تصاعد الإسلاموفوبيا بأستراليا.. فشل حكومي أم تجاهل متعمد؟

شدوى الصلاح | منذ ٤ أعوام

12

طباعة

مشاركة

أثبتت المواقف المتجددة المناهضة للإسلام ومظاهره في أستراليا أنها أرض خصبة للتطرف، وفضحت فشل الحكومة الأسترالية في علاج "الإسلاموفوبيا"، والتي أصبحت في السنوات الأخيرة جزءا من الخطاب السياسي والإعلامي الذي يعمد إلى شيطنة المسلمين.

وباتت السياسة العامة في أستراليا تتضمن تكريس رهاب الإسلام "الإسلاموفوبيا"، ولم يجد الساسة الأستراليين حرجا في إعلان معاداتهم للإسلام ومظاهره، وبرز ذلك داخل مجلس الشيوخ، الذي يخرج أعضاءه المنتمين إلى اليمين المتطرف بين فترة وأخرى بمقترحات مناهضة للإسلام ومظاهره. 

وفي فصل جديد من فصول "الإسلاموفوبيا"، اعتدى أسترالي بوحشية على امرأة حامل مسلمة محجبة في 20 نوفمبر/تشرين ثاني الجاري، وأسقطها أرضا وركل رأسها بقدميه عدة ركلات وسط صراخ بعض الحاضرين ومحاولات من بعض مرافقيها لمنعه عن ذلك.

فشل حكومي

تنامي تلك الظواهر في أستراليا وخروجها بين فترة وأخرى من هجوم على الرموز الإسلامية من محجبات ومدارس ومساجد وشخصيات يؤكد أن قوانين مكافحة العنصرية هناك لا تحمي الأقليات الدينية، كما يؤكد أن الدوائر الأمنية لا تقوم بواجبها على أكمل وجه، ويدق جرس إنذار بأن الجاليات المسلمة أصبحت في خطر.

كما يعد الحادث أبرز دليل على فشل الحكومة الأسترالية ليس فقط في علاج الخطاب العنصري، وإنما في حماية النساء أيضا، إذ أثبتت الدراسات أنهم أكثر عرضة للاضطهاد.

وأشار بحث أصدرته جامعة تشارلز ستورت مؤخرا إلى أن كراهية الإسلام في أستراليا هي "ظاهرة متواصلة" وأن النساء اللواتي يرتدين الحجاب هنّ الأكثر عرضة للخطر.

واستنتج الباحثون أن 96 % من أصل 113 امرأة ضحية تم تسجيل تعرضهنّ للترهيب الجسدي والمضايقة، كنّ يرتدينَ الحجاب.

ما دفع رئيسة جميعة المرأة المسلمة في كوينزلاند، إلى إطلاق عدة نصائح تخص النساء في التعامل مع "الإسلاموفوبيا" وغيرها من التمييزات العنصرية ضدهم، أبرزها تعلم الفنون القتالية.

كراهية موثقة

المواطن الأسترالي ظهر في مقطع فيديو تداوله الناشطون عبر موقع التواصل الاجتماعي تويتر، واستنكروا على حكام الدول العربية والإسلامية صمتهم أمام تنامي "الإسلاموفبيا" بل وتغذيتهم لها بتوجيه الدول الغربية لإغلاق المساجد ومناهضة الإسلام والمسلمين تحت ذريعة "محاربة الإرهاب".

التسجيلات المصورة التي التقطتها كاميرات المراقبة، أظهرت المواطن الأسترالي الذي اعتدى على السيدة المسلمة المحجبة رنا الأسمر (31 عاما) أثناء جلوسها في مطعم سيدني وهو يقترب من الطاولة التي كانت تجلس عليها مع ثلاثة مسلمات أخريات يرتدين الحجاب.

وشوهد الأسترالي المعتدي الذي أفادت الصحف الأسترالية أن اسمه "ستيب لوزينا" ويبلغ من العمر 43 عاما وهو يوجه اللكمات المتتالية للسيدة المحجبة التي أعلن لاحقا أنها حامل في أسبوعها الـ38، حتى أسقطها على الأرض ثم وجه لها الركلات المتتابعة على رأسها، قبل أن يتدخل بعض رواد المقهى ليحولوا بينه وبين المعتدى عليها.

