شاب أمريكي يستنجد بترامب للإفراج عن أمه من سجون السيسي

12

طباعة

مشاركة

نشرت شبكة "سي إن إن" الأمريكية، مقطع فيديو لشاب أمريكي الجنسية من أصل مصري يطالب فيه رئيس الولايات المتحدة، دونالد ترامب بالعمل والضغط على النظام المصري برئاسة عبدالفتاح السياسي، للإفراج عن أمه المعتقلة منذ مدة في أحد السجون المصرية.

وقالت الشبكة في تقريرها، إن الشاب مصطفى حامد سعيد قال: "إنه ووالدته، ريم محمد دسوقي، كانوا يتطلعون الى رحلتهم الى القاهرة".

اعتقال من المطار

وذكر، الشاب المصري الذي يعيش مع أسرته في بنسلفانيا في شريط فيديو حصلت عليه الشبكة الأمريكية: "كنا متحمسين للمجيء إلى مصر حتى نتمكن من قضاء بعض الوقت مع عائلتنا خلال العطلة الصيفية".

وتابعت "سي إن إن" في تقريرها، أن الإثارة التي شعرت بها الأسرة لقضاء عطلتها في القاهرة سرعان ما تلاشت عند وصولهم للقاهرة الشهر الماضي، حيث تم سجن ريم محمد دسوقي، والدة الشاب مصطفى حامد سعيد، وهي مواطنة أمريكية مصرية، بعد اعتقالها هي ومصطفى واستجوابهما في المطار.

ولفتت الشبكة إلى أن مصطفى يطالب الآن أي شخص، بما في ذلك الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بالمساعدة في تأمين إطلاق سراح والدته.

وقال في فيديو آخر: "أرجوك يا سيادة الرئيس ترامب، الرجاء المساعدة، من فضلك، أنا فقط بحاجة إلى أمي. ليس من المفترض أن نكون في هذه المشكلة في الوقت الحالي".

مصطفى حامد سعيد شاب أمريكي من أصل مصري 

ونقلت "سي إن إن" عن منظمة "هيومن رايتس ووتش" قولها، إن السلطات المصرية اعتقلت ستة مواطنين مزدوجي الجنسية  - من بينهم كندي وأسترالي واثنين من الألمان - في الأشهر الأخيرة، وقال  مايكل بيج، نائب مدير الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في المنظمة، للشبكة الأمريكية، إن الاعتقالات "بدأت تظهر كنمط متكرر لما تقوم به السلطات المصرية من اختراق لحقوق الإنسان".

كما نقلت عن مصطفى ابن المعتقلة المصرية ريم دسوقي قوله في فيديو، حول استجوابه: "لقد كانت تجربة مروعة بالنسبة لي، كنت خائفا جدا".

وتابع مصطفى في الفيديو: أن السلطات المصرية قامت باعتقاله هو والدته، إلا أنهم أطلقوا سراحه بعد مرور 11 ساعة من اعتقاله، حيت استقبله خاله، نور دسوقي، الأخ الشقيق لوالدته.

التحريض على النظام

وبحسب ما ورد في تقرير الشبكة الأمريكية، فإن السلطات المصرية اتهمت دسوقي، وهي معلمة فنية وأم عزباء، بـ "إدارة صفحات فيسبوك تهدف إلى زعزعة أمن واستقرار الدولة"، وفقا لما قاله محمد سلطان، رئيس منظمة الحرية لحقوق الإنسان ومقرها واشنطن.

وفي مقطع فيديو آخر، قال مصطفى، إنه عندما ذهب هو وخاله لزيارة والدته، تم احتجاز خاله أيضا، ويؤكد محمد سلطان أنه لايزال قيد الاعتقال حتى كتابة هذا التقرير.

وأشار مصطفى إلى أن عائلته كلها خائفة من زيارة والدته، خاصة بعد اعتقال خاله أثناء الزيارة، لأنه من الممكن أن تقوم  السلطات باعتقالهم، كما حدث مع خاله.

الشاب مصطفى مع والدته نور دسوقي المعتقلة حاليا في سجون مصر

ونقلت الشبكة الأمريكية عن سلطان قوله، إن نور دسوقي يواجه نفس تهمة ريم دسوقي، لكنه يعتقد أن "جريمة نور الوحيدة هي الحصول على تمثيل قانوني لشقيقته ومحاولة تسليط بعض الضوء على قضية أخته".

وأضاف سلطان، الذي كان على اتصال بالعائلة والمحامي وهو سجين سياسي سابق في مصر، إنه قبل اعتقاله، كان نور دسوقي يتقدم بطلب للحصول على تأشيرة لمرافقة مصطفى إلى الولايات المتحدة.

