إعلاميون يهاجمون #الشعراوي.. ومصريون: معركة وهمية جديدة

القاهرة- الاستقلال | 4 years ago

12

طباعة

مشاركة

أطلق ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي في مصر، هاشتاج "#الشعراوي"، بسبب هجوم مفاجئ غير مبرر على الداعية الإسلامي الأشهر بمصر، إذ بدأت الأزمة عندما هاجمت الإعلامية المصرية أسما شريف منير، الشيخ محمد متولي الشعراوي، ووصفته بـ"المتطرف".

وكتبت ابنة الفنان المصري شريف منير، عبر حسابها على "تويتر": "طول عمري كنت بسمع الشيخ الشعراوي، ولما كبرت شفت كام فيديو، مصدقتش نفسي من كتر التطرف".

ونشرت الإعلامية المصرية: "صباح الخير عايزه آخد رأيكم في حاجة، بقالي كتير معنديش ثقة في أغلب الشيوخ، كتير منهم مدعين ويا متشددين أوي يا خالطين الدين بالسياسة، نفسي أسمع حد معتدل محترم معلوماته مش مغلوطة، لسه في حد كده؟".

لتأتيها الاقتراحات بسماع الشيخ الشعراوي، لترد قائلة: "طول عمري كنت بسمعه زمان مع جدي الله يرحمه ومكنتش فاهمه كل حاجه، لما كبرت شفت كام فيديو مصدقتش نفسي من كتر التطرف، كلام فعلا عقلي ما عرفتش استوعبه.. حقيقي استغربت". لتنهال الانتقادات للإعلامية المصرية على "تطاولها" على الشيخ الشعراوي.

ولم تمر ساعات حتى عادت الإعلامية أسما شريف وحذفت المنشور الأخير، الذي وصفت به الشعراوي بـ"المتطرف".

وكتبت أسما شريف منير، في منشور على "فيسبوك": "حصل بينى وبين شخص حوار اسأت فيه التعبير عن اللي عايزه أقوله، أتفهم فهم كلامى علي إنى انتقد فضيلة الشيخ متولي الشعراوي، أنا بتكلم من غير ما بحسب كلامي وأنا مقصدش بأي حال من الأحوال اني اغلط أو يوصل كلامي بشكل غلط كده، انا مش بقيم فضيلة الإمام، انا عموما عمري ما احب اغلط في حد".

ولم يسلم الشيخ محمد متولي الشعراوي (توفي عام 1998، عن عمر ناهز 87 عاما)، خلال السنوات الأخيرة من الإساءة والتطاول على شخصه من كتاب ومفكرين وأساتذة جامعة وإعلاميين، تارة بوصفه بالمتطرف والدجال، وتارة أخرى بالتشكيك فى وطنيته.

معارك وهمية

على إثر ذلك، كتب أيمن الصياد المستشار السابق للرئيس المصري الراحل محمد مرسي: أن "معركة الشيخ #الشعراوي رحمه الله وأرضاه بما قدم، معركة إلهاء إعلامي مفتعلة. نقطة ومن أول السطر". 

وقال الصحفي المصري عبدالفتاح فايد: "إغراق المجتمع في معارك وهمية أشد خطرا وفتكا به من المشاريع الوهمية. المشاريع الوهمية دمرت الاقتصاد وأفقرت المصريين، والمعارك الوهمية تدمر الأخلاق وتفسد القيم وتنشر الجهل وتغيب الوعي وتشوه الجميع #الشعراوي متطرفا، آخر معارك إعلام الكفتة في #مصر إعلام الجريمة والجنس والعنف والسقوط". 

وغرد الأكاديمي المصري في علم المخطوطات خالد الحويني: "الهجوم على الشيخ #الشعراوي ولو من إنسانة جاهلة لا قيمة لها ينبغي أن لا يمر مرور الكرام. رحم الله الشيخ رحمة واسعة وغفر له". 

وكتب الناشط المصري أحمد صبري، مهاجما المنتج الفني مدحت العدل، الذي شارك في الهجوم على الشيخ الشعراوي: "يا أستاذ مدحت طيب الناس بتنتقد الريس بتتحبس ولما تيجي واحدة تسيء للعلامة ومجدد الدين في القرن الماضي دي تبقي حرية يا راجل عيب على سنك #الشعراوي". في إشارة منه إلى أن من يعارضون رئيس النظام المصري عبدالفتاح السيسي، يقبض عليهم، ويدخلون السجون. 

