توعّد بهزيمته.. أغنى رجل بالعالم ينافس ترامب على الرئاسة

12

طباعة

مشاركة

يستعد رجل الأعمال مايكل بلومبرج الترشح لانتخابات الرئاسة ومنافسة دونالد ترامب عام 2020، وبالنسبة للصحافة الأمريكية، فإنه كديموقراطي معتدل، سيكون هذا الملياردير قادرا على هزيمة الرئيس الحالي، شريطة أن يعبر حاجز المرشحة إليزابيث وارن.

وقالت صحيفة "كورييه إنترناسيونال" الفرنسية المختصة بترجمة تقارير الصحف الأمريكية: إنه في الوقت الذي تكافح فيه حملة نائب الرئيس السابق جو بايدن للفوز بترشيح الديمقراطيين، يستعد رئيس بلدية نيويورك السابق مايكل بلومبرج (77 عاما)، أغنى شخص في العالم وفقا لمجلة "فوربس"، للدخول في سباق الترشيح الديمقراطي للانتخابات الرئاسية لعام 2020.

وأوضحت: أن الرجل لم يتخذ قراره النهائي بعد، ووفقا لصحيفة "نيويورك تايمز": سيترشح رئيس بلدية نيويورك السابق عن ولاية ألاباما في المنطقة الجنوبية الشرقية من الولايات المتحدة  "لجمع التواقيع اللازمة للتأهل إلى الانتخابات التمهيدية".

وتساءلت هل يستطيع بلومبرج الفوز على دونالد ترامب؟ مشيرة إلى: أن هاورد وولفسون، مساعد الملياردير الأمريكي، مقتنع بذلك منذ زمن طويل، حيث نقلت عنه "فوكس بيزنس": "يعتقد مايكل أن دونالد ترامب يمثل تهديدا غير مسبوق لأمتنا. يجب أن ننهي هذا العمل الآن ونؤكد هزيمة ترامب".

أما بالنسبة لصحيفة "لوس أنجلوس تايمز": ليس هناك شك في أنه إذا تم انتخابه، فإن بلومبرج سيصبح رئيسا أفضل من دونالد ترامب، وبحسب الصحيفة الكاليفورنية اليومية: على عكس ترامب، فإن العمدة السابق "لن يتولى منصبه دون أي فهم لأداء الحكومة الفيدرالية".

وأكدت: أنه خلال اثني عشر عاما من عمله كرئيس لبلدية أكبر مدينة في الولايات المتحدة، أظهر بلومبرج أيضا "اهتماما بالسياسة استنادا إلى الحقائق والبيانات التي يرى ترامب أنها غير جذابة".

ديمقراطي وجمهوري ومستقل

صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" ذكرت من جهتها: أن بلومبرج "يدرك أن تغير المناخ يمثل مشكلة كبيرة يجب معالجتها لصالح البشرية"، وخلصت إلى: أن هذا "يجعله قائدا أفضل للبلد أكثر من ترامب".

لكن المأزق هو كيفية الفوز بأصوات الديمقراطيين الأساسيين، تقول "واشنطن إكسماينر": إن بلومبرج "ديمقراطي مدى الحياة وأصبح جمهوريا في عام 2001"؛ لأنه كان من الأسهل عليه الفوز بمنصب عمدة مدينة نيويورك، ثم أصبح "مستقلا ثم ديموقراطيا" ووفقا للأسبوعية المحافظة: فإن بلومبرج سيواجه "الكثير من المتاعب في مناقشة حججه مع الناخبين الديمقراطيين".

والأسوأ من ذلك، إذا دخل بلومبرج في التنافس وتمويل حملته الخاصة، كما ألمح، فسوف يصطدم وفقا لـ"واشنطن إكسماينر" مع أكثر الشخصيات تطرفا في الحزب الديمقراطي، وهما بيرني ساندرز وإليزابيث وارن.

ويشعر المليارديرات الأمريكيون بارتباك كبير، نتيجة ما سيدفعونه من ضرائب، بسبب الخطة التي أعلنت عنها السيناتورة المرشحة للانتخابات الرئاسية حال فوزها، والتي طرحت حملتها "آلة حاسبة جديدة" للمساعدة في معرفة حجم الضرائب.

ولفتت إلى: أن إليزابيث وارن بدت مبتهجة باحتمال وجود مايكل بلومبرج كمعارض، فعلى موقع "تويتر"، نشرت المرشحة رابطا إلى جانب آلة حاسبة.

من جهته سخر ترامب من الملياردير بلومبرج وتفكيره في الترشح لانتخابات الرئاسة العام المقبل، قائلا: إن عمدة مدينة نيويورك السابق يفتقر إلى "السحر" الكافي لتحقيق الفوز.

وقال ترامب للصحفيين خارج البيت الأبيض: "أعرف مايكل، لقد أصبح مجرد نكرة. ليس هناك أحد أفضل مواجهته على مايكل الصغير". وذكر أنه يعتقد أن حملة بلومبرج الانتخابية ستؤذي جو بايدن على الأرجح، المرشح الديمقراطي البارز، الذي ينوي خوض الانتخابات معتدلا.

ويمر جو بايدن بوقت عصيب، حيث لم يفقد فقط الدعم في استطلاعات الرأي خلال الأسابيع الأخيرة، ولكن المساهمات المالية التي يتلقاها ليست ثقلا  تجاه خصومه الديمقراطيين.

"مكافح السجائر"

وتقدر ثروة بلومبرج، الذي يشعر بالقلق من أن مرشحي الحزب الديمقراطي الحاليين لن يتمكنوا من الفوز على ترامب في الانتخابات، الصافية بـ 52 مليار دولار، في حين تقارب ثروة ترامب ثلاثة مليارات دولار.

جمع مايكل بلومبرج ثروته من خلال وكالة الأخبار الاقتصادية التي تحمل اسمه " بلومبرج"، وهو نشط للغاية في مكافحة تغير المناخ، وأنفق ملايين الدولارات لدعم المرشحين الديمقراطيين في الانتخابات المحلية.

وكان أحد قراراته المعروفة، حظر التدخين في الحانات بالمدينة عام 2003، كما خصص 160 مليون دولار لمكافحة السجائر الإلكترونية، بعد إصابة 450 شخصا بأمراض الرئة بـ 33 ولاية.

شغل بلومبرج منصب عمدة مدينة نيويورك عام 2001، واستمر في هذا المنصب حتى عام 2012، ثم عاد وانضم إلى الحزب الديمقراطي العام الماضي فقط. وهو أحد كبار الداعمين الماليين لمجموعة المدافعين عن السيطرة على السلاح "إيفرتاون فور جون سيفتي" ، والتي ساعد في تأسيسها عام 2014، وهو ذو سياسة معتدلة، وأقرب إلى الوسطية في الحزب الديمقراطي ومقرب من جو بايدن.

وليست هذه المرة الأولى التي يتطلع فيها بلومبرج إلى الترشح للرئاسة، إذ سعى إلى ذلك الانتخابات السابقة ثم استبعد نفسه في النهاية بسبب اعتقاده بأن الأمريكيين لن يصوتوا لصالح رجل أعمال في نيويورك.

وهناك حتى الآن نحو 17 مرشحا يتنافسون مع الرئيس ترامب، أهمهم جو بايدن، والسيناتور عن ولاية ماساتشوستس إليزابيث وارِن، وعضو مجلس الشيوخ عن ولاية فيرمونت، بيرني ساندرز.