وقال لشبكة "سي إن إن" إن نور دسوقي كان قد تقدم  بطلب للحصول على تأشيرة سياحية حتى يتمكن من القدوم مع مصطفى إلى الولايات المتحدة حتى يتمكن مصطفى من العودة إلى المدرسة والحصول على القليل من الحياة الطبيعية في حياته". "إنها مفجعة،  إنها مفجعة حقًا."

أما مصطفى، الطالب في الصف الثامن، قال في أحد مقاطع الفيديو، إنه لا يريد العودة إلى الولايات المتحدة دون والدته، وطالب أيضا بالمساعدة لإطلاق سراح خاله ووالدته.

موقف الخارجية الأمريكية

ونقلت الشبكة عن وزارة الخارجية الأمريكية قولها، حين سُئلت عن ريم مصطفى، إنه لديها علم باحتجاز السلطات المصرية لمواطنة تحمل الجنسية الأمريكية.

وقال مسؤول بوزارة الخارجية: "كما هو الحال دائما، عندما نعلم باحتجاز مواطن أمريكي، نطلب زيارة قنصلية فورية للمعتقل من السلطات المصرية، إلا أنه ليس من الواضح ما إذا كان قد تم منح دسوقي زيارات قنصلية، في الوقت الذي لم ترد السفارة الأمريكية في القاهرة على الفور على طلب "سي إن إن" للتعليق إذا ما كانت قامت بزيارة قنصلية للمعتقلة الأمريكية، ريم دسوقي.

ولم ترد السفارة المصرية في واشنطن، ووزارة الخارجية في القاهرة على العديد من طلبات الحصول على معلومات حول ريم دسوقي وحالة قضيتها، بينما قال سلطان لـ"سي إن إن" إن ريم ونور دسوقي "لهما تمثيل على أرض الواقع من اللجنة المصرية لحقوق الإنسان".

وأكدت الشبكة في تقريرها، أن ريم دسوقي لم تكن المصرية الوحيدة، التي تحمل الجنسيتين، المصرية والأمريكية التي تعتقلها السلطات المصرية.

اعتقال مصري آخر

في الأسبوع الماضي، حثت "هيومن رايتس ووتش" و"مبادرة الحرية" المسؤولين المصريين على التحقيق في محاولة الانتحار التي أبلغ عنها مواطن مصري آخر يُدعي خالد حسن.

وكشفت "سي إن إن" أن حسن، سائق سيارة ليموزين كان يعيش في نيويورك، احتُجز سرا واختفى قسرا لمدة أربعة أشهر ابتداءً من يناير/ كانون الثاني 2018، طبقا لـ "هيومن رايتس ووتش"، وذكر أنه تعرض للتعذيب والاغتصاب، بينما في الجانب الآخر، في بيان صدر في أكتوبر/ تشرين الأول 2018، أنكرت السلطات المصرية مزاعم حسن بالتعذيب والاغتصاب والاختفاء القسري، وفقا للمنظمة.

ونقلت "سي إن إن" عن منظمات حقوقية، أن المعتقل خالد حسن حاول الانتحار بقطع شرايين يده، وتناول كميات كبيرة من حبوب ارتفاع ضغط الدم في التاسع والعشرين من يوليو/تموز، وبعد أن وجده نزلاء آخرون فاقدا للوعي نقلته سلطات السجن إلى مستشفى سجن طرة حيث عولجت جروحه.

كما نقلت الشبكة الأمريكية عن أسرة حسن قولها: إن طبيبا نفسيا رآه في ذلك اليوم وقدم له الدواء، وأُعيد إلى زنزانته في نفس الليلة، وأثاروا مخاوف بشأن ما إذا كان يتلقى رعاية طبية مناسبة.

وأضافت "سي إن إن" أنه  وفقا لـ"هيومن رايتس ووتش"، قام المدعون العسكريون المصريون بإدراج حسن في قضية 2018 تُعرف باسم "قضية سيناء الثانية"، والتي يُتهم فيها المئات من المعتقلين بالانضمام إلى تنظيم الدولة ومساعدته في تحقيق أهدافه من خلال التجسس على الجيش و التخطيط لهجمات مسلحة.

ونفى حسن أي صلة له بالمجموعة، وفقا لـمسؤول يُدعى بيج في "هيومن رايتس ووتش"، وقال إنه لا يعرف سوى شخص واحد آخر متهم في هذه القضية - شخص تعرض لسوء المعاملة الشديدة ويحتاج إلى جراحة جراء التعذيب الذي قامت به السلطات المصرية في حقه أثناء اعتقاله.