ورغم تحفظ السيدة المحجبة في البداية على التعليق عن الدوافع وراء فعل الشخص المعتدي، إلا أن الاتحاد الأسترالي للمجالس الإسلامية، أفاد بأن الرجل سمع وهو يصرخ بخطاب كراهية معاد للإسلام في وجه السيدة ومرافقيها.

وأكد رئيس الاتحاد راتب جنيد أن هذا كان هجوما عنصريا ويندرج في إطار كراهية الإسلام بشكل واضح ونتوقع بأن يتم التعامل معه على هذا النحو.

فيما قال المسؤول في الشرطة لوك سيونكجي: "لولا تصرفات أفراد المجتمع لوقف الهجوم، لكانت الضحية تعرضت لإصابات أخطر بكثير".

مناهضة التطرف

ودعت السيدة المحجبة المعتدى عليها لاحقا وعبر حسابها على فيس بوك الشعب الأسترالي إلى حماية الأبرياء من الهجمات المتطرفة، مؤكدة أن المعتدي لا يعرفها ولا يعرف الإسلام.

وتابعت: "حتى الاعتداء اللفظي كان له أثر شديد علي"، مشيرة إلى أن هذا "التصرف غير صحيح، ويدهشني أن بعض الناس يجدون لأنفسهم الحق في مضايقة الآخرين، وهذا مؤشر على الضعف وانعدام الإنسانية"، بحسب ما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية.

وأردفت: "لا أريد أن يتعرض أحد لمثل هذا النوع من الاعتداء، وأتمنى أن يتحد الناس للدفاع عن بعضهم ضد مثل هذه الهجمات الخسيسة، وأن يجتمعوا من أجل حماية المظلومين".

وأكدت أن مثل هذه الهجمات يجب ألا تكون نموذجا يحتذى به، ولا ينبغي مواجهتها بصمت، مستطردة: "نحن أمهات وزوجات وأطفال، ونستحق أن نشعر بالأمان حيثما ذهبنا، وأن نكون قادرين على الخروج ليلا دون خوف".

وأعربت عن قلقها من أنه إذا لم يتم حل هذه المشكلة، فإن أطفالنا سيكبرون في مثل هذه البيئة، قائلة: "يجب على جميع الجماعات الدينية أن تتحد، وأن تظهر روح التضامن التي أبدتها لي من أجل حماية ضحايا الهجمات الدينية الراديكالية في المستقبل".

حادث نيوزيلندا

سبق حادث الاعتداء على المرأة المحجبة، قيام إرهابي أسترالي أبيض يميني متطرف يبلغ من العمر 28 عاما، بهجوم معادي ضد المسلمين على مسجدين في كرايست تشيرتش بنيوزيلندا في مارس/آذار الماضي، أسفر عن مقتل قرابة الـ50 شخص.

ما دفع صحيفة لاكروا الفرنسية للتأكيد على أن أستراليا بها إسلاموفوبيا وقحة دون رادع، داعية إلى تسليط الضوء على الخطاب الوقح المعادي للإسلام والذي أصبح مسموعا في أستراليا.

الصحيفة نقلت عن مهرين فاروقي السناتورة المسلمة عن حزب الخضر، تأكيدها أن الهجمات "هي نتيجة للإسلاموفوبيا والحقد العنصري الذي تم تطبيعه وإضفاء الشرعية عليه من خلال بعض السياسات ووسائل الإعلام".

 

ثقافة دولة

الكاتب الأسترالي جيسون ويلسون، كتب إبان حادث نيوزيلندا مقالا تحت عنوان "كيف تحولت أستراليا إلى بيئة لتغذية الإرهاب والمتطرفين البيض؟"، أكد فيه التصاعد السريع للعنصرية ورهاب الأجانب والعداء للمسلمين على وجه خاص في الثقافة العامة للدولة.

وأشار في مقاله بصحيفة الجارديان البريطانية، إلى التعامل مع الإسلام والمسلمين في كثير من الأحيان باعتبارهم أعداء للشعب والدولة، فضلا عن سيادة خطاب الكراهية ضدهم بلا هوادة في فترة المشاركة الحماسية لأستراليا في جهود الحرب على الإرهاب.

