أسلحة ومتفجرات.. مخططات خطيرة لليمين الألماني المتطرف ضد المسلمين

قسم الترجمة - الاستقلال | 4 years ago

12

طباعة

مشاركة

تعرف الخلايا اليمينية المتطرفة في ألمانيا بكراهيتها للأجانب والسياسيين على حد سواء، حتى جرى ترجمة هذا الحقد قبل أيام، إلى أعمال انتقامية، جرى تنسيقها عبر شبكات التواصل الاجتماعي للدردشة، ومن بينها مجموعة "النواة الصلبة" (Der harte Kern). 

وذكرت صحيفة "die welt" الألمانية في تقرير نشرته يوم 17 فبراير/شباط الجاري وجود 12 متطرفا يمينيا رهن الاحتجاز منذ يوم 15 من الشهر نفسه، من بينهم أربعة من المشتبه فيهم الرئيسيين في تكوين خلية إرهابية وثمانية من مؤيديها.

وأكدت عدة مصادر للصحيفة أن هذه المجموعة خططت لشن هجمات إرهابية على المسلمين وعلى طالبي اللجوء وبعض السياسيين.

ما أهدافهم؟ 

بخصوص أهدافهم، قالت الصحيفة الألمانية: إنها تتمثل في إشعال فتيل حرب أهلية في ألمانيا، وتدبير انقلاب في أعلى هرم السلطة. هذا ما يعرف حتى الآن عن المشتبه بهم وخططهم الملموسة ولكن تبقى أسباب اعتقالهم خفية.

وكان المحققون يتعقبون الخلية الإرهابية المشتبه فيها منذ ستة أشهر. وقد جرى التنصت على الاتصالات السلكية واللاسلكية للمشتبه فيهم، حيث وقع اعتراض المكالمات الهاتفية وقراءة دردشات "واتساب".

وأطلق على مجموعة الدردشة الخاصة بهم "النواة الصلبة"، وفق ما ذكرته صحيفة ''دي فيلت'' الألمانية. وفي تلك المجموعة جرى إرسال صور للأسلحة، التي كان بعضها ذاتي الصنع والتحدث بشأن طرق صناعتها. 

وأكدت المداهمات التي جرت في عدة ولايات ألمانية يوم 14 فبراير/شباط 2020 الشكوك الأولية، حيث عثرت القوات الخاصة الألمانية على أسلحة بيضاء وأخرى نارية في منازل المقبوض عليهم ومواد تستعمل في صناعة متفجرات، إلى جانب مناشير دعائية مثل نسخ من كتاب الزعيم النازي أدولف هتلر "كفاحي". 

المشتبه بهم 

يقال إن "فيرنر.س" هو زعيم المجموعة الرباعية التي تعتبر نواة الخلية الإرهابية. ويعتقد المحققون أن الرجل البالغ من العمر 53 عاما المقيم بالقرب من منطقة "أوغسبورغ" كان يبحث بواسطة شبكات التواصل الاجتماعي عن أعضاء يشاطرونه آراءه اليمينية المتطرفة وخططه لتنفيذ هجمات إرهابية.

وبعد اعتقاله، عثر المحققون بحوزته على مسدس وذخيرة. وعقب التدقيق في حسابات المشتبه بهم على منصات التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك أو منصة "VKontakte" الروسية، يلاحظ وجود تشابه ملفت للنظر.

فمن ناحية، توجد دائما إشارات إلى الأساطير الجرمانية (منبثقة عن الوثنية النرويجية)، ومن ناحية أخرى، يبدو أن الرجال يشتركون في كراهيتهم للمهاجرين والمسلمين واليساريين وللنظام السياسي.

ونشر "ستيفين.ب"، أحد المشتبه بهم، صورة مركبة للمستشارة الألمانية "أنجيلا ميركل" بأيد ملطخة بالدماء. وكتب على الصورة تعليقا باللغة الألمانية: "الخيانة العظمى ضد الشعب الألماني... المستشارة الإرهابية تسبح في دم المواطنين الألمان".

