتبره الكاتب الصحفي ناصر الحسيني مهزلة، قائلا: "مهزلة.. إذا صدقت المعلومات أن وزير الصحة الشيخ باسل الصباح وبسبب ضغط نيابي رفع الحجر الصحي عن ركاب الطائرة القادمة من مشهد، وكان ثلاثة منهم يحملون فيروس كورونا".

محاكمة النواب

وطالب ناشطون بإحالة النواب الذين تدخلوا بفك الحجر الصحي عن العائدين أو التساهل معهم والتصريح لهم بقضائه في منازلهم أو غير ذلك من الخطوات التي قد لا تكون صائبة.

وأكد أحد المحامين في محاكم الدستورية والتمييز، محمد مساعد الدوسري، وجوب "إحالة النواب الذين تدخلوا لإخراج القادمين من إيران من الحجر الصحي للمحاكمة، ويجب أن يحال كل من تدخل للضغط ومن خصع للضغط"، معتبرا أن "هذا الاستهتار بحق شعب كامل سفه ما بعده سفه".

وتساءل مغرد آخر، قائلا: لماذا وزارة الصحة ترضخ لبعض نواب الخيبة كل الدول يذهبون إلى الحجر الصحي من أجل سلامة مواطنيها؟ يجب على وزارة الصحة أن تستمر فى مشوارها لفائدة البشر جميعا، والموجودون فى فندق الكوت يجب عليهم الصبر لسلامتهم وسلامة أسرهم وسلامة الآخرين.

وجزم الناشط ساجد العبدلي في تغريدة له عبر "تويتر" بأن ما أقدم عليه وزير الصحة لم يكن إجراء صحيحا، بالقول: إن "الحجر الصحي يفرض ولا يطلب".

وشدد المغرد بندر الخيران في تدوينته على "تويتر" على أن "سلامة الوطن وشعبه خط أحمر لا تحتمل المجاملة".

استجواب واحتراز

وطالب برلمانيون وناشطون بتأجيل المدارس شهرا وإلغاء الاحتفالات الوطنية، وحجز القادمين من إيران وعائلاتهم وزملائهم في العمل للتأكد من عدم إصابتهم، واستجواب وزير الصحة لخضوعه لطلبات النواب.

وأوضح النائب الدكتور عبدالله الكندري طبيعة المسؤولية المفروضة على الجميع للتعامل مع الفيروس، مؤكدا أن المسؤولية الحكومية تتمثل بوقف الاحتفالات والتفكير الجدي بوقف الدراسة والعمل وتطبيق الحجر الصحي الإجباري على جميع من يصل من الدول التي أعلنت الإصابة بمرض "كورونا".

وأضاف أن على وزارة الصحة إصدار قرار باعتبار مرض "كورونا"، مرضا ساريا لتفعيل قانون رقم (٨/ ١٩٦٩) بالاحتياطات الصحية الوقائية الذي يخول الوزارة صلاحيات استثنائية كبيرة لمواجهة الأمراض المعدية وعلى الحكومة أن تعي بأن أرواح الناس ليست محلا للمجاملات، فتفعيل الحجر الصحي على كل المشتبه بهم واجب.

وبين أن واجب المواطنين اتباع التعليمات الصحية للحفاظ على أهاليهم، وواجب الحكومة وقف دخول أي أجنبي يأتي من الدول الموبوءة وتطبيق الحجر الصحي على كل مواطن يصل منها حفاظا على صحتهم وصحة الناس، مشيرا إلى أن واجبه البرلماني يتمثل في تعدي الأزمة ثم استجواب وزير الصحة ما لم يقدم استقالته تحملا للمسؤولية.

وأكد حنيف النفيعي أن "استجواب وزير الصحة الكويتي هو مطلب وواجب على كل نائب بعد تهاونه بصحة المواطنين".

ودعا الناشط ناصر سالم الهاجري عبر تغريدة في "تويتر" وزارة التربية إلى "تعطيل المدارس على الأقل أسبوعين احترازيا".

وكذلك، كتب معلم الفيزياء سلمان سعيد الرشيدي، قائلا: "يجب على وزارة التربية تعطيل الدراسة للحد من انتشار المرض أكبر تجمع يصير بالمدارس والجامعات حتى صابون مافيه بحمامات الطلبة تكرمون، اللهم احفظ الكويت وبلاد المسلمين من البلاء".

غياب الوعي

واستنكر الناشطون رفض العائدين لتطبيق الحجر، متداولين مقاطع فيديو لهم وهم يقاومون قرارات الحجر ويرفضون تطبيقها، إذ نشر عبدالرحمن اللحم المقطع، قائلا: إن "هذا المقطع مؤسف جدا كويتيون جايين من إيران و رافضون الإجراءات الاحترازية من وباء ممكن يضرب الكويت ودول الخليج بساعات افتقار لأبسط قواعد الوعي.. لو طلع واحد عنده إصابة؛ كان صارت كارثة".

