"الجناة طلقاء".. هكذا استقبل ناشطون #ذكرى_اغتيال_خاشقجي

الرياض - الاستقلال | منذ ٥ أعوام

12

طباعة

مشاركة

تفاعل ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، مع مرور الذكرى الأولى لجريمة اغتيال الصحفي السعودي جمال خاشقجي، داخل قنصلية بلاده في مدينة إسطنبول، منددين بفضاعة وبشاعة العملية التي نفذتها السلطات السعودية، وكذلك عدم محاسبة الجناة.

وفي مثل هذا اليوم 2 أكتوبر/ تشرين الثاني من عام 2018، دخل الصحفي السعودي جمال خاشقجي (59 عاما) إلى قنصلية بلاده في إسطنبول، للحصول على أوراق رسمية لإتمام زواجه من مواطنة تركية، إلا أن فريقا من 15 سعوديا كانوا بانتظاره وقتلوه، ثم قطعوا جثته وأذابوها.

وبعد إنكار استمر لمدة 18 يوما، أعلن النائب العام في السعودية مقتل الصحفي السعودي على يد فريق داخل القنصلية، وادعى في بداية الأمر أن شجارا نشب بين الطرفين أدى إلى مقتله، لكن الرواية تغيّرت بعد ذلك وأقرت المملكة تصفيته عمدا على يد فريق أمني.

تدور الشبهات حول ولي العهد محمد بن سلمان، الذي تقول تقارير صحفية إن مقربين منه بتوجيهه المباشر أعطوا أوامر لقتل الصحفي جمال خاشقجي، ومؤخرا أقر ابن سلمان بتحمله مسؤولية الجريمة لأنها حصلت في عهده، لكنه أنكر أن مقربين منه هم من أمر بارتكابها، وطالب بأدلة تثبت ذلك.

عام على الرحيل 

وشارك سياسيون وإعلاميون وناشطون في فعالية بمدينة إسطنبول لإحياء ذكرى رحيل خاشقجي، بحضور جيف بيسوز، مالك واشنطن بوست، وأيمن نور، زعيم حزب غد الثورة المصري، والتركية خديجة جنكيز، خطيبة خاشقجي.

كما غردت خديجة جنكيز، خطيبة خاشقجي، وهي آخر من التقى بالراحل جمال قبل دخوله للقنصلية السعودية  قائلة: "عام مضى على فراقنا. عام مضى وقد غير اغتيالك بوصلة العلاقات الدولية، كشفت باغتيالك أسرارا لم يكن لك أن تكشفها في حياتك، رحمك الله يا حبيبي جمال، ونلتقي في الجنة".

وأعاد الصحفي والإعلامي القطري جاسم سلمان نشر مقطع مصور جمعه بالصحفي الراحل في مرحلة تأسيس قناة "العرب" التي كان خاشقجي رئيس تحريرها، وقال معلقا: "سنبقى نتذكرك.. ستبقى حيا وخالدا في العقول والقلوب، ذهبت لنبقى وتبقى الحرية والكلمة".

وأعاد الكاتب الصحفي تركي الشلهوب، التذكير بتفاصيل الجريمة التي حدثت قبل عام من اليوم، مترحما على خاشقجي: "في مثل هذا اليوم قبل عام، دخل الشهيد جمال خاشقجي إلى القنصلية السعودية في إسطنبول، فغدروا به. قتلوه وقطَّعوا جثته بشكل وحشي. رحمك الله يا أبا صلاح، ولعن قاتليك".

وبتغريدة  مقتضبة ترحم الإعلامي القطري جابر الحرمي على خاشقجي، معتبرا أن رحيله كان "رحيلا جسديا فقط"، حيث قال "رحم الله جمالا، كم كان جميلا، عام على رحيله الجسدي".

وبنبرة غاضبة، غرد الصحفي ماجد عبدالهادي، واصفا ما حصل قبل عام داخل قنصلية السعودية في إسطنبول بأنه "انتصار للنفط على الدم وعلى قيم الحضارة الغربية".

