صحيفة تركية: ابن زايد مسؤول عن تفجير مقديشو.. هذه الأدلة

12

طباعة

مشاركة

نشرت صحيفة "يني شفق" التركية، مقالا للكاتب إبراهيم كارغول، سلط فيه الضوء على العداء الذي يضمره ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد إلى تركيا، ومحاولاته المستمرة للنيل منها، داعيا المعارضة إلى الوقوف في جبهة الدولة وليس مع من يريد سقوط البلاد.

ووصف الكاتب في مقاله ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد بأنه "بارون للإرهاب"، متهما إياه بالوقوف وراء هجوم مقديشو في 28 ديسمبر/كانون الأول الماضي، والذي أودى بحياة أكثر من 80 صوماليا واثنين من المواطنين الأتراك.

"جرائم مثبتة"

وأكد أن "الإمارات متورطة بجرائم قتل كما هي السعودية على يد أمرائها"، مضيفا "كما تورط ولي عهد السعودية محمد بن سلمان في واقعة قتل الصحفي المعارض جمال خاشقجي، فإن ابن زايد ضبط متلبسا في الهجوم الإرهابي الذي أودى بحياة 81 شخصا في الصومال".

وشدد الكاتب على أن ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد يحارب تركيا في كل شبر من أراضي المنطقة، ويدعم كل التنظيمات الإرهابية المعادية لتركيا، ويبادر إلى تنفيذ كل العمليات والاغتيالات السرية، ويدير الأموال المشبوهة والإرهابيين والعصابات والقتلة المرتزقة أمثال الفلسطيني محمد دحلان".

ومحمد دحلان هرب من غزة عام 2007 بعد أن سيطرت حركة حماس على غزة نتيجة اشتباكات عسكرية بين الحركة مع مليشيات كان يقودها دحلان انتهت بسيطرة حماس التي فازت في الانتخابات البرلمانية قبل هذه الأحداث بعام.

وتابع الكاتب أن "ابن زايد له بصمة جديدة على مجزرة وصفها بالوحشية وقعت في العاصمة الصومالية مقديشو في 28 ديسمبر/كانون الأول الماضي؛ إذ أفضى الهجوم بسيارة مفخخة إلى مقتل 81 شخصا معظمهم من الطلاب ورجال الشرطة، وكان من بينهم مهندسان يحملان الجنسية التركية".

وذكر أن لقاء سبق التفجير جرى في مقديشو ضم كل من الحكومة الصومالية ووفد إماراتي، خلاله مارس الاماراتيون ضغطا على الصوماليين من أجل قطع العلاقات مع تركيا، وعندما لم تقبل مقديشو بذلك، وقع الانفجار الذي أودى بحياة العشرات من المواطنين الأبرياء، ويكون انتقاما من أبوظبي تجاه العاصمة التي ما نجت بعد من وطأة حرب أهلية ومجاعة مزقتها إربا".

"بصمة ابن زايد"

ووفقا للكاتب، فإن "بصمة محمد بن زايد موجودة في كل ركن وكل موطئ فيه إرهاب، فقبل الصومال هي موجودة في ليبيا حيث يدعم حفتر ومليشياته، وقبله كانت تلك الآثار، في مصر حيث دعم وساند وروج للانقلابي عبدالفتاح السيسي.

وأشار إلى أن "ابن زايد يعمل مع السيسي حاليا على إسقاط الحكومة الشرعية في ليبيا من خلال قواتهم البرية والجوية، بل وصل الأمر بهم لإرسال مليشيات وتنظيمات إرهابية إلى ليبيا قادمة من السودان وتشاد وبلدان إفريقية أخرى".

ورأى الكاتب أن "حركة الإرهاب في الشرق الأوسط مرتبطة بمحمد بن زايد، فهو الاسم الذي يقف خلف الحرب الأهلية التي أودت بحياة الآلاف في اليمن، كما أنه هو المسؤول عن معظم المجازر التي حدثت في سوريا، هذا فضلا عن إصداره التعليمات للتنظيمات الإرهابية في الصومال هذه الأيام، كما أدار تنظيما في سوريا في السابق".

وأضاف: "لمحمد بن زايد بصمة في كل أعمال الشر دون أي اكتراث بجرائم الحرب أو بالإنسانية".

وشدد الكاتب على أن "ابن زايد ينفذ تعليمات المخابرات الأمريكية والإسرائيلية، في كل ركن واتجاه، وفي تركيا له باع طويل، لم يكن أولوها محاولة انقلاب 15 تموز/ يوليو 2016، فهو ينفق الأموال وبغزارة على مختلف التنظيمات والأوساط داخل تركيا من خلال أمريكا وبريطانيا وكندا؛ وعنوان ذلك واضح هو إسقاط أردوغان".

وحمّل الكاتب "ولي عهد أبوظبي المسؤولية المباشرة عن أي هجوم أو اغتيال قد يقع في تركيا أو يستهدف أراضيها، بغض النظر عن التنظيم الذي سيتبنى العملية، فهو -أي ابن زايد- كما أصدر أوامره بتنفيذ هجوم في الصومال قد يكون وجه تعليمات إلى حزب العمال وتنظيم الدولة بتنفيذ هجمات في تركيا".

