سجال الطيب والخشت.. هل ظهر خلاف شيخ الأزهر والسيسي إلى العلن؟

القاهرة - الاستقلال | 4 years ago

12

طباعة

مشاركة

كان لرد شيخ الأزهر أحمد الطيب، أمس الثلاثاء، على كلمة رئيس جامعة القاهرة، محمد عثمان الخشت، في مؤتمر الأزهر العالمي للتجديد في الفكر الإسلامي، التي دعا فيها إلى تجديد علم أصول الدين والتخلي عن التراث الإسلامي، صدى واسعا بين رواد موقع "تويتر".

وتباينت ردود فعل الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي، في تفاعلهم مع وسم #شيخ_الأزهر، ففي وقت أشاد فيه البعض برأيه الذي اعتبر أن "حذف التراث بأكمله ليس تجديدا، بل إهمالا"، ذكّر آخرون "الطيب" بتأييده للانقلاب العسكري على الرئيس الراحل محمد مرسي، في حين وصف البعض ما حصل بين "الطيب" والخشت" بأنه "مسرحية" ليس إلا.

وتطرق "الطيب" في كلمته إلى قضايا أخرى، منها "صفقة القرن" وتحكم أمريكا وإسرائيل في العرب والمسلمين، وإعلانه الشعور بـ"الخزي" أثناء مشاهدته لاجتماعات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، وهم "يخططون ويقولون ويتحكمون ويحلوا لنا المشاكل".

وتوقع ناشطون أن يكلف نظام الانقلاب المصري شيخا بديلا لمشيخة الأزهر على مقاس السلطان ومقام "صفقة القرن" ومسار الشرق الأوسط الجديد، مشيرين إلى أن ذلك المخطط بدأ تنفيذه بالهجوم الإعلامي على شيخ الأزهر بعد مواقفه المناهضة لأفكار "الخشت".

في المقابل، ظهر فريق آخر من الناشطين يذكر الطيب بمواقفة المؤيدة للانقلاب العسكري على الرئيس الراحل محمد مرسي، وصمته على كل ما يرتكبه النظام الحالي من قمع للحقوق وتقييد للحريات، وزيادة في أعداد المعتقلين والمعتقلات.

وأكدوا أن صمت الأزهر وشيخه المستمر منذ سبع سنوات، ساهم في سجن وتنكيل وقتل كثير من الأبرياء ومنهم أول رئيس مدني لمصر محمد مرسي، الذي توعد نظام الانقلاب للتنكيل به وقتله في السجن.

حفاوة وثناء

واعتبر ناشطون أن ما قام به "الطيب" هو درس لـ"الخشت"، إذ قال الدكتور محمد الصغير مستشار وزير الأوقاف وكيل اللجنة الدينية بمجلس الشعب السابق: إن "محمد الخشت رئيس جامعة القاهرة من المبشرين بفكر الحداثة الذي يقوم على هدم الثوابت والثورة على التراث، حاول تسويق أفكاره بمؤتمر التجديد فجاء رد شيخ الأزهر حاسما قاطعا، ولقنه درسا في قواعد البحث، وأصول التعامل مع الأصول والثوابت، وأن الأفكار المرتجلة لا يصح أن تزاحم الأسس الراسخة".

وجزم ناشطون بأن حالة الاحتفاء الظاهرة بين المغردين بآراء "الطيب" قادرة على منحه الثقة مرة أخرى لأن يكون صوت للمسلمين، وقال الإعلامي محمد جمال هلال: "لعل الشيخ أحمد الطيب اليوم عرف قدر ومنزلة  شيخ الأزهر بين المصريين والمسلمين، إن شيخ الأزهر لو امتلك الشجاعة وعبر عن نبض المسلمين وكان صوت الدين  لأصبح أقوى سلطة من رئيس الجمهورية ومن أي حاكم مسلم  بفعل الناس وبمنزلته العظيمة". وأضاف: "لعله أيضا حقن دماء ومنع ظلم وانقلابات ووحد الأمة".

واستنكروا عشوائية طرح "الخشت"، إذ وصف عبدالخالق التركماني، مؤسس مركز دراسات "تفسير الإسلام"، بالقول: "موقف شيخ الأزهر في الرد على رئيس جامعة القاهرة الخشت في تجنيه على التراث، وفوضى الأفكار والمغالطات التي طرحها في مؤتمر الأزهر للتجديد، بـالرائع" لافتا إلى أن الطيب ختم رده بكلمة جامعة بقوله: "ابحثوا لكم عن مشكلة أخرى غير التراث".

أسباب الاحتفاء

وبرر رواد "تويتر" حالة الفرح والثناء على تصريحات "الطيب"، إذ قالت الإعلامية مها سرا:  إن "حالة الانبهار بكلام فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر مش علشان هو عارض فكرة، الناس مشتاقة تسمع الإمام يتكلم، مشتاقة تسمع رجل الدين، رجل الأزهر، المنارة المتجرد من نفاق وغيره".

وأضافت: "الناس محتاجة تشوف صناعة موقف يعالج ويخلق مجتمع صالح بالعقل وبالمنطق والرجل ردوده منظمة جدا وقوية ودا إيجابي".

