#ثورة_شعب.. ناشطون: مظاهرات إسقاط السيسي مستمرة وتتمدد

12

طباعة

مشاركة

مع استمرار المظاهرات في مدن مصرية، تفاعل ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي بشكل واسع مع هاشتاج "#ثورة_شعب"، مطالبين بإسقاط النظام، ورحيل رئيس النظام عبد الفتاح السيسي، بعد أيام من الكشف عن فساد مستشرٍ ارتكبه رأس السلطة وعائلته.

وتواصلت المظاهرات مع ارتفاع ملحوظ في الأعداد والنطاق الجغرافي، في حين دفعت السلطات بتعزيزات أمنية في القاهرة وشنّت حملة اعتقالات واسعة في صفوف المتظاهرين. 

وشهدت مدينة السويس مظاهرات حاشدة ردّد المتظاهرون خلالها شعارات مناوئة للسيسي. وأطلقت الشرطة المصرية الغاز المدمع لتفريق المتظاهرين، مغلقة بعض الشوارع المؤدية إلى ميدان التظاهر، حيث تركزت المظاهرة في وسط المدينة، وذلك بعد مظاهرات خرجت للغرض نفسه أول أمس. 

كما شهدت مدينة المحلة الكبرى في محافظة الغربية شمال العاصمة المصرية مظاهرات لليوم الثاني تطالب برحيل رئيس النظام المصري عبدالفتاح السيسي.

وخرجت مسيرة شبابية في مدينة نجع حمادي بمحافظة قنا، هي الأولى في صعيد مصر منذ بدء الاحتجاجات الأخيرة التي تطالب برحيل السيسي.

وردّد الشباب المشاركون في المسيرة شعارات ضد نظام السيسي تطالب بالتغيير الشامل، وقد أظهرت صور بثها ناشطون إقدام قوات الشرطة على اعتقال عدد من الشباب المشاركين في المسيرة.

وفي بورسعيد شمالي مصر، خرجت مسيرة طالب المتظاهرون خلالها برحيل رئيس النظام، وردّدوا هتافات ضده، منددين بتردي الأوضاع المعيشية.

وتزامن ذلك مع دعوة جديدة أطلقها الفنان والمقاول المصري محمد علي لخروج مظاهرات مليونية، يوم الجمعة المقبل، للمطالبة برحيل الرئيس.

التاريخ يكتب 

الإعلامي المصري حسام يحيى مقدم برنامج "هاشتاج" على قناة الجزيرة مباشر، كتب قائلاً: "في الحملة الصليبية السابعة، عندما هاجم الصليبيون مصر، تروي كتب التاريخ أن نساء مدينة المنصورة كن يقذفن الأواني والحجارة على جيوش الصليبيين. وستروي كتب التاريخ أيضاً أن نساء مدينة #السويس شاركن في التصدي لمدرعات #السيسي بإلقاء الزجاجات عليها أثناء مرورها أسفل منازلهن. #ثورة_شعب".

ودوّن الصحفي المصري عمرو خليفة: "ودخلنا فى لعبة التسريبات.الله أكبر. الماتش هيسخن أكثر ما هو ملتهب، وثيقة مسرَّبة من المخابرات: السيسي. أوقف مشاريع قرى الفقراء لصالح الجيش.#السويس #ثورة_شعب". 

وعلّق الحقوقي المصري هيثم أبوخليل على صورة ساخرة للسيسي، قائلاً: "طلعوا له صورة مسخرة! السيسي عندما كان يخدم في لواء إستطلاع  في السلوم عام 1990 ده الموضوع قديم بقى..!! #ثوره_شعب". 

وقال الصحفي سلامة عبد الحميد تعليقاً على الأحداث: "محمد علي النهار دة وضع دستور كامل محترم في فيديو مدته أقل من نص ساعة، وبطريقة واضحة ومبسطة يفهمها كل مصري من حلايب إلى السلوم إلى رفح. كل النخب المصرية يجب أن تشعر بالعار والخزي من فشلها طيلة السبعين سنة الأخيرة في إقناع الشعب بقدرتها على إحداث أي تغيير. #ثورة_شعب". 

