الغضب الشعبي يتصاعد.. هل حان الوقت لإسقاط النظام الإيراني؟

طهران - الاستقلال | 4 years ago

12

طباعة

مشاركة

يعلن الإيرانيون في هتافاتهم خلال الاحتجاجات، وعبر تغريداتهم على مواقع التواصل الاجتماعي، أن الوقت قد حان لإسقاط النظام الإيراني والإطاحة به وبزوغ فجر جديد في البلاد، حيث امتلأت جدران البنايات بشعار "الموت لخامنئي"، في إشارة للمرشد الأعلى.

وطالب الناشطون عبر حساباتهم الشخصية ومشاركتهم في هاشتاج #احتجاجات_إيران، بإطلاق سراح المعتقلين وإحالة ملف جرائم "نظام الملالي" إلى مجلس الأمن الدولي وتقديم قادته إلى العدالة، وسط تأكيدات بأن سقوطه سيريح الشرق الأوسط والعالم كله.

وذلك على خلفية إسقاط إيران للطائرة الأوكرانية خلال استهدافها لقاعدة عسكرية تضم جنودا أمريكيين في العراق الأسبوع الماضي، وتصريح قادة إيران بأن الحادث وقع بالخطأ خلال عملية للثأر لاغتيال قاسم سليماني قائد فيلق القدس الإيراني.

تلك الواقعة التي حولت حالة التضامن الإيراني مع مساعي السلطة للانتصار للكبرياء الوطني إلى حالة غضب عارمة ضد النظام تتسبب في تصدعه وقلبت عليه الشعب الذي عدد للنظام سقطاته وجرائمه ودفعته للمطالبة بإسقاطه، ما دفع الأجهزة الأمنية لاستخدام القوة لردع الشعب.

وتداول الناشطون مقاطع فيديو، تظهر الانتفاضة الإيرانية سواء في شوارع البلاد أو الجامعات الإيرانية، والتي فضحت استخدام السلطة للعنف والقنابل المسيلة للدموع والرصاص الحي لتفريق الاحتجاجات، كما نشروا صورا أخرى تبين تحدي المتظاهرين للقوات الإيرانية ووقوفهم في وجهه رفضا لاستخدامهم العنف ضدهم.

وأشاروا إلى أن قوات الأمن هاجمت المتظاهرين بأمر من خامنئي بالهراوات والغاز المسيل للدموع وأطلقت النار عليهم، وأصابت العديد منهم بجروح، واعتقلت أعدادا كبيرة منهم، بحسب ما أكدته مريم رجوي زعيمة منظمة "مجاهدي خلق" الإيرانية المعارضة عبر سلسلة تغريدات لها على حسابها في "تويتر".

وأوضحت أن "الفيضانات وصلت إلى مستويات غير مسبوقة في إقليمي سيستان وبلوشيستان بجنوب شرقي البلاد، وأن نظام الملالي سلب كل ثروة البلاد أو يبددها في المشاريع النووية والصاروخية التي لا تخدم البلد ونشر الحروب وترك شعبنا بلا رادع أمام السيول والزلازل وغيرها من الكوارث الطبيعية"، مؤكدة أن "آلافا مؤلفة من المواطنين محاصرين في السيول والفيضانات أو فقدوا مساكنهم".

نظام قمعي

ووسط اتباع السلطات الإيرانية لسياسة التعتيم على أعداد المقبوض عليهم ونسب المعارضة الإيرانية التي تزداد يوميا، والتي تكشفها صور المظاهرات التي تجوب شوارع إيران، وما ينتج عنها من ارتفاع في أعداد القتلى والمصابين، أشار الناشط العراقي شاهو القرة داغي، إلى أن "الأجهزة الأمنية في إيران قامت باستخدام قنابل مسيلة للدموع منتهية الصلاحية ضد المتظاهرين".

وجزم الناشط والكاتب الكردي عادل حنيف داود، بأن "نسبة الإيرانيين الذين يعارضون الولي الفقيه ربما يفوق نسب المعارضين لطواغيت العرب". وأضاف: "أعرف إيران جيدا، وكما ذكرت في تغريدة سابقة، فالكرد والعرب والبلوش والبشتون والتركمان والفرس السنة ومجاهدي خلق وأنصار الشاه والعلمانيين جميعهم معارضون، ومغلوب على أمرهم، والنظام قمعي يحكم بالحديد والنار".

وكانت منظمة "هيومن رايتس ووتش" المعنية بحقوق الإنسان، قد وصفت النظام الإيراني بأنه "واحد من أسوأ الأنظمة القمعية في العالم"، مشيرة إلى أنه "يتصرف مثل الدول القمعية الأخرى وأينما قام المواطنون، يشعر النظام المعني بالتحدي ويتعامل بوحشية، ويعتمد على تخويف الناس".

