من تركيا إلى إيران.. صحيفة عبرية تكشف جبهات إسرائيل الخارجية

قسم الترجمة - الاستقلال | 5 years ago

12

طباعة

مشاركة

كشفت صحيفة "يديعوت أحرونت" العبرية، عن استهداف الجيش الإسرائيلي لناشطين لبنانيين على الأراضي السورية تدربوا في إيران، مشيرة في الوقت نفسه إلى قلق سلطات الاحتلال من تنامي دور حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في تركيا، التي لا تصنفها أنقرة على أنها "منظمة إرهابية".

وقالت في تقرير لها: "إن الجيش الإسرائيلي كشف عن هوية المستهدفين في عمليته العسكرية التي قام بها على الأراضي السورية، حيث استهدفت العملية ناشطين لبنانيين تدربوا في إيران. وهما: حسن يوسف زبيب (23عامًا)، وياسر أحمد ساهر (22عامًا) من لبنان هما الناشطين اللذين تم اغتيالهما".

عنصران لبنانيان

وأضافت، أن: "الناشطين كلاهما من أعضاء الميليشيا الشيعية المتورطين في محاولة لمهاجمة الطائرات من غير طيار، وقضت عليهم إسرائيل، وأنهما كانا في إيران مرات عدة في السنوات الأخيرة، حيث خضعوا لتدريب متخصص في فيلق القدس".

ونشرت الصحيفة، صورة للشابين اللبنانيين أثناء إحدى رحلاتهم إلى إيران، عبر شركة طيران "Mahan Air" الإيرانية. يفيد جيش الدفاع الإسرائيلي أن الاثنين كانا نشطين في الأسابيع الأخيرة داخل المليشيات الشيعية، تحت قيادة فيلق القدس، لتنفيذ هجوم ضد أهداف في إسرائيل.

ونقلت الصحيفة العبرية، رد قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، الأحد، على هجوم الجيش الإسرائيلي في سوريا، والذي بحسب إسرائيل أحبط محاولة لإطلاق متفجرات ضد أهداف في شمالها. بشكل استثنائي، غرّد سليماني في "تويتر" عن الهجوم، الذي وقع مساء السبت الماضي، واصفًا الإجراءات الإسرائيلية بالمجنونة. ووفقًا له، فإن هذه الإجراءات التي اتخذتها إسرائيل هي بلا شك المحاولات الأخيرة "للكيان الصهيوني".

رد كوخافي

وأوردت "يديعوت أحرونت" تصريحا لرئيس الأركان الإسرائيلي أفيف كوخافي، قال فيها:" إن سليماني - المسؤول عن عمليات الحرس الثوري خارج إيران - قاد بنفسه العملية التي أُحبطت".

وقال كوخافي: "الهجوم الذي أحبطناه هو هجوم إيراني على أرض سوريا ضد دولة إسرائيل. كان من المفترض أن يضم عددًا من المتفجرات ضد عدد من الأهداف في شمال البلاد. الشخص الذي قاد الهجوم ووجهه هو قاسم سليماني شخصيًا.

وأضاف: "قام سليماني بتمويل وتدريب الناشطين الشيعة الذين كانوا من المفترض أن يقوموا بالعملية"، مشددًا على ضرورة الاستعداد لكل الاحتمالات، وسنفعل ذلك بأفضل طريقة ممكنة.

"الوزاري المصغر"

وذكرت الصحيفة، أنه نتنياهو حذر قبل انعقاد الاجتماعي الوزاري المصغر، يوم الاثنين الماضي، من أن الإيرانيين يعتزمون "قتل الإسرائيليين في الجولان بالمتفجرات".

وحذر رئيس الحكومة الإسرائيلية: "إننا لن نتسامح مع الهجمات على إسرائيل من أي دولة في المنطقة. وأي دولة تسمح باستخدام أراضيها لشن هجمات ضد إسرائيل سيكون لها عواقب".

كان الهجوم الذي شنه الجيش الإسرائيلي، السبت الماضي، موجهًا ضد منشأة في قرية عقربا جنوب شرق دمشق، إذا قال الجيش:" إن مليشيا فيلق القدس دفع مقابل استخدام بيت هناك، حيث استعمل الفيلق فيلا مسورة بها حمام سباحة وحديقة كبيرة ومستودع. كما تم الاحتفاظ بالمعدات المعدة للهجوم هناك".

