هذه آثار استقالة ظريف على الداخل الإيراني والمجتمع الدولي

12

طباعة

مشاركة

نشر كاتب الرأي التركي صلاح الدين تشاكرجيل، مقالا على موقع "ستار"، قال فيه إن "استقالة وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، الأسبوع الماضي، رغم أنه يشغل منصبه منذ خمس سنوات، كانت لها آثار كبيرة في الداخل الإيراني إلى جانب المجتمع الدولي، وإن كان الرئيس الإيراني حسن روحاني قد رفض طلب استقالته لاحقاً".

وأفاد المقال الذي ترجمته صحيفة "الاستقلال"، أن "وسائل الإعلام الإيرانية اتفقت على أن آثار هذه الاستقالة ستظهر لاحقاً بشكل أوضح. وتوافقت على ذلك صحيفتي "جمهوري إسلامي" و"قايخان" المتناقضتين سياسيا في عناوينهما الرئيسية ليوم 26 فبراير/شباط على ضرورة بقاء ظريف في منصبه". ولم تفت الكاتب الإشارة إلى أن "رؤساء التحرير في الصحيفتين يحددان من قبل المرشد خامنئي".

سببها الأسد

وفي مقارنة بين الصحيفتين، قال الكاتب إن "صحيفة [جمهوري إسلامي] ذكر في عناوينها الرئيسية أن ظريف هو أفضل الوزراء في السنوات الأربعين الأخيرة، لا سيما أنه الذي وقع اتفاقية "برجام" محافظاً على حقوق إيران خلال مباحثاته مع دول 5+1 بشأن الملف النووي وهو بهذا صار بطلاً قومياً".

أما صحيفة "قايخان"، بحسب الكاتب، فقد "رأت بأن [الوزير سيستغل الأعداء زيارة رئيس النظام السوري بشار الأسد إلى إيران بعد انتصاره الكبير والتقائه مباشرة بالمرشد لزرع بذور الفتنة]. وتابعت الصحيفة أنه [وإن كانت له أخطاء كثيرة كتوقيع اتفاقية "برجام" إلا أن بقاءه ضروري لا يستغني عنه].

وفهم تشاكرجيل من رواية الصحيفتين أن "استقالة ظريف جاءت بعد زيارة الأسد إلى طهران دون علم وزير الخارجية ظريف -خلافا للأعراف الدبلوماسية- وكذلك لقاؤه بالمرشد خامنئي مباشرة في غياب رئيس الجمهورية روحاني إضافة إلى وزير الخارجية ظريف. إذ لم يلتحق بالإجتماع إلا قائد القوات الإيرانية في سوريا الجنرال قاسم سليماني ووزير الخارجية الإيراني علي أكبر ولايتي، دون رئيس الجمهورية ووزير الخارجية".

انتقاد ولايتي 

وأشار المقال إلى أن "ولايتي الذي كان علق من قبل على لقاء ظريف بالمسؤولين الأمريكيين وتبسمه خلال لقائه معهم بقوله "أنا رجل ثوري، لا أبتسم متذرعا بعرف دبلوماسي"، شد انتباه المتابعين بتعانقه وتبسمه -حتى بدت نواجذه- مع الأسد الذي قتل في سبيل المحافظة على نظامه البعثي-العلماني ما يقارب مليون إنسان، وتهجير 7 ملايين من أراضيهم  (3 ملايين منهم في تركيا)"، بحسب الكاتب.

وأفاد الكاتب التركي أن "الجنرال قاسم سليماني علق على الصورة قائلا، [كان هذا التعانق كتعانق الطفل وأبيه الذي لم يره مدة طويلة، ليس هذا موقفا بسيطا]". تشاكرجيل رأى أن "حصر سبب استقالة ظريف في هذه المباحثات سيكون خطئاً، وأن هذه الزيارة -التي كانت استعراضا قام به المرشد خامنئي- كانت القشة التي قصمت ظهر البعير".

واختار الكاتب التركي في مقاله تلخيص الأمر في نقطتين، قائلا:

  1. لا يملك سليماني وولايتي -المقربين من المرشد روحاني- صلاحية قانونية، كما أنهما لا يثقان بسياسات روحاني وظريف بعد الأزمة السورية.
  2. ظريف معترض على تدخل حاشية المرشد، ممن لا يملكون صلاحية قانونية، في شؤون السياسة الخارجية التي هو صاحب الصلاحية فيها.

وخلُص الكاتب إلى أن "استقالة ظريف أحدثت اضطرابا في موازين السياسة الداخلية الإيرانية. ولهذا السبب فحتى سليماني صرّح بأن "ظريف هو المفوض والمسؤول عن السياسة الخارجية. فيما كان الشائع سابقاً أن مرشد الثورة هو المفوض الوحيد في البت في شؤون السياسة الخارجية". وزاد تشاكرجيل "باختصار؛ انكسرت الجرة ولن يعود شيء كسابق عهده".