تعرف على آلية ترامب للاستمرار في البيت الأبيض ومواجهة خصومه

شدوى الصلاح | 5 years ago

12

طباعة

مشاركة

"تكتيكات تشويه السمعة" في السياسة تُشير إلى الهجمات ضد شخصية عامة بهدف تثبيط الناس عن الإيمان بهذا الشخص أو دعم قضيته، وهي الآلية التي يعمد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لاستخدامها في مواجهة خصومه سواء في المواجهة الانتخابية أو في الأمور السياسية.

اقترن ذكر اسم "ترامب" منذ أن كان مرشحاً للانتخابات الرئاسية السابقة التي فاز فيها، بملفات تمسّ السمعة ألحقها بخصومه، كان آخرها ما نقلته صحيفة وول ستريت جورنال عن مصادر مطلعة أن ترامب ضغط على نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أكثر من مرة للتحقيق في أمر نجل المرشح الرئاسي الديمقراطي جو بايدن.

وبيّنت الصحيفة في تقرير لها 20 سبتمبر/أيلول الجاري، أن ترامب طلب من زيلينسكي أن يعمل معه ضد بايدن، من أجل تشويه سمعته، إذ حثّه في محادثة هاتفية جرت في يوليو/ تموز الماضي، نحو 8 مرات للعمل مع رودي جولياني، محامي ترامب الشخصي، لفتح تحقيق بشأن الكيفية التي حصل فيها هنتر بايدن (نجل منافسه بالانتخابات الرئاسية القادمة) على وظيفة في شركة غاز أوكرانية.

وأثار ترامب، وبعض أعضاء الحزب الجمهوري تساؤلات حول ما إذا كانت حصول هنتر بايدن على وظيفة عضو في مجلس إدارة شركة بوريسما الأوكرانية للغاز بمثابة تعارض في المصالح.

وحسب التقارير، فقد انضم هنتر بايدن إلى مجلس إدارة شركة "بوريسما" الأوكرانية للغاز في 2014 بعد فترة وجيزة من زيارة قام بها والده لأوكرانيا، وعمل هناك لمدة 5 سنوات، ثم استقال من عضوية مجلس إدارة الشركة في أبريل/نيسان الماضي، بعد وقت قصير من إعلان والده ترشحه للرئاسة.

منافس ترامب 

"جو بايدن" هو أحد أكثر الشخصيات شعبية، وهو سياسي أمريكي كان نائب رئيس الولايات المتحدة السابع والأربعين في الفترة من 2009 إلى 2017 أثناء حكم الرئيس السابق باراك أوباما، وهو عضو في الحزب الديمقراطي، ومثّل ولاية ديلاوير كسيناتور من عام 1973 حتى أصبح نائب الرئيس في عام 2009. 

وكان المرشح المفضل لدى كثيرين فى إدارة أوباما فى 2015، وكان يُفترض أن يكون المنافس الرئيسى أمام هيلارى كلينتون فى الانتخابات التمهيدية إلا أن وفاة ابنه، أبعدته عن السياسة وقتذاك، ما ترك كلينتون مرشحةً وحيدة مقبولة في انتخابات 2016.

وأعلن "بايدن" في أبريل/نيسان الماضي، ترشحه لانتخابات الرئاسة الأمريكية في 2020، لينضم إلى عدد كبير من المرشحين الديمقراطيين.

وكتب بايدن على تويتر "إن قيم هذه الأمة ومركزنا في العالم، وديمقراطيتنا، وكل ما جعل من أمريكا أمريكا، معرّض للخطر. ولهذا السبب فإنني أعلن اليوم ترشحي لمنصب رئيس الولايات المتحدة".

 

طلب التحقيق

وبعد تداول التقارير التي أفادت بأن "ترامب" يحاول تشويه سمعة "بايدن"، طالب الأخير بالتحقيق في هذه التقارير، واعتبر ما يفعله الرئيس الأمريكي بأنه تصرّف مشين واستغلال للسلطة بصورة فجة خاصة أن أوكرانيا تتطلع للحصول على مساعدات من الولايات المتحدة.

وأضاف قائلا: "ترامب يقوم بذلك لأنه يعلم أنني سأهزمه ببساطة ويلجأ لاستغلال سلطته مستخدماً كل أجهزة الرئاسة محاولاً فعل أي شيء يشوّه سمعتي". 

