طالبوه بالرحيل.. هل يعيد المصريون سيناريو يناير للإطاحة بالسيسي؟

12

طباعة

مشاركة

أعاد ناشطون تفعيل هاشتاج #ارحل_يا_سيسي، ليكون الأعلى تداولا على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، مجددين من خلاله المطالبة بضرورة إنهاء حكم رئيس سلطة الانقلاب العسكري في مصر عبدالفتاح السيسي، لفشله في إدارة ملفات البلاد داخليا وخارجيا.

وأطلق رواد "تويتر" أوصافا عدة على نظام السيسي، كان من بينها: "استبدادي، ديكتاتوري، هش، ساقط، فاقد للشرعية"، مؤكدين أنه يخشى من توحد الشعب ومطالبته بحقوقه، فيسخر أذرعه الإعلامية لتخويفهم، وهذا ما حصل خلال احتجاجات سبتمبر/أيلول الماضي، والتي أثبتت وعي المصريين ومحاولتهم للخلاص من نظام الانقلاب.

وقال الناشط الحقوقي هيثم أبو خليل: "لما تصحى من النوم بدري وتلاقي هشتاج #ارحل_يا_سيسي، الترند.. تعرف أن مصر الطيبة بتعافر مع عصابة كبيرة رغم إجرامهم وفسادهم وإعلامهم سيظل حكمهم هش في حقيقته لايحميه سوي الدبابة والدعاية السوداء بالرعب والتخويف، وسيكون أمر سقوط حكمهم مسألة وقت عندما يقرر الشعب".

نبرة الثقة التي تحدث بها أبو خليل، في تغريدته كانت بارزة في تغريدات الناشطين الذين رأو أن الوقت الآن مناسب للثورة، لاستغلال غضبة الجيش من محاولة الزج بهم في حرب ليبيا، كما قال المغرد محمد شوكت.

ويبدو أن تلك الثقة في الجيش نابعة من التعديلات الدستورية التي أقرت منتصف أبريل/نيسان من العام الماضي، والتي أعطت للجيش صلاحيات دستورية.

وتنص المادة (200) من الدستور المعدل على أن "القوات المسلحة ملك للشعب، مهمتها حماية البلاد والحفاظ على أمنها وسلامة أراضيها، وصون الدستور والديمقراطية، والحفاظ على المقومات الأساسية للدولة ومدنيتها ومكتسبات الشعب وحقوق وحريات الأفراد".

ويصرح مطلعون في أكثر من مناسبة بأن الانقلاب العسكري على السيسي بات وشيكا، وأن الجيش منزعج من رأس النظام المصري وسيساهم بإسقاطه.

نسب الفقر

وفي دلالة دامغة على ارتفاع نسب الفقر في مصر منذ تولي السيسي الحكم، برزت المشاهد المصورة عبر وسائل الإعلام المختلفة، التي ترصدت معاناة المصريين، ودفعت بعضهم للبحث عن الطعام في صناديق القمامة بالشوارع، إضافة إلى إقبال بعضهم على شراء بقايا أطعمة الفنادق من لحوم وحلوى وغيرها.

قائمة الأسباب هذه وغيرها دفعت بالناشطين لمطالبة السيسي بالرحيل، إذ قال صاحب حساب "مصري أصيل": إن "الناس بتأكل من الزبالة #ارحل_يا_سيسي".

ودعا الناشط رامي شاهين، المصريين للاستعداد للنزول يوم ٢٥ يناير/ كانون الثاني الجاري، قائلا: "خلاص وصلنا لنقطة اللا عودة من الفقر والأكل من الزبالة والتفريط في الأرض واعتقال البنات".

رابعة والنهضة

وبالرغم من مرور أكثر من ست سنوات على فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة المناهضين لانقلاب 3 يوليو/تموز 2013، في عملية عسكرية وقعت في 14 أغسطس/ آب 2013، إلا أن الناشطين ما زالوا يذكرون السيسي بمجازره لتمرير انقلابه العسكري.

وطالب المغرد يوسف، برحيل السيسي، ووصفه بأنه "ديكتاتور فاشي فاشل نازي، ارتكب مجازر بشرية في رابعة والنهضة والقصر الجمهوري وجامع الفتح، ودمر السياسة في البلد وسلم الجيش اقتصاد البلد يسترزق منه".

وأشار إلى أن الدين الخارجي وصل إلى 100 مليار دولار، فيما بلغ الدين الداخلي 4.3 تريليون جنيه، لافتا إلى أن السيسي يبني عاصمة إدارية وقصور رئاسية في بلد ثلث الشعب تحت خط الفقر.

صهيونية السيسي

واستذكر الناشطون وصف "الصهيوني" الذي أطلقه الأكاديمي والباحث الإسرائيلي إيدي كوهين، على رئيس الانقلاب المصري، حين قال في تصريح سابق: "السيسي صهيوني أكثر مني أنا"، مؤكدا أنه "لا يمثل أي تهديد لإسرائيل، وأن النظام المصري بقيادته يساهم في خنق قطاع غزة أكثر من إسرائيل".