وتفاعلت الصحفية اللبنانية ديما صادق مع الهاشتاج عبر نشر مقطع لطفل مصري من الطبقة الكادحة يتساءل: "ليه السيسي سايبنا كدة؟ #ميدان_التحرير_الآن #ثورة_شعب".

واهتمت الصحف الأمريكية والبريطانية والفرنسية بالاحتجاجات الجارية في مصر، ووصفتها إحدى الصحف بأنها تحدٍ جديد للسيسي وجهوده للقضاء على المعارضة، وقالت أخرى: إن المحاولات الحكومية لاحتوائها كانت هستيرية.

وقالت "وول ستريت جورنال" الأمريكية: إن خروج المصريين -حتى إن كانوا بالمئات- إلى شوارع القاهرة ومدن أخرى يُعد تحدياً جديداً لحكم السيسي، مضيفة أن الاحتجاجات وعلى الرغم من صغرها مقارنة بالاحتجاجات التي تمت خلال الربيع العربي، فإنها تُعد مهمة لأنها تتحدى الجهود الحكومية الواسعة التي أشرف عليها السيسي للقضاء على المعارضة السياسية منذ توليه السلطة بعد انقلابه العسكري في 2013.

ووصفت "واشنطن بوست" محاولات نظام السيسي لاحتواء آثار الحملة المفاجئة والخطيرة التي كشف من خلالها رجل الأعمال والفنان محمد علي العالَم السرّي للجيش والفساد الذي يعتريه، بأنها "نوبة الهستيريا".

صراع خفي 

ووضع الإعلامي المصري أنس حسن، مجموعة من التغريدات تجيب عن تساؤل: "هل وجود صراع بين أجهزة الدولة أمر خفي؟" في إشارة لانتشار المظاهرات، وتوسعها. 

الصحفي الكويتي المعارض عبدالله الصالح، غرّد عن الأحداث في مصر قائلاً: "فيديوهات محمد علي عن فساد السيسي أشعلت جذوة الثورة المصرية، من كان يصدق بعد قمع المعارضة.. وقتل المتظاهرين خرج الشعب المصري الحر يطالب باسقاط الطاغية. العبرة.. لا تحتقر من المعروف شيئا. فيديو من إسبانيا.. يثير شعب ضد السلطة. #ثورة_شعب".

وغرّد الإعلامي المصري أسامة جاويش معلقاً على صورة ساخرة للسيسي "#ارحل_يا_سيسيي فأنت عار على الجيش.. ارحل فانت لا تستحق شرف العسكرية المصرية.. ارحل فمصر لا تستحق قزما مثلك.. ارحل فمصر بك تنهار وبدونك ستكون أفضل". 

وعرضت الإعلامية المصرية حياة اليماني مقطعاً لمتظاهر يُندد بحكم السيسي، وقالت: "#السويس يا دولة.. الديكتاتور المُهزأ الذي حجز لنفسه في التاريخ مكانة سيئة السمعة".

وفي أول ردة فعل اقتصادية على المظاهرات، هبط المؤشر الرئيسي لبورصة مصر نحو 4.4 بالمئة في بداية معاملات، اليوم الأحد، بعد تجمع مئات المحتجين في وسط القاهرة وعدة مدن أخرى، مساء الجمعة الماضية، مرددين شعارات تطالب برحيل رأس النظام، وبحلول الساعة الـ0819 بتوقيت غرينتش، نزل المؤشر الرئيسي للسوق 2.72 بالمئة إلى 14340.5 نقطة.

وأوقفت بورصة مصر التداول على أكثر من 35 سهماً لمدة عشر دقائق بعد نزولها أكثر من خمسة بالمئة. كما أوقفت البورصة التداول لمدة 30 دقيقة بعد هبوط مؤشر EGX100 بنسبة 5 بالمئة لأول مرة منذ نوفمبر/ تشرين الثاني 2016.

