خلال زيارته الخاطفة للسعودية.. ماذا دار بين "كوشنر" وبن سلمان؟

12

طباعة

مشاركة

زيارة خاطفة أجراها صهر الرئيس الأمريكي دونالد ترمب ومستشاره، جاريد كوشنر، إلى الرياض الأسبوع الماضي، أثارت لغطا وتساؤلات عن هدف الزيارة المفاجأة، وخبايا ما دار في اجتماعات الغرف المغلقة خلالها.

حالة التعتيم والتكتم التي أحاطت بالزيارة أشعرت أعضاء الكونجرس، الجمهوريون والديموقراطيون كليهما، بالإحباط؛ حيث أخبروا صحيفة "ذي ديلي بيست" بأنهم يحاولون بحرص معرفة المزيد عن المحادثات بين كبار المسؤولين في الإدارة الأمريكية والسعودية.

صفقة النووي

وقال النوّاب للصحيفة: إنهم "قلقون من أن السفارة في الرياض لم تكن على علم بما تمت مناقشته بين كوشنر ومحمد بن سلمان والملك سلمان"، مشيرين إلى العلاقة الهشة بين الدولتين بعد مقتل جمال خاشقجي. ويهتم المشرعون بشكل خاص بفهم أي تطورات ما بين الولايات المتحدة والمملكة فيما يتعلق بالاتفاق النووي المحتمل.

كما ذكرت "ديلي بيست" الأسبوع الماضي أن إدارة ترامب لا تزال تعمل بنشاط على إبرام صفقة؛ لتصدير التكنولوجيا النووية الأمريكية إلى المملكة، وأن شركات الطاقة الأمريكية لا تزال تأمل في الاستفادة من مساعي الرياض الرامية إلى تنويع مصادر الطاقة.

الصحيفة نقلت عن مسؤولين وموظفين في السفارة الأمريكية في الرياض أنهم لم يطلعوا على تفاصيل رحلة كوشنر إلى المملكة العربية السعودية، أو الاجتماعات التي عقدها مع الديوان الملكي. هذا التكتم أثار قلقًا ليس لدى السفارة فحسب، وإنما بين أعضاء الكونغرس، وفق 3 أشخاص لديهم معرفة مباشرة بهذا الشأن.

غياب السفارة عن الاجتماع

أثناء رحلته إلى الشرق الأوسط، توقف كوشنر في الرياض. والتقى مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان والملك سلمان لـ"مناقشة التعاون الأمريكي السعودي، والصراع الإسرائيلي الفلسطيني، والاستثمار الاقتصادي في المنطقة"، حسب تصريحات البيت الأبيض، ذكرتها "ديلي بيست".

لكن لم يحضر أحد من السفارة الأمريكية في الرياض هذه الاجتماعات؛ وفقا لمصدرين صرّحوا للصحيفة. كان من الحضور أحد المسؤولين الكبار في وزارة الخارجية، لكنه لم يكن جزءًا من فريق وزارة الخارجية في السعودية، وإنما عضو كبير في القسم المختص بإيران، وفقًا لمصدر لديه معرفة مباشرة بتواجد المسؤولين في الرياض.

وقال أحد أعضاء الكونغرس لـ "ذي ديلي بيست" إن الديوان الملكي هو من تولى تنظيم الجدول الزمني بأكمله، مضيفاً أن المسؤولين في السفارة الأمريكية في الرياض كانت لديهم معرفة بمكان وجود كوشنر في المملكة العربية السعودية. "ولكن هذا أصبح أمرًا طبيعيا في رحلاته الماضية".

بدأ كوشنر، الذي طوّر علاقة شخصية مع ولي العهد، في القيام بزيارات متعددة إلى المملكة العربية السعودية خلال السنوات القليلة الماضية. في إحدى المناسبات، سافر إلى الخارج من دون الإعلان عن رحلته. وغالبًا ما يسافر كوشنر إلى المنطقة مع مبعوث الشرق الأوسط جيسون جرينبلات.

مخالفة القواعد

وحسب الصحيفة، من المتعارف عليه أنه حين يسافر أحد أعضاء الإدارة إلى بلد آخر، فإن السفارة هي من يتولى تنسيق الرحلة وتوفير الفريق الأمني. لكن هذه المرة، تولت الحكومة السعودية توفير الفريق الأمني الخاص بكوشنر والوفد المرافق له، حسبما ذكرت المصادر. وتركت سفارة الولايات المتحدة في الظلام بشأن تفاصيل جدول أعمال كوشنر ومحادثاته مع المسؤولين السعوديين، بحسب شخصيتين مطلعتين على رحلته.

كما أحالت وزارة الخارجية صحيفة ديلي بيست إلى البيت الأبيض؛ للتعليق على هذه المعلومات. وقال مسؤول كبير في الإدارة لصحيفة "ديلي بيست": "إن هذه الأخبار غير صحيحة ومصادر معلوماتكم مضللة". مضيفًا أن السفارة في الرياض كانت ضالعة في زيارة كوشنر ولقاءاته.