مجلة فرنسية: هذه خسائر أمريكا من الهجمات الإيرانية في العراق

12

طباعة

مشاركة

كشفت مجلة فرنسية مختصة بالدفاع والأسلحة عن حجم الخسائر التي تسببت بها الضربات الإيرانية التي استهدفت القوات الأمريكية في العراق كرد على اغتيال قائد فيلق القدس قاسم سليماني.

وقالت مجلة الدفاع والأمن الدولي (DSI) الشهرية: إنه "في 8 يناير/ كانون الثاني، ضربت إيران بدقة عالية مواقع تضم طائرات أمريكية من طراز أم كيو 9 ريبر في قاعدة عين الأسد، ثاني أكبر القواعد الجوية بالعراق الواقعة في محافظة الأنبار قرب نهر الفرات".

ونقلت صحيفة "لا كروا" عن المجلة أن "عملية اغتيال سليماني لم تتسبب في أي إصابات بين الجنود الأمريكيين المنتشرين في العراق، على حد تعبير الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لكن أهدافها كانت محددة بدقة، وهو الأمر الذي أكدته العديد من الأوساط العسكرية الفرنسية".

عين الأسد

وأشارت الصحيفة الفرنسية إلى أن الصور الأولى التي التقطت لـ"عين الأسد" (القاعدة العسكرية العراقية التي يتمركز بها الجنود الأمريكيون)، تظهر تدمير المباني والملاجئ التي تستخدمها بشكل متكرر طائرات بدون طيار من طراز MQ-9. وهذا النوع من الطائرات، استخدمته واشنطن في اغتيال سليماني. 

وأكدت "لا كروا" أن المجلة الشهرية الفرنسية، نشرت صورة التقطت عبر الأقمار الصناعية على حسابها في "تويتر"، تظهر أضرارا كبيرة لحظائر الطائرات في قاعدة عين الأسد الجوية في العراق.

وأشارت إلى أن الصورة التقطتها الشركة التجارية الأمريكية بلانيت في الثامن من الشهر الجاري ونقلتها شبكة الإذاعة العامة الأمريكية NPR.

ووفقا للمجلة، تُظهر الصور تعرض خمسة مبان على الأقل لأضرار من جراء الهجوم، والتي بدت أنها دقيقة بما يكفي لضرب هذه المباني، مؤكدة أن حجم الضرر الذي لحق بالقاعدة الثانية التي استهدفت في أربيل بإقيلم كردستان كان غير واضح.

ويقول ديفيد ميلر، المحلل في معهد ميدلبري: "بعض المواقع التي ضربت تبدو وكأنها صواريخ أصابت الهدف في المنتصف بالضبط".

كذلك الصور المتداولة عبر الإنترنت والتي جرى التقاطها على بعد حوالي 20 ميلا من القاعدة الجوية توضح حطام صاروخين، يبدو أنها بقايا هيكل صواريخ من نوع "قيام 1"، وفقا لمايكل إليمان، خبير الصواريخ في المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية.

مزايا الصواريخ

وقيام 1 هو صاروخ باليستي قصير المدى يعمل بالوقود السائل، طورته إيران بمدى يصل إلى 500 ميل، وفقا لمركز الدراسات الإستراتيجية والدولية، وقادر على حمل رأس حربي يبلغ وزنه 1650 رطلا ولديه نظام توجيه دقيق يمكن إعادة توجيهه أثناء الطيران.

كما أظهرت مقاطع الفيديو المنشورة على وسائل الإعلام الإيرانية الرسمية ما بدا أنها صواريخ تعمل بالوقود الصلب.

ويقول فابيان هينز، خبير الصواريخ الإيرانية في معهد ميدلبري للدراسات الدولية في مونتيري: إنه "يمكن إطلاق هذه الصواريخ في غضون مهلة قصيرة، وهي موجهة بدقة ومتقدمة للغاية، ويمكنها خداع الدفاعات الصاروخية". 

