#كفاية_بقى_ياسيسي.. حراك إلكتروني يتوعد بثورة جديدة

12

طباعة

مشاركة

كذّب مصريون رئيس النظام عبدالفتاح السيسي، ولم ينخدعوا هذه المرة ببضع كلمات يلقيها في مؤتمر يهدف إلى استعطاف الشباب للتغطية على الفساد الذي ينهش البلاد، وعبروا عن غضبهم من خلال هاشتاج انتشر كالنار في الهشيم بعنوان #كفاية_بقى_ياسيسي.

وفشل السيسي هذه المرة في جلب تبريرات مقنعة للرد على اتهام الفنان ورجل الأعمال محمد علي، له ولضباط من الجيش بسرقة أموال الدولة لبناء فيلل وقصور ومشاريع لا تعود على الشعب بأي فائدة.

ووصل الهاشتاج إلى الترند في مصر كما أصبح الهاشتاج الثالث على مستوى العالم، وما زال في تقدم مستمر، ووصل عدد المشاركات فيه إلى نحو 369 ألف تغريدة خلال ساعات.

وكان محمد علي، الذي عمل مقاولاً لدى الجيش المصري، قد دعا في آخر مقاطع فيديو مسجلة إلى إطلاق الهاشتاج، والتصعيد ضد السيسي ونقل الخطاب إلى المرحلة العملية، بعد أن أمضى أياماً عدة في كشف الفساد الذي يمارسه السيسي وضباط من منتسبي المؤسسة العسكرية. 

قرع طبول الثورة 

وقال محمد علي إن وقت الكلام قد انتهى وإنه آن الآوان لبدء ثورة ضد السيسي، ودعا الشعب المصري إلى مساندته والوقوف معه. وتفاعل ناشطون مع تلك الدعوات، وتوعد بعضهم بالعودة إلى الساحات وبعث يناير من جديد، وتنفيذ ثورة تطيح بالنظام.

وفي أولى تغريداته بالحملة، كتب محمد علي: "السيسي مش هو مصر، مش هو الجيش، السيسي فاشل وكذاب ولازم يمشي".

وكتب الصحفي المصري محمد القدوسي تغريدة اقتبس فيها عبارة لمحمد علي قال فيها: "إذا لم يتنحَ السيسى حتى يوم الخميس، الجمعة ننزل الشارع لمدة ساعة. عندنا مشاكل كثيرة ورطنا فيها السيسى، المطلوب ترويج هاشتاج #كفايه_بقي_ياسيسي من هنا ليوم الخميس. وما تخافوش بالمنطق وبالعقل ما فيش شعب يتحط بأكمله تحت المراقبة".

واعتبر الصحفي عمرو خليفة أن "الهاشتاج الذي حصل على تفاعل غير مسبوق في مصر، وبلغ المستوى الأول في مصر والثالث عالمياً، بمثابة قرع لطبول الثورة في مصر".

من جانبه تساءل الإعلامي الإماراتي المقيم بالخارج أحمد النعيمي في تغريدة له قائلاً: "هل يكتب الله ل #مصر ثورة جديدة تنفض عنها أثقالاً تكبدها شعب جريح؟" وأضاف النعيمي: اللهم قيّض لمصر أمر رشد يُعزُّ فيه أهل العدل و يُذلُّ فيه أهل الظلم، وانتقم لدماء الشهداء و للرئيس الشهيد #محمد_مرسي

مش مجرد هاشتاج

وكتب أسامة جاويش تغريدة علق فيها على التفاعل الذي حصل عليه هاشتاج #كفاية_بقى_ياسيسي، وقال جاويش: مش مجرد هاشتاج، ده صرخة ثلث الشعب المصري اللي عايش تحت خط الفقر، صرخة ستين ألف معتقل حبستهم ظلم، صرخة غالبية ضباط الجيش اللي شغلتهم عبيد عند أصحابك القيادات، صرخة كل أم مكلومة على ابنها الذي قتلته، صرخة كل أب مش عارف يعالج ابنه، صرخة كل شاب يأكل من الزبالة، 
 

 

بدوره، كتب الإعلامي أحمد صبحي تغريدة تناولت التفاعل الذي حصل عليه الهاشتاج خلال الساعات الأولى من إطلاقه، وقال صبحي: #كفاية_بقى_ياسيسي ( الهاشتاج) الأول في مصر في نصف ساعة، والأول في عدة بلدان عربية خلال ساعة، والعاشر عالمياً في ساعتين، محدش طايقة لا جوة ولا برة.

 

 

وكان السيسي قد اعترف في مؤتمر الشباب أنه يبني قصوراً رئاسية وأنه سيبني المزيد والمزيد، حد قوله، وبرر  بناء تلك القصور بأنها لن تكون ملكه، لكن ذلك الاعتراف تسبب بغضب الكثيرين الذين انتقدوا بناء القصور في وقت تعاني مصر من شحة في قطاع الصحة والتعليم والبنية التحتية.

