الشعب اللبناني يبدأ أسبوع الغضب بإغلاق الشوارع.. لماذا انتفض مجددا؟

بيروت - الاستقلال | منذ ٤ أعوام

12

طباعة

مشاركة

بدأ المتظاهرون في لبنان بالعودة إلى الشارع مجددا، بعدما أعلن الرئيس ميشال عون وجود عراقيل كثيرة تؤول دون خروج الحكومة الجديدة للنور، التى كان متوقعا إعلانها الأسبوع الماضي.

وجدد ناشطون لبنانيون عبر موقع التواصل الاجتماعي تويتر، دعواتهم لمزيد من الحشد والانتفاضة ضد النظام اعتراضا على تأخر تشكيل الحكومة ومناهضة الإجراءات التقشفية التي كان آخرها وضع المصارف سقفا للسحب من حسابات الدولار لا يتجاوز ألف دولار شهريا.

واتهم الناشطون عبر هاشتاج #أسبوع_الغضب السلطة في لبنان بسرقة خيرات البلاد وتجويع الشعب وزرع الفتنة الطائفية وتهجير الشباب، مشيرين إلى نفاذ صبرهم بعد انتظارهم 90 يوما من المماطلة والتعطيل وتضييع الوقت والالتفاف على مطالب المحتجين.

ونشروا صورا تبرز انتفاضة الشعب اللبناني المتجددة، وتظهر حالة الغضب التي انتابت الشعب في مختلف المناطق، ومنها افتراش المحتجين الأرض عند مداخل المدن، وقطع الطرق بالإطارات المشتعلة.

صوت الشارع

وأكدوا أن انتفاضتهم هذه المرة هي رد على تجاهل السلطة صوت الشارع اللبناني وإصرار الطبقة السياسية على الغوص في غيبوبة طويلة الأمد، ورفضا لاستخدامها للعنف ضد انتفاضتهم، متعهدين بأن تعود ثورتهم أقوى مما بدأت.

وقالت المغنية ومقدمة البرامج اللبنانية مايا دياب: "#اسبوع_الغضب الاسم يكفي وكلنا نازلين. ايه كلنا لانكن بلا احساس والنصّاب ما بقى في شي بهزّه الاّ نحنا رح نهزكن".

وقالت الإعلامية اللبنانية هناء حمزة: "بعد ٦٠ يوم من الثورة في لبنان، فينا نقول الطبقة الحاكمة عايشة على القمر بينما الشعب تحت الارض".

تأخر الحكومة

وتحدث ناشطون عن استغراق القوى السياسية في صراعاتها على الحصص والحقائب الوزارية والأسماء التي ستشغلها وتأخر تشكيل الحكومة، متجاهلين الأزمات المالية والاقتصادية والاجتماعية التي تعانيها البلاد.

وقالت الصحفية ريان مسلم: "بعدن بيحكوا بمحاصصة وهيدي الوزارة الك وهيدي الي ومنعطي الصناعة والتربية للدروز".

ورصدت عددا من الأزمات التي يعانيها لبنان قائلة: "انبح صوتنا نحنا ونقول بدنا نعرف مين هرّب مصاري لبرا، تسريح موظفين، ارتفاع أسعار جنون، كهرباء ما في والإنترنت قريبا، شو بدكن؟". 

واستنكر ناشطون إصرار البعض على التزام الصمت تجاه ما تفعله السلطة في لبنان وقبولهم بالإجراءات القمعية والتقشفية، مؤكدين أن تلك المواقف تقوي السلطة.

وقال ريكاردو كرم: "يجب ألا نخاف من رفع صوت الصدق والحقيقة ضد الفساد والكذب والجشع، لكن لنتذكر أن العنف ليس السبيل لنسف الواقع وصفع السلطة".

رد على المعترضين

وقال راشيل كارم: "شووو ما صار عالأرض قليل بهيك طبقة سياسية وبهيك مسؤولين يلي بعدهم عم يتصرفوا باستلشاء... قليل عليكم!".

واستنكر ناشطون اتهام المشاركين في الانتفاضة الشعبية والاحتجاجات بالخيانة والإساءة إليهم، إذ سخر وسام حنا قائلا: "في لبنان قاطع الطريق للمطالبة بحقوقه ازعر بس قاطع الأرزاق والفاسد آدمي. اذا هيك بفتخر إني كون اكبر ازعر". 

أما عادل سامي فقال: "يلي معترض على تسكير الطرقات يا ريت ما تسمعونا صوتكم لانو اذا انتو معودين تعيشوا بالذل نحنا ما منعرف ننذل ولا منقبل بقا ننذل من طبقة حاكمة نايمة واخر همها صوتنا وصرخاتنا وفقرنا وجوعنا".

صوت الصحفيين

برز عبر الهاشتاج دور الصحفيين الذين استخدموا منصة تويتر لنقل تفاصيل الانتفاضة الشعبية التي تشهدها شوارع لبنان.

وتحدث هؤلاء عن قطع السير على كل من #كورنيش_المزرعة عند تقاطع جامع عبد الناصر وتقاطع #برج_الغزال باتجاه جسر #الرينغ، وإعادة فتح السير على تقاطع #المدينة_الرياضية، وتفاصيل أخرى اعتبرها الناشطون مصدرا موثوقا لنقل الأحداث.

ونقل الصحفي جاد شحرور صورة لحشود طلابية من منطقة جونية التي تقع في شمال بيروت، قائلا: "الطلاب الطلاب الطلاب هم مستقبل هذا البلد".

وأفادت الصحفية لاريسا عون بأن العشرات من الطرقات الرئيسية أقفلت اليوم في ثلاثاء الغضب، وأن الجيش أو القوى الامنية لم تتخذ بعد أوامر بإعادة فتحها.

ونشرت الصحفية كارمن جوخدار صورة للبنان أثناء اشتعالها قائلة: "انظروا إليها تحترق وتغرق وتنهار.. وعلى متنها ملايين اللبنانيين!".

تغيير مواقف

وتحدث ناشطون عن تغيير موقفهم بعدما تأكد لهم إصرار السلطة على تجاهل مطالب الشعب ومواصلة الفساد وتدهور الأوضاع الاقتصادية.

وقالت الصحفية أماني إبراهيم: "كان لديّ مواقف ملتبسة من الثورة. اليوم أنا مع ثورة تحرق الأخضر إن وجد واليابس وما أكثره، ثورة تقطع الطرق على الفاسدين والمتحكمين بالسياسات المالية ثورة تعلّم المصارف أن أموال الناس ليس رزقا سائبا".

وعلى ذكر السياسات المالية، فقد أعلن اتحاد موظفي مصارف لبنان أن الحال قد يصل إلى مرحلة نضطر فيها إلى الإقفال، مطالبا القضاء بالتحرك ومعاقبة كل من أوصل الاقتصاد اللبناني إلى الوضع الحالي.