وجزم بندر الخيران بأن "التعاطي مع الأوبئة ومنع انتقال العدوى يجب أن يحظى بوعي عال وإدراك بسبل مكافحته.  ولا يحق لكائن من كان أن يتدخل بشأن القطاع الصحي وعمل الطواقم الطبية في أعمالها إرضاء لناخب أو طائفة. لحماية الجميع وتجاوز المرحلة بأمان هو الالتزام بالقرارات والتوجهات الطبية المختصة".
 

مقترحات للوقاية

واقترح ناشطون حلولا أخرى للسيطرة على كورونا والكشف عنها، وطالب أحد المغردين وزارة الصحة بالتعاون مع وزارة الداخلية بتخصيص رقم للتبليغ عن الأشخاص اللي رادين (عائدون) من دول معينة ومتهربين عن الحجر الصحي ... ترا مساحة الكويت صغيرة.. لو مريض يطلع بمكان عام كلنا رحنا فيها".

وعدد ناشطون سبل الوقاية من الفيروس، إذ قال عبدالله: إن على المواطنين البدء باستخدام وسائل الوقاية لعدة أسباب "مسافرون عادوا سابقا ولم يتم الكشف عليهم، مسافرون تحايلوا وغيروا وجهتهم (الموبوءة) القادمين منها، مسافرون سمحت لهم وزارة الصحة الذهاب لمنازلهم، آخرون فحصوا وتبين إصابتهم ولم يمتثلوا لقرار الحجر".

وتداول الناشطون قوائم بأسماء الدول التي ظهر فيها حالات إصابة بكورونا، متسائلين عن موقف الحكومة الكويتية ووزارة الصحة من القادمين من تلك الدول.

وأشارت إيمان جوهر حيات إلى أن نسب تفشي فيروس كورونا متفاوتة في أغلب الدول الموضحة أدناه، متسائلة: "هل تم اتخاذ إجراءات احترازية تجاه تلك الدول؟ وماذا عن طلابنا الذين يدرسون في الخارج، هل هم بخير؟".

مراقبة الأسواق

وحث ناشطون الوزارات المعنية على مراقبة الأسواق لاستغلال التجار لأزمة انتشار الفيروس، واتباع البعض لإجراءات السلامة وشراء المستلزمات الطبية الاحتياطية، فيما لجأ آخرون لتخزين السلع الغذائية والدوائية.

وناشد الإعلامي الكويتي أحمد العنزي، وزير التجارة والمعنيين لمراقبة "تجار الأزمات" وضبط أسعار المواد الغذائية والمعيشية والدوائية والصحية وكل سلعة ممكن أن يتم استغلال الناس فيها بسبب أزمة #كورونا_الكويت، قائلا: "أوقفوا الجشع!".

ودعا مبارك المطيري، من وزير التجارة خالد الروضان والعاملين إلى حماية المستهلك، وتكثيف الحملات تجاه الصيدليات بعد أن لمسنا منهم استغلال الأزمة الحالية وقيام بعضها برفع أسعار الكمامات بشكل مبالغ فيه أو التوقف عن بيعها بغية تحقيق أرباح مالية من ورائها.

وبعث عضو جمعية حقوق الإنسان الكويتية أحمد الميموني، رسالة إلى وزير التجارة خالد الروضان ووزير الصحة الشيخ باسل الصباح، مفادها: بأن "بعض أصحاب الصيدليات والتجار اللى مايخفون الله ولا يحرمون ولا يحللون فلوسهم بداو برفع أسعار المسكات لأسعار خيالية نتمنى منكم إغلاق محل أي شخص يستغل حاجة الناس".

شرعية الحجر

وناقش ناشطون الأحداث من منظور ديني جازمين، أن الشرع ألزم الحجر في حال انتشار الأوبئة، وأوضح علي الحميداني أن "التأصيل الإسلامي للحجر الصحي تمثل في حديث رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قوله: (إذا سمعتم بالطاعون في بلد فلا تدخولها، وإن كنتم فيها فلا تخرجوا منها).

وأضاف: "الإسلام ثم الأعراف الصحية الدولية وضَعت الحجر لغايه أسمى وهي سلامة الكل. أستغرب الجَهل اللي صار في حالات #كورونا_الكويت".

واكتفى ناشطون أخرون بنشر الحديث الشريف مع توضيح صحته، إذ قال فيصل بن مشعل الثامر الوجعان: إنه حديث متفق عليه قال رَسُول اللَّهِ ﷺ عن الوباء: (إذا سمعتم به بأرض فلا تقدموا عليه، وإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا فرارا منه).