4 سنوات من تحطم الطائرة الروسية.. هكذا يعاني قطاع السياحة بمصر

12

طباعة

مشاركة

سلطت صحيفة "ليبراسيون" الفرنسية، الضوء على معاناة قطاع سياحي في شرم الشيخ بعد تحطم "إيرباص 312" الروسية فوق سيناء عام 2015، فبالرغم مرور أربع سنوات على الحادثة، لا تزال روسيا تجادل بأن الوضع غير مطمئن، بحيث لا يسمح لمواطنيها قضاء العطلات بمصر.

وتحطمت طائرة إيرباص التابعة لشركة "كوجاليم أفيا" الروسية التي كانت تقوم بالرحلة الجوية رقم "9268"، من شرم الشيخ إلى سان بطرسبرج، يوم 31 أكتوبر/ تشرين الأول عام 2015؛ بسبب تفجير عبوة ناسفة على متنها، في أكبر كارثة في تاريخ الطيران الروسي والسوفييتي.

آمال مصرية

وتساءلت الصحيفة الفرنسية، هل سيعود السياح الروس إلى شرم الشيخ لقضاء عطلاتهم؟، مشيرة إلى أن المصريين لا زالوا يأملون في ذلك، حيث كانت بلادهم الوجهة الأكثر شعبية لقضاء العطلات خلال موسم الشتاء حتى عام 2015، قبل تحطم طائرة إيرباص بسيناء.

وأضافت: "أقلعت طائرة متروجيت من منتجع شرم الشيخ إلى سانت بطرسبرج بروسيا ثم تحطمت في الصحراء"، لافتة إلى أنه كان على متن الطائرة 217 راكبا، بينهم 17 طفلا و7 من أفراد الطاقم وجميعهم تقريبا من الجنسية الروسية، ولم ينج أي منهم من الحادث، ولم يتم تحديد أسبابه رسميا بعد أن أعلن تنظيم الدولة مسؤوليته عن الهجوم.

وذكرت هيئة الإذاعة الوطنية الدنماركية "دي آر" مؤخرا أنه من المحتمل أن يكون باسل حسن وراء حادث رحلة "متروجيت 9268"، مشيرة إلى أن صحفيين دنماركيين حصلوا على مواد ذات صلة بالتحقيق مع شقيق باسل، الأسترالي خالد خياط، الذي أُدين بالتخطيط لتفجير رحلة طيران من سيدني إلى أبوظبي في يوليو/ تموز 2017.

وأوضحت الإذاعة الدنماركية، أن خياط له صلة بتنظيم الدولة، وحسب المعلومات التي حصل عليها الصحفيون فإنه قد شهد في التحقيق أن شقيقيه طارق وباسل حسن كانا المخططين لحادث تفجير الطائرة الروسية.

وباسل حسن من مواليد عام 1987، وهو مواطن دنماركي حاصل على شهادة في الهندسة، ووفقا لوزارة الخارجية الأمريكية، فإنه لعب دورا رئيسيا في التخطيط للعمليات الإرهابية في الأراضي التي يسيطر عليها تنظيم الدولة قبل أن يهزم التنظيم في سوريا والعراق.

وتوقفت حركة الطيران المباشرة بين مصر وروسيا بعد الحادث، لكن الرحلات بين القاهرة وموسكو استؤنفت في أبريل/ نيسان 2018، بينما لم تستأنف بعد رحلات الطيران إلى منتجعات البحر الأحمر.

وأشارت الصحيفة الفرنسية إلى أنه كان لهذه المأساة عواقب وخيمة على السياحة في مصر، حيث انخفض عدد الزوار الأجانب بنحو 45 بالمئة في الربع الأول من عام 2016، وفقا لما ذكره الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، فالروس هم من أهم زبائن منتجعات البحر الأحمر: شرم الشيخ، والغردقة، أو حتى سفاجا.