ولفت الكاتب الأسترالي إلى أن أيديولوجية القومية البيضاء كان عمليا العقيدة المؤسسة لأستراليا، مؤكدا أن تسلسل الأحداث في السنة الأولى من الألفية قاد عمليا إلى تضمين الإسلاموفوبيا باعتبارها سياسة عامة للبلاد.

وجزم بأن سياسات قرع طبول رهاب الأجانب وكراهية المسلمين على مدار عقود صدرت عن بعض أقوى المؤسسات في الدولة، وأصبح ينظر إلى المسلمين واللاجئين والمهاجرين كأعداء لأستراليا، ما ساعد في رعاية وتغذية إرهاب المتطرفين البيض.

سياسات عنصرية

كما كتبت الكاتبة نورا منصور مقالا إبان حادث نيوزيلندا أيضا، تحدثت خلاله "عن دور السياسات الأسترالية في خلق بيئة حاضنة للعنصرية"، مشيرة إلى أن اليمين السياسي في أستراليا في حالة تصاعدية، وظهر ذلك من خلال سياسات الهجرة الأسترالية، ومعاداة اللاجئين، وخاصة في تغطية الإعلام لهذه القضايا التي تتعلق بالإسلام والعرب. 

وأوضحت في مقالها على موقع رصيف 22، أن العديد من السياسيين وممثلي الجمهور الأستراليين أدلوا بعد أحداث 11 سبتمبر/أيلول 2001 في نيويورك، بتصريحات عنصرية ساهمت في شيطنة الآخر (الآسيويين تارة، والمسلمين تارة أخرى) وحرضت ضد المهاجرين غير الأوروبيين بشكل عام، والمهاجرين المسلمين والعرب بشكل خاص.

وأكدت "منصور" أن الأسوأ من التصريحات هو شرعنة خطاب الكراهية والتعامل مع هذه التصريحات كنوع من حرية التعبير ووجهة نظر أمام الجمهور الأسترالي.

وحملت مسؤولية جريمة نيوزيلاندا لكل من حرض ضد المسلمين والحضارة الإسلامية، من سياسيين، ووسائل إعلام وإعلاميين في أستراليا والعالم، إضافة إلى دول إسلامية وعربية كانت شريكة في ترسيخ هذا الجو العام لتحقيق مصالح معينة.

 تحذير المبتعثات

ما تتعرض له المسلمات المحجبات في أستراليا ليس بالحادث الجديد، فقد أطلقت مدونة عبر منتدى "مبتعث" تحذير للمبتعثات المحجبات، في أكتوبر/تشرين الأول 2011، ورصدت خلاله تعرضها للأذى خلال رحلة سياحية أجرتها إلى أستراليا عام 2009.

وأشارت إلى عدة حالات تعرضن للمضايقات والضرب من قبل أستراليين، منها قريبة لها كانت تدرس وذهبت إلى السينما وهي محجبة، ورأتها أسترالية ووجهت لها شتائم واتهمتها بالإرهاب.

وفي يونيو/حزيران 2010، كشفت صحيفة "هيرالد صن" الأسترالية، أن مطالبة إدارة مستشفى "داروين الملكي" الأسترالية لمسلمة محجبة بخلع حجابها من أجل الحصول على عمل إداري، أثارت موجة استياء عارمة في أوساط مسلمي أستراليا.

حتى الأطفال لم يسلموا من تأثير خطاب الكراهية ضد الإسلام والمسلمين في أستراليا، ففي أكتوبر/تشرين أول 2010، وفي أعقاب رفض برلمان ولاية نيو ساوث ويلز، كبرى الولايات الأسترالية من حيث عدد السكان، حظر النقاب بخلاف ما حصل في فرنسا، أفادت صحيفة الشرق الأوسط اللندنية، بأن طفلة أسترالية عمرها 6 سنوات مُنعت من ركوب الحافلة المدرسية، بسبب رد فعلها "الغاضب" على تعليقات ساخرة تعرضت لها بسبب حجابها.

