"نيويورك تايمز": السعودية تعذّب أمريكيا وكوشنر يلتقي بن سلمان

الاستقلال - قسم الترجمة | 5 years ago

12

طباعة

مشاركة

قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، إنّه في الوقت الذي تواصل فيه الحكومة السعودية، سجن مواطن أمريكي من أصل سعودي وتعذيبه، التقى صهر الرئيس دونالد ترامب، ومستشاره لشؤون الشرق الأوسط، جاريد كوشنر، بولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، الأسبوع الماضي، وسط صمت عن الحديث بخصوص المعتقل الأمريكي.

وحكت الصحيفة على لسان صديق المواطن الأمريكي، أنّ "وليد فتيحي، وهو طبيب تلقى تدريبه في جامعة هارفارد، سمع في إحدى الليالي قرعا على باب غرفته، بعد أسبوع من احتجازه، تبعه هجوم من الحراس، وجرّه إلى غرفة أخرى، تعرض فيها للصفع، وتغطية العينين، وتجريده من ملابسه، وصعقه بالكهرباء، لمدة ساعة تقريباً".

"حرم من النوم على ظهره لعدة أيام"

وأكد التقرير، الذي استند إلى ما ذكره أحد أصدقاء فتحي بعد أن قام بتسجيل الشهادة الشخصية المفصلة للسجين عما تعرض له أثناء احتجازه، أن "الدكتور تعرض للجلد من طرف الجنود بطريقة بشعة؛ حرمته من النوم على ظهره لعدة أيام".

ووصف السجين في عبارات مقتصبة لأحد أقربائه، ما تعرض بـ"التعذيب"، حسب صديقه الذي طلب من الصحيفة إخفاء هويته خوفا من الانتقام.

وتابعت الصحيفة، "كان الدكتور قد اعتُقل في نوفمبر/ تشرين الثاني 2017 في حملة وصفت بأنها حملة مكافحة الفساد، ولا يزال الدكتور فتيحي، البالغ من العمر 54 عاماً، محتجزاً دون أي تهم علنية أو محاكمة. وقد احتجز معه وقتها نحو 200 من السعوديين البارزين، لكنه بقي واحدا من العشرات الذين ما زالوا داخل السجن".

ليس الوحيد

تقرير "نيويورك تايمز" لم يقتصر على حالة فتيحي، إذ "وصف بعض أصدقاء وعائلات المعتقلين الآخرين نوبات مشابهة من التعذيب تعرّض لها ذويهم. كما صرح طبيب في المستشفى ومسؤول أميركي كان مراقبًا لحملة الاعتقالات أنه جرى نقل ما لا يقل عن 17 معتقلاً إلى المستشفى بعد فترة وجيزة من اعتقالهم نتيجة لما تعرضوا له أثناء وجودهم في الحجز" بحسب المصدر ذاته.

وحسب رواية شاهد عيان، نقلتها الصحيفة، فقد "عُثر على ضابط عسكري كان قد تم اعتقاله، ميتًا برقبة ملتوية وعلامات تعذيب أخرى على جسده من أثر التعذيب. وقد حكى  ناشطون ومدافعون عن حقوق المرأة في المملكة العربية السعودية عن تعرضهم للتعذيب، من خلال الصعق الكهربائي، نقلا عن أقاربهم وجماعات حقوق الإنسان".

جنسيته خطر على السعودية

وذهبت الصحيفة إلى حد اعتبار أن "الجنسية الأمريكية التي يملكها فتيحي تعني أن سوء معاملته التي لم يتم الإبلاغ عنها من قبل، قد تشكل الآن خطرا على العلاقات السعودية مع واشنطن".

وزادت، "فإدارة ترمب مازالت تكافح بالفعل لمعالجة ردة الفعل العنيفة من الديموقراطيين والجمهوريين ضد المملكة بسبب اغتيال الصحفي السعودي جمال خاشقجي. خصوصا وأن جمال الذي كان يقيم في ولاية فرجينيا، والصحفي في صحيفة واشنطن بوست، قد قتل، وقُطّعت جثته إلى أجزاء في قنصلية المملكة في اسطنبول، من قبل فريق اغتيال سعودي".

