"تطورات مثيرة".. لهذا لا يستطيع ترامب إعادة جنوده إلى أمريكا

12

طباعة

مشاركة

نشرت صحيفة "يني شفق" التركية، مقالا للكاتب عبدالله مراد أوغلو، سلط فيه الضوء على قرارات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بخصوص رغبته بعودة الجنود إلى بلدهم، والتي تصطدم بمعارضة داخلية قوية، وقد يكون للأخيرة الكلمة النهائية في هذه القضية.

وقال مراد أوغلو في مقاله: إن ترامب يبدي رغبة حقيقية في إعادة الجنود الأمريكيين أو قسم كبير منهم إلى بلاده، سواء من سوريا أو العراق وأفغانستان، متحدثا أكثر من مرة أن هذا الانتشار يكلف بلاده أمولا طائلة بدون فائدة.

"سلاح العزل"

لكن الكاتب أكد أنه: وإن كانت رغبة ترامب كذلك، لكن المعارضة القوية لهذه القرارات هي التي ستكون لها الكلمة الأخيرة في هذه القضية، وستستخدم هذه المعارضة لذلك كل الأسلحة الممكنة وغير الممكنة ومنها سلاح "العزل" تحت أي ذريعة ومسبب كان.

وكان الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" قد غرد على صفحته في "تويتر": أنه يقوم بسحب جنوده الى الوطن، متحدثا عن الجنود الأمريكيين المتمركزين في شمال سورية، ليقوم وزير الدفاع الأمريكي مارك إسبر لاحقا بتوضيح تفاصيل الانسحاب، مبينا أن الجنود سينتقلون من سوريا إلى العراق وبالذات إلى الغرب منه وهذا يعني أنه على الأرجح ترامب لم يستطيع ولن يفعل أن يعيد جنوده المتمركزين في المنطقة إلى بلادهم.

وأعلنت واشنطن في 13 أكتوبر /تشرين الأول الجاري: سحب نحو ألف جندي من سوريا بعد خمسة أيام من بدء الهجوم التركي على المقاتلين الأكراد، وفي السابع من الشهر ذاته، مهد انسحاب قسم محدود من الجنود الأمريكيين من قرب الحدود التركية للعملية العسكرية.

وبحسب وكالة "رويترز": فإن أكثر من 100 عربة عبرت الحدود من شمال شرق سوريا، باتجاه محافظة دهوك في إقليم كردستان العراق، على أن تنتشر هذه القوات المنسحبة في مناطق غرب العراق، من أجل مواصلة المهمة في محاربة تنظيم الدولة.

الكاتب أكد في مقاله: أنه من الواضح أن هناك معارضة شديدة في واشنطن ضد محاولة ترامب لسحب القوات الأمريكية من سوريا وأفغانستان، فيما يبدو أنه تحالف من الحزبين لمحاولة ردع ترامب عن قراراته هذه، لاسيما وأن إدارة ترامب كانت تجري محادثات سلام مع "طالبان، قبل أن تتوقف هذه المباحثات لاحقا. وكان يوجد نحو 14 ألف جندي أمريكي في أفغانستان، لكن ترامب فيما يبدو ليس بالرجل الذي يتراجع، أو يستسلم.

ووصف الكاتب التطورات اللاحقة بأنها: "مثيرة للدهشة" حيث يوم الأحد الماضي، ذهب إسبر إلى أفغانستان، وتأتي زيارته بعد شهر فقط من إعلان الرئيس دونالد ترامب عن انهيار المباحثات بين واشنطن وطالبان عقب شن الأخيرة لهجوم مسلح أوقع بجندي أمريكي. الوزير أشار إلى أن 14 ألف جندي أمريكي في البلاد سيتم تخفيضهم بمقدار الثلث، لكن هذا التخفيض سيكون جزءا من اتفاق مع طالبان.

مفاجأة أخرى

وبحسب الكاتب: ففي اليوم نفسه، كانت "مفاجأة أخرى" هي زيارة رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي ووفدها إلى أفغانستان على رأس لجنة، تضم أيضا رؤساء لجان "الاستخبارات" و"الشؤون الخارجية" و"الأمن الداخلي" وكلهم من الديمقراطيين ما عدا "ماك ثورنبيري" الجمهوري الوحيد من بينهم عن القوات المسلحة الأمريكية.

