اليونان تتآمر.. هذا ما طلبه رئيس وزراء قبرص الشمالية من تركيا

12

طباعة

مشاركة

نشرت صحيفة "ميلي غازيت" مقالاً للكاتب شاكر ترم، تحدَّث فيها عن أنَّ حكومة قبرص اليونانية تحاول فرض الأمر الواقع على قبرص الشمالية وغصْب حقوقها، من خلال الاستعانة بالدول الأوروبية التي ترى لنفسها الحق في الوجود بالمنطقة بدافع ماضيها الاستعماري.

وقال الكاتب في مقاله، إنَّ قضية قبرص كان يفترض أن تُغلق بعد أن قامت تركيا بعملية قبرص للسلام قبل 45 عاماً، حيث قام الجيش التركي بالتدخل كدولة ضامنة للسلامة في الجزيرة، إثر قيام المليشيات القبرصية الجنوبية بالقيام بحملات تطهير عرقي في الجزيرة، الأمر الذي أسفر عن تقسيم الجزيرة إلى شقين، قبرص الشمالية التركية، وقبرص الجنوبية اليونانية.

حلم اليونان

وأوضح، أنَّه نتيجة للعملية العسكرية التركية، فقد صارت ثلث الجزيرة تركية، وثلثي الجزيرة يونانية، وصارت هناك دولتان مستقلتان في الجزيرة، هما دولة شمال قبرص التركية، ودولة جنوب قبرص الرومانية "اليونانية"، إلا أنَّ الجانب اليوناني لا يزال حتى اليوم يحاول الحديث عن "عملية مفاوضات" مع الجانب التركي في الجزيرة من أجل الوصول إلى حل نهائي للجزيرة، مع أنَّ الحل النهائي تمَّ تحديده بالعملية العسكرية قبل 45 سنة.

وأشار الكاتب إلى أنَّ اليونان لا تزال حتى هذا اليوم تحلم بإضافة الجانب اليوناني من الجزيرة إلى أراضيها، على الرغم من استقلال دولة جنوب اليونان، وأنَّ السلام المستمر والاستقرار الموجود في الجانبين يؤذي ويزعج بعض الأطراف التي تحاول اغتصاب الحقوق القبرصية التركية، الأمر الذي يدفع بعض الدول إلى تشجيع الشق الجنوبي من الجزيرة للتصرف وكأن قبرص الشمالية غير موجودة.

وأردف: مع أنَّ جميع نقاط الخلاف حول الأراضي بين الدولتين قد تمَّ تسويتها، ولم يبق سوى منطقة ماراش، المختلف عليها، والتي يتم العمل على تحويل وإصلاح منظومة الملكية والطابو فيها، من أجل حل المسألة في إطار القانون الدولي.

ويبين الكاتب أنَّ الجانب اليوناني من الجزيرة يرغب في السيطرة على حقول الطاقة الموجودة شرق البحر الأبيض بمفرده، كما يريد السيطرة على خطوط نقل الطاقة، ولهذا الأمر فإنَّه يعمل على التعاون مع إسرائيل والدول الغربية في هذا الإطار.

وزاد: "لقد تناولت وسائل اعلام أجنبية عن وجود اتفاق سري بين الولايات المتحدة وإسرائيل وفرنسا وبريطانيا حول الموقف من قبرص، وهذا الاتفاق ناجم عن العقلية الاستعمارية التي ترى أي مكان غني بالثروات الطبيعية هو مكان مناسب للاستعمار والاستغلال، وهذا تصرف يشبه تصرف قطاع الطرق، ولا شيء آخر".

فخ المفاوضات

وكشف الكاتب أنَّ رئيس وزراء جمهورية قبرص الشمالية التركية أرسين تتار زار أنقرة، قبل أسبوعين، وأجرى لقاءات شرح فيها ما يجري في قبرص، وطلب من تركيا عدم تسليم قبرص التركية ومصيرها إلى يد الاتحاد الأوروبي وقراراته، وقال: "إنَّ قبرص يمكن أن تبقى موجودة فقط إن بقيت تتحرك مع تركيا".

