رغم الهزيمة.. لماذا احتفى ابن زايد بالجنود العائدين من اليمن؟

صنعاء - الاستقلال | منذ ٤ أعوام

12

طباعة

مشاركة

قبل أيام قليلة، أعلنت الإمارات عودة قواتها التي شاركت ضمن التحالف العربي في حرب اليمن المشتعلة منذ خمس سنوات، واحتفى ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد، بهم عبر حسابه بـ"تويتر"، وسار على نهجه الشخصيات المعروفة التابعة له.

في المقابل، تعالت أصوات المعارضين الإماراتيين واليمنيين من رواد موقع التواصل الاجتماعي، ووجهوا التساؤلات للنظام الإماراتي عن ما حققته قواته في حربها باليمن؟، وذلك عبر مشاركتهم في أوسمة عدة أبرزها #أنا_يمني_ضد_الإمارات، و#محمد_بن_زايد، #شيطان_العرب #الإمارات_رأس_الإرهاب وغيرها. 

وفي 9 فبراير/شباط 2020، أعلنت الإمارات بدء عودة قواتها من اليمن، حيث أطلقت القنوات الإماراتية بثا مشتركا، احتفاء بعودة القوات، وفق ما أفادت وكالة الأنباء الإماراتية الرسمية "وام".

وأعلن ولي عهد أبوظبي والحاكم الفعلي للدولة، محمد بن زايد، في تغريدة على حسابه بـ"تويتر"، عودة جنود الجيش الإماراتي، واحتفاء بلاده بهم، في حين وجه أمير دبي محمد بن راشد، في تغريدة له، تحية لقوات بلاده بمناسبة عودتهم.

تبرير للفشل

بث المعارض الإماراتي جاسم راشد الشامسي، وكيل سابق بوزارة المالية، حلقة مصورة بعنوان "هل #محمد_بن_زايد في اليمن ناجح أم فاشل"؟! وتساءل عن مغزى إقامته حفلا ضخما لعودة جنود الإمارات؟". وخلص إلى أنه لم يتم دعم الحكومة الشرعية ومازال رئيسها في السعودية، في حين جرى إنشاء مليشيات أخرى ضد الحكومة والحوثيين.

ورأى أن تضخيم عودة الجنود والحفاوة بها هي تبرير لفشل "ابن زايد" وتحسين صورته، وهم في الحقيقة لم يرجعوا منتصرين ولم يحققوا أيا من الأهداف التي ذهبوا لأجلها بعملية غير مشروعة وغير دستورية.

ما قاله "الشامسى" لاقى استحسانا واتفاقا بين رواد تويتر، إذ أقسم الناشط اليمني عبدالله محمد الإبـي قائلا: "أقسم لك بالله يا أستاذ جاسم ما ساعدونا بشي سوى أنهم ضاعفوا معاناتنا ودمروا وطننا وقتلوا وشردوا ودعموا عصابات الإرهاب والإجرام".

وقال مغرد آخر: "يرحل الطامعون ويبقى اليمن لليمنيين,, والخونة العملاء إلى مزبلة التاريخ"، مشيرا إلى أن الجيش اليمني نزع أعلام التشطير والتشرذم والارتزاق بمحافظة أرخبيل سقطرى والعقبى لنزع روح كل خاين وعميل.

التقسيم والجزر

وتحدث الناشطون عن مخططات الإمارات ودعمها لتقسيم اليمن وتعزيزاتها للجنوب، إذ أكد نشوان الخرساني أنه "بفضل أعوام من الدعم العسكري والاقتصادي والسياسي من قبل دويلة الإمارات العربية المتحدة، أصبح لدى ما يسمى المجلس الانتقالي الجنوبي الآن الفرصة لبناء مؤسسات ظل وقدرات للحكم في عدن والجنوب".

وتساءل عبدالله آل لحيان: "ما هي مصلحة الإمارات من تقسيم اليمن وتمزيقه وتدمير بنيته وقتل علمائه وتدمير شعبه؟!!! #أنا_يمني_ضد_الإمارات".

وتعقيبا على الحفاوة المبالغة التي استقبلت بها الإمارات جنودها العائدين من اليمن، ذكّر الناشطون السلطات الإماراتية بصمتها على جزرهم (طنب الكبرى، طنب الصغرى، أبو موسى) التي تقول إنها محتلة من قبل إيران.

وسخر الكاتب والصحفي اليمني عباس الضالعي من تغريدة كتبها عبد الخالق عبد الله أستاذ العلوم السياسية بالإمارات المعروف بقربه من السلطة الحاكمة مدح فيها الجيش الإماراتي.