إسرائيل تشكو تركيا

ونقلت "يديعوت أحرونوت" عن مصادر قولها:" إن إسرائيل تقدمت مؤخرا بطلب إلى دول الاتحاد الأوروبي للتحرك ضد تركيا من أجل كبح نشاط حماس على أراضيها. كما تم إرسال رسائل مماثلة من القدس إلى أنقرة".

ولفتت إلى أن "إسرائيل تشعر بقلق عميق إزاء الأنشطة الإرهابية في تركيا، ويُنظر إليها على أنها عامل يقوض الاستقرار في المنطقة ويضر بالعلاقة المتوترة أصلًا، في وجه دولة رجب طيب أردوغان".

تابعت الصحيفة: "في القدس، يدّعون أن تركيا تسمح لحماس في العمل على أراضيها وتتعامل مع الحركة وكأنها منظمة شرعية. تعهدت أنقرة في اتفاقية المصالحة لعام 2016 بأنها لن تسمح لحماس بالبدء في عمليات إرهابية على أراضيها - ومع ذلك".

وزادت نقلا عن مصادر استخباراتية في إسرائيل، بالقول: "تعمل حماس على أراضي تركيا لتنفيذ عمليات إرهابية في البلاد، بينما تغض الحكومة التركية النظر عن ذلك، أو ربما تقره".  

وأوضحت الصحيفة، أن "حماس تعمل من جانبها على تجنيد طلاب فلسطينيين يدخلون تركيا. وفي الوقت نفسه، تستغل حماس أيضًا منظمات الإغاثة الإنسانية التركية العاملة في غزة لتهريب الأموال إلى عملاء المنظمة في غزة وفي الضفة الغربية".

وأكدت، أن إسرائيل وجهت في القضية رسالة نتنياهو إلى عواصم مختلفة في أوروبا تحت إشراف وزارة الخارجية والقيادة السياسية العليا، وهي تبني نهجًا أكثر حزمًا ضد الأتراك وكبح نشاط حماس. كما ذُكر، وتوجهت إسرائيل مباشرة إلى الحكومة التركية وعبرت عن استيائها من الموضوع.

العاروري في تركيا

وأشارت الصحيفة إلى أن: "الشخص الذي كان مسؤولًا عن حماس في تركيا في الماضي هو صالح العاروري - الذي كان مسؤولًا عن خطف وقتل الشباب الثلاثة- وهو يتنقل بين كل من تركيا، قطر ولبنان. وكذلك فإن جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي كشف عن العديد من منظمات حماس الإرهابية التي نشأت في تركيا".

ونقلت عن بيان لوزارة الخارجية الإسرائيلية، قالت فيه: "إنها تعارض بشكل روتيني جهود المنظمات الإرهابية، بما في ذلك حماس وحزب الله، إلخ. وفي هذا الصدد، تقوم الخارجية بإرسال الوفود الإسرائيلية لإجراء حوار مستمر مع عدد من الحكومات والمنظمات الدولية التي تهدف إلى الإضرار بقدرات المنظمات الإرهابية وشرعيتها".

وبيّت، أن بيان الخارجية تضمن أيضًا: "لقد حققت هذه الجهود نجاحات مهمة، بما في ذلك إعلان دولة باراغواي عن حماس وحزب الله كمنظمات إرهابية هذا الأسبوع. تنظر إسرائيل بمحمل الجد إلى أنشطة حماس في تركيا، وتقوم بإجراءات من خلال مجموعة متنوعة من القنوات، بما في ذلك باتصالات مباشرة مع الحكومة التركية".

واختتمت الصحيفة تقريرها بالقول: "مرت رحلة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى أوكرانيا الأسبوع الماضي من فوق سماء تركيا، بعدما كانت طائرته في السنوات الأخيرة تأخذ طريق أجواء دول البلقان خلال رحلات جوية إلى وجهات في أوروبا الشرقية. ولدى سؤاله عما إذا كانت هذه إشارة لذوبان الجليد في العلاقات مع أنقرة، أجاب نتنياهو: " لا أعرف عن ذلك".