وأوضح: إن هذه الهيئة نفسها قبل أن تنطلق إلى أفغانستان كانت في الأردن، وسواء في عمان أو في كابول الهدف من الزيارة واحد وهو مناقشة القرارات الأمريكية بالانسحاب من الدول التي تتمركز فيها سواء في أفغانستان أو سورية وحتى الأردن، ويجب أن نلاحظ أيضا أن آدم شيف وإيليوت إنجل، اللذان يرأسان لجنتي "الاستخبارات" و"أراسيندا الخارجية"، يعدان من بين العناصر الفاعلة الرئيسية في التحقيق سيء السمعة لترامب والمراد منه "عزل" ترامب.

وكانت بيلوسي قد انتقدت قرار الانسحاب من سوريا ونشر قوات أمريكية بالسعودية، وتساءلت عما إذا كانت المملكة هي الوطن الذي سيعيد إليه ترامب الجنود الأمريكيين من سوريا. من جهته، قال ترامب في تغريدة: إن بيلوسي التي قادت وفدا إلى الأردن من تسعة مشرعين، بينهم آدم شيف الذي وصفه بالفاسد، لتفقد الوضع بشأن سوريا يجدر بها أن تبحث عن سبب رسم الرئيس السابق باراك أوباما خطا أحمر في الرمال دون فعل شيء ليخسر سوريا والاحترام.

وبيّن الكاتب: أنه حتى لو قرر مجلس النواب، حيث يشكل الديمقراطيون الأغلبية، إقالة ترامب، يحتاج هذا القرار إلى موافقة مجلس الشيوخ، المكون من أغلبية الجمهوريين ويعني هذا أن التصويت يتطلب 67 صوتا في مجلس الشيوخ المؤلف من 100 عضو وفي هذه الحالة يجب أن نعرف أن الجمهوريين يتمتعون بأغلبية 53 مقعدا.

وأردف: ومن البديهي أن نعرف أنه لا يمكن للديمقراطيين الحصول على دعم 20 جمهوريا و ومع ذلك، فإن بعض أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين الذين لا يريدون انسحاب القوات الأمريكية في سوريا قد ينضمون للتحقيق العازل لترامب في خلق ما يمكن أن يوصف بيئة مضطربة لترامب من أجل ثنيه عن قرارات الانسحاب وهذا يعني أنه يمكن استخدام التحقيق كوسيلة لتعطيل قرار الرئيس بسحب القوات من سوريا وأفغانستان.

زيادة الانتقادات

وفي الواقع، بحسب الكاتب: فقد قام السيناتور الجمهوري ميت رومني والسيناتور ليندسي جراهام بزيادة جرعة انتقاداتهما ضد ترامب في الأيام الأخيرة، حيث انتقد رومني بشدة طلب ترامب بإجراء تحقيق في العلاقات التجارية مع جو بايدن وابنه هنتر، أحد المرشحين الديمقراطيين للرئاسة من أوكرانيا والصين؛ مع العلم أن هذه المسألة تقع في نطاق التحقيق الخاص بمجلس الشيوخ ويبت فيه.

واستطرد: كان من اللافت أن السناتور غراهام لمح إلى أن محاولات ترامب المتعلقة برئيس أوكرانيا يمكن أن تغير موقفه من التحقيق الجنائي إذا كان هناك أي عناصر إجرامية، أيضا، كان جراهام يقف خلف ترامب حتى اللحظة ويبدو أن غراهام غير رأيه بعد قرار ترامب بسحب القوات من سوريا.

وأشار الكاتب: إلى كل من غراهام ورومني هما من بين الأثقل في "الحزب الجمهوري" الذي يهتم بشكل أساسي بحماية مصالح إسرائيل وعلى وجه الخصوص، يرى السناتور غراهام أن انسحاب الولايات المتحدة من سوريا هو تطور خطير بالنسبة لإسرائيل. ويعلن ذلك بوضوح وبشكل لا مواربة فيه.

ولذلك، يضيف الكاتب: حتى رفع إصبعه في تصويت استدعاء ضد 51 من أعضاء مجلس الشيوخ سيؤثر في ترامب ضررا كبيرا، قد لا يكون حقوقيا أو إجرائيا على الأرض، لكنه سيترك شرخا سياسيا لا يمكن رأبه وسوف يستخدم الديمقراطيون مثل هذا التطور في هدم ترامب استعدادا لانتخابات عام 2020.

واختتم الكاتب حديثه بالقول: هذه التطورات قد يكون لها تطورات وعلاقة بحذف ترامب لتغريدته المتعلقة بسحب الجنود الأمريكيين، من المنطقة كما قال "سنعيد جنودا إلى البيت" أو على الأقل هكذا يمكنه فهمها، وفي هذا السياق يبدو أن الدوائر المهيمنة التي تدافع عن التدخل الأمريكي ستستمر في تشغيل آلية ضغط الحزبين لثني ترامب عن قراره بسحب القوات.