هجمات الحوثيين على "أرامكو" تزلزل أسواق النفط.. هذا المستفيد

12

طباعة

مشاركة

اهتمت وسائل إعلام عالمية على نطاق واسع بتناول، الهجمات التي تعرضت لها منشآت شركة "أرامكو" النفطية السعودية في بقيق وخريص، التي تبناها الحوثيون في اليمن السبت الماضي، بالتعليق والتحليل للآثار المترتبة على المملكة خلال المرحلة المقبلة.

وقالت مجلة "فوربس" الأمريكية، إن الهجمات التي استهدفت منشآت شديدة الحراسة تابعة لشركة أرامكو من الحوثيين غيّرت قواعد اللعبة لأسواق النفط، وستلقي بتداعياتها على الطرح الأولي العام المزمع لأسهم الشركة السعودية.

من المستفيد؟

وأضافت المجلة: "لسنوات طويلة، انخرطت السعودية وإيران في حروب بالوكالة كان لها تأثير طفيف على أسعار النفط. ولأسباب منطقية، هم لا يريدون التسبب في أي اضطراب لتدفُق النفط من الخليج. إضافة إلى ذلك، كانت واشنطن الحامي الفعلي لتدفُق حُرٍ للنفط من الخليج إلى المشترين في آسيا وأوروبا".

ونقلت المجلة عن ثيوفانيس ماتسوبولوس، المحلل النفطي المقيم في أثينا، قوله: إن هجوم السبت من شأنه تغيير هذا الوضع، مضيفاً: "يملك الحوثيون أسلحة متقدمة قادرة على التسبب في ضرر مدمر لأي نوع من البنية التحتية، خاصة تلك المتعلقة بإمدادات الطاقة".

وأردفت "فوربس": "هذا يضاف إلى حالة عدم الوضوح بالنسبة إلى إمدادات النفط من الشرق الأوسط، والتي تعرضت لضغوط بالفعل بسبب العقوبات الأمريكية المفروضة بحق إيران".

ونقلت عن ماتسوبولوس، قوله: "التوترات السياسية بلغت مستويات مرتفعة للغاية. تؤمن الحكومة السعودية بقوة أن إيران تمول الحوثيين لشراء هذا النوع من الطائرات بدون طيار. وفي الوقت نفسه، تخشى إسرائيل بشكل خطير من أن دفاعها قد لا يكون قادراً على تحييد الهجمات المماثلة داخل أراضيها".

وتابع: "هذا يثير احتمال تصعيد الصراع بين السعودية وإسرائيل من جهة وإيران من جهة أخرى. وربما بمباركة أمريكا التي ستستفيد من مثل هذا الصراع".

لكن وبحسب المحلل النفطي، فإن ارتفاع أسعار النفط الناجم عن هذا التصعيد سيجعل من واشنطن مستفيداً من ناحية أخرى وهي الأرباح المتحققة لإنتاجها من النفط الصخري.

ورأى، أنه "بفضل ثورة النفط الصخري، أصبحت الولايات المتحدة الآن المنتج الأكبر للنفط في العالم. وهذا يعني أن منتجي النفط الأمريكيين سيكون عليهم ضخ الخام بأسرع وتيرة ممكنة بأعلى الأسعار لتعويض الخسارة في إمدادات الشرق الأوسط إلى الحلفاء الأمريكيين".

وأردف: "لهذا، ربما لا تبذل الولايات المتحدة مجهوداً من أجل وقف حرب مباشرة بين الخصمين الأكبر بالعالم. ويمكن أن توافق روسيا على مثل هذا السيناريو إذ أن أسعار النفط المرتفعة ستعود بالفائدة على منتجيها".

تغيير المواجهة

من جهتها، قالت شبكة "بي بي سي" البريطانية، إن تسبُّب هجوم الطائرات بدون طيار في وقف نصف إنتاج شركة أرامكو السعودية من النفط ـ والذي يعادل 5 بالمئة من إمدادات النفط العالمية يدل على مدى ضعف منشآتها، وبالتالي ضعف جزء حيوي من البنية التحتية للطاقة العالمية.

وأوضحت، أن الهجوم يثير تساؤلات حول كيف شركة تمتلك كل هذه الأموال غير قادرة على منع مثل هذا الهجوم؟ وما إذا كان يمكن أن يحدث مرة أخرى؟ وكذلك عن مدى تأثير هذا الهجوم على أسعار النفط؟

ونقلت عن الخبير الدولي في سياسة الطاقة، البروفيسور نيك باتلر، قوله: "إن التأثير المباشر للهجمات قد يكون قصير الأجل. لقد تكيف السوق دون أن يتحول خلال العامين الأخيرين إلى خسارة لأسباب سياسية تتمثل في إنتاج أكثر من مليوني برميل يومياً من إنتاج فنزويلا وإيران".

وأضافت الشبكة البريطانية: "ما يبعث على القلق أنه إذا أذكت الهجمات توترات أوسع في المنطقة، فإن ارتفاع الأسعار هذا قد يكون طويل الأجل".