وفي ظل الحديث عن بطش النظام الإيراني، تحدث المغرد مصطفى عبر "تويتر" عن وجود احتمال كبير في تراجع الاحتجاجات في إيران نتيجة لعملية القمع المميت، قائلا: إن "هناك ثابتا جديدا في المعادلة الإيرانية الداخلية أن نظام الجمهورية الإسلامية يواجه تحولات كبرى قد تكون جذرية".

دوافع الاحتجاجات

الناشطون أكدوا أن غضبة الشعب الإيراني تأتي أيضا رفضا للفساد وتنديدا بتدهور الأوضاع الاقتصادية في إيران التي وصلت إلى وضع صعب، انعكس على الحالة المعيشية للمواطنين، وتفشي الفقر وارتفاع نسب البطالة بين الإيرانيين، وذلك إلى جانب مناهضة سياسات قادتهم الفاشلة.

وبرز عبر "تويتر" مقطع فيديو لحشود الإيرانيين وهم يمزقون صورا لسليماني ويضربوها بأحذيتهم، إذ بث حسين عمر مقطع فيديو لمتظاهر إيراني يركل صورة سليماني، قائلا: "مجددا قاسم سليماني .! انظروا إلى ردة فعل المتظاهرين في إيران على صور ولافتات وجدارية قاسم سليماني في شوارع إيران".

ونشرت المغرد فاطمة الخريفي مقطع فيديو يظهر المتظاهرات وهن  يزلن صور سليماني من الجدران، قائلة: "تمزيق صور قاسم سليماني في إيران والمظاهرات في طهران ومشهد وشيراز. أنا فقط أريد النواب الحاليين والسابقين وبعض المتابعين اللي سبو وغلطو فينا  ودعشونا واللي ينوحون عليه ومسمينه شهيد وبطل.. شنو ردهم على هالفيديو من شعبه اهو وطائفته وملته ناطرين ردهم بعد سواد وجيهم".

أطماع إيران

والمشروع الإيراني الذي استباح دولا عربية وحولها لساحات حرب، كان مسار حديث الناشطين على "تويتر"، إذ رفضوا التقليل أو التهويل من خطره، لتجنب تضليل الرأي العام العربي، مؤكدين أن "الشارع الإيراني فطن بشكل كبير إلى نهب موارده وإهدارها لأجل إذكاء الفوضى والفتن في الدول العربية".

وأكد الصحفي محمد مجيد الأحوازي المختص في الشأن الإيراني، أن "خامنئي منشغل بتحقيق أوهامه في اليمن وسوريا والعراق ولبنان .!".

ونشر الأحوازي مقطع فيديو لطفل بلوشي أغرقت الفيضانات بيته، قائلا: "الفيضانات تشرد مئات الآلاف من سكان إقليم بلوشستان من بيوتهم ويتساءل الناس هناك أين الحكومة الإيرانية؟ أين النظام؟، ونقل عنه قوله: "تعالوا وانظروا إلى منازلنا نحن نموت من البرد ما ذنبنا لقد دمر المطر منزلنا".

غياب السُنة

وحمّل ناشطون الدول السُنية مسؤولية جرائم إيران، مستنكرين عدم تبنيهم لمشاريع مناهضة لمشاريع إيران التوسعية، إذ قال الإعلامي فيصل القاسم: "الرأي العام العربي بمواقع التواصل يجلد إيران ليل نهار على اعتبار أنها أكبر خطر شيعي يهدد الدول السنية. أليس حريا بنا أن نسأل أنفسنا ماذا قدمت الأنظمة السنية للعرب؟ ماذا فعلت السعودية باليمن ولبنان وسويا ومصر وليبيا؟، مضيفا: "إيران تدمر المنطقة نعم، لكن الدول السنية تشارك بالتدمير بفعالية أكبر".

وقال المغرد محمود: "لولا الدول السنية وخاصة الخليجية لما دخلت إيران العراق ولما احتلت بقية الدول العربية. ولكن سيعضون أيديهم ندما".

وفي استمرار لنهجه المتبع تجاه إيران، يتجاهل المجتمع الدولي الأحداث المشتعلة في الداخل الإيراني، كما هي عادته في تجاهل التدهور المروع لحقوق الإنسان، بالرغم من دعوات المعارضة الإيرانية له بممارسة الضغوط على إيران بشكل عاجل، لذلك تساءلت المغردة ليدي نانا: "ليه المجتمع الدولي سايب إيران تجهض أي مظاهرات بالقوه والرصاص؟".