وبدوره، أكد أنتون جراشينكو مستشار وزير الداخلية الأوكراني، في مقابلة مع موقع "ديلي بيست" الأمريكي، أنه "بمجرد وجود طلب رسمي من واشنطن، ستنظر أوكرانيا في القضية، لكن في الوقت الحالي لم يتم فتح تحقيق".

وأضاف أنه "من الواضح أن ترامب يحاول الحصول على معلومات ضارة بالسُمعة لتشويه خصمه بايدن، وذلك ثأراً لصديقه (مدير حملته الرئاسية في انتخابات 2016) بول مانافورت، الذي يقضي عقوبة بالسجن 7 سنوات، بسبب اتهامه بالتهرُّب الضريبي (جناها من العمل لحساب ساسة موالين لروسيا في أوكرانيا)".

وتعتقد وكالات إنفاذ القانون في أوكرانيا أن الأمر متروك للمحققين الأمريكيين للتأكد مما إذا كان هانتر بايدن قد تخلّف عن سداد أي مدفوعات ضريبية أمريكية عن دخله من أوكرانيا.

وكانت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أول من فجّر تلك القضية في مايو/آيار الماضي، حيث كشفت أن نائب الرئيس الأمريكي السابق نجح في عزل مدّعي عام أوكراني من منصبه، مما أثار تساؤلات حول تضارب محتمل في المصالح، وإذا كان بايدن يحاول حماية نجله من تحقيقات تطول الشركة في اتهامات بالتهرُّب الضريبي وغسل الأموال.

ولم يدعِ الرئيس الأمريكي الأمر يأخذ سجالاً طويلاً، وأقر مساء 22 سبتمبر/أيلول الجاري، بأنه تحدّث مع الرئيس الأوكراني بشأن "بايدن"، قائلاً: "أجرينا محادثة رائعة. وكانت تهنئة إلى حد كبير، تحدثناعن الفساد.. وحقيقة لا نريد أن يكون شعبنا مثل بايدن وابنه"، حسب شبكة (سي إن إن).

تشويه هيلاري

ما كشفه وزير خارجية أوكرانيا عن سلوك الرئيس الأمريكي المتعمّد لتشويه سمعة منافسه في الانتخابات الرئاسية، أعاد للأذهان الاتهامات التي وُجّهت لترامب وحملته الانتخابية بالتنسيق مع عملاء روس "لتشويه سمعة" هيلاري كلينتون منافسته الديمقراطية في انتخابات 2016.

فقد كشفت آلاف الوثائق التي أفرج عنها مجلس الشيوخ، عن اجتماع عقده مسؤولون من حملة ترامب أبرزهم نجله وصهره وبول مانفورت رئيس حملته الانتخابية، مع المحامية الروسية ناتاليا فيسيلنيتسكايا، في التاسع من يونيو/ حزيران 2016، وعدت خلاله بتوفير معلومات مُضرِّة حول المنافسة الديمقراطية السابقة هيلاري كلينتون.

وهو ما أقر به الرئيس الأمريكي في أغسطس/آب 2018 حين كتب تغريدة قال فيها: "أخبار كاذبة ومفبركة تماماً تقول أني قلق حول اجتماع ابني الرائع، دونالد جون، في برج ترامب. ذلك الاجتماع كان للحصول على معلومات عن منافس"، مضيفاً: أن ذلك الاجتماع كان "قانونياً تماماً، ويحدث في كل الأوقات في عالم السياسة، كما أنه لم يفض إلى أي شيء". 

وبحسب صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، فإن الوثائق التى تم إصدارها تُقدم أكثر المعلومات تفصيلاً عما حدث قبل وأثناء وبعد اجتماع التاسع من يونيو/حزيران 2016.

وبحسب الوثائق، التى بلغ عدد صفحاتها 2500 فإن أحد الذين شاركوا فى اللقاء سمع بأن المحامية الروسية لديها معلومات مدمرة تتعلق بهيلاري كلينتون ما يُشير إلى مساعي حملة ترامب لتشويه منافسته الديمقراطية.