المعتقل خالد حسن مواطن أمريكي من أصل مصري

محاولة للانتحار

وأضافت الشبكة، أنه وفقا للتقرير، فإن حسن حاول الانتحار بعد حرمانه من زيارة أخيه، وقالت عائلة حسن: "إن الزيارة رُفضت أربع مرات".

وفي سياق متصل، نقلت "سي إن إن" عن مسؤول في وزارة الخارجية الأمريكية قوله: "إنهم كانوا يتابعون قضية المواطن الأمريكي، خالد حسن عن كثب، ولم ترد السلطات المصرية عن أية تساؤلات حول قضية المواطن الأمريكي". وأضاف المسؤول: "حسن لا يزال قيد الاحتجاز".

وحثّ المسؤول الأمريكي "الحكومة المصرية على ضمان معاملة حسن وجميع المعتقلين معاملة إنسانية واحترام ضمانات المحاكمة العادلة". وأضاف: "نحن على اتصال وثيق بأسرته ونواصل تقديم جميع الخدمات القنصلية الممكنة للسيد حسن، نشعر بالقلق إزاء مزاعم التعذيب ونواصل حث حكومة مصر بشدة على توفير معاملة إنسانية له ولكل السجناء".

وأفاد المسؤول في حديث للشبكة الأمريكية، بأنهم لا يفرجون عموما عن عدد المواطنين الأمريكيين المحتجزين في الخارج، وذلك بسبب اعتبارات الخصوصية وصعوبة الحصول على أرقام موثوق بها في العديد من البلدان".

وقال كل من بيج وسلطان لـ"سي إن إن"، إن "إدارة ترامب يمكن أن تستخدم نفوذها للإفراج عن الأمريكيين المحتجزين في مصر".

وأكد بيج للشبكة الأمريكية، أن "الولايات المتحدة على وجه الخصوص لديها دور، ودور هائل محتمل ينبغي عليها السعي للقيام به"، مشيرا إلى أن "الولايات المتحدة قد تفكر في محاولة تقييد أو حجب المساعدات حتى تلتزم الحكومة المصرية بالإصلاحات".

ترامب باستطاعته التدخل

وأعرب سلطان لـ"سي إن إن" عن اعتقاده بأن "الإدارة  الأمريكية الحالية تعمل على هذه القضايا، وأعتقد أنها كانت فعالة للغاية في إعادة الأمريكيين إلى الوطن وأرغب في رؤية الكثير من الأمور يتم تنفيذها بشأن قضايا مصر".

وأضاف: "هناك الكثير من الأشخاص في هذه الإدارة تربطهم علاقات جيدة مع السيسي، لكنني أعتقد أنهم بحاجة إلى استخدام هذا النفوذ والضغط على الحكومة المصرية وإعادة هؤلاء الأمريكيين إلى بلادهم".

ونوه سلطان إلى أنه "نعلم أن هذه تهم مسيّسة للغاية، لذا  يجب أن نستخدم النفوذ الذي لدينا لمنح هؤلاء المعتقلين حريتهم و إعادتهم الى الولايات المتحدة".

وذكرت "سي إن إن" أنه في عام 2017، نجح ترامب في التفاوض على إطلاق سراح الناشطة الحقوقية الأمريكية  آية حجازي وزوجها من سجن مصري، بعدما أمضيا نحو ثلاث سنوات خلف القضبان، وقال السكرتير الصحفي للبيت الأبيض آنذاك شون سبايسر، إن ترامب "شارك مباشرة وراء الكواليس" لتأمين إطلاق سراح حجازي وأثار القضية مع السيسي.

وأوضحت الشبكة، أن الرئيس الأمريكي استقبل حجازي في المكتب البيضاوي في أبريل/نيسان 2017، وأخبرها أنها أظهرت "قوة كبيرة" في محنتها.

علي جانب آخر، قالت "سي إن إن" أن ترامب كان أقل صراحة حول انتهاكات رئيس النظام المصري لحقوق الإنسان، وبدلا من ذلك امتدح السيسي في أبريل/نيسان الماضي عندما استضافه في البيت الأبيض، وقال ترامب: "أعتقد أنه يقوم بعمل رائع"، واصفا السيسي بأنه "شخص عظيم".

واختتمت شبكة "سي إن إن" الأمريكية تقريرها بقولها، إن البيت الأبيض رفض التعليق علي قضيتي ريم دسوقي وخالد حسن، المواطنين الأمريكيين المعتقلين لدي لسلطات المصرية.