ويكشف حساب "توماس.ن" الشخصي، الذي تم تفتيش منزله في منطقة "ميندن"، إلى جانب دعوته لرحيل "ميركل" إيمانه بنظريات المؤامرة التي تحاك ضد ألمانيا ودعوات للنازيين الجدد للتوحد كما تحدث عن "المقاومة الوطنية"، وعن ضرورة حصول انتفاضة وتمرد،

ويعبر "توماس.ن" كما هو الحال مع الأعضاء الآخرين، عن انبهاره بالأساطير الجرمانية، حيث ينشر عناصر المجموعة رسومات للآلهة، ويتظاهرون أحيانا بأنهم محاربون جرمان متنكرون بالدرع والسيف في صور ينشرونها.

كان من بين المقبوض عليهم موظف إداري بالشرطة في شمال "الراين" بولاية "ويستفاليا" وقد جرى إيقافه عن العمل. ووفقا لصحيفة "دي فيلت" الألمانية، يقال إن الرجل كان يعمل موظفا حكوميا لسنوات عدة وزعم خلال التحقيقات بعدم تمكنه من اختراق البيانات الأمنية.

المخططات والعواقب

أكد المحققون أن الخلية الإرهابية كانت تخطط لهجمات في ألمانيا تهدف لتهيئة ظروف شبيهة بالحرب الأهلية. 

وذكرت بعض المصادر للصحيفة أن "فيرنر.س"، المتهم الرئيسي شدد خلال اجتماع عقد الأسبوع الماضي مع أعضاء مجموعته للتخطيط من أجل تنفيذ عدد من الهجمات الإرهابية في أماكن مختلفة بألمانيا وعلى مهاجمة المسلمين أثناء صلاتهم. 

وذكرت صحيفة "der Spiegel" الألمانية في 16 فبراير/شباط الجاري أن "عشرة رجال" كانوا يخططون لتنفيذ عمليات إرهابية في "عشر ولايات فدرالية ألمانية". فيما لم يتضح مكان تنفيذها بالضبط وإلى أي مدى تقدمت هذه المخططات. 

وبدورها، تسعى مجموعة الاتحاد في البوندستاغ (المجلس التشريعي الاتحادي)، إلى إعطاء مزيد من الصلاحيات للسلطات الأمنية.

ويقول نائب رئيس مجموعة الاتحاد "ثورستن فراي": "نحن بحاجة إلى سن قوانين دستورية للسماح بتنفيذ عمليات بحث عبر الإنترنت ورصد للاتصالات السلكية واللاسلكية من أجل الكشف على أحدث شبكات الاتصال".

وقالت النائبة عن الاتحاد الديمقراطي المسيحي "أوت فوكت": "لم تعد المراقبة البسيطة للهواتف ناجعة في وقت أصبحت فيه الاتصالات من خلال خدمات المراسلة وغيرها من المنصات".

من جهة أخرى، يقول "كونستانتين كوهيلي" المتحدث باسم المجموعة البرلمانية للحزب الديمقراطي الحر المعنية بالسياسة الداخلية: "لا يستحسن المجازفة بصلاحيات السلطات الأمنية فيما يتعلق بأعمال ملموسة أو خلايا إرهابية تم الكشف عنها".

وتابع: "وحتى في مكافحة التطرف اليميني، يجب عدم التضحية بالحقوق المدنية، وخاصة في العالم الرقمي". ويدور الحديث الآن في ألمانيا عن ضرورة العمل للتحقيق في مصدر الأسلحة والروابط الشبكية الدولية للمشتبه بهم. 

بدورها، تقول المتحدثة باسم حزب الخضر في البوندستاغ "إيرين ميهاليس": "ما نحتاجه هو تحويل سلطات الحماية الدستورية مع تحسين القدرات التحليلية".

بالنسبة لها، لا يعكس عدم كشف السلطات بعد، عن بعض أعضاء الخلية الإرهابية المزعومة والاكتفاء بتصنيف 53 عنصرا خطيرا فقط حتى الآن، حقيقة التهديد اليميني المتطرف في ألمانيا.