وكتب محمد عابدين، قائلا: إن "الاحتفاء بالإمام الطيب من امبارح مش تطبيل لشيخ الأزهر ولا تمجيد في شخصه، الرجل حمل لواء الحق في زمن قطع الألسنه، والتمجيد والتصفيق لمواقفه الشجاعة فقط"، مضيفا: "لو تبدل كلامه واتخذ موقف مخزي فمهاجمته واجبة".

تأييد الانقلاب

وبرز عبر الهاشتاج حديث الناشطين عن تأييد "الطيب" للانقلاب العسكري وتماهييه مع السلطة الحاكمة في مصر، وتساءل صاحب حساب "أوس، بالقول: "شيخ الازهر أليس هذا من المشاركين في الانقلاب والخروج على الحاكم الشرعي؟".

وطرح الناشط مسفر القحطاني، سؤالا آخر: "شيخ الأزهر مش دا اللي راح لمؤتمر الشيشان واجتمع مع رئيسهم السوفيتي، وبيسمي السعوديين وهابيين ودواعش، مش دا اللي أيد الانقلاب على الرئيس مرسي،  مش دا اللي أنكر وصمت على مذبحة رابعة العدوية، مش دا اللي يمارس الخزعبلات الشركية الصوفية، وإلا عشان قال كلمتين إنشائية يستعطف الناس!".

وأكد محمد زكريا في تغريدة على "تويتر" أن "أحمد الطيب ركن من أركان الانقلاب العسكري على الرئيس المدني الشهيد محمد مرسي" .

صحوة الطيب

تلك الحفاوة بتصريحات "الطيب" ومبرراتها اقترنت معها تغريدات ترصد مواقفه التي خذل فيها المصريين ورحب بالانقلاب العسكري، وتعتبر موقفه الحالي "صحوة"، إذ قال صاحب حساب "المصريون": إن "شيخ الأزهر ظل ساكتا لسنوات عديدة، ظلم فيها المسلمون في مصر وخارجها. قتلوا المسلمين في الشوارع وحرقوهم في النهضة".

وأضاف: "جلس (الطيب) مع القادة في بيان الانقلاب ورحب بعزل مرسي، نادوا بالخطاب الديني وتجديده.. وها هو يصحو أخيرا من نومه ويعود إلى الحق بكلمات من جديد.. أعزنا الله وهدانا وهداك".

وتساءل المغرد شريف سعيد: "هل بدأ شيخ الأزهر في إصلاح ما أفسده ليلة الانقلاب؟"، مضيفا: "تعبتنا يا مولانا".

وقال صاحب حساب "الأكونت": "شيخ الأزهر ورغم أن شيخ الأزهر كان مشتركا مع السيسي في الانقلاب، إلا إنه بعد الكلام اللي قاله ورمى بيه عليه، نفهم من كدة أن شيخ الأزهر كان مغلوبا على أمره، وأكيد تعرض لتهديد أو غيره ومصدق الفرصة جاتله، وقال اللي يريح ضميره ويرضي الله".

مسرحية النظام

واعتبر ناشطون الجدل الذي دار بين "الطيب" و"الخشت" في مؤتمر تزامنت فعالياته مع إعلان الرئيس الأمريكي لصفقة القرن، بأنها "مسرحية" معد لفصولها مسبقا لصرف انتباه المصريين، مع الإشارة إلى أن الطيب هو رجل السلطة.

وقال وليد شرابي نائب رئيس المجلس الثوري المصري سابقا: "شابوه لمخابرات العسكر رائع أن يخرج أحمد الطيب بهذه التصريحات الجميلة في نفس يوم الإعلان عن صفقة القرن، وأن يستحوذ على الإعلام المصري في الداخل والخارج".

وأكد أن "الطيب" أثبت أنه "رجل سياسة محنك من الطبقة الأولى ولا عزاء للبسطاء الذين ظنوا أن حديثه كان عن الدين".

ورفض ناشطون التعويل على شخصيات محسوبة على الانقلاب ولها مواقف ثابته في تأييده، مطالبين "الطيب" بإعلان مواقف واضح من الانقلاب وصفقة القرن، إذ قال خلف أحمد سالم: "فككم من الخشت والبشت وبطولات الانقلابى أبو طربوش إن لم يخرج شيخ الأزهر علنا ويقول: إنه ضد صفقة القرن وبكلام لا يحمل التأويل، فكل ماحدث عبارة عن مسرحية هزلية لصرف أنظار العالم وإشغاله عن صفقة القرن، وبهذا نعلم أن شيخ الأزهر عميل لعميل ومجرم يعمل تحت أقدام عميل".

وتساءل ناشطون عن موقف "الطيب" مما يحدث للمسلمين في الداخل والخارج، وقال صاحب حساب "أم الدنيا": "لا شيخ الأزهر جامد أوي ولا حاجة، ولا الخشت بتاع كاواتش، الاتنين بيقروا من سيناريو موضوع ليهم وبيمثلوا مسرحيه واحدة، وكل واحد بينفذ الدور المكتوب له شبوره ليغطوا بيها على أحداث صفقه القرن، هو فين من اللي بيحصل للمسلمين برا وجوا".