غادة عجمي.. لماذا حازت لقب نائبة "الشو الإعلامي" ببرلمان مصر؟

القاهرة- الاستقلال | 4 years ago

12

طباعة

مشاركة

غادة عجمي نائبة بمجلس النواب (البرلمان) المصري، لا تنتمي لحزب "النور" السلفي، ولا لأي تيار محافظ، دخلت البرلمان تحت قوائم "في حب مصر" التي انبثق عنها ائتلاف "دعم مصر" صاحب الأغلبية البرلمانية.

غادة هي ممثلة المصريين في الخارج بالبرلمان، وفي ذات الوقت تشغل منصب وكيل لجنة العلاقات الخارجية بالمجلس، لكنها فجأة ودون مقدمات تقدمت بمشروع قانون أطلق عليه المصريون اسم: "قانون الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر".

جاءت التسمية بعد أن نص أحد بنود المشروع على: أنه "لا يجوز الظهور في مكان عام بزي، أو لباس غير محتشم، أو ارتداء زي أو لباس يحمل صورا أو أشكالا أو علامات أو عبارات تسيء إلى الذوق العام". 

واشترط مشروع القانون إلزام المخالفين بغرامة تتراوح بين 31 و 310 دولارات، وشملت لائحة المخالفات: "السلوكيات الخادشة للحياء، التي تتضمن تصرفات ذات طبيعة جنسية، أو رفع صوت الموسيقى داخل الأحياء السكنية، وتشغيل الموسيقى في أوقات الأذان وإقامة الصلاة".

مثيرة للجدل

ليست المرة الأولى التي تخرج فيها النائبة غادة عجمي بتصريحات مثيرة للجدل والاستغراب، فهي صاحبة مشروع قانون ينص على إجبار العاملين بالخارج على تحويل 200 دولار لدعم الاقتصاد المصري.

كما اقترحت عجمي تدشين نقابة خاصة بالمصريين بالخارج، وهو ما رفضه "اتحاد المصريين بالخارج"، ووصفه بـ "الخطوة الخطيرة التي تهدف إلى تحزب العاملين بالخارج وتفريقهم".

لم تقف عجمي عند هذا الحد بل أيدت اقتراح رئيس البرلمان علي عبدالعال بزيادة الرسوم المفروضة على جواز السفر لصالح عملية نقل جثامين المواطنين بالخارج إلى أرض الوطن لدفنهم.

وذهبت النائبة إلى حد التقدم إلى البرلمان بمشروع قانون ينص على دعم الدولة للأسرة التي تمتلك 3 أفراد فقط، ورفع الدعم عن الطفل الرابع، وبررت ذلك بأنه سيساهم في الحد من الزيادة السكانية.

"تربية الإمارات"

غادة عجمي خريجة كلية الحقوق جامعة عين شمس، هي زوجة مساعد وزير الداخلية الأسبق اللواء أحمد الحسيني، دخلت البرلمان تحت قوائم "في حب مصر" التي انبثق عنها ائتلاف "دعم مصر" صاحب الأغلبية البرلمانية كممثلة للمصريين بالخارج.

عملت غادة كمضيفة للطيران لمدة 3 سنوات في أبوظبي، ورغم قصر المدة لكنها تمكنت من نسج شبكة علاقات قوية، مكنتها من الانتقال للعمل كمسؤولة عن طائرات العائلة المالكة في مطاري أبوظبي والشارقة لمدة 15 عاما، بعدها انتقلت للعمل بالخطوط الجوية السعودية للعمل كرئيسة معاملات للركاب. 

عجمي نظمت رحلة لنواب البرلمان لزيارة الإمارات مقابل 4500 جنيه مصري لكل نائب (نحو 270 دولار)، وهو ثمن رمزي مقارنة بالبلد الخليجي المعروف بالغلاء.