وأوضحت الصحيفة أن الطفلة غضبت من زميل لها عمره 7 سنوات، وشدت سرواله، بعدما طلب منها أن تنزع الحجاب، ونتيجة لهذه الواقعة قررت الشركة المالكة للحافلة منع الطفلة ووالدها، المهاجر الإيراني الأصل، من ركوب الحافلة لمدة عشرة أيام، مع العلم أن منزل العائلة يبعد عن مقر المدرسة مسافة 60 كلم في مناطق أرياف شمال أستراليا المعروفة باسم الـ"آوتباك".

ورأت والدة الطفلة أن العقاب قاس، معربة عن تفضيلها أن تتلقى الطفلة إنذار.

حملات كراهية

وفي مايو/آيار 2014، شجعت المجموعة الأسترالية المتطرفة أستراليان دفنس لييغ حملات الكراهية ضد المسلمين في جميع أنحاء العالم، إذ نشرت صورة لمنتقبات وتساءلت: "هل تتجول الشراشف في شوارع مجتمعك؟ هل تعرف ماذا يوجد تحت هذه الشراشف؟"، داعية إلى التقاط الصور أينما كانوا وإرسلها إليهم.

والشراشف هي (أغطية الأسرة، ولكنهم يستخدموها للإشارة إلى النقاب الذي ترتديه بعض المسلمات).

المجموعة الأسترالية صعدت حملتها الشرسة على الإسلام عبر نشرها فيديو على موقع التواصل الاجتماعي يوتيوب معلنة الحرب على ما وصفته بدين الشر، داعية إلى اغتيال دعاة وشيوخ مسلمين.

وأنشأت المجموعة صفحة خاصة على موقع التواصل الإجتماعي فيسبوك، وكتب أحد أعضائها: "إنني أدعو لنهاية الإسلام في بلادنا والعالم، إن كان على المسلمين أن يموتوا فليكن".

كما انتشرت فيديوهات ظهر فيها أعضاء المجموعة بقمصان كتب عليها "الإسلام هو دين الشر"، مرددين عبارات "لا للشريعة" ومطالبين بمحاربة الإسلام في أستراليا والعالم.

في أكتوبر/تشرين أول 2015، وقعت مواجهات بين  مؤيدين ومعارضين لبناء مسجد بمدينة بنديغو الأسترالية، أثناء احتجاجات منسقة مناهضة للإسلام على مستوى العالم دعت إليها جماعات يمينية متطرفة.

وتم القبض على 3 أستراليين ينتمون إلى "جبهة الوطنيين المتحدين" اليمينية المتطرفة، قاموا خلال الاحتجاجات بقطع رأس مجسَّم لإنسان، وهم يصيحون "الله أكبر"، ونشروا تلك المشاهد عبر حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي، مدافعين عن أنفسهم بالقول إن تصرفاتهم تندرج في إطار "حرية التعبير"، وتستهدف شريحة محددة من المسلمين.

اقتحام الكنائس

وفي أغسطس/آب 2016 اقتحم حوالى 10 أعضاء من "حزب الحرية" اليميني المتطرف المؤيد للسياسة الأسترالية بولين هانسون، كنيسة "جوسفورد" الأنجليكانية، التي تعرف بدعم التعددية الثقافية واللاجئين وطالبي اللجوء، أثناء قداس، مرتدين ملابس إسلامية ومرددين شعارات معادية للإسلام.

في أغسطس/آب 2017، دخلت باولين هانسون، السيناتور الأسترالية  رئيسة حزب "وطن واحد" اليميني المتطرف، البرلمان الأسترالي "مجلس الشيوخ" مرتدية برقعا أسود اللون، مطالبة بإجراء  استفتاء حول حظر ارتداء الملابس الإسلامية التي تغطي كامل الوجه في الأماكن العامة.

ودعت زملاءها البرلمانيين إلى دعمها، واقتراح قوانين لجعل ارتداء مثل هذه الملابس جريمة تعاقب عليها بدفع غرامة تصل إلى 4200 دولار أسترالي (3400 دولار أمريكي).