 اتهامات كلينتون

وهنا بدأت تدور شبهات حول تدخل روسي في الانتخابات الأمريكية لتعزيز فرصة وصول ترامب إلى البيت الأبيض على حساب منافسته هيلاري كلينتون، وخلص تقييم استخباراتي إلى أن الولايات المتحدة لديها "ثقة كبيرة"، في تورّط روسيا في عمليات قرصنة إلكترونية، وتدخلها سراً من أجل دعم موقف ترامب خلال السباق الرئاسي -حسبما قال مسؤولون أمريكيون لصحيفة نيويورك تايمز -.

كما تحدث مسؤولون أمريكيون عن أن الكرملين وقف وراء عملية اختراق لرسائل بريد إلكتروني تابعة للحزب الديمقراطي بغرض إيذاء المرشحة التابعة له هيلاري كلينتون التي كانت منافسة ترامب حينها.

ووجّهت اتهامات لكلينتون باستخدامها بريداً إلكترونياً خاصاً في مراسلاتها المهنية عندما كانت وزيرة للخارجية، في إدارة أوباما، إلا أنها انتهت بإعلان وزير العدل الأمريكية لوريتا لينش، براءتها من ذلك في يوليو/تموز 2016 بحسب توصية مدير مكتب التحقيقات الفيدرالية السابق جيمس كومي الذي أكد أن نتائج التحقيق لا تسمح بملاحقة جنائية.

وبالرغم من ذلك، أعاد "كومي" فتح ملف التحقيقات من جديد في أكتوبر/تشرين الأول 2016، معلناً في رسالة بعثها إلى الكونغرس الأمريكي، عزمه دراسة معطيات جديدة في القضية.

وأكد الديمقراطيون أن ذلك القرار أسهم في خسارة كلينتون الانتخابات، إذ فتح الملف قبل فترة وجيزة من الانتخابات التي تم إجراؤها في نوفمبر/تشرين الثاني 2016، وطالبوه بالتحقيق في علاقة المرشح المنافس ترامب مع روسيا.

وعلّق ترامب الذي كان حينها مرشح الحزب الجمهوري، أمام حشد من أنصاره في مدينة "سيدار رابيدز" بولاية "آيوا"، قائلاً: إن قضية البريد الإلكتروني هي "ثاني أكبر فضيحة سياسية في تاريخ البلاد بعد فضيحة ووترغيت -التي قام الرئيس الأسبق ريتشارد نيكسون بالتجسس على مكاتب الحزب الديمقراطي المنافس في مبنى ووترغيت-".

 

إقالة كومي

وامتدح ترامب أسلوب "كومي" في التعامل مع القضية، إلا أن هذا المديح سرعان ما تحوّل إلى ذم ومحاولات لتشويه سمعة "كومي" بعد أن أصبح ترامب رئيساً لأمريكا، إذ أقاله في مايو/أيار 2017 من منصبه الذي اختاره له الرئيس السابق باراك أوباما في 2013، واتهمه بالكذب وتسريب معلومات سرية لوسائل الإعلام على خلفية خلاف سياسي بينهما، قائلاً: إنه لم يعُد قادراً على إدارة المكتب بفاعلية. 

وقابل "كومي" الذي كان مقرراً أن تستمر فترة إدارته للمكتب الفيدرالي حتى سبتمبر/أيلول 2023، موقف ترامب بتوجيه انتقادات حادة له منذ ذلك الحين ومستمرة حتى الآن، ووصف قيادة ترامب للولايات المتحدة في كتاب له بأنها نابعة من "أنانية وولاء شخصي".

واتهم "كومي" الذي جاءت إقالته أثناء عمله في التحقيق بعلاقات فريق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع روسيا، ترامب وإدارته بتشويه سمعته وبث أكاذيب عن المكتب الفيدرالي، قائلاً: أمام لجنة بمجلس الشيوخ إن "التفسيرات المتغيرة" التي قدمتها إدارة ترامب بشأن إقالته أصابته بالحيرة.

وأضاف: "على الرغم من أن القانون لا يشترط وجود سبب لإقالة مدير مكتب التحقيقات الاتحادي إلا أن الإدارة اختارت تشويه سمعتي والأهم من ذلك (تشويه سمعة) "إف.بي.آي"، بالقول إن المكتب يُعاني من فوضى وإن العاملين فقدوا الثقة في رئيسهم"، مستطرداً: "تلك كانت محض أكاذيب وآسف بشدة أن موظفي (إف.بي.آي) اضطروا لسماعها وأن يعلم بها الشعب الأمريكي".