وقد كتب نشطاء متضامون مع محمد علي تحت حساب (كلنا محمد علي) تغريدة قالوا فيها : لما تعمل قصور لك وفنادق لأصحابك وفلذات أكبادنا ده حالهم لازم نقول كفاية بقى يا سيسي.
 

ونشر هيثم أبو خليل صورة قال إنها لطلاب مصر وعلق عليها قائلاً: أطفال مصر في القرن الحادي والعشرين، وهما رايحين مدارسهم في جمهورية الموز العسكرية.

ومقابل الصور التي نقلت معاناة الطلاب في المدارس، والمرضى في المستشفيات، والجنود في المعسكرات، نقل أحمد البقري صورة قال إنها لقصر السيسي في مدينة العلمين الجديدة.

وفي هذا السياق كتب المسؤول السابق في وزارة الأوقاف محمد الصغير: "#السيسي يتابع فيديوهات #محمد_علي ولم يستطع الإنكار ولا يعرف ثقافة الاعتذار، لذا جاء رده على بناء القصور بأسلوب بلطجي الحارة، ولم يتطرق للاستراحات والمقابر وفساد الإسناد المباشر، ومجاملة الحبايب بمشاريع بالمليارات في بلد لا يجد فيه المريض سريراً ولا الطالب مقعداً".

ويغرد الصغير من الخارج، حاله كحال أي معارض لحكم السيسي، حيث يتعرض أمثال هؤلاء إلى السجن والتعذيب والاتهام بالانتماء إلى جماعات إرهابية، وهي التهمة التي يقول كثيرون إنها جاهزة لدى أجهزة الدولة المصري تجاه أي مخالف للنظام.

إغراق بالديون 

وعن الفساد المالي الذي يمارسه السيسي ونظامه، كتب تركي الشلهوب تغريدة قال فيها : هل تعلمون أن السيسي اقترض في 5 سنوات، ضعف ما اقترضه 5 رؤساء مصريين في 60 عاماً، وأضاف الشلهوب : هذا الفاسد أغرق مصر وشعبها بالديون.

وتتضاعف تلك الديون، في وقت يتم إهدار فيه المال العام، وينام العديد من المصريين في العراء، وقد نشر الدكتور محمد الصغير صورة قال إنها لمواطنين مصريين ينامون على الأرصفة وعلق عليها قائلاً: صورة متكررة في شوارع القاهرة التي تركها #السيسي وبنى عاصمة خاصة له ولحاشيته وتفرغ لبناء القصور الحديثة والفيلات الجديدة.

وأعلن البنك المركزي المصري في 22 مايو/أيار 2019 ارتفاع إجمالي الدين العام المحلي للبلاد بنسبة 20.25% على أساس سنوي، إلى 4.108 تريليونات جنيه (241.9 مليار دولار) مع نهاية ديسمبر/كانون الأول الماضي.

كما زاد الدين الخارجي للبلاد 16.6% على أساس سنوي إلى نحو 96.6 مليار دولار. وتقول الأرقام إن الديون تصاعدت خلال السنوات العشر الأخيرة بوتيرة لم تشهدها مصر على مدار القرن العشرين.

وفي السياق انتقد ناشطون المعاناة التي يواجهها جنود مصريون، في وقت يستحوذ السيسي ومقربوه من المؤسسة العسكرية على حقوق الأفراد والجنود، وكتبت آية : عشان أخوتنا العساكر، ده مش مكانهم الطبيعي، يبقى كفاية بقى ياسيسي.

من جانبه كتب السياسي المصري أسامة رشدي تغريدة قال فيها: "هات لي أي دولة تطورت ونهض اقتصادها يحكمها عسكر أو تحكم بهذه الطريقة التي لاتعرف فيها الأموال من أين تأتي وأين تنفق".

وأضاف رشدي: "في أسوأ أشكال الفساد، أزمة #مصر  (تكمن) في تغول المؤسسة العسكرية على الحياة المدنية واستعلائهم عليها، وانهيار منظومة الضبط المالي والإداري ووحدة الموازنة".

وأعلن السيسي الذي كان وزيراً للدفاع في صيف 2013، الإطاحة بالرئيس الراحل محمد مرسي، ودافع عقب وصوله للسلطة في 2014 عن دور الجيش كمؤسسة وطنية في بناء الدولة، وإقامة مشروعات قال إنها ضخمة وغير مسبوقة، فضلاً عن إنقاذ البلاد من الانهيار، وهو ما دحضه علي عبر معلومات وأرقام ووقائع حديثة.