وقالت رانيا يعقوب رئيسة مجلس إدارة "ثري واي" لتداول الأوراق المالية: "ما يحدث بالسوق هبوط غير مبرر يحكمه الأفراد وليس المؤسسات".

الحرية لكل مظلوم 

من جهته، قال الصحفي المصري خالد البلشي: "الحرية لكل مظلوم نعرفه أو لا نعرفه، نحبه أو لا نحبه، نتفق معه أو نختلف؛ الحرية للجميع". 

ونشر صانع الأفلام الوثائقية المصري أسعد طه، مجموعة من الأغاني الوطنية الخاصة بشعب السويس، تفاعلاً مع المظاهرات الاحتجاجية التي خرجت في المدينة، وكتب "سلام على #السويس.. أغاني سمسميه سويسي". 

ودوّن الحقوقي المصري بهي الدين حسن، قائلاً: "لماذا يرتجف #السيسي؟.. عنوان لتقرير بجريدة مانيفيستو الإيطالية عن عودة المصريين #ميدان_التحرير والميادين في مدن أخرى"، معلقاً على ذلك بالقول: "يعكس التجاوب الهائل مع فيديوهات #محمد_علي مدى تنامي الغضب الشعبي من سياسات السيسي وخاصة انعكاستها على أحوالهم المعيشية". 

تذكرة بـ"يناير"

وفيما يُعد أول تعليق رسمي مصري على الاحتجاجات التي تشهدها مصر حالياً، دعت "الهيئة العامة للاستعلامات" في بيان مقتضب مراسلي وسائل الإعلام الدولية إلى الالتزام بالقواعد المهنية المتعارف عليها دولياً عند تغطيتهم شؤون مصر وأخبارها.

وقالت الهيئة: إن من ضمن تلك القواعد عدم نشر ما لا يُشاهده المراسلون بأنفسهم أو من مصادرهم المعلومة والمذكورة، والتي تتأكد من مصدَرين آخَرين موثوقَين شاهدا الوقائع جميعاً، حسب بيان الهيئة.

كما خصّت الهيئة من بين القواعد عدم الاعتماد على وسائل التواصل الاجتماعي كمصادر للأخبار والتقارير. وأكدت ضرورة وضع أي أمور في سياقها وحجمها بالنظر إلى وضع مصر كدولة كبيرة فيها أكثر من مئة مليون مواطن.

وقد تجاهلت وسائل إعلام مصرية حراك، يوم الجمعة الماضي، الذي شهدته محافظات مصرية كثيرة، على رأسها القاهرة.

وفيما قلل إعلاميون من حجم المشهد متهمين جماعة الإخوان بالوقوف وراءه، انتقد آخرون ضعف التغطية التي تدفع المواطنين إلى القنوات الأجنبية.

وقال موقع "ميدل إيست آي" البريطاني نقلاً عن "المركز المصري للحقوق الاقتصادية والاجتماعية"، أن "قوات الأمن المصرية اعتقلت أكثر من ستين من المتظاهرين، بعد أن تجمعوا في ميدان التحرير بالقاهرة وبمدن أخرى عديدة في البلاد".

وأشار الموقع إلى أن "ذلك يُذكّر بثورة يناير 2011 التي أطاحت بالرئيس الأسبق حسني مبارك"، موضحاً أن "صفحة فيسبوك للمركز المصري سجلت أسماء المعتقلين".

وفي صحيفة "لوموند الفرنسية"، كتبت إيلين سالون تحت عنوان: "في مصر"، يُخاطر بعض المحتجين بشكل غير عادي بالتظاهر ضد السيسي، وتساءلت عما يمكن أن يحدث لهذه الحركة الاحتجاجية في سياق القمع في مصر؟ لتقول إن بعض المصريين مقتنعون بأن جدار الخوف قد سقط.

الكلمات المفتاحية