بشروط.. رئيس القائمة العربية في إسرائيل يوافق على الانضمام للحكومة

12

طباعة

مشاركة

في تصريحات مثيرة بالنسبة لفلسطينيي الـ"48"، أعلن رئيس "القائمة المشتركة" أيمن عودة، ممثل حزب "الجبهة للسلام والمساواة" عن استعداده للمشاركة في الحكومة الإسرائيلية، إذا لبت الأحزاب سلسلة من المتطلبات الأساسية بشأن المواطنين العرب في إسرائيل.

تصريحات العودة التي أدلى بها خلال مقابلة صحفية مع "يديعوت أحرونوت" العربية، رد عليها حزب "التجمع الوطني الديمقراطي"، في بيان بعنوان "تصريح أيمن عودة لا يمثل المشتركة"، في إشارة إلى القائمة المشتركة المكونة من الأحزاب العربية في الكنيست الإسرائيلي.

ووصفت الصحيفة تصريحات العودة بأنها "تمثل استعدادا لتغيير تاريخي"، فقد انضمت الأحزاب العربية سابقا إلى المعارضة، لكنها ظلت دائما بعيدة عن تحالف الحكومة. يعلم عودة أن احتمال تنفيذ مقترحاته بعد الانتخابات المقبلة ضئيل جدا، لكنها ذات أهمية كبيرة، لبيان النوايا.

ولم يستشر أيمن عودة، شركاء "القائمة المشتركة" قبل المقابلة الصحيفة، إذ تمثل القائمة ائتلافا مركبا من أربعة أحزاب "الجبهة، الحركة الإسلامية، التجمع، الحركة العربية"، فيما ردّت عايدة توما النائبة عن حزب "الجبهة"، بالقول: إن "تصريحات أيمن عودة تمثل رأيه الشخصي، وأن هنالك اختلاف حول هذا الرأي".

وبحسب "يديعوت أحرونوت"، فإن خلفية قرار عودة هي بنفس أهمية محتوى التصريحات في انتخابات أبريل/نيسان الماضية، فقد انخفض عدد الناخبين في الوسط العربي إلى 49 في المئة، وفقا لآخر استطلاعات الرأي، وأن الإقبال المتوقع في الانتخابات المقبلة مشابه، وإذا كانت هناك زيادة في المشاركة، فستكون في الحد الأدنى.

وذكرت الصحيفة العبرية، أن الناخبين، وخاصة الشباب منهم، لا يبالون بالانتخابات والذهاب إلى صناديق الاقتراع، لأنهم يشعرون أن صوتهم ليس له أي تأثير عملي، وأن جيل الشباب، يرى أن ليس من مصلحتهم أن يبقى أعضاء الكنيست العرب في مقاعد المعارضة إلى الأبد. أجندتهم مدنية، وأنها تركز على المشاكل اليومية للوسط العربي، وأن عودة يقدم لهم الأمل في التأثير، وهو صلة بمعسكر سياسي كبير يمكنه دمجهم في السلطة.

شروط أيمن عودة

 ووفقا للصحيفة العربية، فإن عودة وضع أربع شروط يعتقد أنها ستهيئ العرب للدخول في الائتلاف:

  • التخطيط والبناء: تجميد هدم المباني في الأراضي المملوكة ملكية خاصة، وإلغاء قانون "كيمنتس" الذي أدى إلى تفاقم العقوبة على مخالفات البناء، وبناء مدينة عربية.
  • العنف: جمع الأسلحة غير المرخصة في الوسط العربي، وشن حملات ضد منظمات مكافحة الجريمة، وإنشاء فريق مشترك لمكافحة الجريمة في المجتمع العربي داخل إسرائيل.
  • الرعاية الاجتماعية: بناء مستشفى عام في مدينة عربية، ورفع معاشات الشيخوخة، وميزانية إضافية لمهاجع النساء اللائي يتعرضن للضرب.
  • سياسي: استئناف المفاوضات مع الفلسطينيين، وإلغاء قانون القومية.