واعتبر رواد "تويتر" في ذلك سببا كافيا لهم للمطالبة برحيله، إذ كرر الكاتب المصري محمد سعد، المطالبة برحيل السيسي، قائلا: "لأنك ظالم ومجرم وصهيوني وحاقد على الإسلام وكاره للمسلمين ويهودي الهوى والملة ولم تكن في يوم من الأيام منا أو معبرا عن هوى الأمة أو اتجاهها أو فكرها أو عقيدتها".

وبشأن "السيسي يهودي الهوى" تصدر حديث الناشطين عن صرف السيسي 100 مليون جنيه على ترميم المعبد اليهودي بالإسكندرية، وشكر إسرائيل الحكومة المصرية على ذلك، وأكد الناشطون أن السيسي يميل لليهود ويتبع مخططاتهم.

وكتب صاحب حساب "ثائر أسير" على "تويتر" قائلا: "يا ثوار مصر، السيسي وزمرته يهود خالصين ولاتظنوا ولو للحظة أنكم بعيدين عن الخلاص أرضكم مُحتلة من اليهود وجيشها يحكمه يهودي عفن أنتم اليوم في جهاد ومن يتخلف منكم فلا يلومن إلا نفسه.. ربنا ثبت قلوبكم وأشدد على أيديكم.. بانتظار ثورتكم".

أما المغرد عبدالله كمال، كتب تغريدة على حسابه في "تويتر" قال فيها: "#ارحل_يا_سيسي عشان هدمت المساجد وعمرت معابد اليهود يا يهودي".

وغرد محمد عبدالسلام، قائلا: "السيسي دفع من أموال المصريين 100 مليون جنيه لتجديد المعبد اليهودي وعدد اليهود في مصر لا يتجاوز 50 فرد، في حين في 100 مليون نسمة مش لاقين مستشفيات ولا مدارس ولا طرق ولا وظائف"، مستطردا: "البلد مش بس عاوزة ثورة .. البلد عاوزة قيامة".

فشل متكرر

ورأى ناشطون في فشل السيسي بإدارة ملف سد النهضة وصمته أمام تهديدات رئيس إثيوبيا باللجوء إلى الردع العسكري إذ رفضت مصر بناء السد، سببا آخر يكفي للمطالبة برحيل السيسي، إضافة إلى تفريطه في الجزر المصرية (تيران وصنافير) للسعودية.

وقالت نادية: "كارثة واحدة فقط كافية برحيلك ومحاكمتك #ارحل_يا_سيسي فما بالك بكارثة بحجم التفريط في النيل وأنه راح مضى بايده" موكدة: "نازلين يوم٢٥ عشان بيعك لآثار مصر ومحو تاريخ 7 آلاف سنة وبيع أراضينا عشان الرز وضخ أموال لأرصدتكم في البنوك وبناء قصور لتريامف".

وغرد تامر رمضان قائلا: "ما هو لازم ترحل تبيع النيل وتيران وصنافير وحقول الغاز وما خفي كان أعظم وعايز تودي أبناءنا ليبيا يموتوا علشان انقلاب حفتر وبتعمل لمصلحة اليهود يبقي لازم ترحل يا سيسي".

وكتب محمد إبراهيم: "سد النهضة كان لا يكون شرعا، الا بذهابك إلى هناك وموافقتك على بنائه، البلاد لا تبنى بحسن النويا بل بالخطط والحق علشان تحافظ عليه لا بد من القوة موافقتك على سد النهضة دليل على الخيانة".

عميل الإمارات

ووصف ناشطون، السيسي بأنه "عميل الإمارات"، بعدما وصل إلى السلطة عبر انقلاب عسكري كانت حاضنته السياسية دول الخليج وعلى رأسها الإمارات والسعودية، إضافة إلى الأحزاب السياسية الموالية للعسكر، والتي تمكنت من جر مصر إلى بيت الطاعة الخليجي وإنهاء فصول الثورة المصرية.

وظل السيسي منذ ذلك الحين مدينا بالولاء للإمارات، ومتبعا لكل سياستها في المنطقة وداعما لكل الدول التي تدعمها ومعاديا لكل الدول التي تعاديها، في تماهي واضح معها، وهو ما استنكره الناشطون عبر تغريداتهم التي عددوا من خلالها جرائم السيسي ورصدوا محطات فشله السياسي التي أضاعت مكانة مصر وهيبتها.

وقال الإعلامي حسام الشوربجي: "بعدما كانت مصر ليها الريادة في الوطن العربي وإفريقيا بقت الإمارات تتحكم في صناعة قرارنا بقت إثيوبيا تهدد أمننا القومي وتسرق مياة النيل، بقى جيشنا يُستنزف في ليبيا على مدار سنوات، وييجي أردوغان بـ 35 مستشار عسكري ومكالمة مع بوتين يوقف الحرب".

وقال ناشط آخر: "#ارحل_يا_سيسي عشان مية النيل ترجع لينا، عشان أهلنا في سوريا يرجعوا أرضهم ويترحموا من برد وأمطار الحدو ، عشان أهلنا في ليبيا يعيشوا بأمان على تراب أرضهم، عشان المعتقليين يخرجوا ويعيشوا في وسط أهلهم، عشان الديون تقف ونعرف نسدد فضايح اقتراضك المستمر من بنوك العالم، عشان مصر تفضل كبيرة.

الكلمات المفتاحية