وتساءل رزاق المانع قائلا: "إذا صاحبنا يقول بأن جيش الإمارات ليس للاستعراض وبما أن هذا الجيش قد اكتسب خبرة ميدانية امتدت لأكثر من أربع سنوات في حرب اليمن، أما آن لهذا الجيش أن يحرر الجزر... وإلا فأنه للاستعراض وأن المرتزقة هم من كانوا على أرض الميدان في اليمن".

تغطية الانتهاكات 

ورأى ناشطون أن انسحاب الإمارات من اليمن هو للهروب من الانتهاكات الحقوقية والإنسانية التي ارتكبتها هناك، إذ قالت المغردة التميمة: "إنها تريد من وراء انسحابها إخفاء ما اقترفته من جرائم ضد الإنسانية في اليمن ولكن ذلك لن يعفيها".

وأكد الناشطون أن جرائم الإمارات ستظل تلاحقهم متعهدين بأن يحاسبوهم عليها، وقالت الناشطة رهف آل سلمان: "جرائم الإمارات لن تسقط بالتقادم كما قلنا".

ورصدت عددا من جرائم الإمارات منها: "سجون سرية، إخفاء قسري، الاغتصاب، التعذيب، القتل، السحل، الذبح، الشنق، التعذيب بالكهرباء، الضرب المبرح، التنسيق مع تنظيمي الدولة والقاعدة.

وتداول الناشطون مقاطع فيديو تبرز جرائم الإمارات، إذ نشرت المغردة سارة عادل مقطع فيديو قائلة: إنه "جريمة من جرائم أدوات الإمارات  وعصابات الانتقالي يقومون بالاعتداء السافر والموحش على مواطن بمطعم السدة ويكسروا رأسه أمام أسرته ويأخذوه بالقوة إلى مكان مجهول".

وأعلن اليمنيون رفضهم للوجود الإماراتي في اليمن وحملوهم مسؤولة كافة الجرائم التي ترتكب ببلادهم.

وقال واثق اليماني: "أنا مواطن يمني ضد الوجود الإماراتي باليمن وضد كل الجرائم والعبث التي ترتكبها الإمارات ومليشياتها في اليمن وأحملهم مسؤولية كل الدماء والدمار والعبث ابتداء من دعمهم دخول الحوثي صنعاء وانتهاء بكل الآثار المترتبة على ذلك".

إعلان كاذب

وكذب الناشطون إعلان الإمارات انسحابها من اليمن، مشيرين إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي تعلن فيها ذلك، ولكنها تعاود التوضيح بأن الانسحاب جزئي أو يتكشف لاحقا أن قواتها ما زالوا يعملون على الأرض، محذرين من أن إعلان انسحابها ترتيب لجرائم أكبر.

وقال حرقاش الضالعي: "الإمارات تقول سحبت جيشها ثلاث مرات وكل مرة بعده تقوم بجريمة في اليمن بعدها. هي تدعم الحوثي من أجل يشغل الشرعية في الشمال وهم يحصدوا بالجنوب". 

وتوالت الدعوات على السلطات الإماراتية، إذ دعا صاحب حساب دعوة مظلوم قائلا: "رب إنك آتيت #محمد_بن_زايد وملأه أموالا وزينة رب ليضلوا عن سبيلك ،رب فاطمس على أموالهم واشدد على قلوبهم فلا يؤمنوا حتى يروا العذاب".

وهذا الإعلان ليس الأول من نوعه المتعلق بانسحاب الإمارات من اليمن، فلقد قدمت ادعاءات مماثلة من قبل، وما كانت أبوظبي تريد تحقيقه هو إثارة الموضوع للنقاش ليس أكثر، وفق رأي الكاتب.

ففي شهر أكتوبر/تشرين الأول 2019 تحدثت وسائل إعلام عن سحب الإمارات والسودان عددا كبيرا من الدبابات والعربات العسكرية من عدن، بالتزامن مع وصول قوات سعودية. وفي 8 يوليو/تموز 2019، أعلنت الإمارات عزمها تخفيض وإعادة نشر قواتها في اليمن، لتتحول- كما زعمت- من إستراتيجية "القوة العسكرية أولا" إلى إستراتيجية "السلام أولا".

ورغم مضي شهور عدة على الحديث عن الانسحاب الإماراتي عسكريا من اليمن، فإن الكثير من الغموض ما زال يحيط بموقف أبوظبي. وذكرت الإمارات حينها أن سحب بعض قواتها كان ضمن خطة "إعادة انتشار" لأسباب "إستراتيجية وتكتيكية"