ونقلت عن مصدر يعمل لدى وكالات السياحة الروسية، قوله: إذا كانت شركات السياحة الروسية لا تعاني من إيقاف الرحلات إلى مصر في ذروة موسم الصيف، فلن نجد أي بديل لهم في فصل الشتاء، المواطنون الروس الذين كانوا يسافرون إلى مصر في الخريف والشتاء يقيمون في بلادهم خلال الوقت الراهن.

الشريك الرئيسي

وأكدت "ليبراسيون" أنه بعد مرور أربع سنوات على الكارثة الجوية، هناك طموحات لاستئناف السياحة إلى شرم الشيخ حتى لو كان بعض السياسيين يماطلون على الجانب الروسي.

ولفتت إلى أنه خلال القمة الروسية الإفريقية، التي عقدت بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره المصري عبدالفتاح السيسي، في منتجع سوتشي الساحلي في أكتوبر/ تشرين أول الماضي، تم الاتفاق على استئناف الرحلات الجوية بسرعة، كما استأنف البلدان مفاوضاتهما حول تزويد مصر بـ12 طائرة "سوخوي سوبر جيت 100".

وقالت الصحيفة: بالنسبة لروسيا، التي تطالب بضمانات حول استقرار شبه جزيرة سيناء، التي ما زالت تعاني من التوترات، من الواضح أنه من الصعب الاستمرار في حرمان شريكها الرئيسي في إفريقيا من سياحها.

لكن "ليبراسيون" أشارت إلى أن خبير المجلس الروسي للشؤون الدولية، سيرجي بالماسوف، يخفف من هذا الاتجاه، أي عدم عودة الروس إلى المواقع السياحية المصرية كما كانت في السابق خلال الموسم السياحي الحالي الذي بدأ في أكتوبر/ تشرين أول وينتهي في يونيو/ حزيران، حيث لم تدخل مصر بعد في قائمة البرامج السياحية لروسيا العام الحالي.

ضربة قاضية

وبحسب المصدر الذي يعمل لدى وكالات السياحة الروسية، فإن جميع طائرات الرحلات السياحية الروسية تم توجيهها إلى وجهات أخرى غير مصر حتى نهاية مارس/ آذار 2020، قائلا: "لا أحد يريد استئناف الرحلات الجوية إلى مصر هذه الموسم، حتى لو حدثت معجزة برفع الحظر المفروض على مصر".

واستأنفت بريطانيا رحلات الـ"شارتر" بداية من 19 ديسمبر/ كانون أول الجاري لنقل السياح إلى منتجع شرم الشيخ المصري، حيث كانت لندن علقت هذه الرحلات بعد الهجوم على الطائرة الروسية في عام 2015.

ونوهت الصحيفة إلى أن أبرز تقرير حديث صدر مؤخرا عن "الوكالة الأوروبية لسلامة الطيران" (EASA)، حذر من خطر الطيران فوق سيناء على ارتفاع منخفض، الأمر الذي كان بمثابة ضربة قاضية لأولئك الذين كانوا يراهنون على عودة وشيكة لتدفق السياح الروس إلى مصر.

وقالت الوكالة بداية الشهر الجاري: "بسبب الوضع الخطر فإن التهديد أثناء تحليق الطائرات وعبورها فوق شبه جزيرة سيناء على ارتفاع أقل من 25 ألف قدم ما يعادل 6620 مترا، يعد عاليا".

واعتمد الخبراء في تقريرهم على معلومات من إدارة الطيران الفدرالية الأمريكية، التي أشارت إلى أن الطائرات المدنية التي تحلق فوق سيناء معرضة لخطر الهجمات الإرهابية باستخدام الصواريخ، التي يمكن أن تضرب أهدافا على ارتفاع أكثر من 6 آلاف متر.

وبحسب ما نقلت "ليبراسيون" فإن الوكالة الأوروبية، قالت: إنه "بناء على هذه المعلومات لا يُنصح بالتحليق فوق مصر على ارتفاع منخفض"، مضيفة أن "هذا التحذير يبقى ساريا حتى 30 مارس/ آذار 2020".