ونقلت عن عودة قوله: "سنكون شركاء في الحكومة في حال لن يعامل العرب كمواطنين من الدرجة الثانية".

وأضاف قائلا: هناك ثلاث حواجز تفصل بين "القائمة المشتركة" من جهة، بين أحزاب "اليسار- وسط" من جهة أخرى. الحاجز الأول، هو الانضمام إلى كتلة المعارضة، وعلى هذا هناك اتفاق.

وبخصوص الحاجز الثاني، هو تقديم توصية لرئيس الدولة فيمن يستحق تشكيل الحكومة، ليكون رئيسا للوزراء (وهذا تقليد يتم بعد كل انتخابات كنيست، حيث تتقدم الأحزاب المنتخبة بتوصية لرئيس الدولة فيمن يرونه مؤهلا لتشكيل الحكومة وترأسها، وبدوره يقوم رئيس الدولة بمنح الصلاحية لرئيس أحد الأحزاب في تشكيل الحكومة، بناء على أصوات المنتخبين وتوصيات الأحزاب).

أما بخصوص الحاجز الثالث، يضيف عودة: فهو يتعلق في استعداد كلا الطرفين في الدخول بحكومة واحدة، وهذا الحاجز الأصعب الذي يتطلب جهودا مشتركة من كلا الطرفين.

ونوهت الصحيفة إلى أنه بعد انتخابات أبريل/نيسان 2019، خلص "كاحول لافان" برئاسة غانيس إلى أن التحالف كان مخطئا في تعامله مع الناخبين العرب.

وذكرت، أن التحالف أقيم له 50 فرعا في الوسط العربي، وبدأ بيني غانتس سلسلة من المحادثات مع أيمن عودة وأحمد طيبي. كان كلا الجانبين مقتنعين بأنه يمكنهما التعاون معا.

ولفتت الصحيفة إلى أن قرار غانتس، على الرغم من معارضة يعلون له، بالسماح لأيمن عودة بالتحدث ضد نتنياهو في تل أبيب، ساهم في رفع هذه الثقة، وظهر غانتس في مقابلة على قناة عربية على الإنترنت، فعلى على الرغم من أن نتنياهو هاجمه، إلا أن غانتس لم يتوانى في الرد عليه.

لا يمثل "المشتركة"

من جانبه، رد حزب "التجمع" على تصريحات عودة، وأكد أنها لا تعبر عن موقف "القائمة المشتركة"، إنما تعبر عن موقف شخصي للنائب أيمن عودة. ووصف بيان التجمع تصريحات عودة بـ"المتناقضة مع البرامج السياسي للقائمة المشتركة، فلا يمكن للقائمة المشتركة أن تشارك في حكومة يرأسها جنرالات حرب يفاخرون بأفعالهم".

بدوره، استغل حزب "العمل الإسرائيلي" تصريحات عودة والردود عليه، فنشر تعليقا باللغة العربية من خلال صفحته على "فيسبوك"، جاء فيه "ليبرمان وكحول لافان وجهان لنفس العملة".

وأضاف، أن بيني غانس رئيس حزب "كاحول لافان" يوقع على اتفاقية فائض أصوات مع أفيغدور ليبرمان رئيس الحزب المتطرف "إسرائيل بيتنا". أي أن صوتك لـ"كحاول لافان" سينجح وينقذ ليبرمان.

وأوضح منشور الحزب، أن "ليبرمان صاحب فكرة الترانسفير ونقل المثلث وخاصة مدينة ام الفحم، من إسرائيل. ليبرمان الذي يريد منع الميزانيات عن السلطات المحلية العربية. ليبرمان الذي لا يريد عرب في الكنيست. لا تنقذوا ليبرمان بأصوات العرب، واحذروا التصويت لكاحول لافان".