"لوفيجارو" تكشف خطوات حزب الله لبناء شبكة سرية بالخارج

قسم الترجمة - الاستقلال | 4 years ago

12

طباعة

مشاركة

"حزب الله يسعى لبناء خلايا نائمة جديدة في الخارج"، تحت هذا العنوان نشرت صحيفة "لوفيجارو" الفرنسية، مقالا للكاتب نيكولا باروط، تحدث فيه أن هذه المنظمة تبحث عن مجندين جدد خارج البلاد، الأمر الذي أثار اهتمام أجهزة  الاستخبارات الغربية.

وقال الكاتب الفرنسي: إنه "في إطار نضاله من أجل النفوذ الدولي، يتقدم حزب الله بخفاء، إذ تحاول المليشيا الشيعية المسلحة التابعة لإيران في لبنان والشرق الأوسط، منذ سنوات عدة بناء شبكة سرية في جميع أنحاء العالم، من خلال خلايا نائمة الجاهزة للعمل".

تجنيد العشرات

وأوضح أن "هذه الإستراتيجية أثارت اهتمام أجهزة الاستخبارات الغربية، التي تراقب عن كثب أنشطة الجماعة لإحباط محاولاتها لزعزعة الاستقرار، لكن الطريقة التي تعمل بها منظمة حزب الله لتجنيد عملاء جدد، متغيرة".

وأكد باروط أنه "هربا من المراقبة، يسعى حزب الله الآن إلى تجنيد شبكته من أفراد لا يثيرون الشكوك من خارج البلاد؛ أي من العرب، الذين ليس لهم صلة بلبنان، ويتمتعون بوضعية اجتماعية جيدة ومستقرة لإبعاد أجهزة الاستخبارات والمراقبة".

 وأشار إلى أنه "في أغسطس/ آب الماضي، استجوبت السلطات في تايلاند رجلا باكستانيا يبلغ من العمر 27 عاما، مهندسا متزوجا وأبا لطفلين يشتبه في صلته بحزب الله، حيث قطع هذا الرجل رحلته بعد استجوابه".

ووفقا للمعلومات التي جُمعت، فإنه جرى تجنيد عشرات الأفراد الذين يحملون هذا الملف الشخصي لمدة ثلاث سنوات من "حزب الله" في باكستان أو أفغانستان من المذهب الشيعي، بحسب الكاتب.

ولفت إلى أن "حزب الله استثمر بهذه الدول في المشاعر المعادية للولايات المتحدة أو ضد إسرائيل، وتقرب عناصر حزب الله من هؤلاء الشباب خلال موسم الحج أو خلال مزاولتهم للدراسة في الجامعة بلبنان أو إيران".

"الوحدة 910"

وأوضح الكاتب أنه في وقت لاحق، يخضع هؤلاء المجندون الجدد لتدريب تابع لحزب الله في مدينة مشهد الإيرانية، أو في العاصمة اللبنانية بيروت. وتحت غطاء الأنشطة المتعلقة بالسياحة، على سبيل المثال، يتم إرسال هؤلاء المجندين إلى الخارج في انتظار الإجراءات المستقبلية، حيث إن "الوحدة 910" التابعة لحزب الله، المسؤولة عن المهام الخارجية للمليشيا، تشرف على هذه العملية.

والوحدة "910"، ترتبط مباشرة بالأمن العسكري للحزب، ومسؤولة عن تنفيذ العمليات خارج الأراضي اللبنانية وعناصرها ينتشرون في معظم أنحاء العالم، وهم جاهزون، لتنفيذ العمليات الموكلة إليهم، ويتولى مسؤولية الوحدة بشكل مباشر الأمين العام للحزب حسن نصر الله.

ويخدم في الوحدة عناصر شيعية من أصول لبنانية وغير لبنانية يتم اختيارهم بعناية فائقة، ويخضعون لتدريبات أمنية عالية المستوى، ويحملون جنسيات ووثائق أجنبية مختلفة تساعدهم في التحرك بحرية عالميا، وتُشكل الاستثمارات التي يقومون بها الواجهة الخارجية لنشاط الوحدة الأمني السري.

ونقل الكاتب عن خبير في هذا الموضوع (لم يذكر اسمه)، قوله: "سعى حزب الله منذ فترة طويلة للهروب من المراقبة من أجهزة المخابرات"، مشيرا إلى أنه "في الماضي، جندت المليشيا أفرادا يحملون جنسية مزدوجة، لبنانيين وغيرهم، لتجاوز عمليات التفتيش الأمني على الحدود بسهولة أكبر، ومن بينهم أيضا أشخاص من عرب الـ 48 (فلسطينيو الداخل)".

وأفاد أحد المراقبين للكاتب بأن "حزب الله، مثل تنظيم الدولة، استخدم وسائل التواصل الاجتماعي المشفرة ومنصات التواصل لتنظيم الخلايا وإعداد الهجمات عن بُعد".

إحباط هجمات

وقال الكاتب الفرنسي: إن أعمال حزب الله في الخارج معروفة للسلطات الغربية، حيث أكد توم بوسيرت مستشار الأمن الداخلي السابق للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في عام 2017 إنه "في السنوات الأخيرة، أحبطت قوات الأمن الهجمات التي خططها حزب الله في كل قارة تقريبا بدول مثل: تايلاند، قبرص، الكويت، بيرو، ونيجيريا".

وأشار إلى أنه "في عام 2015، ألقي القبض على لبناني كندي مرتبط بحزب الله اللبناني بحوزته كمية كبيرة من نترات الأمونيوم، وهي مادة تستخدم في صناعة المتفجرات".

كذلك في يوليو/ تموز الماضي، عرضت الإدارة الأمريكية 7 ملايين دولار لجمع معلومات عن سلمان رؤوف سلمان، أحد قادة "الوحدة 910"، حيث يشتبه في تورطه بتفجير "بوينس آيرس" للمغتربين اليهود في الأرجنتين.

وفي 18 يوليو/تموز 1994، أودى تفجير استهدف مبنى "الجمعية التعاضدية" اليهودية الأرجنتينية (آميا) بحياة 85 شخصا، واتهمت الأرجنتين "حزب الله" وإيران بالوقوف وراء هذا الهجوم، الذي نفيا صلتهما به.

وفي خلال مراسم إحياء الذكرى الـ25 للحادث وبحضور وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو للبلاد، أمرت السلطات في الأرجنتين بتجميد أصول "حزب الله" في البلاد، وصنفت الجماعة اللبنانية منظمة إرهابية، والتي تلقي عليها باللوم في الهجوم.

إخفاء هوية أعماله

وأشار الكاتب الفرنسي إلى أن "إسرائيل هي من بين الأهداف المحتملة للمنظمة اللبنانية، فقد قال الجنرال الإسرائيلي السابق مايك هيرزوج، وهو باحث مشارك في معهد واشنطن قبل بضعة أسابيع: حزب الله لا يريد الحرب، بل الضغط".

وبحسب نيكولا باروط، فإنه "عن طريق تجنيد خلايا في الخارج، اكتسبت المليشيا القدرة على الهجوم، أو من أجل الانتقام، فهي تريد إخفاء هويتها حتى تتمكن من إجراء عملياتها من دون أن يتم استجوابها بشكل مباشر".

وخلص الكاتب الفرنسي إلى أنه "بعد تصاعد التوترات بين إيران والولايات المتحدة، في أعقاب اغتيال قاسم سليماني، قائد فيلق القدس، التابع للحرس الثوري خلال غارة أمريكية في بغداد يناير/ كانون الثاني الجاري، فإن هذا الموضوع يستحق الاهتمام".