#حسان_دياب.. ناشطون لبنانيون يردون على تكليفه برئاسة الحكومة

بيروت - الاستقلال | منذ ٤ أعوام

رفض لبنانيون تكليف الرئيس ميشال عون، الوزير السابق حسان دياب، بتشكيل حكومة جديدة، واعتبروا ذلك إهانة للشارع الذي خرج منذ منتصف أكتوبر/تشرين الأول الماضي للاحتجاج على الضرائب والفساد.

واتهم مغردون عبر هاشتاج #حسان_دياب، الرجل بأنه أحد وجوه الطبقة السياسية الحاكمة، وأن ما يجري "إعادة تدوير لحلقة الفساد".

وجاء تكليف دياب بعد مشاورات نيابية، أظهرت اختياره بأغلبية 69 صوتا، مقابل 13 صوتا لنواف سلام، وصوت واحد لحليمة قعقور. وامتنع 42 نائبا في البرلمان اللبناني عن التصويت لأي مرشح.

وأجرى الرئيس عون، طوال يوم الخميس 19 ديسمبر/كانون الأول، مشاورات مع النواب لاختيار رئيس جديد للوزراء. ويتولى هذا المنصب، بحسب نظام تقاسم السلطة، مسلم سني.

واحتجاجا على تكليف دياب، تظاهر مئات اللبنانيين في صيدا جنوبي لبنان، وطرابلس (شمالا)، ووصلت المظاهرات إلى محيط منزل الرئيس المكلف، بالعاصمة بيروت.

بينما شهدت مدينة صيدا جنوب لبنان، وقفات احتجاجية في ساحة الاعتصام، فيما جابت مدينة طرابلس (شمالا) مسيرة حاشدة احتجاجا على تكليف الرجل، وسط توقعات بتزايد عدد المتظاهرين بالشوارع.

كما شهدت العاصمة بيروت، قطع عدد من الطرقات، وأفادت الوكالة الوطنية للإعلام، أن عددا من المحتجين وصلوا على متن دراجات نارية إلى أمام منزل دياب، وأطلقوا شعارات رافضة لتكليفه تشكيل الحكومة ومؤيدة لخلفه الحريري.

كما نقلت وسائل إعلام محلية أن هناك دعوات على مواقع التواصل الاجتماعي لقطع الطريق في قضاء زحلة في البقاع.

ومنذ استقالة حكومة الحريري، في 29 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، تحت وطأة احتجاجات شعبية، يطالب المحتجون بتشكيل حكومة تكنوقراط قادرة على التعامل مع الوضعين السياسي والاقتصادي، في بلد يعاني أسوأ أزمة اقتصادية منذ الحرب الأهلية.

ويرفض "حزب الله" تشكيل حكومة تكنوقراط، وكان يدعو إلى تشكيل حكومة "تكنوسياسية" تجمع بين اختصاصيين وسياسيين.

إهانة للشارع

وبدورها، نشرت المنتجة اللبنانية لاريسا عون، صورة لطرقات مغلقة، وعلقت عليها: "عشرات الطرقات في البقاع مقفلة احتجاجا على تكليف #حسان_دياب". 

وغرد الكاتب اللبناني جاد شحرور، ساخرا: "طبعا تسمية #حسان_دياب إهانة للشارع، وتصريحه عن “هجرة الفلسطينيين من إسرائيل” هوي إهانة ل #حزب_الله". 

فيما علقت الصحفية اللبنانية رحاب ضهر، على صورة تجمع بين حسان دياب، والمطرب اللبناني وليد توفيق، وكتبت ساخرة: "طيب كمان بدي صورة مع #كاظم_الساهر  كرمال يكون موقفه قوي قدامي عالاقل". 

ووضع الباحث السعودي فهد ديباجي، تصريحا سابقا لحسان دياب، وهو يطلب من إيران المساعدة في تطوير نظام التعليم اللبناني، وكتب: "حقيقة #حسان_دياب ببساطة". 

ووسط الدعوات الرافضة لتكليف دياب، دعا ناشطون آخرون إلى إعطاء الرجل فرصة، لأن لبنان لا يمكن أن يستمر دون حكومة.

وقالت الصحفية اللبنانية سحر الأطرش: "جماعة 14 الشهر.. ما قبلوا يسموا #سعد_الحريري لرئاسة الحكومة وكانوا السبب لعدم تكليفه.. انطرح اسم #حسان_دياب (نائب رئيس الجامعة الأمريكية، غير حزبي) كحل وسط وبالتشاور مع الحريري. .بلّشوا جماعة 14 حملة على دياب باتهامه إنه مرشح الممانعة! جماعة 14 ما بدّن حكومة أبدا".

بينما دونت الإعلامية رابعة زيات: "بعيدا عن حفلات الزجل ومخمّس مردود، المرحلة استثنائية وبدها رجل استثنائي وقرارات تنقذ البلد من الغرق المحدق، بانتظار مشروع #حسان_دياب !". 

سيرة ذاتية 

تولى حسان دياب، الذي يبلغ من العمر 60 عاما، حقيبة وزارة التربية والتعليم العالي في حكومة نجيب ميقاتي في لبنان بالفترة ما بين عامي 2011 و2014.

ويعمل رئيس الوزراء المكلف حاليا نائبا لرئيس الجامعة الأمريكية في بيروت للبرامج الخارجية الإقليمية، كما شغل منصب العميد المؤسس لكلية الهندسة، والرئيس المؤسس بين عامي 2004-2006 في جامعة ظفار في مدينة مسقط بسلطنة عمان.