بينما كان زملاؤها يناقشون اللائحة الجديدة داخل قاعة البرلمان، كانت النائبة تجمع مصاريف الرحلة من النواب، ما جعل البعض يطالب بإسقاط عضويتها، فخرجت لتصرح أن هدف الرحلة هو تنشيط السياحة في مصر، وأنها مجرد بداية وسيتم تبادل الزيارات بين مصر والإمارات.

لا تزال علاقات غادة عجمي متفرعة داخل الإمارات حيث زارتها في يونيو/حزيران الماضي، والتقت بالجالية المصرية في دبي ودشنت جروب باسم "لمتنا في الإمارات"، بحضور الشيخة هند بنت عبدالعزيز القاسمي التي تشغل منصب رئيس نادي الإمارات الدولي للأعمال والمهن الحرة، وهي أيضا حاصلة على دكتوراه من جامعة "عين شمس" بمصر. 

"شو إعلامي"

تقارير إعلامية متعددة وصفت غادة عجمي بـ "نائبة الشو الإعلامي"، بسبب تصريحاتها المثيرة للجدل باستمرار، إذ من المرجح أن يكون الهدف من هذه التصريحات البعيدة عن توجه النائبة هو لفت الانتباه.

التقارير قالت: إنه "منذ دخولها البرلمان في 2014، لم تقدم النائبة غير الشو الإعلامي سواء في صورة مشروعات قوانين مثيرة للجدل، أو معارك هامشية بحثا عن الشهرة، والوجود في برامج القنوات الفضائية"، قبل أن يزيد: "تحدثت النائبة عن كل شيء إلا المصريين بالخارج".

ففي 2016، صرحت عجمي أنها تنوي طرح مشروع لإلزام من لديهم إقامات دائمة أو مؤقتة بالخارج تتجاوز 6 أشهر، بتحويل ملبغ قدره 200 دولار كحد أدنى، عند دخولهم مصر، بغرض حل أزمة العملة الأجنبية، وهو ما تسبب في استياء المصريين المقيمين بالخارج.

إثر مشادة كلامية مع الصحفية الفرنسية كلير تالون، على قناة "فرانس 24" وحديت الصحفية عن أوضاع حقوق الإنسان في مصر، جاء رد النائبة: "حقوق الإنسان عند أمك" لينتقل بشهرة غادة عجمي من حدود المحلية إلى آفاق العالمية.

لم تجد النائبة طريقة للخروج من الورطة، سوى أن تتهم من نشروا الفيديو وهاجموها عبر مواقع التواصل بـ"المنتمين لجماعة الإخوان المسلمين" وهو ما زاد من سخرية النشطاء.

برلمان المخابرات

النائبة البرلمانية التي عاشت سنوات كثيرة من حياتها في الإمارات، تدعم بقوة رئيس النظام المصري عبدالفتاح السيسي ولا تتردد في أن تستعرض "إنجازات السيسي" من نشر الأمن والأمان في مصر، إلى الادعاء بأنه يقدر المرأة عبر تخصيص يوم للزوجة خلال عمله مديرا للمخابرات الحربية.

غادة عجمي أثبتت أنها تجيد فن التمثيل أيضا بعد أن دخلت في نوبة من البكاء الشديد بدعوى أنها تأثرت بخطاب السيسي الذي قال فيه: "لو كان ينفع أتباع أبيع نفسي عشان خاطر مصر".

النائبة تحدثت أيضا عن الدور الذي تقوم به داخل مصر هي وزوجها وابنها، إذ كان زوجها مديرا لمعسكر الأمن المركزي بالدراسة عام 2014، فيما يعمل ابنها ضابطا للشرطة.

غادة عجمي نموذج مثالي أثبت صحة ما كشفه الناشط السياسي المعتقل حازم عبدالعظيم عن الطريقة التي اختار بها السيسي برلمانه في 2014، عندما كشف عبدالعظيم في مقال سابق بعنوان "شهادة حق في برلمان السيسي": أن قائمة أسماء النواب جرى تحضيرها داخل جهاز المخابرات بإشراف من اللواء عباس كامل.