وتابع: "وهذا الأمر قد يكون واضحا من خلال طريقة عمله وأسلوبه في التعامل مع هكذا أعمال" مشددا على أن "هذه المحاذير لو حدثت فمن حق تركيا  اتهام هذا الشخص على المستوى الدولي بارتكاب جرائم إرهابية وجرائم حرب وإطلاق حملة من أجل محاكمته وهناك بالطبع ما يكفي من الأدلة لإثبات ذلك".

محاولات ضد تركيا

ولفت الكاتب إلى أنه "من الواضح أن ابن زايد استشاط غضبا جراء خطوة تركيا الأخيرة بإرسال دعم عسكري إلى طرابلس حيث الحكومة الشرعية، فهو يحاول بكل السبل أن يغرق تركيا في بحور الإرهاب، لكن أنقرة التي ما فتئت تقاتل وتقاوم كل الشرور ولن تستسلم له، رغم أنه قام بإشعال فتيل الحرب في اليمن وسوريا ونفذوا انقلاب السودان وقبل ذلك حرب مستعرة في ليبيا".

واتهم ابن زايد بالسعي لـ"إحباط الاتفاق التركي – الليبي ومعاقبة كل الدول التي تربطها علاقة وطيدة بتركيا، وعزل تركيا في المنطقة والضغط عليها داخل حدود الأناضول في محاولة منها لتصفية الحسابات الكبرى التي تشهدها منطقة المتوسط عقب ممر الإرهاب الذي أقاموه في سوريا".

وأردف: "إنهم يحاولون حصار تركيا داخل الأناضول واستهدافها هناك، وهو هدف مشترك تتعاون من أجله دول عديدة على رأسها إلى جانب الإمارات كل من السعودية ومصر وبتنفيذ التنظيمات الإرهابية المعروفة، كيف لا والمرجعية هي نفسها وأصحاب القرار هي جهة واحدة تأتمر بأمرها تلك الدول و التنظيمات قاطبة".

ماذا عن المعارضة؟

ثم تطرق الكاتب إلى أحزاب المعارضة التركية وهي: "الشعب الجمهوري" و"الجيد" و"السعادة"، متسائلا عن دورهم وموقفهم مما يدور في تركيا من أحداث؟

وأضاف: "أيعجز أحزاب الشعب الجمهوري والجيد والسعادة عن قراءة هذه الخريطة والحصار وحسابات إيقاف تركيا؟ ولو كانت الإجابة نعم، فلماذا يقفون على الجبهة المعادية لتركيا؟".

وشدد الكاتب على أن فكرة الدفاع عن الأرض من داخل الحدود فكرة غير واقعية، فلا يمكن لأي دولة أن تبني خط دفاع عند النقطة صفر من حدودها ولو كان الأمر كذلك سرعان ما سوف تنتقل النيران إلى أنقرة، أي في عمق الأراضي التركية. وهنا يمكن القول: إن الذين يقولون "ما شأننا وليبيا؟" يروجون في الداخل لحسابات دولية ترمي لتجريد تركيا من أي وسيلة دفاعية.

ورأى أن "عمليات درع الفرات وغصن الزيتون ونبع السلام في سوريا، كانت تدخلات مهمة بقدر أهمية التدخل لإحلال السلام في جزيرة قبرص"، لافتا إلى أن "حملة دفاع عن تركيا أفشلت مخطط خريطتهم الدولية الممتدة من حدود إيران إلى البحر المتوسط، الذي يحاولون عبر مياهه تنفيذ هجوم أكبر، بهدف إغراق تركيا".

وتابع الكاتب: "كما كانت تركيا في الجنوب فهي في الشمال، موجودة وبقوة، تقاتل حتى آخر رمق".

وأشار إلى أن الكثير من الأحزاب داخل تركيا لا تفهم ما يجري من أحداث تفوقهم، وما اتفاق كمال كليجدار أوغلو زعيم حزب "الشعب الجمهوري" مع حزب "السعادة" والحزب "الجيد" لتشكيل جبهة معارضة لتقويض إرسال قوات عسكرية إلى ليبيا، إلا دليل على أن هذا الموقف هو معاكس للاتفاق الوطني، فهم يعلنون بكل صراحة أنهم مع الجبهة المقابلة التي يوجد فيها "السيسي والأمير بارون الإرهاب وآل سعود وحفتر".

ووصف الكاتب "موقف المعارضة التركية اليوم، بأنه لا يختلف عما يفعله زعيم الانقلاب في مصر السيسي وبارون الإرهاب ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد والسعودية، وبارون الإرهاب في ليبيا حفتر".

ورأى أن تفسير هذا الأمر شديد البساطة؛ فتلك الدول وزعماؤها لم يستطيعوا ضرب تركيا من الخارج، فليحاولوا إذا من الداخل عبر توجيه "جبهة داخلية" كما أطلقت عليها الأحزاب المعارضة.

وختم الكاتب مقاله بالقول: إن "ذلك ليس اتهاما بقدر ما هو نقطة نظام ومحاولة إيقاظ، لعل هذه الأحزاب تنتبه وتعيد حساباتها في أي جبهة تقف ومع من ولصالح ماذا؟".