ويحمل دياب شهادة البكالوريوس في الاتصالات، ودرجة الماجستير في هندسة نظم الكمبيوتر، والدكتوراة في هندسة الكمبيوتر، التي حصل عليها في عام 1985.

ومنذ بدء التظاهرات غير المسبوقة التي شهدتها مدن عدة من الشمال حتى الجنوب مرورا بالعاصمة، تكاد مواقفه العلنية تقتصر على تغريدة واحدة، نشرها في 20 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وكتب حينها "في مشهد تاريخي مهيب، انبرى الشعب اللبناني موحدا للدفاع عن حقه في حياة حرة كريمة من بيئة وصحة وتعليم وعمل شريف. له تنحني الهامات وترفع الدعوات بغد أفضل ينعم المواطنون فيه بكامل حقوقهم".


حسان دياب، أثناء تكريمه من قبل رئيس الوزراء اللبناني السابق سعد الحريري

الثقة الشعبية

وذكر المحلل السياسي اللبناني إياد أبو شقرا: "#حسان_دياب يعرف تماما ما يفعله، وما يتوقعه منه المراهنون عليه، فهم واثقون أيضا من أن خصومهم ما زالوا أبعد ما يكون عن إستراتيجية مضادة. وفعلا، رد الفعل المحلي على (حكومة اللون الواحد)، مرتبك وبائس ومخيب، والموقف الدولي ضعيف جدا".

وقالت الناشطة النسوية اللبنانية علياء عوضا: "#لبنان بلد العجايب: واحد سجل فيديو باليونان نزلوا عالساحات ضربوا الناس وحرقوا الخيم والسيارات.. مبارح الرئيس الحريري قال إنه مش مرشح للرئاسة نزلوا مناصرينه تكسير بالشوارع وتسكير طرقات، بس ايه مزبوط الثورة والثوار هني يللي شالّين البلد وسبب الأزمة". 

وكتب المدرب الإعلامي اللبناني بسام أبو زيد: "لا تشير مؤشرات الداخل والخارج إلى صدمة إيجابية تركها تكليف #حسان_دياب بتشكيل الحكومة.الثقة الشعبية والثقة الدولية تحتاج إلى معجزة،بخلاف الثقة النيابية وهي مؤمنة عملا بمقولة"رجعت حليمة لعادتها القديمة". 

وغرد المخرج اللبناني لوسيان أبو رجيلي: "٦٩ نائبا سموا #حسان_دياب وعارفين انو هيك تسمية يعني أزمة مطولة مش حل سريع.. بس شو فارقة معهم؟".

وقال منتج الوثائقيات اللبناني فراس حاطوم: "اللي بينزل عالطريق باتصال من ضابط أمني ما يكون اسمو ثائر بكون اسمو ثور !!".

رجل حزب الله

وأورد الكاتب والباحث السياسي الفلسطيني إبراهيم حمامي: "يبدو أن تكليف #حسان_دياب بتشكيل الحكومة في لبنان هو محاولة مفضوحة لإعادة تدوير مافيا الفساد السياسي هناك… هو مرشح 8 آذار، أي حزب الله ومن معه... أي أنه من الناحية العملية مرشح دمشق والضاحية! لهذا انتفض لبنان من جديد ضد هذا الترشيح.. ليبقى الشعار المرفوع #كلن_يعني_كلن". 

وأثار ترشيح حسان دياب لرئاسة الحكومة اللبنانية موجة استنكار داخلية وخارجية كبيرة، حيث وصفته العديد من الصحف الأميركية والأوروبية بـ"مرشح حزب الله".

واعتبرت صحيفة "واشنطن بوست" اختيار دياب، المدعوم من حزب الله، خطوة تخاطر بإثارة اضطرابات سياسية وتنفير الحلفاء الغربيين للبلاد.

وأضافت الصحيفة أن إمكانية استمرار حسان دياب ضعيفة، إن كان بمواجهة ردة الفعل الشعبية أو رقابة المجتمع الدولي، لافتة إلى أن تعيينه لا يتعارض فقط مع تقليد لبنان الطويل في السياسة التوافقية، بل يؤكد أن حزب الله هو بالفعل أقوى لاعب سياسي في لبنان.

بينما وصفت "سي إن إن" دياب بأنه "مدعوم من حزب الله"، وهو نفس الوصف الذي استخدمته صحيفة "فاينانشيال تايمز" . 

شبكة "بي بي سي" البريطانية قالت: إن دياب تم تكليفه برئاسة الحكومة بعد ترشيح من حزب الله اللبناني.

من جانبها، قالت وكالة "إيسنا" الإيرانية للأنباء: إن "المرشح المدعوم من قبل حزب الله حصل على الدعم اللازم ليشغل منصب رئيس وزراء لبنان".

أما رئيس الوزراء المكلف، حسان دياب، من جهته، أعلن أنه لن يعتذر عن تأليف الحكومة وسيكون تشكيلها سريعا، مقارنة بالوقت الذي أخذته الحكومات السابقة.

وانتشرت دعوات إعلان إضراب عام، اليوم الجمعة، في طرابلس والشمال وإغلاق جميع المدارس والجامعات الحكومية والخاصة. وذلك في موازاة دعوة وجهها رئيس الوزراء السابق، سعد الحريري، إلى أنصاره تقضي برفض أي دعوة للنزول إلى الشارع أو قطع الطرقات.