وأضاف في تغريدته: "كانت إسطنبول التي يتلاقى فيها الشرق والغرب، مسرحا شهدنا على خشبته إعمال المنشار تقطيعا، لا بجسد الصحفي المغدور فحسب، بل بعظام مشروع الدول العربية الحديثة أيضا ولحم مفاهيم الحرية والكرامة الإنسانية".

الحاضر دائما

لا تزال العاصفة التي تسبب فيها مقتل جمال خاشقجي مستمرة بعد عام من وفاته،  حيث بقت علامات استفهام كبيرة حول التفاصيل المرعبة التي نشرت عن جريمة اغتياله.

الجريمة التي أثارت استهجان الصحفيين والحقوقيين في مختلف دول العالم، جعلت من خاشقجي وأفكاره التي كان يدعو لها طيلة سنوات محل متابعة الجميع، وهو ما أدى  إلى مضاعفة تأثيره في الرأي العام العالمي والسعودي، إذ غرد الحقوقي والسياسي المصري أسامة رشدي، قائلا: "دمك الطاهر سيظل لعنة تلاحق كل من استباحوه وظنوا إنهم متحصنين بالحصانات والمقرات الديبلوماسية، ستظل يا جمال تطاردهم في مماتك كماكنت تفضحهم في حياتك".

وأضاف رشدي على حسابه في "تويتر" قائلا: "ذهبت إلى ربك مظلوما مغدورا وتركت ابن سلمان يتخبط مفضوحا يصارع للبقاء والوصول لكرسي الملك الذي صار بعيدا" .

ونشرت الصحفية في "بي بي سي" حنان رزق جزءا من مقابلتها مع عبدالعزيز المؤيد المدير التنفيذي لمشروع "النحل الإلكتروني"، وهو المشروع الذي كان يحلم به الصحفي السعودي جمال خاشقجي، وكان يهدف لمحاربة ما يعرف بـ"الذباب الإلكتروني".

وعلقت رزق على المقطع قائلة: أما بالنسبة لإرث خاشقجي في عيون أصدقائه ومتابعيه، فالمشروع الذي كان قد تبرع له بـ 5 آلاف دولار لمحاربة "الذباب الإلكتروني" - النحل الإلكتروني - يعمل الآن وانضم له مائة متطوع أغلبهم من داخل المملكة ولكن يعملون بشكل سري حتى لايتعرضوا للملاحقة".

لا فرار من العدالة

من جهتها، غردت الإعلامية وسيلة عولمي،  مؤكدة: أن جريمة بفضاعة جريمة اغتيال الصحفي جمال خاشقجي لا يمكن أن تنسى بمرور الزمن. وأضافت في تغريدتها: "من سوء حظهم وفعلهم فإن عار وفضيحة هذه الجريمة النكراء ستظل تلاحق من ارتكبها وأمر بتنفيذها، ولن تسقط التهمة بالتقادم".

وكذلك اعتبر الكاتب والإعلامي الإماراتي أحمد شيبة النعيمي، أن "الحل الوحيد لإغلاق ملف الجريمة هو فقط بالكشف عن الجناة ومعاقبتهم وتعويض الضحية واتخاذ إجراءات تحول دون تكرار الجريمة".

وفي السياق ذاته، اعتبرت مديرة الأخبار في قناة "الجديد" اللبنانية مريم البسام، أن العدالة تحولت إلى كرتون، حيث قالت في تغريدتها: "2 تشرين أول قبل عام، دخل القنصلية السعودية في إسطنبول، تم تقطيعه بمزاج إجرامي عال، اختفت الجثة، وبعد عام كامل لم يُحاكم أحد، والنظام العالمي يتسامح مع القاتل، وأصبح شريكا له وهو بحد ذاته جثة. وأضافت: "العدالة كرتون، وكل حكم بالأرض باطل".