الأزمة في سوريا.. هكذا أسقطت أقنعة أنظمة وأحزاب بالمنطقة

قسم الترجمة - الاستقلال | 4 years ago

12

طباعة

مشاركة

نشرت صحيفة "ديرليش بوستاسي" التركية، مقالا للكاتب مراد أوزير، تحدث فيه عن أن كثيرا من المنظمات والحركات التحررية حول العالم تحمل شعارات مقدسة، لكن كثيرا من هذه المنظمات المسلحة، تتسلح بهذه الشعارات من أجل تحقيق مصالح خاصة بهم، وليس كما تزعم.

وسرد أوزير الكثير من التفاصيل حول جملة من المنظمات التي تتستر بالقضية الفلسطينية لكنها أبعد ما تكون عنها، داعيا إلى الكشف الغطاء عنهم من أجل وقف سيل الدم المنهمر في سوريا والعراق وغيرها من بلاد المسلمين. 

تتستر بفلسطين

وقال الكاتب: إن "فلسطين قد ضاعت منا عام 1917 وهي التي كانت تحت سيطرة دولة عظيمة استمرت 402 من الأعوام، ومنذ تأسيس دولة فلسطين عام 1948، لم نتمكن من العودة إلى تلك الأراضي مرة أخرى، ولا أن نرى ترابها المقدس".

وأضاف: "لكن أهالي فلسطين لم يسكتوا ومنذ ذلك الوقت وهم يأسسون العديد من المنظمات المسلحة بغية استرجاع حقوقهم المسلوبة، ومن أجل حماية أنفسهم من بطش الاحتلال الإسرائيلي". وتابع الكاتب: أنه "للأسف، لم يتجاوز بعضهم أن يكون عميلا لإسرائيل، وأن يكون متعاقدا معها من الباطن".

ومن جانب آخر، يضيف الكاتب، استخدمت الأنظمة الديكتاتورية في الشرق الأوسط هذه المنظمات في العديد من مناطق الصراع لمصالحها الخاصة، من الحرب الأهلية اللبنانية إلى الحرب الأهلية المستمرة في سوريا، والتي لا تزال متقدة، ومع ذلك كان ولا يزال سبب وجود هذه المنظمات هي الوقوف في وجه الاحتلال الإسرائيلي.

قتل المسلمين

وأشار الكاتب إلى أن من بين هذه الأنظمة، كان نظام الأسد، الذي أعطى لنفسه المشروعية عبر سنوات طويلة، حاملا شعار قضية فلسطين، وتحريرها، من أجل أن يبرر كل ما يقوم به من عمليات بطش وقتل، وكذا الأمر في إيران، حيث بينما هي تقتل المسلمين في سوريا، تقول إنها تحمي المسلمين في فلسطين، وتحمل شعار "إنقاذ القدس" في ذات الوقت. ولقد تعلم ذك منها نظام الأسد، حيث خلال الأيام الماضية وعبر سنين خلت، يقوم بنبش مقابر المسلمين، بل ويمزق أجسادهم المدفونة في المقابر، والشعار هو نفسه "تحرير القدس".

وتساءل الكاتب، قائلا: هل هؤلاء هم الذين سوف يحمون ويحررون القدس؟ وأجاب: "اليوم، كما يعرف الجميع وعلى مسمع ومرأى من العالم أجمع، من يقوم بالمذابح تباعا في سوريا، سواء في إدلب وقبلها في حلب، هو نظام الأسد، مدعوما بعشرات المنظمات الإرهابية التي نفذت جرائم لم تشهد البشرية الحديثة مثلها".

وتابع: هذه المنظمات وقف قبالتها الجيش التركي في ثلاث عمليات عسكرية فذة وهي: "نبع السلام" و "غصن الزيتون" وكذلك "درع الفرات"، وما زال الجيش يجابه هذه المنظمات في كل وقت وكل حين؛ وهي – أي المنظمات الإرهابية – تعهدت بإبادة كل مسلم وكل جندي تركي هناك.

وشدد الكاتب على أن جزءا كبيرا من هذه المنظمات تابعة بشكل أو بآخر للمنظمة الإرهابية حزب العمال الكردستاني "بي كاكا" ومنها: الحزب الشيوعي التركي، الذي يريدون اقتطاع جزء كبير من تركيا بدءا من هاتاي وإقامة دولة ما هناك، لكن هذه المنظمات التي تقاتل تركيا في كل مكان، تضم أيضا بعض الفلسطينيين ومنها فصيل يسمي نفسه بـ"جبهة التحرير الشعبية".

مواجهة تركيا

وأشار إلى أن هذه المنظمات اليسارية سواء في تركيا أو تلك التي كانت في سوريا ومنها ما يتعلق بالمنظمات الفلسطينية كان الأسد يعدها منظمات تابعة له منذ عام 1968، وهي كانت تتعامل معه وربما يمكن القول: إنها كانت خاضعة له. واستخدمها في خطواته القمعية ليس في سوريا فحسب، بل حتى ضد المسلمين في لبنان، وباسم فلسطين، فعلوا الأفاعيل، لكن لا يمكن لقداسة فلسطين أن تمحو الإرهاب الذي قاموا به، ولا سيما وإنه يعيد الكرة مرة أخرى في مواجهة الجيش التركي.

وزاد الكاتب قائلا: لقد بات حزب الله في لبنان كابوس السوريين منذ عام 2012، ونفذ أكبر المذابح بأوامر من الأمين العام للحزب حسن نصرالله، وقد هاجموا الكثير من المواقع ونقاط المراقبة التركية هاتفين، بالقول: إننا سوف نأخذ انتقامنا من الدولة العثمانية.

وتابع: ألم يكن سليماني، الذي قتل الآلاف من المسلمين من أجل سياسة التوسع الإيرانية من خلال دعم الأرمن في جميع أنحاء الشرق الأوسط أو آسيا أو حتى كاراباخ، غير معترف به كقائد لفيق القدس في الحرس الثوري الإيراني؟! ما الذي يمكن أن نتوقع أكثر هو من منظمات بعضها على "قائمة الإرهاب" ويبحثون عن فرصة لإراقة الدماء في كل مكان، ويقاتلون الجيش التركي مع حزب العمال الكردستاني وفروعه؛ سواء من حزب الله أو الحشد الشعبي في العراق، وليس نهاية بالجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، الذين يرتدون قناع "تحرير فلسطين" لكنهم في المقابل هم ألد أعداء المسلمين ومنهم تركيا.

وشدد الكاتب على ضرورة أن توقف تركيا استثمار هؤلاء لفلسطين، وهي (أي تركيا) كانت وما زالت أكثر من اهتم بالقضية الفلسطينية سواء داخل الأراضي المقدسة أو بين المحافل والأوساط الدولية. إضافة إلى ذلك، يجب على حركتا الجهاد الإسلامي في فلسطين وحركة المقاومة الإسلامية حماس أن تعلنا "صراحة" إنهاء دعمها لهذه الأنظمة الديكتاتورية، وأن تركز على القضية الفلسطينية.

واختتم مراد أوزير مقاله، بالقول: "لقد تأخرت تركيا وبعض الصادقين بالفعل من كشف غطاء هؤلاء كلهم، حيث وبينما هم يتسترون بالقضية الفلسطينية والدفاع عنها، يريقون الكثير من الدماء البريئة، منها ما هو في سوريا ومنها ما هو في العراق وبعضها في تركيا ذاتها، إنهم يتحججون في القدس، من أجل مصالحهم الضيقة، فكم مئة ألف من المسلمين يجب أن تقع ضحية من أجل أن تكشف كل هذه الأقنعة؟".