ونقلت عن بتلر، قوله "إذا أصبح الانتقام حقيقة واقعة، فإن أي زيادة يمكن أن تستمر في تغذية خطر الركود الاقتصادي".

كما نقلت "بي بي سي" عن حليمة كروفت، الرئيسة العالمية لإستراتيجية السلع في رويال بنك أوف كندا، قولها: إن هجمات الطائرات بدون طيار هي "لعبة تغيير في المواجهة الإقليمية الإيرانية المتصاعدة".

وتابعت الشبكة: "قد تكون جميع منشآت الإنتاج وطرق التجارة وخطوط الأنابيب التي تمر عبر المنطقة عُرضة للهجمات المستقبلية".

ومضت تقول: "من السابق لأوانه معرفة ما إذا كان المستهلكون سيرون أي تأثير مالي من ارتفاع أسعار النفط. على المدى القصير، يعتمد الكثير على المدة التي ستستمر فيها الزيادة - وأي ارتفاع ستصل إليه أسعار البترول".

هزت الأسواق

من جهتها، قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، إن الهجوم على المنشآت النفطية السعودية سيهز سوق الطاقة العالمية على المدى القصير، لكنه يحمل أيضاً تداعيات مزعجة على المدى الطويل.

وتابعت: "منذ الأزمات النفطية المتعددة في سبعينيات القرن الماضي، كان مسؤولو أمن الطاقة يشعرون بالقلق من الضرب المتعمد متعمد لإحدى النقاط الحرجة لإنتاج الطاقة ومسارات النقل".

وأردفت الصحيفة الأمريكية: "لتوضيح أهمية منشأة بقيق، التي تعرضت لهجوم، في سوق النفط، فقد أدى هجوم إرهابي فاشل في العام 2006 باستخدام مركبات محملة بالمتفجرات إلى ارتفاع أسعار النفط بأكثر من 2 دولار للبرميل".

وأشارت إلى أنه "من المعروف أن السعودية تنفق مليارات الدولارات سنوياً لحماية الموانئ وخطوط الأنابيب ومنشآت التكرير، وهي المنتج الرئيسي الوحيد للنفط الذي يحافظ على بعض الإنتاج الفائض. ومع ذلك، فإن طبيعة الهجوم، الذي اعتمد على استخدام طائرات بدون طيار أطلقها المقاتلون الحوثيون المدعومون من إيران من اليمن المجاورة، أبرز أن حماية هذه المنشآت قد تكون أكثر صعوبة اليوم".

وزادت: "هناك بلدان يتأثر إنتاجهما سواء بالزيادة أو الانخفاض نتيجة النشاط المسلح، وهما بالأخص نيجيريا وليبيا. وهناك بلدان أخرى، مثل فنزويلا، في تراجع مزمن بسبب الاضطرابات السياسية. مثل هذه الأخبار تؤثر على سعر النفط على الهامش لكنها بالكاد تكون مروعة".

سلاح ذو حدين

واستطردت الصحيفة، قائلة: "أما الهجمات المتعمدة التي تشنها قوات عسكرية فعلية فهي أكثر ندرة، باستثناء حرب الناقلات، في الثمانينيات والتي شملت العراق وإيران وسفن المنتجين الإقليميين الآخرين مثل الكويت".

ومضت تقول: "عندما غزت القوات العراقية بزعامة صدام حسين، الكويت في العام 1990، تعرض إنتاج المملكة العربية السعودية الهائل من النفط الخام للتهديد، وارتفعت الأسعار أكثر من الضعف خلال شهرين".

وأضافت: "مع ذلك، فقد يكون هجوم السبت، أكثر أهمية من ذلك. حقيقة أن طرف غير حكومي  (الحوثيون) هو من يقف وراء تلك الأفعال يحد من الاستجابة التي يمكن أن تتخذها الولايات المتحدة أو السعودية. ومحاولة فرض مزيد من العقوبات على إيران هو سلاح ذو حدين، بالنظر إلى أن زيادة دخلها الرئيسي، وكذلك النفط، من شأنه أن يؤدي إلى زيادة الأسعار".

وتابع تقرير الصحيفة الأمريكية: "في الواقع، قد يحتاج التجار الآن إلى التعامل مع المخاطر الجديدة التي تهدد بعدم أخذ مئات الآلاف، بل ملايين البراميل من السوق في وقت واحد. ربما كان إنتاج النفط الصخري في الولايات المتحدة قد قلب سوق الطاقة العالمي بإنتاج ضعيف، لكن وقت رد فعل السوق هو عدة أشهر، وليس أيام أو أسابيع، ولا يوجد مكان قريب بما يكفي لاستبدال عدة ملايين من البراميل".

واختتمت تقريرها، بالقول: "بعد انحسار الدخان وهدوء الأسواق، سوف تُخيم عواقب التطور التكنولوجي والجرأة في هجوم السبت على سوق الطاقة".