وحسبما نقل الكاتب، فإنَّ رئيس الوزراء القبرصي التركي ارسين تتار عارض رئيس جمهورية قبرص التركية الذي ذهب للمفاوضات مع رئيس قبرص الجنوبية والأمين العام للأمم المتحدة، وأنَّ تتار قال لأكنجي: إنَّ المفاوضات هي فخ من قبل اليونانيين كي يكسبوا الوقت، لماذا تعاود الذهاب إلى المفاوضات رغم عدم وجود أية  مستجدات؟

ونقل الكاتب أيضاً، أنَّ رئيس الوزراء القبرصي نقل لأنقرة عدم جدوى المفاوضات، وطالب تركيا بالقيام بدورها كضامن له حق التحرك وحيداً في قبرص، من أجل الحفاظ على حقوق القبارصة الأتراك.

ولفت إلى أنَّه بحسب اتفاقية زوريخ التي عُقدت في تاريخ 1959، فقد منحت كل من تركيا واليونان وبريطانيا حق الضمان في قبرص، ونتيجة للحرب الأهلية والمجازر والإبادة التي حصلت في قبرص، فقد استخدمت تركيا حقها بالتدخل كضامن، وأنهت المجازر وأعمال الإبادة التي كانت موجهة ضد الأتراك.

ورأى الكاتب أنَّ "المفاوضات" تعني أخذ حق القرار من يد تركيا وإبعادها عن حق اتخاذ القرار في قبرص من خلال جعل تركيا خارج المفاوضات.

وأكد أنَّ رئيس وزراء قبرص الشمالية أرسين تتار يعرف جيداً الوضع في قبرص، ويُقدّر الأمور بطريقة جيدة، وقد بيَّن تتار لتركيا أنَّه وعلى الرغم من الاتفاقيات الدولية، ، فإنَّ قبرص الجنوبية قامت بعقد عدد من الاتفاقيات مع عدد من الدول من خلال طرف واحد دون الرجوع لقبرص الشمالية، كما بيَّن تتار في زيارته لأنقرة أنَّ المضي في الطريق الذي يمشي به الأمين العام للاتحاد الأوروبي غوتيرس هو خطير، وأنَّه لن يؤدي إلى أية نتيجة، وأنَّ قضية قبرص الشمالية هي قضية مصيرية بالنسبة إلى تركيا.

أربكان حاضرا

واستطرد الكاتب قائلاً: "إنَّ الراحل نجم الدين أربكان، والذي كان نائباً لرئيس الوزراء أثناء عملية السلام التي قام بها الجيش التركي في جزيرة قبرص، طلب أن تكون مدينة لارنكا ضمن أهداف عملية السلام التي يقوم بها الجيش التركي."

وأردف: في الأيام الماضية تركزت جهود الدول الاستعمارية على قبرص، فقد قامت فرنسا بتأسيس قاعدة عسكرية لها هناك في قبرص، كما تحاول بريطانيا توسيع أقدامها في قبرص، بالإضافة إلى قيام الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وإسرائيل واليونان وبريطانيا والأردن بعقد مناورات عسكرية مشتركة في البحر الأبيض المتوسط بشكل سري قبل تسعة أشهر، كما أنَّ الجانب اليوناني القبرصي قام بتأسيس جيش الحماية اليوناني والذي يتلقى دعماً كبيراً من اليونان ومن فرنسا.

ونوه الكاتب إلى أنَّ الأمين العام للاتحاد الأوروبي غويترس طلب بإعداد تقرير يبحث عن الآلية التي يمكن من خلالها منح جزيرة قبرص لليونانيين، ولذا فإنَّ الجلوس على الطاولة مع الجانب اليوناني في هذه الظروف هو مضيعة للوقت، ولذا فإنَّ القبارصة الأتراك قد أخذوا دروساً كثيرة من طاولة المفاوضات تلك، وكما قال وزير المالية القبرصي: "لقد أفنينا أعماراً كثيرة على تلك الطاولة، ولذا فإننا مع فكرة أن نتخلى عن تلك الطاولة".

وشدَّد على أنَّ قضية قبرص هي قضية وطنية بالنسبة إلى تركيا، ولا يمكن التخلي عنها، وينقل الكاتب عن أربكان قوله: "مهما تكونوا، إنَّ أي شخص يعمل أو يحاول أن يمنح ذرة من تراب قبرص التي رويت بدماء الشهداء، وأخذت بدماء الشهداء، فإنَّ محاسبته على فعلته هذه واجب لنا جميعاً، ودَين في أعناقنا، وليكن في علمكم، من المؤكد أننا سنجعله يدفع الثمن".

وختم الكاتب المقال بقوله، إنَّ "على الحكومة التركية أن تفتح آذانها جيداً لرئيس وزراء قبرص أرسين تتار، وأن تقدم كل الدعم اللازم من أجل جزيرة قبرص".