#اعتقالات_نوفمبر تثير غضب سعوديين: مؤشر فشل السلطة داخليا وخارجيا

الرياض - الاستقلال | منذ ٤ أعوام

12

طباعة

مشاركة

أثارت حملة الاعتقالات التي شنتها السلطات السعودية قبل أيام، وطالت نحو 10 مدونين وصحفيين وكتاب وأكاديمين بينهم نساء، غضب ناشطين عبر موقع التواصل الاجتماعي تويتر، مؤكدين أن ازدياد الاعتقالات مؤشر فشل كبير للسلطة داخليا وخارجيا.

وانتقد ناشطون عبر هاشتاج #اعتقالات_نوفمبر استمرار السلطة الحاكمة في ممارسة القمع والانتهاكات ضد أصحاب الفكر والرأي الحر، وممارستها لأقصى درجات الضغط لتحويل الشعب السعودي لمطبلين للسلطة ومؤيدين لسياساتها، مطالبين بإطلاق سراح المعتقلين.

وعدد الناشطون أسماء المعتقلين، أبرزهم، "الكاتب عبدالعزيز الحيص، المدون عبدالرحمن الشهري، الكاتب عبدالمجيد سعود، الأكاديمي وعد المحيا، الكاتب بدر الراشد، الأكاديمي فؤاد الفرحان، الأكاديمي سليمان الناصر، الصحفية مها الرفيدي، الناشط مصعب العبدالكريم"، مؤكدين أن هناك أسماء أخرى كثيرة لا يعلمون عنها شيء.

 نوعية المعتقلين

نوعية الاعتقالات هذه المرة أثارت دهشة المغردين الذين أشاروا إلى أن المعتقلين توقفوا عن العمل السياسي، ويتصفون بحسن الخلق، جازمين بأن الاعتقالات هذه المرة تؤكدا أن الجميع أصبح معرض للاعتقال.

صفحة "معتقلي الرأي" المعنية بالتعريف بالمعتقلين، والتي أعلنت عن حملات الاعتقال منذ أيام، أكدت أن جميع المعتقلين توقفوا منذ فترة طويلة عن النشاط الحقوقي والكتابة السياسية، مضيفة: "من الواضح أن السلطات ماضية في محاسبة الجميع حتى على التعبير عن الرأي قبل سنوات".

وقالت المغردة حياة اليماني: "حتى الآن لا توجد معلومة واحدة بشأن هؤلاء الشبان ولماذا تم اعتقالهم! كيف يمكن تبرير اعتقال من شهد له القاصي والداني بدماثة الخلق ورقي الفكر وسعة المعرفة ورحابة الأفق؟".

وأكد صاحب حساب عميل الروم أن الأكثر إيلاما أن أصفاد المستبد لم تستثن أحدا حتى لو كان نقده ناعم ومؤيد لمشروعه.

واستنكر ناشطون ما وصلت إليه أوضاع المملكة، ووصف الدكتور عبد الله الزوبعي الشمري -باحث سياسي وتأريخي، السعودية بالمهلكة العظمى، مؤكدا أنها تسير على طريق الصين التي تعتقل مسلمي تركستان الشرقية، وتذكر أيضا بمعتقلات غوانتانامو وأبو غريب.

وتساءلت الدكتورة حصة الماضي -عضو جمعية القسط لحقوق الإنسان: "هل من العدل أن يستمر هذا الوضع المأساوي حيث نسمع كل فترة بسجن عدة أفراد من الشعب رجالا ونساء صغارا وكبارا إما بسبب تغريدة عبر فيها عن رأيه أو لعدم تطبيله !!؟؟ وهل من العدل أن تضيع أعمار أغلب الشعب وهم إما خلف القضبان أو في المنفى !!؟؟".

التطبيل أو الاعتقال

وأشار الناشطون إلى أن الاعتقال طال أغلب العازفين عن التطبيل للسلطة، فقد حذر المعارض السعودي المقيم في كندا عمر عبد العزيز، الشباب المشتغلين بقضايا الأخلاق والعلم والدعوة ومواجهة الشبهات، قائلا: "أنت تقول لنفسك أنا بعيد عن السياسة لن يعتقلوني، ثق تمام الثقة لو كنت خبازا صاحب مخبز وكان لك جمهور ومتابعين وتأثير ولم تقم بالتطبيل والنفاق على أعلى نغمة فمصيرك الاعتقال". 