وتوضح الصحيفة الفرنسية أن وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون)، أعلنت من جهتها أن إيران أطلقت 11 صاروخا على قاعدة عين الأسد الجوية (غرب بغداد)، حيث يتمركز بعض الجنود الأمريكيين البالغ عددهم 5200 جندي في العراق.

ورغم أنه لم يتم تدمير القاعدة، لكن دقة التصويب تظهر أن الإيرانيين كانوا على دراية تامة بوجود طائرات ريبر المسيرة القتالية الشهيرة.

جنود فرنسا

ونوهت "لا كروا" بأن القوات الفرنسية المنخرطة في التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة في العراق، على الرغم من التوترات الأمريكية الإيرانية، سيستمرون هناك. 

ولفتت إلى أن الجيش الفرنسي أكد في مؤتمر صحفي يوم الخميس 9 يناير/ كانون أول أن "فرنسا لن تسحب جنودها وأن المهمة ذات الأولوية لها هي القتال ضد تنظيم الدولة".

وكان متحدث عسكري فرنسي أكد أنه ليس هناك قتلى أو جرحى فرنسيون جراء الهجوم الإيراني في العراق.

ونقلت الصحيفة عن مصدر بالجيش في الثالث من الشهر الجاري "لقد زاد مستوى حماية المناطق التي يوجد بها الجنود الفرنسيون والحركة محدودة حاليا".

وأشارت إلى أنه كجزء من هذه العملية التي يطلق عليها "الشمال" وتشمل حاليا العراق وسوريا لاحتواء تمدد تنظيم الدولة ودعم القوات المسلحة العراقية، يوجد لباريس حوالي 200 جندي في العراق، 160 منهم مكلفون بتدريب الجيش العراقي. 

وجرى تعليق هذه المهام التدريبية لأنه لم يعد من الممكن أن يعمل الجنود الفرنسيون بسلام في ظل هذه التوترات، وفق الصحيفة.

وأكدت أنه "من ناحية أخرى، لم تتوقف أنشطة الطيران الفرنسي، حيث نفذت طائرات الرفال المتمركزة في الأردن، 14 طلعة جوية هذا الأسبوع فوق العراق وسوريا، في مهمة دعم واستطلاع وحماية في الأساس".

مستقبل أمريكا

وفي تقرير آخر، تحدثت الصحيفة عن مستقبل القوات الأمريكية في العراق، بعد تصويت برلمان بغداد على رحيلها.

وذكرت أنه "بدعوة من الحكومة العراقية، عاد الجيش الأمريكي إلى بغداد عام 2014، في أعقاب هجوم تنظيم الدولة، حيث طلبت الأولى المساعدة من إيران ومن تحالف دولي تقوده الولايات المتحدة، والذي زاد تدريجيا ليضم في عضويته 76 دولة".

وبالإضافة إلى القصف الجوي، وفر التحالف المعدات والتدريب وتبادل المعلومات الاستخبارية مع الجيش العراقي.

وأضافت الصحيفة: "يوم الأحد  5 يناير/ كانون الثاني، في جو متوتر وبغياب الأحزاب التي تمثل الأكراد والسنة أو الأقليات الأخرى في البلاد، صوت النواب الشيعة لصالح قرار غير ملزم يطلب من الحكومة الحفاظ على سيادة البلاد عن طريق سحب طلب مساعدتها في مكافحة تنظيم الدولة".

وبينت أنه منذ ذلك الحين، يختلف الخبراء في تفسير هذا الأمر وتخيل نتائجه، فعندما قرر الرئيس باراك أوباما عام 2008 سحب قواته من العراق، تم توقيع اتفاقيتين: اتفاقية وضع القوات (SoFA)، وانتهت في عام 2011، واتفاقية إطار عمل إستراتيجي (SFA).

وفقا لبعض الباحثين، فإن الاتفاق الأخير لا يزال ساريا، وبعد انتهاك الولايات المتحدة، يحق للبرلمان العراقي المطالبة برحيل القوات الأمريكية، فيما يرى آخرون أن عودة تلك القوات تستند فقط على رسالتين موجهتين إلى الأمم المتحدة في عام 2014، وبالتالي، فإن البرلمان ليس له رأي.