وتعرف هانسون، التي يشغل حزبها أربعة مقاعد في مجلس الشيوخ بانتقاداتها ضد المسلمين والهجرة، وسبق أن قالت: إن "المسلمين قد غمروا أستراليا"، مقترحة حظر بناء مساجد ومدارس إسلامية جديدة، إضافة إلى وضع مراقبة تليفزيونية في المساجد والمدارس.

تخوفات الغرب

محمد فتحي النادي الباحث في الفكر الإسلامي، أكد أن ظاهرة الإسلاموفوبيا قديمة قدم الصراع بين الغرب والإسلام، متطرقا إلى الحروب الصليبية وطرد المسلمين من الأندلس وحروب التطهير العرقي بالبلقان والاحتلال للبلاد الإسلامية في مطلع العصر الحديث.

وأشار في حديثه مع "الاستقلال" إلى أن النظرة العدائية للإسلام مستحكمة عند الغرب، ويتجلى ذلك عند اليمين المتطرف، لافتا إلى أن الغرب عموما ثقافته وهويته مسيحية وإن قبل الآخر فإنما يقبله إذا كان دائرا في فلكه سياسيا وثقافيا. 

وقال "النادي": إن وجود المسلمين المتمسكين بهويتهم يتناقض مع الهوية الغربية ويزاحمها في بلادها، كما يعمل على التغيير الديموغرافي لتلك البلاد، نظرا للخصوبة العالية عند المسلمين بعكسها عند الغرب العازف عن تكوين الأسر.

وأوضح أن هذه تخوفات عند الغرب شعوبا وأنظمة، قائلا: إن ما يحدث في أستراليا لا يمكن عزله عن ما يحدث في باقي الدول الغربية، إذ تسن فرنسا التي تعرف بأم الحريات القوانين لحظر الحجاب ضاربة عرض الحائط بالحريات الشخصية التي تتغنى بها.

وتابع: "الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أيضا فرض حظرا على دخول المسلمين إلى أمريكا، وهو يرى أن الإسلام يكرههم، في حين أنهم من يحتلون بلاد المسلمين ويقيمون الحروب تلو الحروب على أرض المسلمين ثم يضايقهم كره المسلمين لهم".

ولفت إلى أن الكنيسة من قبل هي التي كانت تغذي العداء تجاه المسلمين وتصف النبي صلى الله عليه وسلم بأبشع الأوصاف وتفتري عليه أشد الافتراء، جازما بأن الكنيسة عليها الآن دور في نشر روح التسامح والتعايش بين أهل الأديان.

وأضاف: أن "الاستشراق له حسنات إلا أنها مغمورة في سيئاته حيث يعمل على تشويه الإسلام ونبي الإسلام والقرآن الكريم وتسليط الضوء على الفرق المنحرفة كالباطنية وغيرهم".

ورأى أن المسلمين عليهم واجب تبليغ رسالتهم ومحاولة إزالة تلك الصورة القبيحة والمشوهة عن الإسلام، كما أن الإعلام له دور كبير في تحسين صورة المسلمين أو تشويهها.

وحث الغرب على أن يحترم الحريات التي يرفع رايتها ويفرض القوانين التي تردع المعتدين المتطرفين، مشيرا إلى أن الحوار بين أهل الفكر والثقافة من الطرفين يكسر بعض الحواجز ويزيل بعض التشوهات العالقة بالأذهان.

الدكتور محمد الحساني -الباحث في الحركات الإسلامية والفكر الإسلامي، ربط بين سلوك الأسترالي المعتدي على المرأة المحجبة، وتنامي التيارات الشعبوية اليمينية داخل عموم العالم الغربي، الذي لا يزال جزء منه يعتبر الإسلام عدوا وجوديا.

ورأى في حديثه مع "الاستقلال" أن الحادث يعبر عن الموقف السياسي في أستراليا، مضيفا: "نحن أمام تحول عميق في البنية الفلسفية للمجتمعات الأوروبية التي ملأت الدنيا حديثا عن الحرية الفردية والحرية الشخصية".

وحذر "الحساني" من أن التحول الفكري إلى موقف سياسي رسمي يفيد بأن "الإسلام" أصبح جزءا من معادلة مستقبل التوتر بين الدول الغربية والإسلامية.


المصادر