بوليفيا بلا رئيس.. ما مصير البلد بعد استقالة موراليس؟

12

طباعة

مشاركة

في جميع محلات بيع التذكارات في لاباز، ينتشر وجهه على الأكواب والبطاقات البريدية والقمصان أو حزم أوراق الكوكا، فبفضل شعره البني السميك ووجهه البرونزي أصبح إيفو موراليس تجسيدا بوليفيا منذ الحكم، لكن استقالته ومغادرته قد تقود البلد للمجهول.

هذا ما استنتجته صحيفة "لا كروا" الفرنسية حول مصير مستقبل بوليفيا الواقعة بأمريكا الجنوبية رغم نشوة الانتصار التي يشعر بها المتظاهرون الذين تمكنوا من إزاحة الرئيس موراليس من السلطة بعد 14 عاما من الحكم.

وقالت الصحيفة: إن استقالة إيفو موراليس من السلطة التي اعتلاها عام 2006، بعد ثلاثة أسابيع من المظاهرات على نتائج الانتخابات الرئاسية التي أسفرت عن فوزه وسط اتهامات بالتزوير، فيما ندد المتعاطفون مع موراليس بما وصفوه "انقلاب".

وأضافت: "بعد أكثر من عقد من الاستقرار، عادت بوليفيا يوم الأحد 10 نوفمبر/ تشرين الثاني إلى عاداتها القديمة، منذ إعلان النتائج الرسمية المشكوك فيها للانتخابات الرئاسية في 20 أكتوبر/ تشرين الثاني"، حيث أدان زعيم "الأيمارا" البالغ من العمر 60 عاما، "الهجوم على الديمقراطية والسلام الاجتماعي"، وبرر قرار الاستقالة "بالاضطهاد" من جانب قادة المعارضة ومؤيديهم ضد مقربيه.

وأوضحت الصحيفة: أن المعارضة التي بدت أكثر تصميما من أي وقت مضى منذ استفتاء عام 2016، الذي شهد معارضة الناخبين لولاية رابعة للرئيس الاشتراكي، حشدت مؤيديها للتنديد بالتزوير الانتخابي، في ضوء النتائج التي أعلنت مساء يوم الاقتراع، بفوز موراليس بنسبة 46.4 بالمئة من الأصوات، مقابل 37.07 بالمئة ضد خصمه كارلوس ميسا.

وأكدت "لا كروا": أنه منذ ذلك الحين تدهور الوضع بشكل مطرد، لدرجة أن منظمة الدول الأمريكية قررت التعجيل بنشر تحقيقها في النتائج الرسمية قبل الوقت الذي كان محددا في 12 نوفمبر/ تشرين ثاني حيث ذكرت أن التصويت شابته مخالفات واسعة النطاق.

و شددت على: ضرورة إلغاء نتائج الجولة الأولى من انتخابات 20 أكتوبر/ تشرين أول، وإعادة العملية الانتخابية مرة أخرى، مع تنظيم الجولة الأولى حالما يتم وضع الشروط التي توفر ضمانات لإجرائها، وأهمها تشكيل هيئة انتخابية جديدة.

فراغ في السلطة

ونوهت الصحيفة إلى: أنه لم يكن إعلان إيفو موراليس، بعد بيان منظمة الدول الأمريكية بفترة قصيرة، قبوله إجراء انتخابات جديدة كافيا لاستعادة ثقة الشعب حول رئيس الدولة، في ظل مطالب الاستقالة.

ورغم دفاع موراليس عن حقبته التي شهدت مكاسب رئيسية ضد الفقر والجوع في البلاد، وكذلك مضاعفة حجم اقتصاد البلاد ثلاثة أضعاف خلال حكمه الذي استمر نحو 14 عاما، أصبح قرار الاستقالة لا مفر منه بعدما سحب الجيش والشرطة دعمهما له.

ورأت الصحيفة: أن هذه الاستقالة المفاجئة، تترك العديد من النقاط الأساسية، أولها يدور حول السلطة: فمن سيكون من اليوم على رأس بلد الأنديز؟، لافتة إلى: أنه بعد استقالة موراليس ونائبه ألفارو جارسيا لينيرا، كان يجب أن يتولى رئيس مجلس الشيوخ السلطة أو رئيس مجلس النواب لكن الاثنين تخلوا عن مناصبهما، وجعلوا البلاد في فراغ سياسي.

وبينت: أن المشكلة الأخرى التي تعاني منها البلاد تكمن في أن استقالة موراليس، الذي ندد بانقلاب، لم تهدِّئ الروح المعنوية، فرغم أن أنباء الاستقالة أثارت مشاهد الابتهاج مساء الأحد، فقد صاحبها أيضا أعمال عنف، خاصة في لاباز وإل التو، حيث تم إحراق العديد من الحافلات، وكذلك منازل الشخصيات المعارضة، وفقا لتقارير وسائل الإعلام المحلية.

طريقة لتجنب العنف

ونقلت الصحيفة عن آنا ماريا كيفيدو العضو في الشبكة الدولية للبوليفيين في الخارج قولها: "لهذا السبب يجب أن نجد بسرعة حلا سلميا لهذه الأزمة، بتعيين سلطة مؤقتة وعقد انتخابات جديدة. بعد 20 أكتوبر من الضروري بالفعل تأكيد استقالة إيفو موراليس كتابة وقبولها في غضون 48 ساعة من قبل الجمعية التشريعية، كما يقتضي الدستور".

وفي الاتجاه ذاته، قالت صحيفة "لوموند": إن أعمال النهب والاشتباكات والحرائق العنيفة التي هزت العديد من أحياء لاباز، العاصمة، أغرقت البلاد في حالة من عدم اليقين، بعد الاستقالة التي وضعت حدا لحياة موراليس السياسية الطويلة وغير النمطية.

وأوضحت: أن المكسيك منحت موراليس اللجوء، قائلة: إن "حياته وسلامته الجسدية مهددة"، ومن جانبه خاطب الرئيس المستقيل الشعب عبر تويتر مغردا: "أيها الأشقاء والشقيقات، أنا أغادر إلى المكسيك"، مضيفا: "أشعر بالأسى لمغادرة البلاد لأسباب سياسية لكنني سأعود قريبا بقوة وطاقة أكبر".

ولفتت الصحيفة إلى: أن "العنف الذي شهدته بوليفيا جعل قائد الشرطة الكولونيل خوسيه بارينيشيا، يدعو الجيش إلى التدخل لوقف أعمال العنف التي يرتكبها أنصار الرئيس المستقيل. مشيرا إلى: أن الشرطة قد "أنهكت". وفي استجابة سريعة، أمر قائد القوات المسلحة البوليفية مجموعة من العسكريين بالقيام بعمليات مشتركة مع الشرطة ضد "المخربين".

كما ذكرت  "لوموند": أن نائبة رئيس مجلس النواب، جانين أنيز تشافيز، تولت الرئاسة مؤقتا، وقالت: "سندعو لإجراء انتخابات مع أشخاص مؤهلين سيقودون العملية الانتخابية لتعكس ما يريده جميع البوليفيين".

وأضافت: "لدينا بالفعل توقيت، أعتقد أن الناس يطالبون بأن يكون لدينا رئيس منتخب في 22 يناير/كانون الثاني"، حيث قبل الأزمة، كان يفترض أن يتولى رئيس الدولة المقبل مهامه في هذا التاريخ.

وبحسب الصحيفة الفرنسية: فإنه يفترض أن تدعو آنيز إلى انتخابات رئاسية في الأيام التسعين التي تلي استقالة رئيس الدولة بحسب الدستور.