وأعرب الناشط السياسي إيهاب شيحة عن غضبه من اتهام الشيخ الشعراوي بالتطرف، قائلا: "الشيخ #الشعراوي قابل للنقد مثله مثل غيره، فكل يؤخذ من كلامه ويرد، الرجل كان شيخ جليل لم يكن معصوما ليقوم التوابع بالهجوم على كل من ينتقد أقواله صحيحة كانت أم خطأ، ولم يكن متطرفا ليكيل له كل رويبضة مغرض الإتهام بالإرهاب بنشر ما قاله متجاهلين سياق الكلام". 

حملة إعلامية

الإعلامي حسام الشوربجي: "أسما شريف منير تُهاجم الشيخ الشعراوي وتتهمه بالتطرف والتشدد! صدق رسول الله ﷺ عندما قال: {سيأتي على الناس سنوات خدّعات، يُصَدق فيها الكاذب ويُكذَّب فيها الصادق، ويُؤتمن فيها الخائن ويُخوَّن فيها الأمين، وينطق فيها الرويبضة} #الشعراوي". 

ودون العضو السابق في لجنة تعديل الدستور المصري محمد سعد الأزهري، قائلا: "أكثر حاجة مزعلة العلمانيين دلوقتى إن اسم الشيخ الشعراوي طلع أكبر بكثير من كل محاولاتهم السابقة لهدمه والتقليل منه! وهم الآن يسعون للنيل منه حتى لا يهزموا في هذه المعركة! ولا يدركون أن قضيتهم خاسرة لأنهم يلعبون علي الهدم لا البناء، وعلى بغض دين الإسلام لا احترامه!"  #الشعراوي

ونشر الناشط إسلام أيوب صورة للشيخ الشعراوي، وكتب: "الشيخ الشعراوي في القلب وسيظل في القلب إلى الأبد  نحن لا نعلم أي أرض، وأي قلب وأي قرار هو خير لنا، لكننا نوقن ونُدرك أن الخيرة فيما اختاره الله لنا، محمد متولي #الشعراوي". 

وغرد سعد النشار قائلا: "لم ولن نتخذ الشيخ الشعراوي إله ولا نبيا ولم يدعي هو ذلك، ولكنه عالم جليل تعلمنا منه الكثير ولقد تربينا على احترام العلماء الأجلاء لأنهم ورثة الأنبياء، ويشهد الجميع على حسن خلق هذا الرجل رحمة الله عليه #الشعراوي". 

ووضع الناشط علاء علي صورة للشيخ وكتب عليها: "رحمك الله ياشيخنا فقد تطاول عليك السفهاء#الشعراوي_خط_أحمر"، في إشارة منه للحملة الإعلامية ضد الداعية الإسلامي الأشهر في التاريخ المصري الحديث. 

 

وذكرت أسماء على حسابها في "تويتر": أنه "إمام الدعاة من أكرمه الله بخواطر لتبسيط الآيات القرآنية مما يسر على البسطاء فهم دينهم،  من حباه الله بمحبة خلقه لبساطة أسلوبه وقوة حجته وثقافته التى جذبت إليه كافة فئات المجتمع لتلتف جميعا حول الشاشات لتتعلم وتدرس خواطر الشيخ والعالم الجليل رحمه الله وجزاه عنا خيرا.. #الشعراوي". 

ودونت إيمان عن الهجوم الأخير ضد الشيخ محمد متولي الشعراوي، قائلة: "أنتم بعد كام سنه محدش ح يذكركم لكن الإمام ح تفضل سيرته دام الإسلام باقي من أحسن من فسر كتاب الله و أفني عمره في خدمته فيما أنتم أفنيتم أعماركم؟ هل يستويان #الشعراوي_رمز_مصر". 

