بعد مقتل #البغدادي.. ناشطون: أنظمة الاستبداد تجهز خليفته

دمشق - الاستقلال | منذ ٤ أعوام

12

طباعة

مشاركة

لا حديث على مواقع التواصل الاجتماعي يسبق مقتل زعيم تنظيم الدولة أبوبكر البغدادي، حيث انتشر على نطاق واسع هاشتاج "#البغدادي"، الذي تناول فيه مغردون الحادثة وأسبابها وجدلياتها، عقب مقتله، أمس الاثنين، بعملية عسكرية أمريكية في سوريا. 

وأعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب: أن زعيم تنظيم الدولة أبو بكر البغدادي قتل في عملية نفذتها قوات أميركية خاصة شمال شرقي سوريا، وهو ما اعتُبر ضربة كبرى للتنظيم. 

وفي خطابه قال ترامب: إن البغدادي قتل بعد أن فجر سترة ناسفة كان يرتديها عقب حشره في نفق أسفل المجمع السكني الذي كان يسكن فيه، مشيرا إلى: أن البغدادي قتل مع ثلاثة من أطفاله.

وأردف: "جرى التعرف على هوية زعيم تنظيم الدولة من خلال نتائج اختبارات أجريت بعد العملية، وأشار إلى أن القوات الأميركية ظلت في الموقع لمدة ساعتين تقريبا.

ألف بغدادي 

من جهته، قال الإعلامي المصري أحمد منصور في تغريدة له: "الظلم والاستبداد والفساد والسجون والمعتقلات هي التي تصنع التطرف و#مقتل_البغدادي ليس نهاية كما يدعي #ترامب لأن هناك مئات الآلاف فى سجون الحكام المستبدين الذين تدعمهم أمريكا والغرب يتعرضون لتعذيب وظلم يمكن أن يخرج آلاف منهم أكثر تطرفا من البغدادي فأينما وجد الظلم وجد التطرف". 

وغرد الناشط الكويتي أنور الرشيد: لاتفرحوا بمقتل البغدادي فتاريخنا مليء بمن هم على شاكلته وبعضهم يعيشون بيننا الآن وقد استعدوا للإعلان عن خليفة له وقريبا ستسمعون عن بغدادي جديد، المعركة لم ولن تنتهي طالما هناك إنتاج مُستمر من مؤسسات الأنظمة المُستبدة، الأزمة أزمة أيدلوجيا فكرية وليس أشخاص اقتنعوا بها". 

وكتب الصحفي المصري جمال سلطان: "في موضوع تصفية #البغدادي ملاحظتان : الأولى أن هناك ما يشبه الإجماع على أن "دوره" قد انتهى عند من جهزوه وسمنوه فكان قرار الخلاص منه ، والثانية هي تساؤل معلقين عن "الوريث" الذي يعده الأمريكيون لأداء الدور المقبل، لأن الربيع العربي يتجدد الآن ولا يخربه ويدمره أفضل من تلك النماذج !" 

ودوّن الصحفي الإماراتي محمد الحمادي: "قتل ابن لادن قبل سنوات وقتل البغدادي اليوم. لم يتأثر الإرهاب من القاعدة وحتى داعش بل يزداد العنف وينتشر الإرهابيون أكثر.. فمتى يقضي العالم على من "يصنع" الإرهاب والارهابيين!؟ ملاحظة.. #البغدادي يقتل قبل انتخابات الولاية الثانية لترامب  كما حدث مع ابن لادن في عهد أوباما، والزرقاوي بزمن بوش". 

وانتقد الأكاديمي السعودي أحمد بن راشد سعيد، موقع قناة "العربية" السعودية، في تناوله للحدث، وتساءل: "هل تشعر وأنت تقرأ هذا العنوان (عن #البغدادي في #العربية) بما أشعر به؟

وفي مقال نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، يقول الكاتب توماس فريدمان: إنه "على الرغم من أن مقتل زعيم تنظيم الدولة أبوبكر البغدادي يعتبر أمرا جيدا فإن فوضى الشرق الأوسط لم تنتهِ". ويضيف: أن "القصة مستمرة، وأنه يمكن أن يكون لها العديد من الآثار غير المتوقعة".

ويرى أنه لا يوجد شيء يغذي التطرف أكثر من الفساد والظلم اللذين يديرهما بعض أقرب حلفاء أمريكا في الشرق الأوسط يوميا ضد شعوبهم.

أرض العرب 

العملية التي قتل فيها البغدادي، كانت أمنية استخباراتية بالدرجة الأولى ساهمت فيها أطراف عدة. ولذلك لم يكشف الأمريكيون طبيعة مساهمة الأطراف فيها، فقد اكتفى الرئيس دونالد ترامب بتأكيده أن القوة التي نفذت العملية كانت أمريكية خالصة، ولكنه أغدق الثناء على دول وجهات أخرى قال إنها ساهمت بأدوار ما في نجاح العملية العسكرية.