وأعلن البيت الأبيض في مناسبات عدة، أن ترامب أقال كومي لـِ"سوء تعامل" الأخير مع ملف "كلينتون"، إلا أن سياسيين أمريكيين يربطون بين إقالته وقيادته للتحقيقات التي تبحث مدى التدخل الروسي في نتائج الانتخابات الرئاسية، التي فاز بها ترامب.

وكان "كومي" قد قال في جلسة استماع أمام مجلس الشيوخ، يونيو/حزيران الماضي، إنه ليس لديه أدنى شك بأن روسيا تدخلت في الانتخابات الأمريكية، إلا أنه "يثق أيضًا في أن هذا لم يكن عاملًا حاسمًا في تغيير نتيجة الانتخابات".

 

طعن بمولر

وبدورها، كلفت وزارة العدل الأمريكية مدير مكتب التحقيقات الفدرالي السابق روبرت مولر، بالإشراف على سير التحقيقات حول الادعاءات حول تدخل روسيا في الانتخابات، في مايو/آيار 2017، ولم يسلم هو الآخر من إستراتيجية ترامب لتشويه السمعة، وانتقده هو وفريقه مراراً.

وبعد قرابة عام من تحويل الملف لمولر وقطع أشواطاً كبيرة وتوجيه اتهامات إلى بعض أعضاء حملة ترامب، فضلاً عن توجيه اتهامات من قِبل المحقق الخاص لضباط في الاستخبارات الروسية،  طعن ترامب في نزاهته.

واتهم "ترامب" مولر بالانحياز للديمقراطيين، وتعيين من وصفهم بالديمقراطيين الغاضبين في فريقه، قائلاً: إن بعضهم قد عملوا لصالح كلينتون، وبعضهم لصالح أوباما، بمن فيهم مولر نفسه.

وقال في تغريدة على تويتر إن هناك تضارب مصالح يفترض أن يمنع مولر من تولي التحقيق في القضية، ودعاه إلى الافصاح عن علاقة عمل بينهما وصفها بالسيئة.

وأشار ترامب إلى أنه رفض تعيينه على رأس مكتب التحقيقات الفدرالي (إف بي آي) قبل يوم من تعيينه مدعياً خاصاً في قضية التدخل الروسي، كما أنه صديق للمدير السابق لمكتب التحقيقات الفيدرالي جيمس كومي.

كما اتهمه بتعيين الديمقراطيين الغاضبين في فريقه، وقال إن بعضهم عملوا لصالح المرشحة السابقة للرئاسة هيلاري كلينتون، وبعضهم لصالح الرئيس السابق باراك أوباما، بمن فيهم مولر نفسه.

 تشكيك بالنزاهة

وبالعودة إلى "كومي"، فحين كان مولر وفريقه في المراحل الأولى من تحقيقاتهم مع شركاء ترامب، وبدؤوا فحص ما إذا كان قرار إقالة "كومي" هدفه عرقلة تحقيق المكتب الفيدرالي بشأن صلات محتملة بين حملة ترامب الرئاسية وروسيا، كشفت وكالة "أسوشيتد برس" عن مذكرة سرية أرسلها مارك كاسوفيتز، محامي ترامب، إلى المحقق الخاص روبرت مولر في 27 يونيو/حزيران 2017 شنّ خلالها هجوماً لاذعاً على جيمس كومي.

وتُوفر الوثيقة المكونة من 13 صفحة معلومات قيّمة عن "إستراتيجية قانونية" لا تزال تستخدم اليوم من قبل محاميي ترامب لتشويه سمعة كومي كشاهد، والطعن في أهليته للإدلاء بشهادته أمام القضاء، واصفين كومي بأنه "وصولي" يفتقر إلى النزاهة والانضباط، وبأن الغاية عنده تُبرر أي وسيلة.

واستشهدت المذكرة بإغلاقه التحقيق في اختراق بريد "كلينتون" من دون تشاور مع وزارة العدل.

وتهدف الرسالة لتعريف المحقق مولر بما يعتقد محامو ترامب أنها "أخطاء فادحة" اقترفها كومي خلال تحقيقه مع كلينتون، وفي مباحثاته المبكرة والمحدودة مع الرئيس.