وقالت الصحيفة الأمريكية، إن "صهر الرئيس ترامب ومستشار الشرق الأوسط، جاريد كوشنير، التقى بولي العهد السعودي محمد بن سلمان - الحاكم الفعلي للمملكة-، الأسبوع الماضي، للمرة الأولى منذ مقتل خاشقجي".

وأفادت "نيويورك تايمز" أن "وكالات الاستخبارات الأمريكية أكدت أنه الآمر المباشر بقتل خاشقجي"، مشيرة إلى أن "لقاء كوشنر مع محمد بن سلمان هدف إلى التوصل لحلٍ للنزاع الإسرائيلي الفلسطيني الذي قد يلعب فيه الأمير وبلده دوراً كبيراً".

في هذه الأثناء، تابع التقرير، "رفضت إدارة ترامب الموعد النهائي الذي وضعه الكونغرس للإبلاغ عن المسؤول عن جريمة قتل خاشقجي. في حين أخذ الرئيس ترامب يشكك في ما إذا كان ابن سلمان قد أذن بذلك، مشيدًا بقيمة مبيعات النفط السعودية والعقود الدفاعية التي عقدها مع ولي العهد السعودي".

الضغط على واشنطن

وقالت الصحيفة، إن "الأصدقاء الأمريكيين للدكتور فتيحي يشنون حملة للضغط على واشنطن للتدخل في قضيته"، معتبرين "صمت إدارة ترامب العلني بشأن سجنه يتناقض مع التفاخر المتكرر للرئيس الأمريكي بجهوده الناجحة لإخراج المواطنين الأمريكيين المحتجزين في الخارج".

ونقلت الصحيفة، تصريح آية حجازي، ذات الجنسية المصرية الأمريكية، التي أطلق سراحها من السجن في القاهرة بناء على طلب أمريكي -موظفة شعار ترمب "أمريكا أولا"- "إن عدم جعل وليد فتيحي أولوية يوصل رسالة مفادها أن أميركا ليست في المقام الأول، وإنما الصفقات المالية والبترول".

كما استشهد التقرير، بخطاب محامي الدكتور فتيحي، هاوارد م. كوبر، إلى وزارة الخارجية في يناير/ كانون الثاني الذي قال فيه: "إن الدكتور أخبر زوجته وعائلته بأنه "يخاف على حياته ، وأنه لا يستطيع التحمل أكثر"، فيما رفض ممثل وزارة الخارجية التعليق على القضية، مشيرا إلى اعتبارات الخصوصية".

"وكان الدكتور فتيحي قد حصل  على جنسيته الأمريكية أثناء دراسته وممارسة الطب في الولايات المتحدة، حيث يعيش أحد أبنائه. وبعد عودته إلى المملكة العربية السعودية، أسس مستشفى خاصا في جدة وأصبح معروفًا"، بحسب الصحيفة.

ما السبب؟

وعن سبب احتجازه، قالت "نيويورك تايمز" إنه "غير واضح"، وتابعت "لكن الصديق الذي نقل تقرير الدكتور فتيحي عن معاملته قال إنه تم استجوابه في المقام الأول عن قريب له بالزواج كان قد اعتُقل هو أيضاً، وهو عادل فقيه، أحد كبار مساعدي ولي العهد، وقال فتيحي إن المحققين كانوا يبحثون عن أدلة ضد فقيه".

ذكّرت الصحيفة الأمريكية، بإعلان السعودية، "التي أنهت حملتها في مكافحة الفساد في نهاية يناير/ كانون الثاني، أن 64 شخصاً ما زالوا محتجزين لمحاكمتهم بتهم جنائية جديدة أو سابقة. ويعتقد أصدقاء فتيحي أنه من بين أولئك"، بحسب المصدر ذاته.