هؤلاء هاجموا الشعراوي

وكان الإعلامي إبراهيم عيسى قد تطاول هو الآخر على الشيخ الشعراوي، ونشر صورة عبر حسابه الشخصي على "تويتر " لغلاف كتابه "أفكار مهدد بالقتل"، ودون على ظهر الغلاف عبارة: "لم أر شيخا يمثل مجموعة من الأفكار الرجعية المناهضة للعلم والتقدم إلا الشعراوي، ولم أصادف رجلا مثله يستخدم كل المنح الربانية التي أنعم بها عليه فيما يخدم التطرف".

وادعى عيسى: أن الشيخ الراحل "يستخدم كل المنح الربانية التي أنعم بها عليه فيما يخدم التطرف"، مضيفا: "سألوني، هل بينك وبين الشيخ الشعراوي شيء؟ قلت أبدا، إنه شيخ جماهيري، واسع النفوذ والتأثير، ومن ثم فإن أيا من آرائه تصبح ذات أهمية كبيرة لأنها ذات تأثير أكبر. مضيفا: "إنكم تصدقونه، فحين أراه مخطئا، أسارع وأفند وأناقش وأحيانا أهاجم، بل والحق يقال، إن الرجل يدفعني دفعا إلى الخلاف معه".

في المقابل، رد الأزهر عبر صفحته الرسمية على "فيسبوك" بمقطع فيديو عن سيرة الشعراوي باعتباره واحدا من رموز الأزهر والدعوة الإسلامية. وأضافت الصفحة:  "إذا تكلم (رحمه الله) شنّف الآذان بحديثه العذب الرقراق، تجمعت حوله القلوب، وأحاطته بمشاعر الحب والتقدير، إنه صاحب الخواطر حول كتاب الله".

وفي نهاية عام 2016، هاجم  الإعلامي مفيد فوزي، إمام الدعاة، أثناء حديثه بأحد البرامج قائلا: "الشعراوي وراء حجاب كثير من الفنانات.. ووراء تحريض الفنانات على الحجاب.. كما أنه أرض خصبة لما جاء بعد ذلك من تطرف".

ولتوضيح سبب هذا الهجوم، كشف الكاتب جمال سلطان، رئيس تحرير موقع "المصريون": أن "الإمام طرد فوزي أثناء إجراء حوار معه، بعد أن راح فوزي يحدث الإمام على أنه مدان ومتهم ومطلوب منه الدفاع عن نفسه، ما دفع الشعراوي لوقف التسجيل وتعنيفه وبشدة، ووقف الحوار".

وفى حوار تليفزيوني لها، زعمت الكاتبة فريدة الشوباشي: أن الشعراوي كان أحد أدوات تفتيت الوطن العربي، وقالت أيضا: "الشيخ الشعراوي قال أنا سجدت لله شكرا على هزيمة يونيو، وقتها قلت له إن الذي يسجد لله شكرا على هزيمة مصر فإنه بالضرورة يسجد لله شكرا على نصر إسرائيل، وأنا مبحبش الشعراوي وأنا حرة في في رأي".

أما الشاعر أحمد عبد المعطي حجازي، فسخر من سجود الشعراوي لله عقب هزيمة يونيو 1967م، وهو السجود الذي فسره الشعراوي في حياته بأنه لم يكن يريد أن يفتن الناس في دينهم لانتصار مصر في الحرب بعد ابتعادها عن الإسلام واتباعها النهج الإشتراكي.

وانضم الإعلامي محمد الغيطي، إلى قائمة مهاجي الشيخ محمد متولي الشعراوي، خلال تقديمه إحدي حلقات برنامجه "صح النوم" عبر فضائية "ltc"، وقال: "إن الشيخ الشعراوي كان عبقري في تفسير القرآن واللغة، وشخص نادر لا يوجد مثيل له، لكن سياسيا تراجع عن قراره مرتين أحدهما بخصوص نقل الأعضاء، واعترف بأنه سجد لله شكرا لهزيمة مصر لأن مصر يحكمها الشيوعية"، اعتبر الغيطي أن هذا جهل وغباء سياسي وتاريخي.

نشر الفنان صبري فواز عبر حسابه في "فيسبوك" مقطع فيديو للشيخ الشعراوي وهو يتحدث عن المرأة في الإسلام، وعلق حينها على الفيديو قائلا: "الإسلام الداعشي الوسطي الجميل"، وبعد الهجوم عليه عدل تعليقه إلى: "الإسلام الوسطي الجميل".