محمد علي الذي هز عرش مصر

أسامة جاويش | منذ ٥ أعوام

12

طباعة

مشاركة

زلزال بقوة محمد علي يضرب قصر الاتحادية وساكنه الجنرال، هذا الزلزال كان مركزه في مدينة برشلونة الإسبانية وشعر به القابعون في قصور الحلمية وأقلق السيدة انتصار ساكنة قصر المشير عامر وفيلا المعمورة، كما اهتز له من يقطنون قصور الهايكستب بأنفاقها الخمسة ومبانيها الإدارية ووصل مداه إلى مقبرة تكلفت أكثر من 2 مليون جنيه مصري داخل مقابر القوات المسلحة مروراً بالهيئة الهندسية وصولاً إلى فندق تريومف بالتجمع الخامس كما شعر به ساكنوا فيلا اللواء شريف صلاح الصديق المقرب لعبد الفتاح السيسي.

سبعة أيام هزت عرش مصر ولا تزال توابع الزلزال مستمرة، وكعادة الأنظمة الفاشلة في مواجهة أي كارثة تحل بها سواء كانت كارثة طبيعية أو مما كسبت أيديها كان مشهد مواجهة فيديوهات محمد علي بنفس الطرق العبثية القديمة التي لا تختلف كثيراً عن الطرق التي واجه بها جمال عبد الناصر معارضيه في ستينيات القرن الماضي، فالنظام استدعى التهمة المعلبة والجاهزة لرمي أي معارض بها فاتهموه بأنَّه ينتمي للإخوان المسلمين، ثم أجبروا والده على الظهور على الهواء مباشرة مع ذراعه الإعلامي الأسوأ على الإطلاق أحمد موسى ليتبرأ من ولده الذي باع الوطن وخان الجيش، ثم هددوه بالقتل والتصفية في إسبانيا.

ثم انتقلوا إلى المفاوضات، حيث عرضت عليه السفارة المصرية في إسبانيا التسوية، فلم تُجْدِ كل هذه المحاولات، فانتقلوا إلى وسيلة أخرى، وهي التشويش بحدث إعلامي آخر فاستضاف أحمد موسي مستشاراً اسمه عماد أبو هاشم كان في تركيا محسوباً على المعارضين فاختلف معهم وعاد ليعلن النظام عن كنز ثمين وقيادي إخواني "لم ينتم لهم" قد عاد لفضيحتهم، ولكن فوجئ النظام بهاشتاج #محمد_علي_فضحهم يتصدر "التريند" ليدحر محاولتهم الجديدة البائسة، آخر محاولاتهم لمواجهة زلزال محمد علي كان بإعلان السيسي عبر صفحته الرسمية على "تويتر" عن مؤتمر مفاجئ للشباب وإطلاق هاشتاج #اسأل_الرئيس لتوجيه الأسئلة للسيسي في هذا المؤتمر .

"مؤتمر محمد علي" هكذا أتوقَّع أن يتحول مؤتمر شباب السيسي ومحاولته للهروب إلى وبال عليه وعلى من أشار عليه بهذه الفكرة الساذجة، ولكن على الرغم من قناعتي هذه، إلا أنني وفي استجابة لما طالب به الفنان محمد علي في أحد فيديوهاته أتوجَّه هنا ببعض الأسئلة لعبد الفتاح السيسي، ولا أنتظر منه إجابه ولكنَّه حق الشعب المصري أن يسأله هذه الأسئلة، وأن يوثِّق تهرُبَه ونظامه من الإجابة وأدعو الجميع أن يكتب تلك الأسئلة للسيسي في مؤتمره المزعوم:

  1. ما حقيقة إهدارك لمبلغ ٢ مليار جنيه من أموال الشعب المصري من أجل إقامة أحد الفنادق السياحية في منطقة غير سياحية اسمها الشويفات في التجمع الخامس؟
  2. ما الداعي من إقامة فندق كهذا، وهل كان مجاملة لصديقك اللواء شريف صلاح والذي يمتلك فيلا مجاورة لمكان إقامة هذا الفندق؟
  3. لماذا أصدرت قرارا ًبهدم إستراحة المعمورة التي كان يقيم بها الرئيس المخلوع حسني مبارك؟ وكم تكلفة إنشاء القصر الجديد هناك؟
  4. ما حقيقة طلب زوجتك السيدة إنتصار عمل تعديلات على قصر المعمورة بتكلفة تجاوزت ٢٥ مليون جنيه من إجمالي تكلفة تجاوزت ٢٢٠ مليون جنيه؟
  5. ما حقيقة قرارك بهدم بيت المشير عامر وبناء قصر جديد لك ولعائلتك تكلف أكثر من ٦٠ مليون جنيه؟
  6. ما حقيقة إنفاقك أكثر من ٢ مليون جنيه لتجهيز مقبرة لوالدتك الراحلة في مقابر القوات المسلحة المصرية؟
  7. ما حقيقة طلبك إنشاء خمس فيلات في منطقة الهايكستب العسكرية ولماذا طلبت حفر خمسة أنفاق تحتها؟
  8. ما هو مشروع الكيان؟ وما علاقته بالعاصمة الإدارية الجديدة؟
  9. ما هي تكلفة حفل افتتاح تفريعة قناة السويس؟
  10. ما هي المبالغ التي حصلت عليها من تبرعات جمعها الدكتور الراحل أحمد زويل من أجل إنشاء مدينة زويل التعليمية؟
  11. ما حقيقة الانتهاء من المرحلة الأولى لجامعة زويل؟
  12. لماذا تدخل الهيئة الهندسية في معظم مشروعات الوزارات المدنية دون مناقشة أو حساب لأحد؟

كمواطن مصري من حقي أن أسأل هذه الأسئلة التي سألها محمد علي، ولكنِّي كصحفي أعلم يقيناً أنَّه لن تأتينا إجابات على هذه الأسئلة ولو كررناها ألف مرة، ولكن تكرار هذه التساؤلات في المقاهي وفي تجمعات السائقين وفي الأسواق وتناقلها على ألسنة المصريين داخل التكاتك أو في مركب نيلي صغير أو في طابور انتظار تخليص أوراق حكومية، هذا التكرار وهذه الحالة من الانتشار التي أحدثها محمد علي لا يجب أن تهدأ ولو توقف الرجل لسبب أو لآخر عن بثِّ المزيد منها، الشارع المصري الآن بات على يقين لا يساوره شك أنَّ محمد علي الذي يشبههم ويشبهوه والذي يتحدَّث بلسانهم ويستخدم "أفيهاتهم" الشعبية وملامح وجهه التي تشبه ملامح السواد الأعظم من المصريين، بات الجميع على يقين أنَّ ما يجري ما هو إلا بداية، وأنَّ عليهم أن يتلقفوا طرف الخيط ليكملوا ما بدأه الرجل من فضح وإهانة وربما إسقاط لهذا النظام.