"سفارة مؤقتة".. هذه دلالات مشاركة إسرائيل في معرض إكسبو دبي

12

طباعة

مشاركة

قالت وكالة "بلومبرج" الأمريكية: إن دول الخليج العربي تتجه إلى الإعلان عن علاقاتها الثنائية مع إسرائيل العام المقبل، وذلك عبر معرض إماراتي.

وبحسب تقرير لـ"إيفان ليفنجستون": فإن تلك الدول لا تزال غير معترفة بإسرائيل، ومعظمها يبقي على مقاطعة سياسية ضدها حتى قبل إعلانها دولة. 

وتابع التقرير: "مع ذلك، فإن الروابط التجارية والعلاقات الدبلوماسية بين الدولة اليهودية وجيرانها في الخليج كانت سرا معروفا خلال السنوات القليلة الماضية".

تطبيع العلاقات

ونوه بأنه سيتم الكشف عن تلك الروابط في أكتوبر/تشرين الأول 2020، عندما تفتتح إسرائيل جناحها في المعرض العالمي في دبي، أكبر مدن الإمارات.

وتابع: "المشاركة بمثابة إنشاء سفارة لمدة 6 أشهر فقط، سيكون التنسيق الوثيق بين إسرائيل ومضيفتها مطلوبا في عدد لا يحصى من المهام بما في ذلك استئجار شركات البناء والتخطيط للأحداث الإضافية". 

وأضاف: "وجود إسرائيل بين أكثر من 190 دولة أخرى هو علامة واضحة على الصورة الجيوسياسية المتغيرة في الشرق الأوسط".

وأردف: "كان تطبيع العلاقات مع الدول العربية أولوية بالنسبة إلى إسرائيل منذ نهاية العام 1979، عندما وقعت مصر وإسرائيل اتفاق سلام تاريخي في أعقاب اتفاقية كامب ديفيد".

وفي أكتوبر/تشرين الأول 2018، تصدر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عناوين الأخبار بزيارة أجراها إلى عُمان، وهي دولة خليجية لديها علاقات سابقة مع إسرائيل. 

ونوه نتنياهو سابقا، بأن المشاركة في معرض دبي تعكس موقف إسرائيل المتنامي ليس فقط في العالم لكن في المنطقة.

ومضى التقرير يقول: "لقد أصبحت مشاركة إسرائيل في المعرض ممكنة جزئيا عن طريق تغيير الأولويات الإقليمية، وبالتحديد التركيز على مواجهة إيران بالنسبة لدول مثل الإمارات والسعودية. وتريد تلك الدول أيضا المكانة الدولية المعززة التي تستضيفها الأحداث العالمية، فضلا عن الوصول إلى التكنولوجيا الإسرائيلية". 

وتابع: "في الوقت نفسه، فإن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، الذي يعد أحد أكثر القضايا إلحاحا في المنطقة منذ فترة طويلة، سقط من قمة أولويات تلك الدول (..) الإصدار الموعود لخطة السلام (صفقة القرن) في البيت الأبيض يمكن أن يبلور الديناميات المتغيرة".

وأضاف: "مع ذلك، تبقى إسرائيل قضية حساسة في جميع أنحاء العالم العربي". في حين أن الهيئة الدولية التي تنسق معرض (World Expo) قالت: إن الأمر متروك للدول المضيفة لدعوة دول أخرى، أحالت وزارة الخارجية والتعاون الدولي الإماراتية الأسئلة حول مشاركة إسرائيل إلى منظمي الفعاليات. 

إكسبو دبي

ونقل التقرير عن ديفيد بيشوب، الناطق باسم معرض إكسبو 2020 في دبي: أنه حدث غير سياسي والأهمية الحقيقية، لا تتعلق بمشاركة أي دولة بمفردها، بل تتعلق بوفاء الإمارات بالتزاماتها عند استضافة الأحداث العالمية الكبرى. 

ومضى التقرير يقول: "سيكون للفلسطينيين جناح في المعرض. بالنسبة لهم، تعد مشاركة إسرائيل قضية شائكة. إنهم يقظون لأي علامة على المسافة بينهم وبين حلفائهم العرب، لكنهم أيضا لم ينتقدوا مشاركة إسرائيل علانية، حيث يعتمدون على المساعدات والنوايا الحسنة من دول الخليج. ورفض الأمين العام لمنظمة التحرير الفلسطينية، صائب عريقات، التعليق على مشاركة إسرائيل".

وبحسب التقرير، تتوقع الحكومة الإسرائيلية أن يتوقف ملايين الزائرين عند المعرض الذي يحمل عنوان (نحو الغد)، والذي سيعرض التطورات التي حققتها البلاد على كافة الأصعدة من التكنولوجيا الطبية إلى إدارة المياه. 

ونقل التقرير عن ديفيد كنافو، المهندس المعماري للجناح، قوله: "إن الجناح نفسه، البالغ 1500 متر مربع (16146 قدم مربع)، مستوحى من الكثبان الرملية". 

وتابع: "إلى جانب تعزيز التقدم التكنولوجي، ستكون هناك موسيقى أصلية، كما سيرأس المعرض مذيع تلفزيوني شهير ينطق بالعربية. تتوقع الحكومة أن تنفق أكثر من 55 مليون شيقل (15.5 مليون دولار) التي خصصت لمعرض إكسبو 2015 في ميلانو، حتى مع تقارير وسائل الإعلام الإسرائيلية عن نقص التمويل الذي يقيد إنفاق الدبلوماسيين".

وكانت إسرائيل قد افتتحت مؤخرا، مكتبا في أبوظبي لتمثيلها في الوكالة الدولية للطاقة المتجددة. 

ومضى التقرير يقول: "لا يزال هناك الكثير الذي يتعين القيام به قبل افتتاح المعرض. يجب تعيين المقاولين والاستشاريين للتعامل مع الكهرباء والعمارة والسلامة؛ لا يزال يتعين على المنظمين الموافقة على الخطط الفنية للجناح". 

وتابع: "كان إلزار كوهين، الشخص المسؤول في وزارة الخارجية عن المشروع، يتجه ذهابا وإيابا إلى دبي ويعمل منذ عام تقريبا على الترتيبات. لكنه لم يواجه أي صعوبات كبيرة مع المنظمين حتى الآن، بل على العكس تماما". 

ونقلت بلومبرج عن كوهين، قوله: "يمكنك أن تشعر بالاهتمام من جانبهم. إنهم يحاولون إعطاءنا شعورا بأن كل شيء طبيعي، ونحن مثل أي بلد آخر". 

ومضى التقرير يقول: "إن العملية السلسة تبشر بالخير لتعزيز التجارة بين إسرائيل ودول الخليج العربي في مجالات مثل الأمن السيبراني وتكنولوجيا الزراعة، حيث يمكن أن تعمل بها إسرائيل ودول الخليج معا، إلى جانب تعزيز الروابط التي تبدأ على المستوى السياسي". 

ونقل عن إيرل مارغليت، مؤسس (Jerusalem Venture Partners)، قوله: "إلى جانب التواصل بين القادة، فهناك رجال الأعمال يتحدثون ويتواصلون، وربما يعد ذلك من عوامل التغيير الحقيقي".