بصوت مرتفع.. ترامب ينادي على السيسي: أين ديكتاتوري المفضّل؟

12

طباعة

مشاركة

كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية عن كواليس لقاء رئيس الولايات المتحدة دونالد ترامب برئيس النظام المصري عبدالفتاح السيسي، على هامش قمة "مجموعة السبع"، التي عُقدت أواخر أغسطس/آب في مدينة بياريتس جنوب غرب فرنسا المطلة على الأطلسي.

وقالت الصحيفة في تقرير أعدَّته مراسلتها نانسي يوسف لشؤون الأمن القومي، ومراسلي "واشنطن بوست" فيفيان سلامة، ومايك بيندر، إنَّ لقاء ترامب والسيسي كان ساخراً في بدايته عندما سأل ترامب عن السيسي قائلاً: "أين الديكتاتور المفضّل لدي؟".

أين الديكتاتور المفضّل؟

وذكرت، أنَّ "الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، كان ينتظر نظيره المصري عبدالفتاح السيسي داخل غرفة أنيقة في أحد فنادق العاصمة الفرنسية، باريس، في لقاء يُعقد على هامش قمة السبع التي عُقدت الشهر الماضي في بياريتس.

وأضافت الصحيفة أنَّه، وبينما كان ترامب في انتظار السيسي، صرخ قائلاً: "أين الديكتاتور المفضّل لدي؟" بصوت مرتفع سمعه جميع من كانوا على مقرُبة منه من المسؤولين المصريين والأمريكيين.

ونقلت عن شهود عيان كانوا في الغرفة وسمعوا السؤال بينما اعتقدوا أنَّ الرئيس ترامب كان مازحاً عندما سأل السؤال، ولكن الصمت أطبق على الحاضرين فور سماعهم السؤال الغريب.

وأشارت الصحيفة الى أنَّ البيت الأبيض رفض التعليق على الحادث، فيما حاولت الصحيفة التواصل معهم، بينما لم يتسنَّ لـِ"وول ستريت جورنال" التواصل مع أي من المسؤولين المصريين للتعليق على الخبر.

ولفتت إلى أنَّه حتى إذا كان الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب مرتاحاً لعلاقته مع السيسي، فإنَّ السؤال يشير إلى جانب غير مريح في العلاقات المصرية الأمريكية.

وأكَّدت "وول ستريت جورنال" أنَّ السيسي يواجه الكثير من الانتقادات، منذ استيلائه على الحكم عقب انقلاب عسكري في يوليو/تموز 2013، جرَّاء حكمه الاستبدادي، حيث أشارت تقارير صدرت من الولايات المتحدة الأمريكية، والأمم المتحدة ومنظمات غير حكومية، اتهمت النظام المصري باحتجاز الآلاف من المعارضين السياسيين، وبتعذيب وقتل السجناء وتقييد حركة المعارضة السياسية.

وأشارت الصحيفة إلى أنَّه مقابل هذه التقارير التي تدين النظام المصري المستبد، لم يقم البيت الأبيض بانتقاده أو إدانته علناً لسِجِلِّه في انتهاكات حقوق الإنسان، في الوقت الذي يُبرر فيه نظام السيسي سياسات القمع التي ينتهجها بأنَّه "يحارب الإرهاب."

مسؤلون سمعوا الحديث

وعودة الى سؤال ترامب الساخر، ذكرت الصحيفة، أنَّه على الأقل سمع السؤال 10 من المسؤولين الأمريكيين و ثلاثة من المسؤولين المصريين كانوا في انتظار السيسي للقاء ترامب في السادس والعشرين من أغسطس/آب الماضي، عندما سأل سؤاله عن الديكتاتور السيسي.

وأكَّدت، أنَّ من بين الحاضرين كان وزير الخزانة ستيفن منوشين ومستشار الأمن القومي آنذاك جون بولتون، الذي أُقيل من منصبه بعد ذلك،  ومن بين الآخرين لاري كودلو، مساعد الرئيس للسياسة الاقتصادية؛ روب بلير، مستشار كبير لرئيس أركان البيت الأبيض ومترجم فوري.

وقال شهود عيان للصحيفة، إنَّ المسؤولين المصريين في الغرفة كانوا من بينهم وزير الخارجية سامح شكري وعباس كامل رئيس جهاز المخابرات العامة المصري.

وذكرت الصحيفة: بعد سؤال ترامب الساخر في غضون دقائق، التقى السيسي ترامب وسُمح للصحفيين بالدخول، حيث احتفل ترامب بعلاقته المميزة مع السيسي، مشيرة إلى أنَّ الزعيمين قد تحدثا مع بعضهما البعض بعد وقت قصير من فوز ترامب في الانتخابات الرئاسية الأمريكية عام 2016.

ونقلت "وول ستريت جورنال" عن ترامب أثناء اللقاء للصحفيين، قوله: "لقد فهمنا بعضنا البعض جيدًا، إنَّه رجل صعب للغاية، وسأخبرك بذلك، لكنَّه رجل جيد، وقد قام بعمل رائع في مصر".

يُذكر أنَّ ترامب استضاف في عام 2017 أول زيارة للسيسي إلى البيت الأبيض منذ تولى السيسي السلطة، قبل إجراء الأخير التعديلات الدستورية، التي أقرها البرلمان المصري في وقت سابق من العام الجاري، والتي تسمح له بتمديد حكمه لفترات عديدة.

وتابعت الصحيفة: لم تُشرِ الحكومة المصرية في بيان لها إلى أي توتر في العلاقات المصرية الأمريكية. وقال مكتب الرئاسة المصرية: "أعرب الرئيس ترامب عن تقديره لمصر والرئيس السيسي وكذلك التطور الذي شهدته مصر لتحقيق الأمن والاستقرار وكذلك النمو، على الرغم من عدم الاستقرار الإقليمي".