ويعتبر محامي ترامب كاسوفيتز في الرسالة أنه لا يمكن الوثوق بكومي كشاهد لأنه قام بتعديل شهادته أمام الكونغرس مراراً وتكراراً، ووضع "مصالحه وعواطفه الشخصية" فوق بروتوكول مكتب التحقيقات الفيدرالي وأثار شكوكاً غير مرغوب بها بشأن الرئيس ترامب.

وكتب كاسوفيتز الذي غادر منصبه منذ ذلك الحين كمحام رئيسي لترامب "خلال العام الماضي، شارك كومي في نمط من الإجراءات الأحادية الجانب والمحسوبة، غير مقيدة بالقوانين والإجراءات التنظيمية، وبدافع واضح من المصلحة الذاتية الشخصية والسياسية".

 دور إسرائيلي

وبغرض إفشال الاتفاق النووي مع إيران، استعان ترامب ومساعديه، بوكالة استخبارات إسرائيلية خاصة لتشويه سمعة مسؤولين أمريكيين كبار، كانوا ضمن الإدارة الأمريكية السابقة التي ترأسها باراك أوباما -بحسب ما كشفته صحيفة الجارديان العام الماضي-.

وذكرتْ الصحيفة أن الحملة طالت المسؤولين الكبار لارتباطهم في المفاوضات الأمريكية - الإيرانيّة، حول الملف النووي الإيراني. وقالت الصحيفة إن ترامب وظّف فريقاً إسرائيلياً خاصاً للتجسس على أفراد رئيسيين في إدارة أوباما يظن أنهم ساعدوا في التفاوض حول الاتفاق النووي.

ونقلت الجارديان عن صحيفة "الأوبزيرفر" أن لديها ما يُثبت ذلك، وإن مقربين من ترامب تواصلوا مع محققين إسرائيليين خاصين، في 2017، ليجمعوا معلومات "قذرة" عن أحد كبار مستشاري أوباما للأمن القومي بن رودس، وعن نائب مساعد أوباما كولن كال، ومحاولة تشويه سمعة الاتفاق. 

وأوضحت مصادر الصحيفة أن خطة ترامب "القذرة" كانت تهدف إلى نزع المصداقية عن الأشخاص الذين كانوا في إدارة أوباما وشاركوا في التفاوض ما سيجعل الانسحاب من الاتفاق أسهل بالنسبة له.

وسبق أن انتقد وزير الخارجية الأمريكي الأسبق جون كيري، مساعي ترامب لإلغاء الاتفاق النووي -والتي انتهت بإعلان انسحاب بلاده منه في مايو/آيار 2018- إذ حاول مراراً إنقاذه.

 

استهداف الإعلام

استخدام ترامب لإستراتيجية تشويه السمعة، دفعت حلفائه لانتهاج الآلية ذاتها في مواجهة الصحفيين والإعلاميين ووسائل الإعلام المناهضين، وقامت شبكة كبيرة من الناشطين المحافظين المتحالفين مع البيت الأبيض، بعملية منظمة لتشويه سمعة المؤسسات الإخبارية التي تُعتبر معادية لترامب من خلال نشر معلومات ضارة عن الصحافيين –بحسب ما أفادت به صحيفة نيويورك تايمز-.

وقالت الصحيفة في التقرير الذي أعده كل من كينث بي فوغل وجيرمي دبليو بيترز، إن هذه الخطوة تُعتبر أحدث خطوة ضمن مساع طويلة الأمد قام بها ترامب وحلفاؤه لتقليل تأثير التقارير الإخبارية الشرعية. 

وبحسب 4 أشخاص اطلعوا على العملية، فإنها جمعت ملفات عن منشورات الشبكات الاجتماعية التي يحتمل أن تكون محرجة وغيرها من البيانات العامة للمئات من الأشخاص الذين يعملون في بعض المؤسسات الإخبارية البارزة في البلاد.

ونشر بالفعل معلومات حول الصحافيين في “سي.أن.أن” و”واشنطن بوست” و”نيويورك تايمز”، وهي المنابر الإعلامية الثلاثة التي نشرت تحقيقات عن ترامب وأزعجته بشدة، وذلك رداً على التقارير أو التعليقات التي اعتبرها حلفاء البيت الأبيض غير منصفة بحق ترامب وفريقه أو تُؤثر على فرص إعادة انتخابه.


المصادر