ولا يعرف حتى الآن ما هي الجهة التي كان لها الدور الأول والأبرز في تحديد موقع البغدادي، ولم تقدم الإدارة الأمريكية حتى الآن أي معطيات بشأن هذه القضية.

وسارعت السلطات العراقية إلى الإعلان أن: "جهاز المخابرات الوطني" حدد موقع زعيم تنظيم الدولة وأبلغ به الولايات المتحدة التي نفذت الغارة التي انتهت بمقتله.

وغرد الإعلامي القطري جابر الحرمي قائلا: "الآن .. بعد قتل #البغدادي .. قدّم ترامب أوراق اعتماده لعودته مجددا إلى البيت الأبيض للمرة الثانية في الإنتخابات القادمة، كما فعل أسلافه :أوباما 2011 : رأس ابن لادن .. بوش 2006: رأس الزرقاوي. أرض العرب والمسلمين مسرحا لتنفيذ مخططاتهم، وإذا ما انتهت دفنوها بأشخاصها".

وقال الفنان المغربي رشيد غلام: "لا تقتل أمريكا زعماء الإرهاب إلا قبل انتخابات رؤسائها. مصادفة غريبة أم ترتيب مفضوح.. الزرقاوي مع بوش.. ابن لادن مع أوباما.. والبغدادي مع ترامب.. قرابين تدخرهم المخابرات لخدمة الرئيس وقت الحاجة #البغدادي".

ودوّن الصحفي المصري سمير العركي: "أمس اتجهت أنظار العالم صوب سوريا عقب إعلان مقتل #البغدادي وترددت أسماء دول أمريكا تركيا روسيا العراق، إلا نظام الممانعة الذي يحتل دمشق! لم نسمع تصريحا لمسؤول منه ولا من الجامعة البائسة (العربية) عن السيادة والاستقلال".

السياسي المصري سامح بسيوني غرد، قائلا: "يصنعونهم على أعينهم ثم يخدعون الناس بفرحتهم عند التخلص من رؤوسهم، وما الأمر إلا انتهاء للمنفعة الوقتية والسعي لمنفعة أخرى سياسية وانتخابية، فداعش صناعة أمريكية غربية لتشويه الإسلام تستخدم كورقة، سياسية ضاغطة وذريعة لتقسيم الدول الإسلامية وعند الحاجة للترويج الانتخابي #البغدادي".

أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان: أن مقتل زعيم التنظيم يمثل نقطة تحول في الحرب المشتركة ضد الإرهاب. وأضاف: أن تركيا ترحب بهذا التطور، وستواصل دعم أي جهود لمكافحة الإرهاب مثلما فعلت في السابق.

من جهته، قال فخر الدين ألتون المساعد البارز للرئيس التركي في بيان: إن "تركيا فخورة بالمساعدة التي قدمتها للولايات المتحدة، شريكتنا في حلف شمال الأطلسي (..) نتذكر اليوم ضحايا البغدادي المدنيين وأبطال الجيش التركي الذين ضحوا بأرواحهم من أجل حماية العالم من إرهابيي داعش".

وقال وزير الاتصالات الإيراني محمد جواد أذري جهرمي: إن "مقتل البغدادي ليس بالأمر المهم.. أنتم فقط قتلتم صنيعتكم"، متهما الولايات المتحدة بأنها وراء إنشاء تنظيم الدولة. 

في سياق متصل، هنأ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في بيان الرئيس ترامب قائلا: "إنجاز كبير أدى إلى قتل البغدادي".

وأضاف: "هذا يعكس تصميمنا المشترك مع الولايات المتحدة وكل الدول الحرة لقتال المنظمات الإرهابية والدول الإرهابية. هذا الإنجاز حجر زاوية مهم لكن الحملة ما زالت مستمرة أمامنا". 

وعلى صعيد آخر، أعلنت موسكو عدم امتلاكها "معلومات موثوقة" حول إعلان "مقتل" زعيم تنظيم الدولة "لمرات لا تحصى"، مشيرة إلى "تفاصيل متناقضة" تثير "شكوكا (...) حول حقيقة العملية الأميركية ونجاحها".    

وأعلن المتحدث باسم وزارة الدفاع إيغور كوناشنكوف في بيان: أن "وزارة الدفاع الروسية لا تمتلك معلومات موثوقة حول أنشطة الجيش الأميركي في منطقة خفض التصعيد بإدلب".

ولفت إلى: أنه "في الأيام الأخيرة، لم تسجل ضربة جوية في منطقة خفض التصعيد بإدلب (نفذتها) طائرات أمريكية أو ما يسمى التحالف الدولي".