وأعاد سعيد الزهراني نشر تغريدة سابقة له قال فيها: "بلد الوضع فيه يا تطبل يا تنسجن، مو مسموح لك تفكر".

وقال مغرد آخر: "ابن سلمان لن يهدأ له بال إلا إذا قضى على جميع مواطنيه أصحاب الفكر الحر  وأبقى المطبلين له.. طبل لتعيش في المهلكة".

وأكد آخر: "لن يبقى في البلد الا الدرباويه و الوطنجية".

سلطة القمع

واعتبر ناشطون حملة الاعتقالات استمرار لنهج السلطة الحاكمة في القمع وتكميم الأفواه، إذ قال الدكتور عبد الله العودة: إن #اعتقالات_نوفمبر تؤكد أن عمليات القمع والاعتقال ليس لها منطق ولا نمط، وأن المستهدف قد يكون من رواد الأعمال أو من المثقفين المستقلين أو من الأكاديميين أو حتى من مؤيدي الرؤية وجزء من مشروعها.

وقال عادل الجهني: "#اعتقالات_نوفمبر ... روح المعتقل تنقذه ولو كان داخل سجونكم لأنها تعييشكم بخوف وأنتم في قصوركم..".

ونقل الدكتور  محمد المختار الشنقيطي –أستاذ الأخلاق السياسية وتاريخ الأديان، عن عبد الرحمن الكواكبي -أحد رواد النهضة العربية وأحد مؤسسي الفكر القومي العربي، قوله: إن "المستبد يتحكم في شؤون الناس بإرادته لا بإرادتهم، ويحكمهم بهواه لا بشريعتهم، ويعلم مِن نفسه أنه الغاصب المتعدي".

وقال حساب سعوديات معتقلات: "بالوقت الذي كنا ننتظر فيه من السلطات إطلاق سراح الناشطات المعتقلات، نُفاجأ بشنها حملة اعتقالات جديدة ضد ناشطات أخريات، ذنبهن الوحيد التعبير عن آرائهن الحرة والهادفة، وتضامنهن مع ضحايا القمع من أبناء وبنات الوطن".

نقد وسخرية

ودون ناشطون تغريدات ناقدة وساخرة تستنكر سياسة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، إذ نشر عبد الله الغامدي مقطع فيديو للدكتور سعد الفقيه المعارض السعودي يحمل فيه مسؤولية كل ما تمر به المملكة من ظلم وفساد ودمار إلى آل سعود وعلى رأسهم ولي العهد محمد ابن سلمان.

وقال صاحب حساب ناقد حر: "يجب علينا جميعا أن نوصل صوتنا إلى القائمين على جوائز نوبل لافتتاح فرع جديد.. نحن مع ولي العهد الشاب الطموح لكي يحصل على جائزة نوبل للغباء.. من حقه أن يحصل على كل شهادات الغباء و استخراج له لوحة و استمارة".

وغرد أبو الحسن الكواكبي قائلا: "بئر الغباء ابن سلمان يظن أنه يقدر أن يجمع الكل على رأي واحد.. رسولنا العظيم (ص) لم ولن يقدر على جمع الكل على (الحق) أفيظن هذا السفيه بأنه سيقدر جمعهم على (الباطل) ويا ليت بدهاء ولكن بغباء منقطع النظير؟! ".

وتساءل عبد العزيز الرشيد: "ماذا ستضيف الاعتقالات الأخيرة التي طالت ناشطين ومغردين للمشهد، خاصة أنها تزامنت مع تظاهر للمئات من العاطلين في تبوك وغيرها؟، مستطردا: "أظن بأن هذا الشتاء سيكون حارا لا باردا".

وشهدت المملكة، خلال أكثر من عامين، اعتقال مئات من العلماء والنشطاء والحقوقيين، الذين حاولوا -فيما يبدو- التعبير عن رأيهم ومعارضة ما تشهده السعودية من تغييرات، وسط مطالبات حقوقية بالكشف عن مصيرهم وتوفير العدالة لهم.